ملحق - الحلقة 8 - مناقشة الاعتراضات على حلقة أنا حرة المتعلقة بالقوامة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. إخواني وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومساكم الله بالخير وحياكم الله.
مقدمة
الحلقات عن المرأة بفضل الله تعالى لها قبول طيب ولها تأثير كبير، وباستمرار أسمع قصصًا عن تأثير كثير من الإخوة والأخوات بهذه الحلقات بفضل الله تعالى. لكن طبعًا الخلاف طبيعة بشرية، لا يخلو الأمر، وهناك بعض الإخوة الذين اعترضوا بشكل خاص أكثر شيء على الحلقة الأخيرة، ألا وهي الحلقة المتعلقة بالقوامة تحت عنوان "أنا حرة".
الاعتراضات على حلقة القوامة
لاحظت أن بعض الإخوة نشروا اعتراضات، وكثير منها كان بأسلوب طيب وجميل، يقولون: "الدكتور إياد استفدنا من سلاسلك وهذه الحلقات عن المرأة مفيدة ولكن..." وبعدها يسردون بعض الملاحظات.
بدايةً إخواني، أقول شيئًا جميلًا وطيبًا وأثني عليه أن يكون هناك مناصحة، وأن هؤلاء الإخوة يدافعون عما يرونه حقًا. وجميل ومهم جدًا ألا يكون هناك تعلق بالأشخاص، وجميل أن نفرز ونقول: "لا والله هذا الكلام أصاب فيه إياد وهذا الكلام أرى أن إيادًا أخطأ فيه". هذا كله جميل وأنا أشجعه وأحث عليه، لكن الذي أطالب الإخوة به هو أن يكون هذا النقد علميًا. لذلك في هذا البث المباشر، ما حنطول عليكم إن شاء الله، دعونا نناقش مدى علمية هذه الاعتراضات.
أنواع الاعتراضات
الذي اعترض على ما جاء في الحلقة، ممكن بعد استقصاء للاعتراضات، هؤلاء الإخوة يعترضون لأحد ثلاثة أسباب:
-
القول بالخطأ أو تتبع الشواذ: البعض يعتبر أن ما قلته في هذه الحلقة بعضه خطأ أو أنني أتتبع الآراء الشاذة. فمنهم من يقول: "إياد يأتي بقول لمتأخري المالكية في القصاص من الرجل الذي يضرب امرأته مثلًا بغير حق"، أو "إياد في حلقة القوامة يضع شروطًا للقوامة وهذه الشروط من أين جاء بها؟ ليس عليها دليل". فيظنون أنني أقول كلامًا بلا دليل أو أتتبع شواذ الآراء عند الفقهاء.
-
عدم الإلمام بالواقع: البعض الآخر يعتقد أني غير ملم بالواقع، يقول: "يا أخي النساء عندهن مبالغة في المظلومية، ولا ينبغي أن نركز على حالات شاذة من ظلم للرجال. هذه الحالات الشاذة تضخم زيادة عن اللزوم وأعطيت حجمًا أكثر بكثير من حجمها، وبالتالي ينبغي ألا تركز عليها". فيظنون أنني غير مدرك للواقع بشكل كافٍ.
-
إساءة استخدام الكلام: والبعض الآخر يقولون أن كلامي سيساء استخدامه: "يا إياد كلامك ممكن يكون صح لكن سيفهم بطريقة خاطئة، وبعض النساء ممكن تصير تعصي زوجها في المعروف وتترك الحجاب الشرعي وتروح وتجي وين ما بدها وتقول أنت قصرت معي وليس لك قوامة".
الرد على الاعتراضات
أود أن أقول يا كرام أنا آخذ بعين الاعتبار هذه النقاط كلها، والذي يقول هذا الكلام لا يعلم حجم الجهد المبذول في هذه الحلقات.
