السلام عليكم ورحمة الله
رسالة إلى كل مسلم ومسلمة
هذه الرسالة لكل مسلم ومسلمة في قلبه بقية محبة لله ورسوله، مهما كان عندك من معاصٍ وذنوب. لا يخفى عليكم يا أحبة أن صوت الباطل والإفساد عالٍ هذه الأيام، وأن أهل الباطل يحاولون بكل جهدهم سلخ المجتمعات المسلمة عن دينها.
وسائل أهل الباطل في الإفساد
ومن وسائلهم تهييج الشهوات ونشر المسلسلات التي لا تحارب الإسلام فقط، بل تحارب إنسانية شبابنا وبناتنا. مسلسلات تقتل حياتك، غيرتك على عرضك، أخلاقك، كرامة نفسك، أدبك، نبلك، نخوتك، عزتك، شهامتك. هذه المقومات الإنسانية التي كان كثير منها موجودًا حتى عند بعض أهل الجاهلية.
عندما يدمرون هذه المقومات النفسية، فإن الخطاب الشرعي بـ(قال الله) و(قال رسوله) لا يعود يؤثر في أبنائنا وبناتنا؛ لأنهم يصبحون ملوثي الفطرة، منتكسي النفسية، كقوم لوط الذين قال الله فيهم: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ).
المسلسلات المدمرة: حرب على القيم والإنسانية
مسلسلات فيها شباب وشابات في أخطر سن، في بدايات التكليف. الواحد فيهم يسب الآخر في عرضه، "تطعيم" كما يقال، فلا يتأثر، عادي جدًا! بينما عند العرب الأوائل الجاهليين كانت تقوم حروب على شتم العرض. عنترة "الجاهلي" كان يقول: أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال
مسلسلات تجعل الزنا شيئًا عاديًا كأنه مجتمع دواب بل أحط، تروج للمخدرات بين أبنائنا. بعض ممثليها لهم منشورات يستهزئون فيها بالله - عز وجل! يعني لا دين ولا أخلاق ولا إنسانية.
ولنا أن نسأل: حتى بعيدًا عن الإسلام، هل هذه المسلسلات تقدم نفعًا دنيويًا لبلاد المسلمين؟ هل تساهم في التقدم الاقتصادي؟ التقدم العسكري؟ التقني؟ من المستفيد منها إذن؟
من المستفيد من هذا الإفساد؟
المستفيدون منها هم الذين يريدون تحويل أبنائنا وبناتنا إلى أمساخ مشوهة نفسيًا، آلات، عبيد. يقتل إخواننا في العقيدة فنسكت. يسرح عدونا ويمرح في أرضنا وينهب ثرواتنا فنسكت، ولا نعترض، ما دام هناك بار خمر، وديسكو، وزنا رخيص.
ترضى لنفسك هذا يا شاب؟ ترضين هذا لنفسك يا بنت؟ ترضون أن تداس كرامتكم وإنسانيتكم بهذا الشكل؟! ولا كأنك إنسان، ولا عربي، ولا مسلم؟ والله حتى أهل الجاهلية كثير منهم ما كان يرضى!
إعلان البراءة: صوت الكرامة والحياء
لذلك يا مسلم، ويا مسلمة، بل يا إنسان ويا إنسانة، حتى لو لم تكن مسلمًا، يا من عندك كرامة وحياء وأخلاق وغيرة على الشرف... اعلم أن هؤلاء المفسدين يتكلمون باسمك. يضمونك لإحصائياتهم: يقولون: "مسلسلاتنا هذه تمثل شريحة من المجتمع وتعكس جزءًا من الواقع"!
يعني: (شوفوا: هناك كثير من البنات غير محجبات، وكثير من الشباب لا يصلي، وداير في الشوارع وبيصاحب بنات... احنا نتكلم عن واقع هؤلاء الشباب، ما جبنا شيء من عندنا). ويمكن بكرة كمان يعملوا مسلسل آخر فيه سب لله وللدين ويقولوا: المسلسل يعكس جزءًا من الواقع ويمثل شريحة عريضة من المجتمع!
بعيدًا عن بطلان هذه الحجة السخيفة، أنا أقول لك يا شاب، يا شابة، يا من لا زلتما تنتسبان إلى الإسلام حتى لو كنت بتصاحب بنات، وحتى لو كنتِ مش محجبة، أنا أعلم إنك ما بترضى، وأنتِ ما ترضين أن يتكلم هؤلاء الكذابون باسمكم.
أنت ما بتصلي، لكن في قلبك من جوه محبة لله ورسوله. أنتِ مش محجبة، لكنك بتحترمي دينك، وبتحترمي نفسك، وما بترضي لأناس مثل هؤلاء يتحججوا بيك لينشروا الزنا والمخدرات وسب الأعراض. ما بترضوا يمثلوكم ولا يتكلموا باسمكم.
وقفة حاسمة: #أنا_بريء_مما_تعملون
أنتم ما بترضوا تكونوا أدوات لهؤلاء، لذلك: أطلب منكم ترفعوا أصواتكم عاليًا وتقولوا لهم: #أنا_بريء_مما_تعملون. علشان يخرسوا وما يستخدموكم ولا يتكلموا باسمكم.
صحيح مقصر مع الله، لكني أحبه وأتولاه، وفي المقابل فأنا #أنا_بريء_مما_تعملون. أنا إنسان، إنسانة، لي كرامتي وما بقبل حد يدوسها ولا أقبل إنو أحد يستعبدني، ولذلك فأنا بريء مما تعملون. أنا بغار على ديني وعلى أمتي، وإن شاء الله راح أصلح علاقتي مع الله علشان مكركم ينقلب عليكم وينطبق عليكم قول الله: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ)، ولذلك فأنا بريء مما تعملون.
أنا ما نصرت الدين في سنوات حياتي الماضية كما يجب، لكن لهون وبس، بيكفي، سأقف وقفة يحمدها الله ويذكرها في الملأ الأعلى، وتحيي قلبي من جديد، وأرجو بها المغفرة عند ربي، وألبي بها نداء ربي القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ)، ولذلك أعلن وأقول: أنا بريء مما تعملون.
ما في مجال للحياد يا شباب ويا شابات. إما أن يستخدموك في إحصائياتهم ويتحججوا بكم أو أن تنصروا الله وتظهروا براءتكم من أعمالهم. كل واحد فينا يقف موقفًا في هذه الأيام ويقول ما يحب أن يلقى الله به في صحيفة أعماله.
(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ) (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا)
والسلام عليكم ورحمة الله.