→ عودة إلى فن حسن الظن بالله

الحلقة 3 - من المسجون؟ أنا أم هم؟

٢٠ فبراير ٢٠١٢
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم ورحمة الله

مقدمة القصيدة

في اعتقالي أثناء وجودي في السجن، فقالت في إحدى الزيارات: "وجدتُك في المرة الماضية يا إياد مختلفًا عن العادة، أنت في العادة ترفع معنوياتنا ودائمًا نلمس منك التفاؤل والإيجابية والصبر، ولكن في المرة الماضية وجدت منك مللًا وفتورًا، فإياك أن تفتر، إياك أن تتراجع، أريدك قويًا كما عودتنا".

فأحببت أن أرد عليها، جزاها الله خيرًا، بقصيدة. هذه القصيدة هي بعنوان: "من المسجون؟"

قصيدة: من المسجون؟

من المسجون؟

جاءتني أختي في سجني تزدان ثباتًا ووقارا قالت: قد جئتك ناصحةً لأزيد بعزمك إصرارا إياك فلا تيأس مللًا واصبر وامتلئ استبشارا لن ترقى في درجات المجد إذا لم تلعق صبارا

أختي لا تخشي شيئًا فشقيقك يعرف مختارا لا بد لمن قد حملت دعوة أن يتحمل أضرارا ما كان الله ليتركنا حتى نتميز أبرارا ويسوق إلى دركات جهنم من قد نافق وتمارى

إن كنت لفي عيش رغد لا أخشى فيه الأكدارا ممتلئ الجيب كثير الصح حراً أتنقل أسفارا ورزقت قبيل السجن بتوأمتين استلبت الأنظارا وإذا بي لا أبصر حولي إلا قضبانًا وجدارا

وأساور مقيد في رجلي لألقى حكمًا جوارا لكني أرجو من صبري في قرب الرحمن جوارا ولأشرب كأسًا من كافور أو عسلًا يجري أنهارا وألبي ما قد أمر الرب عباده: كونوا أنصارا

مسجون لكن في صدري بستان يزخر أزهارا مسجون لكن في صدري بستان يزخر أزهارا أقرأ وأدون أفكارا وأقوم أصلي الأسحارا أتدبر إذ أتل القرآن لكي أكتشف الأسرارا

وتحلق روحي آخذة من حب الرحمن مدارا وأؤلف في أسباب الصبر ليرضى الناس الأقدارا أتزود في سجن التقوى وعدوي يحمل أوزارا أتزود في سجن التقوى وعدوي يحمل أوزارا

كم من أحرار أبصرهم كسكارى ما هم بسكارة لكن قد درجوا أن يهنوا ذلًا ويعيشوا أصفارا قد هجروا الدين استهتارا وبجد عبدوا الدينارا إن غضبوا ليس لأجل الله لكن ما استغلوا أسعاره

هل عار أن ندفع إن دنس عرض الأمة ونغارا؟ لما أسررنا الإنكارا وخشينا بطشًا وإسارا لم نعطِ النشء بأمتنا قدوات تمتلئ فخارا فاتخذوا رمز بطولتهم من جحد الله كجبارا

أليق بنا أتباع محمد أن نتمثل جبارا؟ من عبد الله القهار ما كان يجالي التيار من طلب العزة عند سوى الرحمن يبوءه خسارة فلبيوت عناكب قد لجأوا بدمار يرجون عمارة

أرأيت لتونس إذ حارب مجرمها الرحمن جهارا؟ فيطارد كل محجبة من أجل استرضاء نصارى؟ يتمنى لو كان بأسفل أحذية الكفار غبارا ولربع القرن يواليهم يرجو في الحكم استقرارا

لكن فرنسا بمزبلة التاريخ رمته استحقارا أختي لا تخشي شيئًا فأخوك تولى الجبارا والله يدافع عنا إذ قد وعد الفجار تبارا

الخاتمة

والسلام عليكم ورحمة الله.