السلام عليكم ورحمة الله.
أمس خرجت عوائل في جنوب إدلب لتقطف الزيتون، فقصفهم المجرمون ومزقوهم أشلاء. نسأل الله أن يرحم إخواننا وينتقم من قاتليهم ومن كل من ولغ في دماء إخواننا في سوريا والعراق واليمن وغزة وفي كل مكان.
قضايا المسلمين غير قابلة للتجزئة
وبهذه المناسبة نود التذكير إخواني بأن قضايا المسلمين غير قابلة للتجزئة. قضايا المسلمين غير قابلة للتجزئة. الذين يزرمون بحق المسلمين في أي بلد فلا يستحقون توجيه التحية لهم ولا الثناء عليهم ما دامت أيديهم ملطخة بدماء المسلمين.
من عادى مسلمًا لعقيدته فهو عدو لجميع المسلمين. وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون. ولو أظهر النصرة لغزة أو لغير غزة.
قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "المسلمون تتكافأ دماؤهم". فدم المسلم الفلسطيني كدم المسلم السوري والعراقي واليمني، والحدود تراب. وقوله عليه الصلاة والسلام: "وهم يدٌ على من سواهم"، يدٌ واحدة، وجسدٌ واحد.
فلا أمدح من يتظاهر بتضميد جرحٍ في يدي، إذا كان في الوقت ذاته يقلع عيني. الذي يحارب المسلمين بأي بلد، فإنما هو يحاول أن يتخذ غزة مطيَّة وممسحة لقذاراته. ليس محركه الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين، فلو كان كذلك لكفَّ شرَّه عنهم.
مرجعية الشريعة
نحن نحبُّ أناسًا لجهادهم، نحبُّ أناسًا لجهادهم. وما لا يقل أهمية عن دماء المسلمين هو مرجعية الشريعة التي لا نناصر المسلمين إلا بها ومن أجلها لتكون كلمة الله هي العليا.
هذه المرجعية إخواني تمنع موالاة من طعن في عقيدة المسلمين وصحابة نبيهم صلى الله عليه وسلم. وفي الوقت ذاته، في الوقت ذاته من السفاهة والخذلان أن يتخذ أحد أخطاء إخوانه عذرًا لعدم نصرتهم في قضية الحق فيها واضح.
رفض التخذيل عن نصرة المسلمين
شياطين الإنس من عباد الطواغيت وذبابهم الإلكتروني يصدون عن نصرة المسلمين الذين تقتل شيوخهم وتهدم مساجدهم ويحرق أطفالهم في غزة بحجة مواقف وتصريحات.
علينا متابعة آلام المسلمين في كل بلد، لكن علينا ألا نشعر إخواننا في أي بلد بالإهمال. إخواننا في إدلب وقفوا مع غزة وقفة مشرفة، رأينا فيها العم المسن الذي يتبرع بسخاء، والنساء اللواتي تبرعن بما لديهن من ذهب، وخروجهم رجالًا وأطفالًا في مظاهرات تأييدًا ونصرة لإخوانهم في غزة. فلا أقل من أن نظهر اهتمامًا بهم وبآلامهم.
نسأل الله أن يصوب منهج المجاهدين جميعًا ويلزمهم كلمة التقوى ومرجعية الشريعة في أقوالهم وأفعالهم، وأن يرحم إخواننا الذين توفوا في إدلب والذين يتوفون في غزة، وأن يتقبلهم في الشهداء، وأن يعيننا على نصرة المسلمين النصرة الكاملة.
والسلام عليكم ورحمة الله.