الحلقة 7 - نماذج مؤثرة من محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه. حياكم الله جميعًا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلاً وسهلاً بكم في هذا البودكاست "كيف أحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم" في حلقته الأخيرة إن شاء الله تبارك وتعالى، مع ضيف البرنامج الدائم الأستاذ الدكتور إياد قنيبي. فحياك الله دكتور.
حياك الله وبياك يا أبا عبيدة. الله يكرمكم. أنا عارف أنه هذا اللقاء الأخير في هذه السلسلة، وبالتالي أنا أتوقع أن هذا اللقاء قد يطول قليلاً. صحيح؟ صحيح نعم صحيح.
طيب، يعني جهزوا فناجين القهوة كالمرات الماضية. نعم نعم.
مقدمة البودكاست
بسم الله نبدأ. نحن تحدثنا في اللقاء الماضي عن زهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل يعني تاج هذه السلسلة يكون بما نريد الوصول إليه من عنوان السلسلة: "كيف أحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم". نريد نماذج على محبة الصحابة الذين عاشروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاشوا معه، كانوا معه في الهجرة، كانوا معه في القتال، كانوا معه في مواقفه. كيف أحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكيف تعلقوا بنبي الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ تفضل.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. إخواني وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نحن ابتدأنا هذه السلسلة حتى تكون الثمرة العظمى هي أن تشتعل في قلوبنا المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتظهر ثمرات ذلك على سلوكنا وأقوالنا. وبالتالي نستعرض هذه النماذج العظيمة من الرعيل الأول، من الجيل الفريد الذي صنعه ورباه وعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلنا بإذن الله تعالى نحبه ونحبهم، فيكون ذلك أشبه بالطريق المختصر إلى الدرجات العلى في الجنة للحديث الذي بدأنا به: "أنت مع من أحببت".
محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
حديث الرجل الذي أحب النبي أكثر من نفسه وأهله وماله وولده
أبدأ بحديث مع الذين أنعم الله عليهم. نعم. الحديث هو بسند حسن عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من أهلي ومالي، وإنك لأحب إلي من ولدي". يقدم ببيان عظيم المحبة في صدره للنبي صلى الله عليه وسلم.
الآن أين المشكلة؟ يقول: "وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك". الله! تصور يكون جالس بين أهله وأولاده، يشتاق للنبي عليه الصلاة والسلام، يمكن شافه قبل ساعتين على الصلاة، لكن مشتاق للنبي، فيروح إلى النبي عليه الصلاة والسلام. "وإذا ذكرت موتي وموتك" آه هنا المشكلة. "وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين". هذه ليست إذا على سبيل يعني الشك، وإنما حين تدخل الجنة ترفع مع النبيين. "وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك". يعني ممكن يا رسول الله أنا طمعان في رحمة الله، أنا ممكن أدخل الجنة، لكن مشكلة أنك أنت فين وأنا فين. أنا عملي لن يؤهلك لن يؤهلني للصعود إلى مراتبك. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً.
المشكلة عنده أنه هو يستطيع رؤيته في الدنيا، لكن في الآخرة هو لا يستطيع رؤيته لتفاوت الدرجات. نعم. شوف حاسب حساب على المدى البعيد ما بعد الموت، أنه كيف مش راح يشوف النبي بعد الموت. النبي عليه الصلاة والسلام ليس عنده علم غيبي في هذا، فلم يرد عليه حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}. سبحان الله! يعني الآن إذا الإنسان اشتعل في قلبه المحبة للنبي عليه الصلاة والسلام وأطاع رسول الله، فهو معه في الجنة بإذن الله تعالى. هذا هذا الرجل لازم ندعو له نحن، لأن هذه بشرى ليست لهذا الرجل فقط، وإنما لكل المؤمنين. نعم جزاه الله عنا خيراً بالفعل.
المحبة بين الطاعة والمعصية
جميل. طيب هل هذه دكتور المحبة هي شيء خاص بأهل الطاعة، ولا هي تشمل أيضاً من وقعوا في جزء من المعاصي تحت دائرة الإسلام؟
الله يفتح عليك. هنا في توازن ضروري جداً، بمعنى أن الآية لاحظ: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ}. طيب إذا إنسان هو مسلم لكنه يعصي الله والرسول، بل وقد يصل إلى الكبائر، إلا أنه ليس كافراً، لا يصل بكبائره إلى الكفر. هل هل هذا يعني له نصيب من هذه الآية؟ هل هذا يطمع في أن يشفع له النبي صلى الله عليه وسلم؟
نحن ما بدنا دائماً لما نقول "ولكن عليك أن تطيع، لكن عليك أن تطيع" نخشى إذا ركزنا على هذه اللغة أن يحس فئة من المسلمين أنه مستثنون، أنهم مطرودون، أنهم مقصون، فيقع في نفوسهم "خربانة خربانة، أنتم بتحكوا أنه المحبة، محبة النبي هي فقط للمطيعين، وصحبة النبي للمطيعين، ورفقة النبي في الجنة بس للمطيعين، أنا مش مطيع، خلص إذا أنا ما لي أمل" فيصيبه اليأس، فيبدأ يفعل أفعالاً تخرجه من الدين حقاً. الله هنا الخطورة الشديدة.
وبالتالي نقول حتى لعصاة المسلمين، بل حتى لأصحاب الكبائر: محبتك الصادقة لله ولرسوله، وتعظيمك لله ولرسوله حبل النجاة. خلي هذه الشعرة أوعى تنقطع، أوعى هذا الحبل ينقطع. هذا يرجى لك به عند الله عز وجل الخير الكثير على ما بك من ذنوب ومعاصي. وتذكر لما جيء بالصحابي وكان قد شرب الخمر، فقال أحد الحاضرين: "يجلد يجلد". النبي عليه الصلاة والسلام يعاقبه، أتى بمن يجلده. واحد الصحابة قال: "لعنه الله، ما أكثر ما يؤتى في الخمر". قال: "لا تلعنه، فما أعلم إلا أنه يحب الله ورسوله". إذا هذه شفعت له.
أيضاً في الحديث الصحيح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل قد شرب، قال: "اضربوه". قال أبو هريرة: "فمن الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه". إذا صاروا يضربوه ضرب فيه إهانة كمان يعني. فلما انصرف قال بعض القوم: "أخزاك الله". آه لا لا. هلا النبي عليه الصلاة والسلام وقف هو يضرب ضرب فيه شدة، فيه تغليظ، لكن لما قال أحدهم: "أخزاك الله". قال: "لا تقولوا هكذا، لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان". هذه رواية البخاري، خارج البخاري في زيادة الإسناد الصحيح خارج البخاري: "ولكن قولوا اللهم اغفر له، اللهم ارحمه". واحد شارب خمر ومع ذلك النبي عليه الصلاة والسلام في قلبه رحمة له، ويرجو أنك أنت مش خارج دائرة الإسلام، لست بعيداً عن رحمة الله عز وجل.
وبالتالي وصية حتى للعصاة من المسلمين أنهم ما يحسوا حالهم مستثنين ومطرودين من صحبة النبي عليه الصلاة والسلام. لما نقول طاعة النبي، طاعة النبي المهم طبعاً، طاعة النبي مهمة، لكن احرص كل الحرص على ألا تفعل شيئاً فيه كفر وخروج من دين الإسلام، فبالفعل حينئذ لا علاقة لك بكل هذه الأحاديث التي نذكرها، لأنك لست من أمة محمد والعياذ بالله.
أعمال القلوب ومراتبها
يعني إذا المحبة عمل قلبي وهو طاعة لله سبحانه وتعالى بذاته، لا شك أن الأكمل أن يقترن مع هذه المحبة الفعل والعمل، لكن إن لم يقترن معه فيبقى فتبقى المحبة عمل صالح يتقرب به العبد إلى ربه.
دعنا نقول دكتور مهند هو أعمال القلوب على ثلاث مراتب، وهذه هذا المفهوم حقيقة يعني نحتاج أن نوضحه يمكن في حلقة مستقلة، مسألة أعمال القلوب أنها على ثلاث مراتب: هناك أصل العمل، والعمل الواجب، وكمال العمل. يعني الإنسان إذا كان عنده محبة لله ورسوله بالحد الأدنى، كيف يعني بالحد الأدنى؟ يعني هو لا يبغض الله والعياذ بالله، ولا يكره رسوله عليه الصلاة والسلام، ولا نيوتراال، ما بقول لك أنا لا أحب الله ولا أكره الله والعياذ بالله. هذا كافر. محبة تدخله في الدين. محبة تدخله في الدين. أصل المحبة عنده محبة ولو كانت ضعيفة، ولو كانت ضعيفة، هذه تدخله في الدين، يعني من هذه الناحية ليس كافراً، من هذه الناحية مسلم.
طيب هل هذا ينجيه من العذاب؟ طبعاً لا. هناك محبة واجبة، محبة واجبة مبينة في قول الله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ} الآية التي نعرفها. هذه المحبة الواجبة تنجيه من الإثم. وهناك كمال المحبة، مثل محبة الأنبياء وخلص الصالحين والصديقين لربهم سبحانه وتعالى ولنبيه عليه الصلاة والسلام. فنحن نقول لكل إنسان حتى وإن أخللت بالمحبة الواجبة، إياك أن تفقد أصل المحبة. حتى وإن أخللت بالتعظيم الواجب لله ولرسوله، إياك أن تخل بأصل التعظيم. إنسان مثلاً يستهزئ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم أمامه أو ينتقص من النبي أمامه فيبتسم أو يسكت، هنا عماله بيخل بأصل التعظيم. وبالتالي حافظ على الحد الأدنى حتى حتى تنجو على الأقل من الكفر والخلود في جهنم.