منهجية إعداد الحلقات (الاستشارة والبحث)
أنا حابب إخواني وأخواتي أطمئنكم شوية وتعرفوا طريقة عمل الحلقات، ويعني كنت ناوي من زمان إني أتكلم عن ذلك، ولعلي أخرج في حلقة خاصة أذكر لكم كيف تعد هذه الحلقة حتى تطمئنوا لمدى علميتها وإتقانها. ترى إخواني أنا لا أقول كلمة من هذه الكلمات في السلاسل إلا بعد مشاورة التزامًا بأمر الله تعالى: {وأمرهم شورى بينهم}. ولا أتكلم في الأمور العلمية والفقهية والعقدية إلا بعد مشاورة لقوله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.
بالنسبة لتخطيئتي، ما أقول للناس اللي بيعتقدوني أنا بآتي بآراء من عندي أو آراء شاذة، هذه الحلقة الأخيرة بعنوان "أنا حرة" استشرت فيها في المجال الفقهي العلمي الفقهي تحديدًا فقط هذا الجانب، استشرت فيها أربعة من أهل العلم، أربعة من أهل العلم، وقرأت في أبحاث مثل بحث "أثر عدم الإنفاق في الفرقة الزوجية في الفقه الإسلامي المقارن" وبحث آخر بعنوان "مسقطات القوامة دراسة فقهية مقارنة"، وقرأت الكثير قبل أن أتكلم مما تكلمت به بعد مشاورة وسؤال أهل العلم.
الإلمام بالواقع (استشارات أسرية)
بالنسبة لنقطة الإلمام بالواقع، يمكن إياد يعني شايف حالتين من نساء مظلومات مثلًا أو رجل أساء استخدام القوامة أو أو فصار يعمم. لا يا جماعة لا، يعني الواحد صار عمره 44 سنة وشاف حالات كثير، ولم أتكلم إلا أيضًا بعد استشارة أخ فاضل هو مستشار أسري مرت عليه آلاف الحالات، وطبيب أسرة مرت عليه مئات الحالات. هؤلاء الأخوان نشيطان ومرت عليهم حالات كثيرة. المستشار الأسري فصل لي وقال لي: "النساء مثلًا بعد الأربعين، خمس وأربعين، يغلب أو هناك حالات كثيرة بالفعل من سوء استخدام القوامة ومن عدم فهم حدود الحقوق والواجبات. قبل هذا السن، النساء الشابات الفتيات بالفعل في حالة من النسوية والتأله أكثر من النساء المتقدمات أو الأكبر سنًا". مثلًا النساء في جيل الستينات والسبعينات، كان في هذا الجيل كان في سوء استخدام القوامة، بعد ذلك طغت الموجة النسوية. وبالتالي المسألة مبنية يا جماعة على دراسة واقع واستقصاء وحالات كثيرة جدًا قبل أن نتكلم.
إساءة الاستخدام (طبيعة العمل البشري)
بالنسبة لوقع الكلام في النفوس، الإخوة اللي بيقولوا كلامًا قد يكون صح ولكن أثره في النفس خطأ وسوف يساء استخدامه. ترى يا جماعة أنا استشرت في هذه الحلقة ستة على الأقل، ما يحضرني الآن ستة إخوة وأخوات ليسوا من أصحاب العلم الشرعي، وأنا لا أفهم خطأ، وبقيس الكلام يا جماعة كلمة كلمة كلمة كلمة. يا مسهل أن تبث الأفكار وخلاص، يا مسهل يكون في عندك مجموعة الأفكار وتنشرها والسلام عليكم. لا يا جماعة أنا أقيس كلامي كلمة كلمة حتى لا يساء استخدامه وتوظيفه.
فالذي يقول إياد يصيب ويخطئ، صحيح مئة في المئة، طبعًا بشر ولست معصومًا، لكن ما ينشره العبد الفقير ليس رأيه الشخصي، بل هناك تدقيق ومراجعة واستشارات موسعة. بعد هذا كله، لا بد ولا شك وحتمًا وبلا ريب ويقينًا سيحصل سوء فهم وسيحصل سوء توظيف للكلام. أنا يا جماعة أخاطب شريحة كبيرة من الناس، يعني على اليوتيوب قرب الحلقة قرب يشوفها 200 ألف واحد، وعلى الفيسبوك برضه مئات الآلاف الآن. لما تخاطب مئات الآلاف، يقينًا سيكون منهم من يسيء الفهم، سيسيء فهم القرآن وسيسيء فهم السنة، ومنهم من سيتعمد سوء توظيف الكلام واتباع الهوى، وهذا يفعلونه مع القرآن ومع السنة. فكلامي ليس معصومًا عن ذلك. أنا عليّ أن أدقق وأحتاط قدر الإمكان وأستشير وأستخير، لكن حتمًا سيقع بعد ذلك سوء فهم وسوء توظيف.
