→ عودة إلى مرئيات

بمناسبة نتائج الثانوية العامة

٧ أغسطس ٢٠٢٥
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم، مع إعلان نتائج الثانوية العامة في عدة بلدان، نودّ تذكير أبنائنا طلاب الثانوية، وآبائهم وأصدقائهم بأمور.

مقدمة: تهاني وتذكير

للناجحين: فرح بلا معصية

أولًا للناجحين، تهانين بنجاحكم، ونقول يا ريت الله يكرمكم، تفرحوا بنجاحكم لكن دون معصية، دون اختلاط، ودون نشر صوركم يا بناتنا، وأمور تعلمون أن الله لا يحبّها. ديروا بالكم تكونوا ممن وصفهم الله بقوله: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَآى بِجَانِبِهِ}، وبقوله: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}.

أمس كنت تدعو الله بالنجاح؟ عيب لما تنجح تحتفل بما نهاك عنه سبحانه. مش معقول إنك مش قادر تفرح إلا بمعصية الله ونسيان أوامر الله. ربنا الذي أنعم حقه أن يُذكر ولا يُنسى، ولا تكونوا كالَّذين نسوا الله، فأنساهم أنفسهم.

تذكير بإخواننا في غزة

ويريد كمان نتذكر إخواننا في غزة، لا ثانوية ولا مدارس ولا طعام حتى.

نقد النظام التعليمي الحالي

قصور التعليم المدرسي

كثير مما يتلقاه الأبناء في بلاد المسلمين تلقين جاف لا ينمي التفكير الناقد ولا الربط ولا التحليل ولا القدرة على الابتكار. هذا عدا عن أنه لا يعلمهم أهم ما تنجح به حياتهم دينياً واجتماعياً، والهشاشة النفسية، والفشل الذريع في العلاقات الأسرية والخطبة والزواج، وجهل أبناء المسلمين بالأدلة على صحة دينهم، وسهولة تشكيكهم في اليقينيات الكبرى.

كل ذلك دال على أن ما يتلقونه في المدارس ليس هو العلم الذي يرفع الله به درجات. يعني ليس فيما يتعلمه أبناء المسلمين في المدارس أي نفع؟ بلى، لكنه قطعاً ويقيناً لا يستحق لـ 12-14 سنة من حياتهم، وهو مخلوطٌ بكثيرٍ مما لا ينفع بل يضر.

تأثير النظام الرأسمالي

تلزمهم بالقفز عن هذا الحاجز ليتمكنوا من دراسة تخصصات الجامعة، واللي هي الأخرى أيضاً فيها ما فيها من مشاكل وخللٍ كبير. لكن النظام الرأسمالي الذي يحكم العالم يجعل هذه المراحل متطلبةً لكسب المال. هذا مع أنّ الخير كثيراً ما يكون في الخروج من هذه الصناديق، لكن لعدم وجود بديل ناضج واضح الملامح لدى عامة الآباء، فإنّهم لا يرون أمامهم إلا هذه المنظومة المهترئة.

النجاح الحقيقي والعلم النافع

النجاح في الثانوية: بداية لا نهاية

نحن نفرح باجتياز أبنائنا الثانوية العامة لأنّ ذلك يعبّر عن جديتهم في هذه الجزئية من هذه المرحلة. لكن قبل ذلك ومع ذلك وبعد ذلك، علينا أن نجعل تركيزهم منصبًا على تطبيق هذه الجدية في البرامج النافعة واكتساب العلم النافع حقيقةً.

أما إذا كان نجاحهم في الثانوية العامة بداية حياة جامعية أحادية التركيز، أحادية الاهتمامات، يحرص فيها الابن أو البنت على النجاح في الجامعة أيضاً دون توازن ودون تحقيق النجاحات الحقيقية التي ذكرنا، فهذا بداية الفشل.

آفاق العلم النافع

وقد فصلنا كثيرا في إشكاليات النظام التعليمي وفي الآفاق الرحبة التي نحتاج أن نعلمها أبنائنا في حلقات سلسلة المرأة، خصوصا حلقة "بس تربية" وحلقة "المدارس تعليم أم تعليب" وحلقة "المدارس جذور المشكلة وملامح العلاج".

فيا أبنائنا الطلبة، أمامكم آفاق للعلم النافع أرحب وأوسع بكثير من المنظومة الأكاديمية.

خاتمة

وأيها الآباء، أعطوا الأمور أوزانها المناسبة ووجهوا أبناءكم إلى التوازن وإعطاء كل ذي حق حقه. والسلام عليكم.