جميل جميل جداً.
نماذج من محبة الصحابة
الخميصة التي أهدتها امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم
طيب نعود إلى عنوان الحلقة: "محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم". يعني أظن هذه الحلقة ستكون متعددة العناوين، ولعل نبدأ هكذا بعنوان: "الهدية التي أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الخميصة التي أهدتها امرأة إلى رسول الله". حدثنا عنها.
حقيقة يعني أنا حاب في هذه الحلقة أن أسير إلى حد ما بالترتيب الزمني: قبل الهجرة، ثم الهجرة، بعد الهجرة، قبيل الوفاة. لكن هناك حديث عظيم الأثر في نفسي حقيقة، جميل جداً، أحب أن يكون فاتحة وباكورة هذه النماذج.
الحديث رواه البخاري عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه، قال: "إن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة". البردة هي الثوب الذي يلبس. "وقالت: يا رسول الله، إني نسجت هذه بيدي أكسوكها". والليالي الله أعلم كم أسبوع وهي تنسج بردة للنبي صلى الله عليه وسلم. يمكن كان بإمكانها تشتري هذه البردة، لكن لا، هي حابة تنسج بيديها. إيش حلمها؟ يلبسها النبي صلى الله عليه وسلم، أنه تشوفها على النبي عليه الصلاة والسلام. "يا رسول الله، إني نسجت هذه لك بيدي أكسوكها". نعم. "قال: فأخذها النبي محتاجاً إليها". شوف الكلمة كم مؤلمة: "فأخذها النبي محتاجاً إليها". يعني ملاحظين الصحابة أنه الثياب التي عليه بدأت تبلى، والنبي محتاج حاجة جديدة. "فخرج إلينا وإنها إزاره". يعني دخل النبي عليه الصلاة والسلام، خلع الثياب القديمة التي بدأت تبلى، ولف نصفه الأسفل بهذه البردة الجميلة الجديدة. جميل.
ما لحق النبي عليه الصلاة والسلام يفرح بهذه البردة، فقال رجل من القوم: "يا رسول الله اكسنيها". الله أكبر! تصور جرأة الطلب! "يا رسول الله اكسنيها". يعني أعطيني إياها، بدي بدي إياها. في رواية ابن ماجه وهي رواية صحيحة قال: "يا رسول الله، ما أحسن هذه البردة، اكسنيها". والله حلوة عليك يا رسول الله، أعطيني إياها. طيب حلوة على رسول الله، خليها لرسول الله. لا لا، أعطيني إياها.
ماذا كان رد النبي صلى الله عليه وسلم؟ لا يرد طلباً. لا يرد طلباً. يعني نحن لو محل النبي عليه الصلاة والسلام، أنا محتاج ملابس وما لحقت أفرح بهذه الثياب الجديدة، سيغتاظ المرء، سيغتاظ. يعني راح يقول على الأقل تظهر على ملامح وجهي أنه طيب أنت شايفني محتاج هذه الملابس ويعني أنت أفضل مني عشان تأخذها مني؟ طيب أنت عندك ملابس كمان. طيب يا أخي اترك لي إياها. كل هذا لم يكن منه صلى الله عليه وسلم. إيش تقول الرواية؟ "فقال رسول الله: نعم". فقط بس. الله أكبر! لا قال تغير وجه رسول الله، ولا تمعر وجه رسول الله، ولا حزن رسول الله، ولا عبس. أبداً أبداً. ولا حاجة من هذا كله. "فقال رسول الله: نعم". يعني تكرم تكرم. هكذا معناها.
لحد الآن هذا الموقف بحطه في الزهد إلى الآن. لحد الآن ما ظهرت لي المحبة. طبعاً هو يعني نسج المرأة لبردة محبة. أنه الصحابي يتجرأ ويطلب هذا الطلب وعارف النبي مش ح مش حيفشله. الآن شوف ما بعد ذلك. "فجلس النبي في المجلس". النبي عليه الصلاة والسلام كمل الكلام مع أصحابه. "ثم رجع فطواها عليه الصلاة والسلام فطواها ورجع للملابس القديمة القديمة. ثم أرسل بها إلى الرجل".
الرجل طبعاً مين اللي كان شايف المشهد وبيغلي من جوا؟ الصحابة رضي الله تعالى عنهم. فقال الصحابة الحاضرون: "ما أحسنت. لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها، ثم سألته وعلمت أنه لا يرد سائله". طيب أنت عارف يا رسول عليه الصلاة والسلام أي حاجة بيده بيعطيها للناس. لماذا سألته وأنت عارف أنه محتاجها؟ كيف تطلب منه هذا الطلب؟ يا الله! فماذا رد الصحابي الكريم رضي الله تعالى عنه؟ فقال الرجل: "والله ما سألته إلا لتكون كفني يوم أموت". والله ما سألته إلا لتكون كفني يوم أموت. يعني أنا طلبت منه البردة لغاية أنا مقبل على الآخرة، مقبل على الحساب، بدي أكسب بركة هالثوب اللي لمس هالجسد الشريف، لعل الله عز وجل يرحمني به. يا الله! وفي رواية خارج البخاري: "والله ما سألته إياها لألبسه، ولكن لتكون كفني يوم أموت". قال سهل راوي الحديث: "فكانت كفنه". يا الله! فكانت كفنه. يا الله! موقف معجون عجن. كل كل تفصيلة من تفاصيله هو هذا الصحابي كم يحب النبي. الصحابة كم يحب هذه المرأة رضي الله تعالى عنها. عجيب يعني من أوله إلى آخره معجون بالمحبة كما ذكر. شيء عجيب جداً.
وسبحان الله يعني حتى طلبات الصحابة لم تكن طلبات لأجل الدنيا، وإنما كانت أيضاً فيها بعد أخروي. والنبي صلى الله عليه وسلم يعني الزهد من ناحية وشفقته بأصحابه من ناحية أخرى شيء عجيب جداً هذا الموقف. سبحان الله.
محبة أبي بكر الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة
نعم. أيضاً يعني من المواقف الجميلة الآن لو بدنا نمشي شوي بالترتيب الزمني مع أبي بكر رضي الله تعالى عنه لما استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، فقال له النبي: "لا تعجل، لعل الله يجعل لك صاحباً". يعني انتظر شوية ممكن الله يرزقك بصديق أو بصاحب في هذا السفر تنبسط. فلما أذن الله عز وجل لنبيه بالهجرة، قدم على أبي بكر يخبره عليه الصلاة والسلام، فقال له أبو بكر: "الصحبة يا رسول الله". أنت يعني حتكون صاحبي. فقال له: "الصحبة". تقول عائشة رضي الله عنها: "فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ". حديث رواه البخاري طبعاً.
لاحظ الآن أبو بكر يبكي من الفرح مع أن هجرته مع النبي عليه الصلاة والسلام فيها إيش؟ فيها خطورة. قريش يعني مغتاظة من النبي عليه الصلاة والسلام، وخروجه من مكة مظنة أن تلحق به لتقتله. هذه فرصة أنه ليس بين أبناء عمومته وأعمامه. آه هو خارج مكة، والآن سيكون عنده مبرر إعلامي لقتل النبي صلى الله عليه وسلم. فأي واحد يرافق النبي في هذه السفرة في خطر عليه، لكن مع ذلك بكى أبو بكر من شدة الفرح.
الآن سيدنا أبو بكر رضي الله عنه أيضاً في البخاري يعني يصف كيف أنه جاء للنبي عليه الصلاة والسلام بلبن بارد، قال: "فصبت على اللبن حتى برد أسفله، ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: اشرب يا رسول الله. فشرب رسول الله حتى رضيت". في ناس بيذكروا قصة: "فشرب رسول الله حتى ارتويت". هذه لا تصح يعني، لكن التي في البخاري: "فشرب رسول الله حتى حتى رضيت. ثم ارتحلنا والطالب في أثرنا". عمال يلحقونا. فتصور أنه يعني يعني ما بقول شربت أنا حتى ارتويت أو رضيت، "شرب رسول الله حتى رضيت أنا". يا الله! كان اللبن حين ينزل في بطن النبي صلى الله عليه وسلم أعز على أبي بكر مما لو نزل في بطنه هو وبل ريقه هو. يا الله!
وهذا سبحان الله يعني أخذه صحابة من النبي صلى الله عليه وسلم وطبقوه على أنفسهم. يعني أنا أذكر حديث آخر مع أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم في حروب الردة لما اعترض عمر على أبي بكر في حرب الردة، فقال: "فما هو إلا أن شرح الله صدر أبي بكر، فعرفت عمر يقول عمر: فعرفت أنه الحق". يعني لما شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرف عمر أنه الحق. وهذا أيضاً من المحبة بينهما. سبحان الله. نعم.