إلي يا جماعة يا إخواني ويا أخواتي، الذي يستطيع أن يأتي بطرح محكم مؤصل شرعًا، عليه أدلة ومبني على أقوال العلماء، ويضمن أنه بعد ذلك لن يحصل سوء استخدام ولا سوء تفسير ولا اتباع هوى، والله أنا مستعد أسلم الصفحة وأقول له: "تفضل كمل المشوار عني، كمل الرحلة عني، كمل هذه السلسلة كلها عني". لكن يا جماعة في النهاية لا بد أن يحصل سوء تفسير. أنا أحاول قدر الإمكان وأتألم لما أشوف سوء استخدام وتوظيف لكلامي، لكن هذا الشيء لا يمكن لا يمكن أن يتجنبه العمل البشري.
طيب البعض يقول: "يا إياد أعرف حالات طلاق صارت من وراء كلامك، من وراء الحلقة الفلانية". طب وأنا أقول لك أعرف حالات وسمعت عن عشرات بل ومئات الحالات من أسر استقرت وعلاقات زوجية تحسنت بعد هذه الحلقات. لذلك عملنا استبيان في الحلقة الأخيرة والتي سبقتها، عملنا استبيانين، وبإذن الله سننشر لكم نتائج هذه الاستبيانات. أنا إذا كان كلامي بالفعل يؤثر سلبًا على عامة الناس، لا والله في شيء خطأ، لازم أعيد النظر مرة أخرى ومرة ثالثة ورابعة ونقول وين الخلل الذي جعل أثر كلامي مدمرًا. لكن بفضل الله ليس هذا ما يحصل، وسترون نتائج الاستبيانات كما هي بإذن الله تعالى.
توضيح مسائل فقهية
حاب أقول للإخوة الذين يظنون أني أتتبع شواذ الآراء: أنتم يا جماعة عدم المؤاخذة، سامحوني على هذه الكلمة، مش عارفين دينكم، ولذلك تستهجنون وتستغربون وتنكرون ما هو من دينكم.
سقوط حق الرجل في القوامة
مثلًا بالنسبة للحلقة الأخيرة، سقوط حق الرجل في القوامة مسألة لا خلاف عليها إذا لم ينفق على زوجته، فسقوط حقه في القوامة. ولاحظوا يا جماعة أنا كلامي دقيق ومحسوب زي ما حكيت لكم بالسانتيمتر والله وبالمليمتر. ما قلت سقوط قوامتي، قلت سقوط حقه في القوامة، يعني تصبح قوامته مشروطة بقبول المرأة ورضاها. سقوط حقه إذا لم ينفق على زوجته النفقة الشرعية، مش نفقة الكماليات وبدي يجيبها لسيارة آخر موديل، لا برضه هذا الكلام وضحناه في الحلقة. النفقة الشرعية بالحد الأدنى، هذه المسألة لا خلاف عليها، مش من كيس إياد ولا من بنات أفكار إياد. ارتباط القوامة بالإنفاق هو نص الآية: {بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}. الآية واضحة، ومش إني أنا جاي أجدد فهم القرآن وقراءة القرآن على طريقة الشحرور ولا أشكاله، لا هذا اتفق الفقهاء على فهمها كذلك. الخلاف ليس هنا، الخلاف يا جماعة فيمن عجز عن الإنفاق، اجتاحته جائحة، طرأ عليه طارئ، هناك الخلاف، ولم أفصل في هذه الناحية لأسباب. لكن فيمن تعمد ألا ينفق وقصر دون مبرر، فإن هذا سقوط حقه في القوامة أمر لا خلاف فيه.
