الأخبار محرقة الأعمار
أهمية العلم على الأخبار
ترجمة نانسي قنقر منك أحداث العام الماضي لماذا؟ لأنها انتهت. يحتاجونها يومًا، وإذا جاء الذي بعده يحتاجون الذي بعده. ولكن لو تعلمك العلم، يحتاجك الناس مدى الدهر. هذا الذي تنفع به. وإذا ارتفع الإنسان وأصبح مؤثرًا في الأمة، حينئذ يؤثر في الأحداث. هل يرفع رأسه بإطلاق؟ نقول يرفع رأسه بمقدار تأثيره، فلا يأخذ الاحترار بنفسه ويرفع رأسه ويظن أن الناس الشرق والغرب يأتمرون بأمره، ثم يخوض في أشياء تحرق عمره.
ولهذا أقول أنه من أعظم ما يحرق الأعمار الأخبار. وهنا في رفع الإنسان لرأسه ويده ولسانه، وكذلك دخوله في الهوى، فإن لم ينفع فإنه يضر. وربما يضر في هذا المصلحين.
مخاطر الخوض في الأحداث دون علم
وجل من رأيت من الشباب الذين يخوضون في نوازل وحوادث لا تمضي سنيات إلا وقد ندموا. وقد رأيت كثيرًا من هذا، حتى بلغ بأن بعض الشباب لا يستمع القول، فأدعوه للأيام تصحح مساره. للعناد سنة وسنتين وثلاثة ويتغير، وهذا أحرق أو ضيع سنوات في أحداث لا ينفع فيها ولا يؤثر. ولو تحدث مع كل أحد، لذلك تحدث بعض الشباب تقول له: هل يستمع لقولك أحد أو ينقاد له؟ يقول: لا، ولا أهل بيته ينقادون له ولا يستمعون قوله. إذن لماذا تخوض في أمثال هذه الأشياء؟
دعوة لطلب العلم
عليك بالعلم وتحصن وتعلم، فهذا هو الذي يبقى للإنسان. ولو تعلم طلاب العلم واعتنوا بمسائل العلم كعنايتهم بالأخبار اليوم، لأصبح في صفوفنا كأئمتنا أبي حاتم وأبي زرعة وابن معين. فتجد أن الحادثة الواحدة يعرفون مكانها ومن خاض فيها ومن شارك فيها، والتحليلات التي جاءت فيها المحللين من الشرق والغرب. وفي نهاية الأمر إذا زالت هذه الحادثة، شغلت حيزًا من عمره ومن ذهنه وما استفاد من ذلك شيئًا.