إيثار أبي أيوب الأنصاري للنبي صلى الله عليه وسلم
الآن أيضاً يعني من شواهد المحبة، النبي عليه الصلاة والسلام الآن هاجر ونجاه الله من قريش، وصل المدينة، نزل في بيت من؟ في بيت أبي أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه. أبو أيوب عنده طابقين، بيت من طابقين. الآن يعني إذا بده يطلع النبي عليه الصلاة والسلام على الطابق العلوي راح يكون في صعوبة. الناس بيزوروا النبي، يشوفوا النبي، سيمرون بأبي أيوب وأهله. والنبي عليه أن يصعد إلى مكان أعلى قد يكون فيه يعني أيسر عليه لو بقي في في الطابق السفلي. فبالفعل بقي النبي عليه الصلاة والسلام في الطابق الأرضي، وأبو أيوب وأهله صعدوا إلى الطابق العلوي.
الآن جاء الليل وبات الناس. النبي بده ينام عليه الصلاة والسلام. أبو أيوب يريد أن ينام، فطن لأمر. إيش الأمر الذي فطن له؟ في مشكلة كبيرة الآن. ما هي هذه المشكلة؟ خير. المشكلة أنه عندما يسير سيسير فوق سقف، سيسير على سقف يظل النبي صلى الله عليه وسلم. يعني هو عماله بيمشي فوق النبي. أنا أمشي فوق النبي عليه الصلاة والسلام. ما ساغ له، ما قبلها.
والحديث رواه مسلم عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه يعني في بيته، فنزل النبي في السفل في الطابق السفلي، وأبو أيوب في العلو. قال: "فانتبه أبو أيوب ليلة فقال: نمشي فوق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ بصير هالكلام؟ فتنحوا فباتوا في جانب". تصور طابق كامل صاروا يعني بدهم يلصقوا حالهم بالحيط عشان يتجنبوا أن يمشوا فوق النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال للنبي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "السفل أرفق". يعني يعني هو قال النبي عليه الصلاة والسلام ما حصل ما جرى معه، فالنبي رد عليه: "السفل أرفق". أهون علينا، أسهل لنا أن ظلنا احنا في الطابق السفلي. فقال: "لا أعلو سقيفة أنت تحتها". مش ممكن يا رسول الله، مش ممكن أن أكون في في سقف أنت تحته. "فتحول النبي في العلو وأبو أيوب في السفل".
فكان يصنع للنبي الطعام، فإذا جيء به إلى أبي أيوب تلمس مواضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم فأكل منها تبركاً رضي الله تعالى عنه. شوف التوقير والتعظيم مع أنه النبي عليه الصلاة والسلام تو جاي على المدينة، يعني لسه ما خلطوه الخلطة الكاملة، لكن عرف إيش معنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعظم ووقره.
جميل. احنا الآن انتقلنا بالهجرة إلى المدينة المنورة، والمدينة كان فيها قتال وقتال عظيم. في بعض المواقف حدثت تظهر محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم في القتال.
محبة سواد بن غزية في ساحة القتال
طبعاً مواقف كثيرة، لكن من أكثرها تأثيراً موقف أي أظن اسمه سواد بن غزية رضي الله تعالى عنه. والحديث أنا يعني الحديث مشهور فبحثت لأرى إن كان صحيحاً، فسررت لما رأيت أنه حسنه جمع من أهل العلم. معروف يمكن في أنشودة تتناقل وسأتلو بعض أبياتها بعد أن ننتهي من من من قصة سواد.
لكن القصة ببساطة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصف الصحابة في معركة، والله أعلم هذه المعركة قد تكون بدر أو غيرها. فمر بقدح في يده، قدح مر بسواد بن غزية، حليف بني عدي بن النجار، وهو مستنتئ من الصف. مستنتئ من الصف يعني طالع من الصف. هو طبعاً عامل حاله أنه مش منتبه، لكن هو كان متعمداً يطلع من الصف. "فطعن به في بطنه النبي عليه الصلاة والسلام بقدح وقال: استو يا سواد". هيك زي وخذه بالقدح وقال: "استو يا سواد". فقال: "يا رسول الله، أوجعتني. يا أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل، فأقدني". بدي حقي. آه بدي حقي. أنت وجعتني، فإن مش أنت نبي الحق والعدل؟ أنا بدي آخذ حقي.
فماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ "فكشف رسول الله عن بطنه فقال: استقد. فاعتنقه فقبل بطنه". فقال: "ما حملك على هذا يا سواد؟" قال: "يا رسول الله، حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك". فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: "استو يا سواد". شوف يعني هو بيكسب فرصة أن يمس جلد النبي صلى الله عليه وسلم، أنه خايف من الموت، فيرجو بركة مس جلد النبي صلى الله عليه وسلم.
ويعني في نشيدة جميلة أحبها جداً، أبياتها لطيفة: أروي لكم عن قصة لمصطفى إذ قام يوماً في الجهاد منظماً رص الصفوف كما الصلاة تصفهم فكانهم بنيان سد أحكم وتجول المختار بين صفوفهم فإذا بشخص بينهم متقدماً قد غير الصف القويم خروجه نظر الرسول إليه ثم تبسما وبعود غصن في الصفوف أعاده وأعاد للصف القويم تقوّماً إلى أن قال: يا سيدي عم حكي الأبيات تذكر ما قاله سواد: يا سيدي إني خرجت مجاهداً وعدونا جيش يسير عرمرماً لا علم لي إن كنت أمسي بينكم حياً لعلي أو قتيلاً ربما فإذا ما مت فلي فلست أدري مأوى لي في جنة أو في جحيم أضرما لكن جلدي مس جلدك علني أمضي وجلدي عن جهنم حرما صلى عليك الله يا خير الورى قد سار حبك في شراييني دما الله! هذا موقف من المواقف الجميلة جداً أيضاً التي سبحان الله أستحضرها دوماً. الله الله. جميل جميل جداً.
محبة الشباب الصغار: معاذ ومعوذ وعبد الله بن عمر
طيب كذلك يعني من رؤوس الكفار من كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت القتال فرصة للانتقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فهل حدث شيء مثل هذا؟
لأن الحدث الجميل في هذا الموضوع أنه الذين أرادوا الانتقام للنبي شباب صغار السن. أنا حابب هيك أورد أكثر من شاهد على محبة الشباب الصغار، يسموهم في أيامنا أطفال. هم يعني روايات الحديث والله أعلم حيكونوا في آخر الطفولة أو في بداية الشباب، على الأغلب في بداية الشباب يعني 13 14 سنة ليس أكثر من ذلك. وأنا حتى بعض كتب السير روت عن هذا الحادث أنهم كانوا في ال 13 وال 14، اللي هو حديث معاذ ومعوذ. آه.
الحديث رواه البخاري عن ومسلم أيضاً عن عبد الرحمن بن عوف قال: "بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما". ما تصور النبي عليه الصلاة والسلام لسه ما صار له زمان مهاجر، وهذان شابان تعرفا للنبي حديثاً، لكن شوف الآن عظم المحبة والغيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: "تمنيت أن أكون بين أضلع منهما". يعني بتطلع شب صغير، شب صغير، فتى وفتى 13 سنة 14 سنة. "تمنيت لو أنه كان في في حدا رجال أسند بهم الظهر". مقبل على قتال جيش عرمرم. نعم. "فيا ليت لو كان حوالي رجال أشد بهم ظهري. فغمزني أحدهما". يعني يا إما هيك نظرة إلي نظرة أو دقني أعطاني حركة. "فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟" قلت: "نعم. ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ شو بدك يا أبا جهل؟" قال: "أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا". سمعت أنه هذا المجرم بيسب النبي عليه الصلاة والسلام، والله إذا أنا بشوفه يا أنا يا هو في هذه الدنيا، واحد منا لازم يقتل الثاني. شوف عظم المحبة، هذا الهدف العظيم اللي نصبه لنفسه. قال: "فتعجبت لذلك". قلت هذا الشاب اللي أنا استصغرته وأخفيت به، شو هالهم اللي عنده. "فغمزني الآخر فقال لي مثلها". حكى له نفس يعني كلام قريب من كلام الأول.
قال: "فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس". طبعاً أبو جهل كان حوله كتيبة تحرسه. قلت: "ألا إن هذا ذا صاحبك الذي سألتماني". مش بدكم أبا جهل؟ هي أبو جهل. فابتدراه. هذه المهمة كانت تحتاج قتال عنيف قبل الوصول إلى أبي جهل. ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرهم، فقال: "أيكما قتله؟" قال كل واحد قال كل واحد منهما: "أنا". فقال: "هل مسحتما سيفكما أو سيفيكما؟" قال: "لا". فنظر في السيفين عليه الصلاة والسلام فقال: "كلاكما قتله". سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح. يعني واضح أنه اللي كان أكثر إيغال في جسد أبي جهل سيف هذا الشاب، فحكم بسلبه. وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح. فانظر إلى هذه المحبة في قلب شابين صغيرين.