ممن تكلم في ذلك ابن القيم في زاد المعاد إذ قال: "والذي تقتضيه أصول الشريعة وقواعدها في هذه المسألة أن الرجل إذا غر المرأة بأنه ذو مال فتزوجته على ذلك فظهر معدمًا لا شيء له، أو كان ذا مال وترك الإنفاق على امرأته ولم تقدر على أخذ كفايتها من ماله بنفسها ولا بالحاكم، أن لها الفسخ، أن لها يعني أن تفسخ العقد، أن لها الفسخ تفسخ عقد الزواج".
مسألة القصاص في الضرب
فيما يتعلق مثلًا بحلقة الضرب، أحد الإخوة يقول: "يعني يذهب ويأتي بآراء لمتأخري المالكية في أن المرأة لها أن يقتص من زوجها إذا ضربها بغير حق وبالغ في ضربها وما عاد ضرب تأديب بالطريقة التي تكلمنا عنها، لا أصبح ضربًا همجيًا، يأتي بآراء لمتأخري المالكية". لا يا أخي معلش اسمح لي لأقول لك أنت لا تعرف دينك، سامحني.
مثلًا في الإنصاف وهو من كتب الحنابلة قال: "ونقل أبو طالب لا قصاص بين المرأة وزوجها في أدب يؤدبها به، فإن اعتدى أو جرح أو كسر يقتص لها منه". هذا كلام مش متأخري المالكية، هذا من كلام الحنابلة. للشافعية قال في أسن المطالب، وقال الدردير المالكي في الشرح الكبير: "ولا يجوز الضرب المبرح ولو علم أنها لا تترك النشوز إلا به، فإن وقع لها فلها التطليق عليه والقصاص، والقصاص". ابن حزم في المحلى قال: "فصح أنه إن اعتدى عليها بغير حق فالقصاص عليه". أنا بجيب لك أقوال الحنابلة والشافعية والمالكية وابن حزم الظاهري، هذا فيما وقفت عليه وطلعت عليه، والله أعلم إذا كان فيه كمان نقولات أخرى، قد تكون نقولات أخرى كثيرة. فلا تظن يا أخي أنني آتي بآراء شاذة حتى الكلام يعجب أخواتنا النساء، لا لا يا جماعة، سامحوني يا من تقولون هذا الكلام، أنتم اللي مش عارفين دينكم.
منهجية عدم المجاملة في الدين
أنا يا جماعة، ليس من منهجي ولا من طريقتي أن أجامل أحدًا حتى يعجب بالإسلام، ليس من منهجي ولا من طريقتي أن أعدل في الإسلام حتى يقتنع الناس. لا لا هذا ليس من أسلوبي أبدًا. أنا قناعتي الراسخة منذ الصغر ولله الحمد، هذا مما منّ الله بي علي، قناعتي الراسخة أن الإسلام جميل كما هو، الإسلام جميل كما أنزله الله، مش بحاجة أعمل Politics ولا قصقصات ولا تعديلات ولا لي وتثنية حتى يناسب أهواء الناس، وإنما كل وظيفتي أن آتي بالإسلام كما هو وننقيه من الشوائب التي علقت به حقًا، وأقول للناس بعد ذلك: "أعجبكم دين ربكم؟ والله هنيئًا لكم سلامة فطرتكم. لم يعجبكم؟ قال الله وقال رسوله، إذن اتهموا أنفسكم واعلموا أن أهواءكم تحكمكم". هذا منهجي بفضل الله تعالى.
