→ عودة إلى "كيف أحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم"

الحلقة 1 - قصتي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

٦ سبتمبر ٢٠٢٤
النص الكامل للمقطع

.بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه. حياكم الله جميعاً وبياكم، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في أوقاتنا وأوقاتكم، وينفع بنا وبكم إن شاء الله في هذه السلسلة الجديدة بعنوان "كيف أحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم". نستضيف فيها بشكل دائم الأستاذ الدكتور إياد قنيبي، ضيف البرنامج الدائم. حياك الله دكتور.

حياك الله وبياك دكتور محمد، يا مرحباً بك. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيك.

مقدمة السلسلة وأهميتها

لماذا هذه السلسلة في هذا التوقيت؟

طيب، الأحداث ساخنة جداً وبالذات في هذه الفترة: أحداث غزة، أحداث لبنان، السودان، أحداث شديدة جداً. طيب، لماذا هذه السلسلة في هذا التوقيت الضيق جداً والحرج جداً من الأ

أمة؟ هل نريد إشغال الناس عن التفكير في المواضيع الأهم، أم نريد تسليط الضوء على جانب معين؟ ما الفكرة من اختيار هذا العنوان في هذا الوقت؟

طيب، بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. رب اشرح لنا صدورنا ويسر لنا أمورنا، رب افتح علينا وتقبل منا، وحبب نبيك إلى خلقك من خلالنا يا رب العالمين. جزاك الله خيراً على هذه المقدمة وهذا السؤال يا دكتور مؤند. وفي الواقع في الإجابة عنه هناك عدة نقاط.

النقطة الأولى: أن هذا الموضوع كما سأذكر بعد قليل مؤجل من سنوات طويلة، لكن طرأ موقف من أسابيع، أو دعنا نقول ثاني يوم عيد الأضحى، دفعني إلى أن أقول: خلاص لن أؤجل أكثر من ذلك، سأبدأ بسلسلة عن السيرة النبوية.

عودة إلى لماذا نتكلم في مواضيع متعلقة بالرقائق ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الظروف السياسية الطاحنة؟ أود أن أجيب بربما بنقطتين أو ثلاثة.

النقطة الأولى: نحن متعبدون لله عز وجل، والله خلقنا لعبادته. وبالتالي من المزالق التي يقع فيها بعض الدعاة أنه إذا أراد أن يقنع الناس بالتزام أمر الله عز وجل، ركز على الفائدة الدنيوية، الرفاه الاقتصادي، الأمن الاجتماعي الذي يحققه ذلك لهم، التقدم التكنولوجي. لا، علينا أن نتعلم ونعلم الناس أننا نطيع الله عز وجل لأننا مأمورون بطاعته، لأن هذا هو اختبارنا الحقيقي في هذه الأرض الذي عليه نثاب بجنة سرمدية أو نار سرمدية. وبالتالي ليس مطلوباً من أي داعية أن يشرح للناس ما الفوائد المباشرة التي سوف تنعكس على واقعهم الدنيوي إذا ما طرح أمامهم موضوع ما. يكفي أن الموضوع يقربه من الله عز وجل. هذه النقطة الأولى.

النقطة الثانية: على الرغم مما ذكرته، إلا أننا لن ننجو مما نحن فيه من مأزق، ولن يعزنا الله عز وجل إلا إذا أطعناه. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. كيف سننصر الله عز وجل إن لم نتعلم محبته سبحانه ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم؟ محبة تقود إلى طاعته والاقتداء بأمره والانتهاء عما نهى عنه. إذا فعلنا ذلك فوالله ليعزننا الله عز وجل، وإذا لم نفعل فوالله سنبقى في دوامة الخذلان والإحباط والفشل واشترار التجارب المريرة. ولذلك نعم، نحن عندما نتحدث عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم محبة مفضية إلى طاعته، فهذا سبيل نجاتنا مما نحن فيه من وهن وتمزق وتكالب الأعداء علينا.