أيضاً من الشواهد في يعني في فتيان المسلمين، النبي عليه الصلاة والسلام كما روى البخاري ومسلم كان جالساً وعن يمينه غلام يعني شب صغير. نعم. ولد. وعن يساره مشايخ أشياخ، ناس متقدمين في السن. وطبعاً من يحضر مجلس النبي عليه الصلاة والسلام بكثرة وعادة أبو بكر وعمر وكبار الصحابة صحابة أجلّاء. صحابة أجلّاء. فأتي النبي عليه الصلاة والسلام بشراب، فشرب منه النبي. بده يعني يستأثر بهذا الشراب، حاب يناول لمن حوله يشرب معه. فقال للغلام: "أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟" الغلام عن يمينه والسنة إيش؟ على اليمين. على اليمين. لكن المشايخ الأشياخ الكبار في السن عن يساره عليه الصلاة والسلام. فالنبي يعني بده يمشي السنة، لكن في الوقت ذاته يعلم يعني إجلال كبار السن ويقدم، فعليه أن يأخذ إذن هذا الغلام. شوف الأدب النبوي.
فماذا رد هذا الغلام؟ قال: "لا والله يا رسول الله، لا والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحداً". مش معقول أنت شربت، أنا بدي أشرب بعدك مباشرة. طبعاً لو النبي أمره سيطيع، لكن النبي استأذنه فلم يأذن هذا الغلام. ولد شب صغير، ولكن مع ذلك نزل رسول الله على رغبته، فناول رسول الله في يده أن أعطاه هذا الشراب ليشرب، ثم بعد ذلك يشرب الأشياخ.
والله دكتور إذا بدنا نقيم تصرفات فهذول مش أطفال. طبعاً هذا المنطق في التفكير عند هذا ال عند هذا الرجل الشاب الصغير، ونقيم فعل معاذ ومعوذ شيء عجيب جداً حقيقة. يعني حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، منطق تفكيرهم، أفعالهم مبررة، تصرفاتهم يعني منطقية جداً. والله هذا هذا هذول كبار في السن مش صغار. نتعلموا منهم يعني. كبار في العقل، كبار في العلم، كبار في محبة النبي صلى الله عليه وسلم.
سبحان الله. أذكر أيضاً من شواهد محبة الشباب الصغار، عبد الله بن عمر لما صاحب النبي عليه الصلاة والسلام في أول أمره كان شاباً صغيراً. تصور كم كان يرصد ملامح النبي وشعر النبي وتصرفات النبي. كان معروفاً عنه رضي الله عنه أن كان من أكثر الناس اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. ففي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر قال: "كان شيب رسول الله نحو 20 شعرة". تصور عد شيبات عليه الصلاة والسلام من شدة محبته وتأمله لشخص النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. حديث هيك عابر بسيط، لكن يريك عظم المحبة أنه يعد شعرات الشائبة في النبي عليه الصلاة والسلام. عجيب. 20 شعرة عدهم بالضبط. 20 شعرة عدهم بالضبط.
فداء الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
الآن الصحابة الصغار والكبار وجميعهم الأمثلة والشواهد الجميلة أيضاً من فدائهم للنبي، مستعدين يفدوا النبي عليه الصلاة والسلام بأرواحهم. وأيضاً نعود في هذا إلى همزية شوقي يصور لنا هؤلاء الأسود الذين كانوا يحفون النبي ويفدونه بأرواحهم إذ قال: هل كان حول محمد من قومه إلا صبي واحد ونساء؟ فدعا فلبى في القبائل عصبة مستضعفون قلائل أنضاء ردوا ببأس العزم عنه من الأذى ما لا ترد الصخرة الصماء والحق والإيمان انصبا على برد ففيه كتيبة خرساء الكتيبة اللي بتمشي بهدوء إلى أن توقع بعدوها البطش يعني هي خرساء ساكتة بالسكيت بتشتغل. والحق والإيمان انصبا على برد ففيه كتيبة خرساء نسفوا بناء الشرك فهو خراب واستأصلوا الأصنام فهي هباء يمشون تغضي الأرض منهم هيبة وبهم حيال نعيمها إغضاء مش مهتمين لنعيم هذه الأرض. حتى إذا فتحت لهم أطرافها، فتحت عليهم كنوز كسرى وقيصر. حتى إذا فتحت لهم أطرافها لم يطغ ترف ولا نعماء
الآن لو يعني تصور الآن فداء الصحابة اللي أتصور كلهم مستعدون يفدون النبي عليه الصلاة والسلام بأنفسهم. قبل الهجرة، أثناء الهجرة، بعد الهجرة. قبل الهجرة حادثة أن علي رضي الله عنه بات في فراش النبي ثابتة، بحيث لو دخل المشركون المشركون يتصورون يتهيئون النبي عليه الصلاة والسلام في فراشه، فيشغلهم ذلك عن قطع النبي للمسافات في الهجرة. فلما دخلوا عليه كان بالإمكان أن يقتلوه، لكن الله عز وجل نجاه. فهذا موقف من مواقف الفداء.
موقف خبيب بن عدي
من مواقف الفداء العظيمة حديث هو يعني يروى عن أي صحابيين اللي هو زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي. الأصح سنداً عن خبيب بن عدي. نعم. أنه لما كانت بدر وكان خبيب خارجاً في سفر له، وقع في يد قريش أو وقع في يد أناس باعوه لقريش. نعم. فقريش أرادت أن تنتقم منه لأجل قتلاها ببدر، فوضعوه على خشبة الصلب ليضربوا عنقه. خلص الآن سيفارق الدنيا، سيفارق الأحباب والأهل والأولاد. فقالوا له: "أتحب وأن محمداً مكانك؟" شوف هذا السؤال الصعب. مش أحسن لك لو كان محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام مكانك وأنت بين أهلك ومالك مبسوط مع أولادك، تأكل وتشرب ومنعم. مش خلص في آخر لحظات حياتك.
انظر إلى هذه الإجابة العظيمة. قال: "لا والله العظيم". هكذا الحديث: "لا والله العظيم، ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدميه". ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدميه. فضحكوا منهم ضحك. مش عارفين إيش يعني رسول الله. يعني أنا لا أتصور لا لا أحب ولا أتمنى لو أني الآن بين أهلي ومالي وولدي منعماً مرغاً في أمان، وأنه مقابل ذلك النبي عليه الصلاة والسلام تصيبه شوكة في رجله. والله شيء عجيب. يا الله! شيء عجيب. محبة وفداء من أعجب وأغرب ما يكون.
موقف أبي طلحة يوم أحد
من شواهد المحبة لما كانوا يوم أحد وانهزم الناس، أبو طلحة رضي الله تعالى عنه كان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رامياً حذقاً، كان يضرب بالسهم فيجيب يصيب. ف وكسر معه كما في البخاري قوسان أو ثلاثة من كثرة ما ضرب بالنبل. وهذا طبعاً نفر المشركين وصرفهم عن الهجوم على النبي صلى الله عليه وسلم. فكان رجل يمر معه بجعبته من النبل، فيقول: "انثرها لأبي طلحة". ويسرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم. النبي بده ينظر إيش الواضع؟ إيش الواقع في المعركة؟ فيقول أبو طلحة: "بأبي أنت وأمي، لا تشرف يصيب يبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك". يعني يا رسول الله دير بالك على حالك، أنا نحري دون نحرك، بلاش يصيبك سهم.
الآن النبي عليه الصلاة والسلام أراد أن ينهض، وكما هو معروف بعد المعركة صعد إلى جبل حتى لا يدركه المشركون. لكن النبي عليه درعان حتى يحمي نفسه من ضربات السهام والسيوف وما إلى ذلك. فأراد مع الإرهاق الذي أصابه وكان قد وقع في الحفرة التي حفرت له وشج رأسه، ففيه فيه إرهاق عليه الصلاة والسلام. فأتى ليصعد فلم يستطع. من فدى نفسه أيضاً مرة أخرى؟ أبو طلحة. وجعل نفسه تحت النبي ليصعد عليه عليه الصلاة والسلام. وقال: "أوجب طلحة". يعني خلاص وجبت له الجنة. ونحن نعلم أن طلحة هو أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله تعالى عن طلحة ولا طلحة؟ أبو طلحة ولا طلحة؟ آه هو الكلام عن أبي طلحة. طلحة. آه المبشر بالجنة طلحة بن عبيد الله. نعم نعم. الله يفتح عليك. فأبو طلحة قال عليه الصلاة والسلام: "أوجب طلحة". "أوجب طلحة". يعني هذا أيضاً بشارة بشارة له في الجنة.
موقف سعد بن معاذ
أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أي لما معروف طبعاً لما حصل حصار الخندق، ومن ثم انفض المشركون عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسار النبي إلى بني قريظة. سعد رضي الله عنه كان قد أصابه سهم. فالسهم واضح أنه يعني أثر فيه، يبدو يبدو والله أعلم صار عنده تجرثم لأن السهم كان قد أصاب أكحله، لكن المشكلة صعدت إلى رقبته كما في ألفاظ الحديث يعني سنرى بعد قليل. فواضح أنه كان في حالة صعبة، في حالة صعبة، لكن مع ذلك كانت له أمنية. ما هي هذه الأمنية؟ روتها أو ذكرتها لنا أمنا عائشة رضي الله عنها كما في البخاري أن سعداً قال: "اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهد فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه". أخرجوه. "اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينه". هم قريش. قريش. "فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهد فيك. وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتي فيها". خلص خلي هذا العرق ينفجر وأموت. فانفجر. طبعاً ليش؟ حتى يموت شهيداً. يعني هو يحب أن يموت من أثر هذا الجرح الذي أصيب به في جهاد، فيتوفى.