لما إخواننا تكلمت في خرافة التطور، اعترض عليّ إخوة فضلاء كثيرون، ما بتكلم عن ناس عاديين مالهمش في العمل الإسلامي أو في الملف الإلحادي، بل إخوة يعملون في الملف الإلحادي اعترض عليّ كثيرون: "يا إياد بلاش ظلك تحكي خرافة الإلحاد وبلاش ظلك تسخف في ريتشارد دوكنز وتستهزئ بهم، بهذه الطريقة سوف تنفر من يمكن أن نستميلهم". كنت أقول لهم: "لن أجامل في دين الله ولن أقول عن خرافة سخيفة ونكتة لا قيمة لها أنها نظرية، ولن أتكلم عنها وكأنها شيء علمي يعني قابل للنظر والتفحص، بل هي خرافة وسأثبت علميًا أنها خرافة من الحلقة الأولى، ولن أجامل في ذلك". وهؤلاء الذين سوف ينفرون، والله أنا أعز عليّ أن ينفروا، يعز عليّ أن ينفروا وأحب أن يأتوا إلى الإسلام وأحب أن يقتنعوا ببطلان هذه الخرافة، لكن لن أجامل في سبيل ذلك وأقول عنها نظرية وكأنها شيء محترم وأقول عن من يعتنقها أنهم علماء بل هم جهلاء. وكنت أؤكد يا كرام أنا إلا ما أقول عنها خرافة وأتكلم عنها بهذا التسخيف الذي تستحقه لأنها هي مسخرة، أنا لا أتمسخر، هي بحد ذاتها مسخرة، أنني بهذا أريد أن أبث العزة في نفوس المسلمين ليعلموا أن هناك علمًا وهناك علم زائف، وأن العلم الزائف باطل يدمغه الله بالحق. فيا جماعة أنا لم أكن مقتنع أن هذا باطل لن أجامل فيه، ولما أكون بدي أجتذب أناس إلى الحق الذي أراه حقًا لن أقصقص في الإسلام ولن آتي بشواذ الآراء حتى أجلبه لما أراه حقًا، بل أعرض الإسلام كما أقتنع أن الله عز وجل أنزله بعد استشارة واستخارة وسؤال أهل الذكر.
تصنيف المعترضين والرد عليهم
فلذلك يا كرام ما فعله كثير من إخوة المعترضين على حلقة "أنا حرة"، الحلقة المتعلقة بالقوامة، يقع في واحد من أربعة أشياء، نختم بهذا الكلام. الإخوة اللي اعترضوا إما أنهم:
-
ردوا على شيء لم أقله (مغالطة رجل القش): تعرفوا اللي بسموها مغالطة رجل القش، أنه نازل يطحن ويحارب ويهاجم ويجيب أدلة ويرد وأحاديث وآيات. أنت بترد على مين؟ على إياد؟ طب إياد قال هذا الكلام؟ لا والله ما قال هذا الكلام. الذي يقول لا تسقط القوامة إن لم يعاملها بالمعروف، كيف تقول تسقط؟ أنا حكيت تسقط القوامة إن لم يعاملها بالمعروف أو أساء إليها؟ هل قلت ذلك؟ أنا قلت إذا لم ينفق عليها وهو قادر سقط حقه في القوامة، في فرق بين العبارتين، والله في فرق. الذي لا يستطيع أن يفرق بينهما فليعد العبارة مرة ومرتين وثلاثة وليسأل عالمًا حتى يساعده.
البعض يقول: "لا بل الذكر أفضل من الأنثى". هل أنا ناقشت هذا الموضوع سلبًا أو إيجابًا؟ أنا لم أتكلم عن مفاضلة الذكر مع الأنثى بإطلاق، ولكن قلت الله عز وجل فضل الرجال على النساء بأمور وأحكام ومهام وخلقة وخواص، وفضل النساء على الرجال في مقابل ذلك بأحكام ومهام وخواص وخلقة وما إلى ذلك. الآن مسألة التفضيل المطلق هذه مسألة تكلم فيها ابن حزم وغيره أنه يا ترى يفضل الرجل على الأنثى، هذا ليس موضوعي، لم يكن موضوعي في الحلقة. الذي فهم أن هذا هو موضوعي، هذا مشكلة في فهمه، قد يكون لعجلة أن أعذره، لكن ما يجي يرد ويعمل حرب ويناقش شيئًا لم أقله أصلًا.