ونقطة ثالثة: بفضل الله تعالى نحن لا نقول هذا الكلام حتى نلهي الناس عن معايشة الواقع. يعني العبد الفقير ينشر، وحدتك تنشر على منصاتك، نتكلم ونواكب الأحداث ونحاول أن نسعى في نصرة إخواننا المستضعفين وبث التوعية الفكرية في المسلمين. وبالتالي لا يلهينا هذا عن ذاك، ولا ذاك عن هذا.

جميل، إذن هي ليست مسائل روحانية مجردة، يعني لا يوجد انفصال عندنا ما بين الجانب الشق الروحاني والشق العملي. الشق الروحاني هو الذي يقود للشق العملي قطعاً بشكل أو بآخر. جميل. وهذه سلسلة من ضمن الإعداد طبعاً والأخير، يعني الحرب دينية عقائدية محضة بلا شك. وبالتالي إذا ما كان فيه إعداد عقائدي تزكوي إيماني تربوي، لن يكون هناك ثمرة لهذه الجهود. ولك في هذا فيما أذكر محاضرة جميلة عن المرحلة المكية وملامحها التي علينا أن نستنسخها أو دعنا نقول نطبقها في واقعنا. لو تذكرني بعنوان المحاضرة.

"من الدار إلى الغار".

"من دار الأرقم إلى الغار الهجرة". دائماً الدكتور إياد حريص أن ينزل الفيديو يظهر في الفيديو، أحياناً بعض القصقصة في الفيديو كذا. هذه سلسلة على غير العادة، هذه سلسلة بث مباشر. وجربت أكثر من مرة على القناة تجربة بث مباشر. لماذا البث المباشر؟ لما يكون مسجل وخلصنا.

دعني أسر لك بسِرٍّ، لكن لا تذكره لأحد. خلاص ما حدا يسمع. أنا عندي حاجة يسمونها أو وهم الكمال، بمعنى أنني أسعى لإتقان الأشياء جداً. وبالتالي الإخوة لما يروني أطلع بفيديو مثلاً مدته 9 دقائق، 8 دقائق، هذا بيكون محاولة لـ 6، 7، 5 أكثر أقل، لأنني حريص أنه ما أضيع وقت المستمعين، أني ما أخطئ خطأً يغير المعنى أو يوهم خلاف المقصود. وبالتالي أعيد أعيد أعيد. هذا بصراحة مرهق، ووهم الكمال هذا دفن مشاريع كثيرة في حياتي، وأوقف بعض السلاسل في مراحل حرجة. يعني أبدأ سلسلة ما بفضل الله ألمس بركة ونفعاً فيها وأتلقى من الناس أنها أثرت في حياتهم، فهذا يضع علي عبئاً أكبر أنه آها، إذن لا أريد أن أضيع المجهود الماضي برداءة ما يأتي في المستقبل. فلأ، علي أن أحكم وأتقن وأعد وأجهز وأحسب الكلام بالملي أو بالحرف والحركة. هذا الكلام يحول المتعة أحياناً إلى حمل نفسي وتوتر أنه الإنسان ما بده يشوش على هذا التراث الذي يخلفه. فبصراحة هذا آذى كثيراً وأجل مشاريع كثيرة.

هذه المرة قلت: سيرة نبوية فيها جانب رقائقي لا يناسبها هذا الحال من الضبط الشديد والتوتر. لا، بدنا نعمل أريحية. وبالتالي أريد أن أؤدب نفسي أولاً وأكسر حاجز الـ "perfectionism" هذه أو وهم الكمال، وأنطلق على سجيتي. وإذا أخطأنا في بعض المواطن سمحونا الإخوة. وأيضاً من أجل ذلك سوف أحتفظ بالنص أمامي حتى ما يكون هاجسي أنه لا يترى الحديث فيه من ولا إلى ولا على. خلاص، إحنا بدنا نأتي بالحديث بشكل صحيح حتى لو كان قراءة، المهم المعاني المستوحاة منه أن نعيش في أجواء هذا الحديث. فلذلك أحببت هذه المرة كسراً لحاجز وهم الكمال ننطلق بثاً مباشراً، والأخوة يتحملون عادي إذا كان في تطويل زيادة عن اللزوم. أنا في العادة أحب أن يكون الكلام مختصراً جداً مفيداً، هنا في البودكاست أظن معنا فسحة من الوقت حتى نسهب أكثر قليلاً.

