الحجاب ليس حرية شخصية
السلام عليكم. البعض منا لما يأتي يدافع عن حجاب المرأة يقول: "الحجاب حرية شخصية". إخواني، فرق كبير بين أن تخاطب كفارًا لا يؤمنون بالإسلام دينًا حقًا مطلقًا حاكمًا مهيمنًا على حياة الناس، فتقول لهم: "أنتم تدعون أن القيمة العليا عندكم هي الحرية، فحسب مبدأكم هذا والذي لا أتفق معكم عليه، فالحجاب حرية شخصية، فلماذا تسمحون بكل شيء إلا الحجاب؟ إذن فأنتم كاذبون متناقضون في دعواكم".
فرق كبير بين هذا الخطاب، وفي المقابل أن يُرفع هذا الشعار وسط المسلمين الذين يُفترض أنهم أسلموا لله في كل شؤون حياتهم، واعترفوا بأن الحكم له، أن يُرفع شعار "الحجاب حرية شخصية" في مواقع تواصلهم وتجمعاتهم كأنه حق نؤمن به.
المشكلة الأولى: مغالطة الشعار
هذا الشعار يحتوي على مشكلتين كبيرتين. وما تقود إليه هذه الطاعة من تحقيق الحق والعدل، وكل ما خالف طاعة الله فهو معصية مذمومة يجب على المجتمع المسلم العمل على إزالتها، لا تركها على اعتبار أنها حرية شخصية. فكم من حرية لم تكن حقًا بل باطلاً، ولم تكن عدلاً بل ظلمًا.
المشكلة الثانية: الحجاب أمر رباني
المشكلة الثانية هي أن هذا الشعار يعني أننا نطالب بحجاب المرأة من حيث أنه حرية شخصية، وهذا باطل. فالحجاب أمر رباني ملزم للمجتمع المسلم، لا حرية شخصية. والمسلم ليس شخصًا نفعيًا كالمنافقين يطالب بالشيء إذا خدم مصلحته ثم يتنكر له بعد ذلك.
نتائج رفع شعار "الحرية الشخصية"
وعليه فإذا رفعنا هذا الشعار، ثم رأينا المجون في اللباس والمعاصي بأشكالها علنًا، حتى عبارة "حق المرأة في أن ترتدي الحجاب" تشعر بأن من حقها أن ترتديه إن أرادت، ومن حقها ألا ترتديه إن أرادت. وهذه كلها عبارات تنجم عن نسيان أن المركزية في المجتمع المسلم هي لطاعة الله تعالى.
قد تقول: "يعني لو كان الأمر لكم كنتم ستفرضون الحجاب؟" لن أنتقل إلى هذه المعركة الجانبية، فموضوعنا هنا هو تذكير المسلمين بما يعنيه إسلامهم ليحققوا العبودية لله بالاعتراف بأن الأمر له والحكم له سبحانه، حتى لو كانت الأحكام المعمول بها في بلادهم مخالفة لأمره عز وجل.
بل أقول هنا: حتى المتبرجة في مجتمعاتنا هذه الأيام، إن قالت: "يجب على المسلمين طاعة ربهم والعمل بأمره، ولذلك يجب السماح لمن تريد الحجاب أن ترتديه"، فإننا نقول لها: رفعتِ شعارًا جاهليًا، ونصرتِ المحجبة نصرة لا يُثنى عليها إلا كما يُثنى على دفاع المطعم بن عدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة نخوة، مع أنه لم يكن على دينه عليه الصلاة والسلام.
تحذير للمسلمة
فاحذري أيتها المسلمة أن تهدمي الأصل والقضية الكبرى وأنت لا تشعرين. فالحجاب ليس حرية شخصية بل فريضة ربانية.
الخاتمة
وصدق الله تعالى إذ قال: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}.