-
أعادوا تأكيد مبادئ ذكرتها وأكدت عليها وكأنني قلت بخلافها: قلت إذن أول شيء بعض الإخوة ناقش شيئًا لم أقله، صار الرد على واحد آخر شخص في ذهنه غير إياد. البعض الآخر يعيدون مبادئ ذكرتها وأكدت عليها وكأنني قلت بخلافها. لما يجي واحد يقول لي يعني نشرت فقرة، فقرة واحدة من الكلمة أنا: "القوامة ليست لمجرد ذكورتك البيولوجية ولا لأنك حامل كروموسوم Y والأنثى كروموسوم X فتبقى مستحقًا للقوامة. يا زوج إذا كنت قائمًا بأعبائها، إذا لم تقم بأعبائها ولم تنفق فأنت لست مستحقًا لها". صار الكثير يرد ويفصل ويؤصل أنه لا، في أن القوامة لا تنتقل للمرأة وأن المرأة إذا كانت تنفق على زوجها أن هذا لا يعني القوامة لها. وشرحنا لماذا. حلقة من 35 دقيقة نشرت فقرة قيلت في دقيقتين، حاكمتم الحلقة على أساسها. طبعًا ارجعوا للحلقة كلها، ارجعوا للحلقة حتى تعرفوا ماذا قال إياد في تلك الحلقة.
الذي بعضهم قال: "كيف يعني القوامة مش بكروموسوم واي؟ بل القوامة بكروموسوم واي". أقول: "لا يا أخي وأنت تجهل دينك". القوامة ليست بكروموسوم واي، ولا يعني كلامي أن المرأة يمكن أن تحمل القوامة، ولكن ليس لمجرد ذكورتك البيولوجية تكون مستحقًا للقوامة، بل {بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}. وأنا بهذا أتعمد أن أحارب فكرًا باطلًا يعتنقه بعض الرجال أنه لو جلس في بيته وأنفق ماله على دخانه، ولما ينحكى له: "روح جيبنا رغيف خبز الدنيا برد ما بدي أطلع"، لما يخلص الدخان في نص الليل بيطلع، ومش مستعد يقوم بأعباء العائلة، ومع ذلك يعتقد أنه عشان التستوستيرون اللي عنده وكروموسوم واي اللي عنده أصبح هو القيم على البيت. لا، هذا فكر باطل ليس من الإسلام في شيء، والذي يقول بخلاف ذلك يجهل دينه، سامحوني أن أقول هذا الكلام.
-
أكدوا على أمور هي باطلة شرعًا: البعض قلنا طائفتين، المجموعة الثالثة اللي ردوا على الكلام يؤكدون على أمور هي باطلة شرعًا ويحسبون أن إيادًا جاء بشيء من بنات أفكاره. وقد بينت لكم يا كرام أن كثيرًا منا معاشر الرجال والنساء نجهل ديننا للأسف الشديد، فلنراجع ديننا قبل أن ننكر ما نجهله.