طبعاً هذا يقودنا لموضوع أنه الإنسان كائن يخطئ، عادي جداً، بشر يخطئ. البعض دائماً: الشيخ ممنوع يخطئ، ممنوع يزل، أي يزل حتى لربما ممنوع عنه المعاصي. طبعاً لا شك أن المعاصي ممنوعة في شرع الله، لكن الإنسان قد يقع في جزء من المعاصي، نسأل الله أن يعفو عنا جميعاً يا رب العالمين. وبالتالي هذا خلينا نزيله أيضاً من أذهان الناس أنه ما في داعي للنظر دائماً إلى الشخص أنه لا يخطئ ولا يمكن أن يخطئ، وإذا أخطأ نسقطه مباشرة. هذا إشكال خطير جداً. سبحان الله.

المنهجية المعتمدة في السلسلة

طيب، عوداً على سلسلة، حكيت أن هذه السلسلة موجودة عندك من زمان. نعم، بها. هتتفاجأ. هذه السلسلة يعني عامة المادة الموجودة فيها كتبتها قبل خمسة وعشرين سنة، عام ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين، إلى بدايات الألفين. هيك بدهم أن يعرف عمرك معناته. عادة أن أخواتنا النساء يعني هم بيخافوا من... أنا ثمانية وأربعين سنة. فلما تقول قبل خمسة وعشرين سنة كم كان عمرك أيامها؟ ثلاثة وعشرين سنة. ما شاء الله. ما شاء الله. كتبت هذه الأوراق، هذه كانت على الكمبيوتر. جميل. نعم.

قد تسأل: طب اش معنى الآن تطرحوها؟ نعم، يعني أنت بعد 25 سنة الآن تطرح الموضوع. نعم، لأنك حكيت في موقف بعيد الأضحى صار أو شيء كهذا. نعم صحيح. هو الصحيح أنا كنت أطمح أنه هذه الأحاديث تخرج في كتاب، ثم لما بدأت سلسلة "رحلة اليقين" قلت: لماذا لا أطرح السيرة؟ لا، خلي السيرة بعد ما أرد على الداروينيين ونفاة وجود الله عز وجل، وأتكلم عن مسألة الشر، وأتكلم عن صفات الله عز وجل، وأن القرآن من عند الله. وعندما أفي بذلك ثم تصبح الأرض عطشى لتتشرب الأحاديث النبوية تأتي في مكانها المناسب. لكن كما قلت لك تعودت من نفسي أن أؤجل حتى يدفن المشروع.