فانفجر. يعني هو يحب أن يموت من أثر هذا الجرح الذي أصيب به في جهاد، فيتوفى. يعني هو يريد أن ينتقم منهم لأنهم أخرجوا نبيك وكذبوا نبيك. فأنا إذا بقي حرب بيننا وبينهم أبقني لهذه الحرب حتى أجاهد فيك. إذا لم يبق حرب لا أموت شهيد أحسن. "فانفجرت من لبته موضع القلادة". يعني واضح أن الأثر كان قد وصل إلى هنا. "فانفجر العرق فلم يروعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم". الصحابة كانوا في المسجد فشافوا زي نهر دم واصل إليهم. فقالوا: "يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟" فإذا بسعد يغذو جرحه دماً فمات منها رضي الله تعالى عنه.
من شواهد المحبة. والله دكتور يعني هذه القصة عجيبة أنه هو يريد أن يجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرمق الأخير، ويريد أن ينتصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ممن آذوا. نعم. فيعني عجيب حتى الرمق الأخير إلى اللحظة الأخيرة. يعني هو يعلم أنه لربما لو استمر في الحياة أن هذا الجرح سيكون ألماً عليه، لربما يصيبه بعض المشاق في الحياة بعد ذلك، لربما تحدث بعض الإعاقة في الحركة. مش مشكلة. لكن المهم أن يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. عجيب عجيب.
موقف عروة بن مسعود والمغيرة بن شعبة
الآن طبعاً في موقف أيضاً مليء بالشواهد، مليء بالعبر، لكن نلتقط منه التقاطة أو اثنتين. لما النبي عليه الصلاة والسلام سار إلى مكة ليعتمر، ولكن قريش منعته، فأرسلت إليه من يفاوضه، اللي هو عروة بن مسعود الثقفي. وكان رجلاً عاقلاً وجيهاً. فأراد أن يخوف النبي من المعركة. يعني إذا جاي تحارب يا محمد دير بالك. فماذا قال له؟ "أي محمد، أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك؟" طيب تصور أنك أنت فزت وتغلبت علينا، في حدا بيقتل أهله يا محمد؟ طبعاً. طيب وأنتم كذبتموني وأخرجتموني وعذبتم أصحابي و مش مشكلة. لكن المهم أنك أنت ما تقاتلنا.
قال: "وإن تكن الأخرى". يعني إذا احنا انتصرنا عليك. "فإني والله لأرى وجوهاً، وإني لأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يفر ويدعوك". يعني ترى ما يغرك الناس اللي حواليك هذول بكرة فروا عنك. طبعاً بأحد فاض الحديث أنه كان أبو بكر مسنداً ظهره لظهر النبي عليه الصلاة والسلام. فما كان عروة شايف من الذي سيتكلم. فأبو بكر قال كلمة ثقيلة جداً فيها استهزاء، استهزاء شديد بعروة. ثم قال: "أنحن نفر عنه وندعه؟ أنحن نفر عنه وندعه؟" فلأنه سبه سبه شنيعة. قال عروة بن مسعود للنبي عليه الصلاة والسلام: "من ذا؟" قالوا: "أبو بكر". قال: "أما والذي نفسي بيده". عروة قال: "أما والذي نفسي بيده، لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك". أنت لك فضل علي يا أبا بكر، وإلا كان رديت عليك.
قال: "وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ويضع يده على لحيته". كان من عادة الأقران العرب لو إذا واحد مع في سنك بدك تتودد إليه تمسك بلحيته أثناء الكلام، خاصة في المفاوضات. يعني هذه موطن مفاوضة. آه موطن مفاوضة. والمغيرة بن شعبة اللي هو بيكون ابن أخ عروة بن مسعود، لكن كان يبدو مقنعاً فلم يكن ظاهر من هو. فالمغيرة كان واقف خلف النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر. فكلما أهوى عروة يده إلى لحية النبي، ضرب يده بنعل السيف. يضرب على إيده. وقال: "أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم". أبعد إيدك. فعروة اغتاظ من هذا الذي يفعله كذلك. فقال: "من هذا؟" قالوا: "المغيرة بن شعبة". ابن أخوك يعني. فقال: "أي غدر". يعني يا غادر. "ألست أسعى في غدرتك؟" إيش غدرتك هذه؟ كان المغيرة في الجاهلية قد صحب أقواماً فشرب ثمل فقتلهم وأخذ أموالهم وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم. فقال له النبي: "أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء". هذا مال أخذ غدراً لا يقبله النبي صلى الله عليه وسلم. فالمغيرة كان يغار على النبي عليه الصلاة والسلام.
إيثار أبي قتادة لراحة النبي صلى الله عليه وسلم
أيضاً من الأمثلة على تقديم راحة النبي على راحة نفسه من هذا الصحابي أبو قتادة رضي الله تعالى عنه في الحديث الذي رواه مسلم قال: "بينما رسول الله يسير حتى بهار الليل". يعني ذهب أكثره. الوقت الآن نص الليل أو بعد نص الليل. "وأنا إلى جنبه". قال: "فنعس رسول الله فمال عن راحلته". النبي عليه الصلاة والسلام على الراحلة غفى غفى شوية. "فمال عن راحلته، فأتيته فدعمته من غير أن أنقذه". أجاى بطريقة لطيفة دعم جسم النبي الشريف من غير ما يصحى النبي. "حتى اعتدل على راحلته". قال: "ثم سار حتى تهور الليل، فمال عن راحلته". قال: "فدعمته من غير أن أنقذه حتى اعتدل على راحلتي". قال: "ثم سار حتى إذا كان من آخر السحر مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين حتى كاد ينجل". أي كانت ميلة شديدة. "فأتيته فدعمته فرفع رأسه فقال: من هذا؟" قال: "أبو قتادة". قال: "متى كان هذا مسيرك مني؟" أنت كم صار لك تعمل الحركة هذه؟ قلت: "ما زال هذا مسيري منذ الليلة. ما زال هذا مسيري منذ الليلة".
شوف النبي عليه الصلاة والسلام دعا له بدعوة يتمناها كلنا. قال: "حفظك الله بما حفظت به نبيك". الله حفظك الله بما حفظت به نبيه. لأن هذا الحديث هو لأبي قتادة أصالة، لكن هو قاعدة عامة: من يحفظ سمعة النبي، من يحفظ عرض النبي يعني سمعته وشرفه، من يحفظ سنة النبي، من يحفظ شريعة النبي، بإذن الله يصيبه من بركة هذا الحديث. الإنسان إذا رأى موقفاً أمامه يستخف بسنة يضحك منها فيغار على رسول الله، حتى لو كان في شركة مرموقة أجنبية عالمية، والذين أمامه أصحاب مناصب، ولكن اشتعل في قلبه الغيرة والمحبة وأنكر هذا المنكر، هذا يصيبه من بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "حفظك الله بما حفظت به نبيه صلى الله عليه وسلم".
حراسة سعد بن أبي وقاص للنبي صلى الله عليه وسلم
شوف الآن تصور يعني هذا قدم راحة النبي على راحته في السفر. تصور واحد الآن راح لفراشه وبده ينام، لكن مع ذلك يخاف على النبي فيذهب لحراسة النبي، اللي هو من سعد رضي الله تعالى عنه بالحديث الذي رواه وقاص ابن أبي وقاص رضي الله عنه بالحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: "سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمة المدينة". يعني كان جاي من سفر قادم على المدينة. وفي بعض ألفاظ الحديث أنه سهر يعني سهر رسول الله مقدمة المدينة ليلة. فقال: "ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة". هذه كانت أمنية للنبي عليه الصلاة والسلام. ما طلب، ما أرسل يطلب من أحداً أن يحرسه. هو تمنى أمنية. قالت: "فبينا نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح". فقال: "من هذا؟" قال: "سعد بن أبي وقاص". فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما جاء بك؟" قال: "وقع في نفسي خوف على رسول الله عليه الصلاة والسلام". شو هو؟ يمكن كان نايم يا الله أو بده ينام بين أهله بعدين فجأة والله أنا خايف على النبي. "وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أحرسه". فدعا له رسول الله ثم نام. طبعاً إياه سيدنا سعد أنه أصلاً مشهود له مقدماً في هذا الحديث أنه صح أنه صالح. "ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة". إذا هذا مش موضوع التخاطر، هو موضوع محبة مش تخاطر يعني كما يروج البعض، وإنما هو محبة جعلت في قلب سيدنا سعد أن يأتي إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
وسبحان الله دكتور وأنت تذكر هذه القصص الكثيرة عن الصحابة، هذا يوقفنا على نقطة أنه لا يستطيع الواحد مهما بذل أن يصل إلى مقدار واحد من الصحابة. نعم. فهم عاشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا معه في مواقف لا نستطيع أن نفعلها، لا نستطيع أن نكون فيها اليوم. ندافع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ندافع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكننا لا نستطيع أن يعني نلمس بركة النبي صلى الله عليه وسلم المباشرة كما لمسوها وكما عاشوا معها. ولذلك يعني للأسف البعض اليوم يتطاول على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أي من من داخل الدائرة الإسلامية أو من خارجها يتطاولون على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. نعم محسوبين لا شك. فهؤلاء لا يدركون مقدار المحبة التي كانت في قلوب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن مع ذلك كما إن شاء الله سأذكر في آخر اللقاء نحن نغار منهم ونحن ما بدي أقول ننافس، لكن نأتسي بهم ونزاحمهم على النبي صلى الله عليه وسلم. الآن في عندنا في صح أنه الصحابة لهم مرتبة لا ينافسهم فيها أحد، لكن مع ذلك هناك في أيامنا من يفدي النبي بروحه. معروف الحوادث التي هناك أناس غيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحوا بأرواحهم، فهؤلاء يرجى لهم أيضاً المنزلة العظيمة والقرب من النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة.
