بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
بخصوص فرض "الدولة" للحجاب ومنع الدخان
موقفي إخواني من أخطاء الجماعة معروف لمن تابعني منذ أكثر من عام، لكن مع ذلك أستاء عندما أرى من يتناقل فرضها للحجاب مثلاً أو منعها للدخان على سبيل الاستهزاء والنقد.
لا يخفى إخوتي وجود أكثر من أربعة آلاف امرأة من السنة في سجون الصفويين يتعرضن للتعذيب والاغتصاب والصفع والركل حسب منظمات حقوق الإنسان. ونساء السنة عموماً في العراق لم يكن في مأمن من أن تُعتقل أي واحدة منهن وتتعرض لمثل هذا.
فعندما تأتي جماعة الدولة وتحرر مدناً من أيدي الصفويين وتصون عرض النساء وتحفظ كرامتهن، فإنه من الظلم أن يُغض الطرف عن هذا كله ثم يُنتقد إلزامهم لهؤلاء النسوة بالحجاب. فإلزام المسلمين عموماً بالمظهر الإسلامي العام من واجبات الدولة الرشيدة التي ننشدها كذلك.
ومع ذلك يسكت بعضنا وهو يرى من ينقد جماعة الدولة على إلزام المسلمات بالحجاب ويقول في نفسه: "وإن كانت في هذه الجزئية مصيبة، لكنها مخطئة في خط سيرها العام". فالأدهى أن الناس ينتقدونها حتى على صوابها لينفروا عنها وعن خطائها.
لا إخوتي، فإننا بذلك ننسى أننا نفقد مصداقيتنا إذ نُقر للناس بتخطئة ما ليس خطأً، بل وما نرى بوجوب القيام به لو رعينا شؤون الناس يوماً. جزئية أو إلزامهم الناس باجتهادات فقهية أو مخالفتهم ما قد نراه سياسة شرعية مع التعامي عن صيانتهم لأعراض النساء وحفظ كرامتهن ابتداءً.
كذلك من الظلم نقد منعهم للدخان مثلاً مع عدم الثناء على تحريرهم لسجناء السنة الذين كان الصفويون يطفئون الدخان في ظهورهم ويثقبون رؤوسهم بالإدريلات.
أهمية النقد المتوازن
علينا أن نعلم على أي شيء ننقد هذه الجماعة أو غيرها، وقد بينت في مواطن عديدة أوجُه النقد ولن أعيدها هنا لئلا نتشتت عن فكرة الكلمة الرئيسية. وثناؤنا على نصرة جماعة الدولة لأهل السنة في العراق لا يعني أبداً إقرار أخطائها بالشام.
كما علينا أن نحافظ على توازننا بحيث لا يخرجنا عنه سفاهة بعض المتعصبين لجماعة وسوء خلقهم، بل نبقى نريد الخير للمسلمين ونحرص على هداية من ضل منهم ونتجرد من حظوظ أنفسنا ونقدم مصلحة الدعوة وألفة المسلمين.
عندما ننقد جهة ما فلا نريد أن نصل لمرحلة أننا ننقد لمجرد النقد، وعندما أشعرك أنك مرفوض على كل حال وأني سأحمل كل خير منك على أسوأ المحامل، فإن هذا يوسع الفجوة بين المسلمين ويجعل التفاهم مستحيلاً.
نسأل الله أن يصلح شباب الدولة ويعينهم على ما هم فيه من خير ويخلصهم مما هم فيه من شر ويقويهم على الكفار ويكف أيديهم عن المسلمين وأن يؤلف بين القلوب. والسلام عليكم ورحمة الله.