كيف تدعو إلى عرس ابنك وهو لا يصلي؟ قال لي: والله يا شيخ أنا حاولت معه. وقلت: طيب ابعث لي. جاء إلى عندي ثاني يوم عيد الأضحى وكلمته ليرقق قلبه، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون قد رقّق قلبه وأنه أظهر أنه تأثر. وكان مما ذكرته حتى أرقق قلبه وأرغبه في الصلاة طرفاً من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا أثار لدي الشجون والذكريات القديمة. بعدين أيام: حتى متى هذه الكنوز الدفينة التي لا يطلع عليها كثير من الناس؟ حتى متى سوف تبقى تماطل وتؤجل في نشرها؟ فأحسست أن الله عز وجل أوقع في نفسي انشراح الصدر أن أبث هذه السلسلة. ويا سيدي لن نرجع لرحلة اليقين إن شاء الله ونستأنف بكون هذه المادة مكتملة تأتي في مكان، يعني راح يكون في فراغات نملأها ثم يأتي موضوع السيرة. فهذا السبب أنني أحسست وكأن نسائم محبة النبي عليه الصلاة والسلام والرغبة في الحديث عنه هبت علي في تلك اللحظة. فخلاص قلت سوف ننطلق في البرنامج. طبعاً أعاقنا أمور فنية، حاولت أصور في مكتب صديقي لكن عمل "set up" عملية شاقة، إلى أن صدفنا أحد الإخوة الكرام الله يجزيه خير وهيأ معنا وقال: الاستوديو موجود جاهز، وبالتالي بإمكانكم تأتوا دون ما كل مرة ينعمل حفلة على ما نوعد للأدوات. نُزيل وهم الكمال شوي شوي، يعني كمان بدنا نصور شيء برضه "professional". نعم، يعني وإن شاء الله أنه التصوير يكون "professional". يعني قد يكون لأنه بث مباشر أقل جودة من التسجيل، لكن محل الشاهد هذا الموقف الذي جعلني أقول: لا خلاص سوف ننطلق. حاولنا يمكن من أسابيع ثم قدر الله أنه اليوم نبدأ.

قبل أن ندخل في عنوان الحلقة الأولى واللقاء الأول، وقفة مع كل الحلقات: هل الدكتور إياد سيذكر لنا أحاديث ضعيفة، حسنة، صحيحة في هذه السلسلة؟ كونه يعني دائماً العلماء في باب السير وباب المغازي يتوسعون في باب الإسناد وفي قبول الروايات. فما الذي سيعتمده الدكتور إياد في السلسلة ككل؟

ما سأعتمده في السلسلة ككل هو الاقتصار فقط على الصحيح والحسن. وحتى أني لن آتي بأحاديث حسّنها بعض أهل العلم الذين قد يخالفهم آخرون. يعني الشيخ الألباني رحمة الله تعالى عليه وأحسن الله إليه معروف بأن له جهداً ضخماً جداً في تصحيح وتضعيف الأحاديث. أحياناً يحسن حديثاً يضعفه الآخرون أو يصححه، فكنت دائماً في انتقاء الأحاديث أحاول الاستئناس أنه هل يترى إلى جانب الشيخ الألباني صححه أو حسنه علماء معتبرون معروفون بضبطهم في المسألة. فلذلك ما سأعتمده فقط الأحاديث الصحيحة والحسنة. وأنا إجمالاً إجمالاً أتضايق من فكرة الضرب على وتر العاطفة من خلال أحاديث ضعيفة، خاصة إذا كانت شديدة الضعف، لأن الإنسان إذا اكتشف فيما بعد أنه هذا الحديث لا يثبت، بيكون الأثر ممكن عكسي، أنه تدغدغت عاطفته وازداد قرباً من الله عز وجل بناءً على حديث يرى بعد ذلك أنه ضعيف. إضافة إلى أن الخط الذي اتخذته من الرد على الشبهات والتوعية الفكرية، أنا دائماً أعتمد فيه الأمور المحكمة وأحاول الابتعاد عن الأمور المبهمة أو المناطق الرمادية. فانسجاماً مع هذه الدعوة، لا أحترم وأقدر رأي بعض العلماء الذين يقولون: ممكن في باب السير التساهل مع الحديث مش الموضوعة ولا التي ليس لها أصل ولا شديدة الضعف، التي فيها بعض الضعف. لكن أنا ما اخترته في هذه السلسلة الاقتصار على ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من صحيح أو حسن.

جميل جداً، جميل جداً. وأغنانا الله سبحانه وتعالى بالصحيح عن غيره. نعم. قد يفاجأ الإخوة أن هذه الأحاديث، كثير كثير جداً من الأحاديث لم نسمع بها من قبل وهي صحيحة وحسنة. فلماذا نذهب إلى الأحاديث الضعيفة؟ لسنا بحاجة، لسنا بحاجة