سبحان الله. هذه الشواهد عن حفظ النبي وأن يحفوه. في الإنجيل: {كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه}. هذا البيان القرآني جميل جداً. الآن انظر للشجرة اللي بتكون خارجة، شجرة طرية، ثم بعد ذلك تخرج من أصلها فسائل. هذه الفسائل بسيطة في البداية، لكن ما تلبث أن تقوى وتشتد، فتلتف حول الساق الأصلية فتدعمها. هكذا كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. والسلم بآبائهم علمهم زكاهم دلهم على الله عز وجل، بنى شخصياتهم، فأصبحوا مثل هذه الفسائل التي التفت على رسول الله عليه الصلاة والسلام يحمونه كالأسود، لا يخلص إليه أحد البتة.
يعني آية حقيقة وصف جميل جداً لحال النبي وأصحابه صلى الله عليه وسلم معه. وهذا سبحان الله يعني فعلاً من أراد أن يستفيد من تعاملات النبي صلى الله عليه وسلم التربوية في ميراث عظيم جداً بين أيدينا. السيرة النبوية، الأحاديث فيها ميراث عظيم جداً تربوي في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، كيف رباهم، كيف زكاهم، كيف علمهم، كيف وهبهم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
جوع النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق وموقف جابر وأبي طلحة
طبعاً في من المواقف أيضاً اللي تدل على إيثار النبي على الأهل والمال والولد، موقف هو بسند مرسل حسن. طبعاً معروف يا دكتور مهند أنه المرسل بيكون في حلقة مفقودة ما بين التابعي والنبي صلى الله عليه وسلم. يعني لا نعرفه الصحابي الذي روى هذا الحديث، فهو ينزل بالحديث عن مرتبة الحسن والصحيح، لكن بعض أهل العلم يأخذ به إذا كان السند صحيحاً. ف فقط هذا الحديث من بين أحاديث اليوم أذكره لأنه معروف ومشتهر، وأيضاً حقيقة فيه يعني لطافة.
أي أن امرأة من الأنصار من بني دينار أصيب زوجها أخوها يوم أحد. أصيب يعني قتل. تصور هذه الكارثة. زوجها وأخوها اثنان يعني سندان لها في هذه الحياة. فلما نعوا لها طبعاً لا لطمت ولا شقت الجيب ولا سخطت. إيش كان أول سؤال سألته؟ فقالت: "ما فعل رسول الله؟" طيب إيش إيش صار مع النبي عليه الصلاة والسلام؟ "ما فعل رسول الله؟" قالوا: "خير يا أم فلان، خيراً يا أم فلان". فقالت: "أرنيه حتى أنظر إليه". بدي أطمئن بعيني. "أرونه حتى أنظر إليه". فأشار لها إليه. حتى إذا رأته قالت: "كل مصيبة بعدك جلل". حيناً. خلص بتهون ما دام أنت حي يا رسول الله. عجيب. مصائبي مصائبي هينة. عجيب. يعني تقبلت موت أقرب الناس لها ومع ذلك يعني رد عجيب جداً في موقف عجيب جداً في لحظة عصيبة جداً تسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
اليوم البعض يصاب بمصيبة هينة جداً، يعني لا قيمة لها، ومع ذلك يتسخط على أقدار الله ويعترض على الله سبحانه وتعالى، ولربما تظهر منه ألفاظ كفر والعياذ بالله. كل هذا على موقف بسيط. بالله هذه كان يعني هذا الموقف العصيب مسيطر عليها محبة الرسول عليه الصلاة والسلام بحيث منعتها من الجزع وسألت السؤال الأهم بالنسبة لها.
سبحان الله. أيضاً من المواقف العجيبة طبعاً سنأتي إن شاء الله إلى شواهد كيف كان الصحابة يرصدون ملامح و ملامح وجه النبي عليه الصلاة والسلام. ومنها رصدهم لملامحه في الخندق. معروف موقف الخندق كان موقفاً عصيباً جداً. نحن يعني بنقرأها في سطرين أنه جاء الكفار أحاطوا بالمدينة، كان رسول الله قد حفر الخندق، ثم ردهم الله وانتهت القصة. لكن كان في تفاصيل أليمة وصعبة جداً جداً. منها أنهم طبعاً يعني برد تعب حفر في ظروف صعبة، وأيضاً جوع شديد. شح طعامه جداً. والوصف القرآني: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}. آه. خوف فوق هذا كله خوف شديد.
فمن الذي رصد الجوع في وجه النبي عليه الصلاة والسلام؟ سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه كما في الحديث الذي رواه البخاري قال: "إن يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة". كان في صخرة كبيرة مش قادرين يشيلوها. "فجاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق". فقال: "أنا نازل". أنا هي جايكم. "ثم قام وبطنه معصوب بحجر". من شدة الجوع ما في أكل. النبي حاط حجر ورابط على هذا الحجر عشان المعدة تسكت ما تضرها تصوصو. "ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقاً". لا الصحابة ولا النبي عليه الصلاة والسلام مش ماكلين ولا حاجة. "فأخذ النبي المعول فضرب فعاد كثيباً أهيلاً أو أهيم". حسب الرواية. ف خلاص تفتت هذه الصخرة تفتتت.
"فقلت: قلت يا رسول الله، أيأذن لي إلى البيت؟" جابر بيستأذن النبي يروح على البيت. ليش يا ترى؟ الآنار. قال: "فقلت لامرأتي: رأيت بالنبي شيئاً ما كان في ذلك صبر". أنا هذا اللفظ هو مروي بعدة ألفاظ، لكن أحببت هذا اللفظ: "رأيت بالنبي شيئاً ما ذلك ما كان في ذلك صبر". يعني شفت في وجه النبي حاجة مش ممكن أصبر عليها يا اللي هو إيش؟ الجوع. الجوع. "فعندك شيء باقي؟" أي حاجة ناكلها، أي حاجة ممكن يأكلها النبي عليه الصلاة والسلام. وجابر كان فقيراً، كان فقيراً. وبدلالة أنه لما سأل امرأته قالت: "عندنا شعير وعنا بهيمة". يعني شيء بسيط.
فقال: "لا تفضحيني برسول الله وبمن معه". بس مش تنادي يجين أعداد كبيرة. أنت شايف يعني الأكل على القد، شيء بسيط. شيء بسيط. أكل بيكفي أكل من واحد يمكن ست سبع أشخاص بالكثير. فقالت: "لا تفضحيني برسول الله وبمن معه". قال: "ثم جئت النبي والعجين قد انكسر والبر بين الأثافي قد كادت أن تنضج". فقلت: "طُعيم لي، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان". بيجي النبي معه رجل رجلان، هي ثلاثة. جابر وزوجته هي خمسة. بيكفي الأكل إن شاء الله مش أكثر من هيك. فقال النبي: "كم هو؟" فذكرت له. قال: "كثير". طيب بيرضى النبي عليه الصلاة والسلام يأكل وأصحابه جوعانين؟ أعوذ بالله. أعوذ بالله.
على سيرة هذا الحديث احنا كنا ذكرنا شواهد زهد النبي عليه الصلاة والسلام وأن زوجاته كن يجوعن معه أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن طبعاً كان لما يأكل ما يرضى يأكل إلا لما إيش؟ طعام. آه. يأكله معه. وفي ذلك حديث رواه الإمام مسلم لما جاء رجل فارسي صنع على النبي صلى صلى الله عليه وسلم طعاماً فدعاه، فقال: "وهذه". يعني عن ستنا عائشة. قال: "لا أنا أعزمك أنت لحالك أنا". قال: "فلا". فجاءه مرة أخرى دعا إلى الطعام. قال: "وهذه". قال: "فلا". ما دام عائشة مش معي ما يا الله مش راح آكل. ففي المرة الثالثة قال: "نعم". فذهب النبي عليه الصلاة والسلام وعائشة إلى رضي الله تعالى عنها ليأكلا. نعم. فمش معقول مش معقول النبي يروح يأكل والصحابة جوعانين. هذا بس الأكل بيكفي المقا الأكل بيكفي.
