→ عودة إلى تغريدات

آية يساء الاستدلال بها من كثيرين: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَن…

٢٢ أبريل ٢٠٢١
آية يساء الاستدلال بها من كثيرين: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَن…

آية يساء الاستدلال بها من كثيرين:

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62))، ليوهم الناس أن الآية تنطبق على أهل الملل في زماننا من المسلمين وغيرهم.

فنقول يا كرام: سياق الآية و رَدُّها إلى محكم القرآن وأقوال المفسرين تبين أن الآية لها أحد معنيين:

1. إما أنها تتحدث عن المؤمنين بالأنبياء في زمانهم الذين اتبعوهم وماتوا على التوحيد قبل بعثة محمد صلى اللله عليه وسلم.

ومناسبة هذا المعنى أنه مع كثرة ذِكر قبائح بني إسرائيل قد يقع في نفوس الناسِ أنَّ الله تعالى يذمُّ جميعاً، وأنهم كلَّهم كانواً كفاراً معاندين مع أنبيائهم، فبيّن الله أنَّه كان منهم مؤمنون صالحون اتبعوا أنبياءهم وكانوا لهم خلفاً صالحاً، فهؤلاء هم الذين لهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.

2. أو أن الآية تتحدث عمن كانوا من أهل الملل في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فآمنوا به ودخلوا في الإسلام.

ومناسبة هذا المعنى الثاني أن الآية قبلها خُتمت بقوله تعالى في بني إسرائيل: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) ).

فلعل سائلاً يقول: هل يعني هذا أنه لا توبة لهم بجرائمهم وآثامهم هذه؟ فأتى الجواب أنهم إن آمنوا وعملوا الصالحات فباب التوبة مفتوح لهم.

ولم يقل أحد من المسلمين العقلاء عبر القرون أن هذه الآية تعني أنه (كله محصل بعضه)، وأنه يجوز لليهود والنصارى أن يؤمنوا بالله واليوم الآخر ويكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويكونوا مع ذلك من أهل الجنة ! وإلا فلماذا الدعوة إلى الإسلام؟ ولماذا (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا)؟!

والله المستعان.