-
يطالبونني بتبيان أمور بينتها وسأبينها بإذن الله تعالى: رابعًا بعض الإخوة يطالبونني بتبيان أمور بينتها وسأبينها بإذن الله تعالى. يعني أحد الإخوة مؤدب الله يكرمه جزاه الله خير، وأنا مش قضيتي يكون مؤدب ولا أنا ترى مسألة المشيخة لا أحبها ولا أحب أن أقول تكلم مع أهل العلم، أنا لست من أهل العلم، أنا إنسان مسكين حالتي حالتكم ولكن نحاول أن نستشير ونستخير ولا أتكلم إلا في المقدار الذي أعلمه بفضل الله تعالى. لكن مع ذلك أقول بعض الإخوة يعني رد بأدب لكن قال: "يعني يا دكتور إياد كان ينبغي لك أن تركز مع المرأة على مبدأ التسليم، عليك أن تحارب التأله الموجودة عند بعض النساء، لماذا لا تذكر حق الزوج على الزوجة؟" بالله عليك يا شيخ الله يكلمك ويهديك، طب أنا إيش كنت أسوي في حلقة "المرأة المتألهة" اللي كنا مسمينها "السوبر وومن"؟ ألم نتكلم بالتفصيل اللي إن شاء الله ما كان ممل، بالتفصيل الممتع، ألم نتكلم بالتفصيل عن ظاهرة تأله الإنسان وظاهرة تأله المرأة في الغرب وتقليد بعض النساء في العالم الإسلامي للتأله هي عند النساء في الغرب، وظاهرة الاعتراض والإعراض والانتقائية والتأول، وأنه لا بد أن يكون هناك تسليم لله سبحانه وتعالى؟
طيب وإحنا شرحنا هذا الكلام في حلقات مطولة في سلسلة المرأة وخارج سلسلة المرأة. تتوقعون يا كرام كل ما بدي أتكلم عن جزئية أجي أستدعي كل هذه الجزئيات وكل هذه التفاصيل مرة أخرى؟ طيب هي الحلقة، حلقة "أنا حرة" مع الاختصار والاعتصار الشديدين، ومع أني أزلت أشياء كثيرة وأفكار أساسية كثيرة، طلعت 35 دقيقة، وكثير من الناس بتطلع 35 دقيقة خلاص بشوفها بعدين. فيا كرام لا بد يعني أنا ما بيزبط معي نهائيًا لما أجي بدي أناقش موضوع ضخم مثل موضوع المرأة، لا بد أني أفصل وأني أفرز النقاط عن بعضها. في حلقة بتكلم عن مبدأ التأله ومبدأ التسليم، في حلقة أخرى بتكلم عن قوامة، في حلقة ثالثة عن ضرب المرأة وما إلى ذلك. غير هيك مستحيل نمشي، مستحيل أني في حلقة واحدة أحيط بالموضوع من كل جوانبه.
فأنا يا كرام يا من يقول لماذا لم تتكلم عن كذا وكذا، هذه الأشياء التي تتكلمون عنها إما أني ذكرتها بالتفصيل في حلقات سابقة، وإما أنها ستأتي في حلقات قادمة إن شاء الله تعالى، وسأتكلم عن طاعة الزوج في سياقها المناسب في الحلقة القادمة أو بعض القادمة بإذن الله تعالى. اللي بيقول إلى أن تذكرها سيساء الفهم، أرجع وأقول هذا ليس في يدي، لا بد ولا شك أن يقع هذا مع أي عمل بشري، ولا بد أن نجزي الأفكار كما ذكرت لكم.
خاتمة
لأن يا كرام بعد هذا أعيد وأؤكد أنا بشر أخطئ وأصيب، لكن هذا الجهد ليس جهدي وحدي، أستشير وأستخير وأسأل أهل الذكر ويقرونني على الأفكار وننضج الحلقة كثيرًا قبل أن أخرجها. ولذلك أنا أطلب الإخوة قبل أن يتعجلوا وينتقدوا أن يتريثوا ويتمهلوا ويعرفوا ما الذي قاله إياد ولم يأتوا بشيء دليل واضح خلاف ما قاله العبد الفقير على العين والراس. أما بخلاف ذلك فبصراحة يا جماعة تشغلونني في معارك جانبية، بصير بدي أبين لهذا الأخ أنه يا أخي روح شوف الحلقة الفلانية، أبين للأخ الآخر. طبعًا أخي وإن رديت في نفس الحلقة بينت هذه النقطة، من ضيع وقتنا بهذه الطريقة لا نتقدم إلى الأمام. يعلم الله الجهد الذي يبذل في هذه الحلقة وسط انشغالات كثيرة مهنية واجتماعية كثيرة أخرى، ومع ذلك أتعمد أن أحكم الحلقة وأتقنها قدر الإمكان قبل أن أخرجها. فرجاء اللي بده يتكلم عليها يتكلم الله يجزيكم الخير، وانصحوني وخطئوني على العين والرأس من فوق كمان، لكن بعلم الله يكرمكم ويجزيكم الخير ويقبل منا ومنكم. وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهدينا جميعًا ويهدي بنا وأن لا يفتن بنا. والسلام عليكم ورحمة الله.