طبعاً في الرواية الأخرى أيضاً رواية صحيحة في البخاري قال: "فجئت فسررت هيك وشوش النبي وشوشة. فقلت: يا رسول الله، ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعاً من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك". النفر اللي هم يعني قليل أقل من عشرة. "فصاح النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري فصاح النبي فقال: يا أهل الخندق، إن جابراً قد صنع لكم قد صنع سوراً، فحي هلا بكم". الله. "فحي هلا بكم". تفضل. أهل الخندق يعني مئات. الخندق ألف. يا الله! في في آخر الرواية عجيب: "كانوا ألفاً على الأقل". نعم. عجيب. فالنبي عليه الصلاة والسلام دعا الألف وهو عارف كم الأكل ترى وعارف إيش الكمية. وهذا على فكرة فيه ملمح أنه عارف ذكرني يعني مسألة الأخذ بالأسباب مع أنه كان بإمكانه عليه الصلاة والسلام أن يدعو. يعني النبي عليه الصلاة والسلام كان بالإمكان أن يقول: "يا رب أطعم مني وأطعم أصحابي". وكأنه انتظر إلى أن أخذ صحابي بالأسباب بادر مبادرة. آه. فنزلت بركة من الله سبحانه وتعالى يعلمنا الأخذ بالأسباب وبركة أن الإنسان يبادر في مثل هذا الموقف. وأيضاً تظهر معجزة له عليه الصلاة والسلام.
فالنبي قال لجابر يعني هو جابر طبعاً بده ينطلق إلى زوجته قال: "قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي". خلي كل شيء مكانه يعني. "فقال: قوموا. فقام المهاجرون والأنصار كلهم". فلما دخل على امرأته جابر يعني قال: "ويحكي جاء النبي بالمهاجرين والأنصار ومن معهم". شوف المرأة العاقلة قالت: "هل سألك؟" يعني هو عارف إيش عنا. "هل سألك؟" قلت: "نعم". ف سكتت. فقال: "ادخلوا ولا تضغطوا". النبي عليه الصلاة والسلام قال للصحابة: "ادخلوا ولا تضاغطوا". مين اللي وقف على الأكل؟ هو شخصياً عليه الصلاة والسلام. عليه الصلاة والسلام. "فجعل يكسر الخبز". النبي عليه الصلاة والسلام يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم. "ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقر إلى الصحابة ثم ينزع". يعني بيشيل من الأكل بيقرب للصحابة يأكلوا جماعة بيرجع بيغطي. "فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية". قال لو زوجة جابر النبي عليه الصلاة والسلام قال: "كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة". ما كفاش كمان طعم أهل الخندق. في في نساء في أطفال. أهدي.
في الحديث الآخر في الرواية الأخرى أيضاً في البخاري قال جابر: "وهم ألف. فأقسم بالله لقد لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا". يعني مشوا. "وإن برمتي لتغطيه وإن عجيننا ليخبز كما هو كما هو". بركة من الله عز وجل نزلت على رسوله وأصحابه عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام.
طبعاً في حديث آخر أيضاً على مسألة الجوع وقد يكون أيضاً في الخندق. يعني جابر لاحظ الجوع وأيضاً صحابي آخر اللي هو أبو طلحة. الحديث رواه البخاري فيما أذكر. نعم. البخاري أن أبا طلحة قال لأم سليم اللي هي زوجته: "لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً". شوف شو بيرصد الملامح بيرصد الصوت. "لقد سمعت صوت رسول الله ضعيفاً أعرف فيه الجوع". فهل عندك من شيء؟ الذا تتم. "أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟" إلا تتم الحديث. وأيضاً أنه كان طعاماً قليلاً أكل منه 70 أو 80 رجلاً. عجيب هذا الرصد. عجيب حالة الرصد هذه. أبو طلحة وجابر يرصدان جوع النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا يرصده و جابر يرصده من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم. وأبو طلحة يرصده من صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرف أن هذا الصوت فيه جوع. يعني مش بس رصد الصوت وتحليل الصوت أنه هذا الصوت فيه جوع. مع أنه النبي عليه الصلاة والسلام بيجي على حاله. النبي عليه الصلاة والسلام عزة نفسه بتخليه يعني يكتم جوعه ما استطاع. لكن مع ذلك لاحظوا أنه المسألة وصلت لحد صعب وفيه قوة لأنه ضرب الصخرة. نعم. عليه الصلاة والسلام عليه الصلاة والسلام.
تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك
طبعاً من من أجمل الشواهد على محبة النبي حديث طويل هذا بصراحة إذا ربنا عز وجل يسر أنه نعقد شيء عن السيرة لاحقاً في أحاديث أجمل ما يكون أنك فقط تأتي بها وتعلق على بعض فقراتها. يحضرني في هذا من من الأحاديث الكثيرة حديث كعب بن مالك وتخلفه عن غزوة تبوك، وحديث أمنا عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك. هذان حديثان عظيمان.
كعب بن مالك حديثه الطويل راح نأخذ منه فقط التقاطة هيك بسيطة، جزء بسيط منه. قال: "ونهى طبعاً هو معروف أنه كعب بن مالك تباطأ عن اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك هو وصحابيان فاضلان. بدري كان ومنافقون لا يعبأ بهم، لكن الخلص من المؤمنين اللي كان ثلاثة. فلما الرسول عليه الصلاة والسلام رجع وسأل كعباً وكعب فكر أكذب ولا ما أكذب؟ ثم صدق رسول الله. النبي عليه الصلاة والسلام عاقبه، عاقبه على تخلفه لأنه النبي كان أصدر أمراً واضحاً وصريحاً بخروج الجميع. فالنبي عاقبه طبعاً. شوف العقوبة سبحان الله انقلبت بعد ذلك نعيماً كبيراً لكعب وتوبة نزلت عليه من الله وبراءة ودخول جنة يعني وذكر في القرآن: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا}. فحسن تعامله مع هذا البلاء حوله إلى منحة ربانية.
فالحديث الذي رواه البخاري عن كعب بن مالك في تفاصيله قال: "ونهى رسول الله المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة". من بين من تخلف عنه. في في ناس لا يعبأ بهم الله لا يردهم خليهم يسرحوا ويمرحوا الناس يتكلموا معهم لأنهم منافقون مش مشكلة، لكن هذول آه العتب على قدر المحبة. هذول ثلاثة صحابة كرام. فالنبي نهى عن الحديث مع هؤلاء الصحابة الثلاثة. "فاجتنب الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض". صاروا يكرهوا الأرض. ما حدش بيحكي معهم. آه. مقاطعة اجتماعية. مقاطعة اجتماعية شديدة جداً جداً. "فما هي حتى تنكرت في نفسه الأرض فما هي التي أعرف. فلبثنا على ذلك 50 ليلة". يا معاناة 50 ليلة. "فأما صاحبي". أنت زوجاتهم الآن راح. "فأما صاحبي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان". يعني خلص تحطما بيبكوا ليل نهار. "وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم". أنا يعني هو كان كعب أصغر منهما سناً وكان عنده شكيمة يعني. "فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين". الصحابيان الآخران مش قادرين حتى يطلعوا للصلاة نفسيتهم تعبانة كثير. "وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد". تصور لما يكون الناس بيضحكوا لبعض بيأخذوا مع بعض بينظر إليه بيصرفوا أنظارهم عنه. شيء قاسي وصعب. قسوة في محلها.
قال: "وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا؟" وهو بيتعمد يقول: "السلام عليكم يا رسول الله". فهو فصار يرصد شفتي النبي يا الرد علي ولا ما ردش. "ثم أصلي قريباً منه". بيتعمد يصلي قريب النبي عليه الصلاة والسلام. فهو كعب بيبر والنبي عليه الصلاة والسلام هنا مثلاً قال: "فأسارقه النظر أثناء الصلاة". بيصير إيش؟ ينظر للنبي عليه الصلاة والسلام. "فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي أقبل أقبل إلي". يعني لما كعب يدخل في الصلاة النبي عليه الصلاة والسلام بيطلع له نظر رحمة وشفقة. والله أعلم النبي عليه الصلاة والسلام أبداً معلم مربي مش هاين عليه وبحب كعب فهو ينظر إليه نظرة الرحمة ولكن لسه
ولكن لسه لسه لازم يستمر العقاب. ما أخذ العقاب ما أخذ مداه الكافي. وفي وفي عطية راح تيجي يعني بعد هذا العقاب. فالنبي عليه الصلاة والسلام ينظر نظر والله أعلم في حنين ورحمة وشفقة، شفقة الأب. قال: "فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي". يعني نظر إلي. "وإذا التفت نحوه أعرض عني". لما لما كعب ينظر إلى النبي، النبي عليه الصلاة والسلام يلتفت عن يزيح ب عليه الصلاة والسلام. "حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار ح حائط أبي قتادة". أبو قتادة بيكون ابن عم. تصور الحائط يعني ما بيدخلش من الباب. يبدو أنه كان عنده بستان يدخله الناس من الباب. فهو لقلة خلطته بده يخالط الناس. خلص متضايق أنه يشوف الناس ويشوفوه يعرضوا عنه. فما دخلش من الباب. دخل من السور. قال: "وهو وهو ابن عمي وأحب الناس إلي. فسلمت عليه: السلام عليك يا أبا قتادة. فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام". فقلت: "يا أبا قتادة، أنشدك بالله ألا تعلمني ألا تعلمني أحب الله ورسوله؟" فسكت. فعدت له فنشدته. فسكت. فعدت له فنشدته. فقال: "الله ورسوله أعلم". هذه قاسية جداً عليه. أنا يعني بتقول يعني بقول لك بتعرفني بحب الله ورسوله، بتقول لي الله ورسوله أعلم. بدل ما تقول لي طبعاً طبعاً بعرف. قال: "فافاضت عيني". بدأ يبكي يعني. "وتوليت حتى تسورت الجدار". مش طايق حتى يطلع أمام الناس. خلص طلع من السور.
قال: "فبين أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام". فلاح ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة. يقول: "من يدل على كعب بن مالك؟" فطفق الناس يشيرون له. يعني حتى بيحكوا يا كعب في واحد بده إياك. لا بيشروا له عليه على السكيتي. "حتى إذا جاءني دفع إلي كتاباً من ملك غسان". غسان الغساسنة كانوا مملكة عظيمة، أعداد كبيرة، وبهرج وترف. ف كتاب من مين؟ ملك غسان. تصور أنت في أيام هذا آه تصور أيام هذا يجي كتاب من إحدى الدول العظمى يعني لأنه هذا في في المنطقة دولة العظمى على الأقل على مستوى المنطقة. فإذا فيه ملك غسان إيش بعث له؟ "أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك". احنا سمعنا أنه محمد عليه الصلاة والسلام بيعاملك معاملة جافية. "ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة". شوف آه يعني أنت أنت شو اللي جاب لك تعيش حياة ال وتعيش حياة الكل جافيك وبعد عنك. "ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك". تفضل عنا يا كعب بن مالك، بكرمك، بعطيك منصب، بقشش معك.
فقلت لما قرأتها. الآن تصور الكعب مالك يعني هل يا ترى قال والله فرصة ولاحت لي صح؟ ليش أضلني بين ناس هاجرين وقاطعين؟ أروح ويعطوني منصب ويغدق علي من المال ويحترموني. لا لا. لم يفكر. وإنما مباشرة قال: "وهذا أيضاً من البلاء". فتيممت بها التنور فسجرت به. ذهب إلى فرن وحرق الرسالة في الفرن. نعم. قاطع حبال العودة. قاطع أي تفكير بأن خلص هو ما في لي إلا أنه الرسول عليه الصلاة والسلام يرضى عني في يوم من الأيام. أما أن يكون في هذا البديل مرفوض تماماً.
طبعاً نزل بعد ذلك التوبة من الله. والنبي عليه الصلاة والسلام فرح بتوبة الله على عباده الثلاثة. الآن شيء ملفت جداً للنظر. كعب بن مالك والصحابيان الآخران اللي هم مرارة بن الربيع العامري وهلال بن أمية الواقفي. مهاجرون أم أنصار؟ أنصار. أنصار. اللافت للنظر أنه الصحابة جميعهم الأنصار جميعهم امتثلوا أمر رسول الله. اللي هو مهاجر ولا أنصاري؟ كلهم مهاجرين وأنصار قصدي يعني الرسول نفسه عليه الصلاة والسلام مهاجر. مهاجر عليه. الصحابة كلهم الأنصار التزموا أمر رسول المهاجر في قطيعة أبنائهم وإخوانهم. رجال ثلاثة منهم أنصار. ما انقدح في نفسهم طب معلش بس رسول الله لاهون و بس يعني هذول أقربائنا وأنت عد تعال وراسنا ماشي. لكن عدم مؤاخذة أنت لست يعني بنفس القرب في الوشائج اللحم والدم. لس لسنا بنفس النسب. فأنت تامرنا يا رسول على جلالة قدرك تامرنا بقطيعة أبنائنا وإخواننا وآبائنا. أعوذ بالله. ولا أظن هذا التفكير خطر في باله. مثال تام لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في مقاطعة أنصار مثلهم.
الآن القصة والله دكتور يعني تحتاج إلى وقفات حقيقة مش وقفة واحدة على المقام لا يتسع لكثرة الوقوف على تفاصيلها. قصة عظيمة جداً. لكن بعض أبناء المسلمين اليوم إذا تعرضت له شبهة أو عرضت له شبهة أو شبيهة يعني تصغير شبهة، فإذا به يعني يسير معه وقد يصل ببعضهم إلى الكفر بالله سبحانه وتعالى وإلى الطعن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وإلى الطعن بالقرآن لأجل شبهة بسيطة. وبالمقابل سيدنا كعب لما عرضت عليه الرسالة قال: "هذا أيضاً من البلاء". وانتهى الموضوع عنده. هو كان يستطيع أن يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يلحق بالغساسنة. والغساسنة تبع للروم. يعني سينال منصباً عظيماً. ومع ذلك هذا من البلاء. اليوم لا بد من رد المتشابه إلى المحكم. هو يؤمن تماماً أن قطيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم له خير له وأنها عقاب من الله سبحانه وتعالى. وهو يعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يشرع عبثاً وأن الله سبحانه وتعالى حكيم في أوامره جل جلاله. وبالتالي خلاص هذا الأمر المحكم العام وإن حصل معي شيء يضيقني يزعجني لكن خلاص أنا ملتزم به. شوف كيف المنهجية العظيمة. كان هو يحاسب نفسه أنا معترف أنه غلطان. أنا غلطان. بتحمل نتيجة غلطي. ما بيجي بيلوم القدر. ولاحظ كمان بالمناسبة يعني مثلاً كان ممكن سيدنا كعب بن مالك يخلي هذا الرسالة ويقول لأحد أهله انظر انظر شايف أنا كان ممكن أني أروح للغساسنة. أوصل هذا للرسول عليه الصلاة والسلام حتى يعرف أنا شو اللي عملت. لا لا لا أبداً أبداً. رسالة تافهة ما بتساوي قشرة بصلة. أحرقها وتخلص منها للتو واللحظة. سبحان الله.
والآثار كانت بعد ذلك. الآثار دائماً في المواقف لا ننتظر الجزاء المباشر على كل فعل يفعله الإنسان. كان الجزاء بعد مضي 50 يوماً من المقاطعة. كان الجزاء تخليد هذا الذكر في القرآن الكريم. كان الجزاء التوبة من الله. والنبي صلى الله عليه وسلم بشره بهذا. كل هذا كان بعد 50 يوماً. يعني لا يستعجل الواحد منا إن فعل صالحاً أنه يطلب من الله سبحانه وتعالى الجزاء الآن. نعم. وانقلبت المنحة المحنة منحة. يقول عليه عليه الصلاة والسلام: "أبشر يا كعب ابن مالك بخير يوم طلو عليك مذ ولدتك أمك". لأنه نزلت توبته. توبة عليه من الله عز وجل.
موقف عمر بن الخطاب مع العباس وأبي سفيان
من المواقف العجيبة أيضاً لما احنا ذكرنا سابقاً لما سيدنا العباس رضي الله عنه أتى بأبي سفيان رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام. فعمر عرف أنه هذا أبو سفيان فأسرع يريد أن يقطع رأس أبي سفيان يقتله. وهذا محارب للنبي عليه الصلاة والسلام طوال السنوات الماضية. فالعباس كان قد أجاره. فلما أكثر عمر يعني ألح على النبي أنه خليني أقتل يا رسول الله. ماذا قال العباس: "مهلاً يا عمر. فوالله لو كان رجلاً من بني عدي ما قلت هذا ولكنه من بني عبد ابن من بني عبد مناف". يعني لأنه ليس من قومك أنت بدك تقتله. ماذا رد عليه عمر رضي الله عنه؟ فقال: "مهلاً يا عباس. لا تقل هذا. فوالله لإسلامك حين أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلمت من إسلام أبي". آه. يعني أنا يا عباس أنت لما أسلمت أنا فرحت بإسلامك أكثر مما لو أبي أسلم. طبعاً إسلام الخطاب شيء عظيم لو أنه أسلم. العرب كانوا يكرهون سبه في آبائهم أن يموت آبائهم على الكفر. يموتوا على الضلال. وطبعاً هو أيضاً أكيد كان يرجو لأبيه أن يخلد في الجنة. فبيقول إسلامك أحب إلي من إسلام الخطاب. طيب ليش يا سيدنا عمر؟ قال: "وذلك أني أن إسلامك أحب إلى رسول الله من إسلام الخطاب". شوف يقدم ما يحبه رسول الله على ما تحبه تهواه نفسه.
حل الخصومات بكلمة من النبي صلى الله عليه وسلم
أيضاً من من الأمثلة طبعاً هناك شواهد كثيرة. احنا ذكرنا شواهد محبة. هناك شواهد كثيرة على الامتثال والطاعة والتسليم لأمر النبي صلى الله عليه وسلم. ويعني هذا ذكرت شيئاً منه في كتيب بسيط بعنوان "بهم فاقتدوا الطاعة العجيبة". لكن أود أني آتي بمثالين أختم بهما قبل الانتقال لمرحلة الحزينة اللي هي وفاة النبي عليه الصلاة والسلام. عشان نشوف إيش كان رسول الله يشكل بالنسبة للصحابة. كيف كان يحل الخصومات بكل بساطة.
الحديثان في البخاري ومسلم. الحديثان متفق عليهما عن كعب بن مالك الذي ذكرنا قصته. أنه تقاضى ابن أبي حدرد ديناراً كان له عليه في المسجد. يعني كعب مالك مداين هذا الصحابي اللي هو ابن أبي حدرد. فبيقول أعطيني ديناري. فارتفعت أصواتهما. ابن أبي حدرد يبدو ما معه يسد أو تأخر في السداد. فارتفعت أصواتهما حتى سمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته. "فخرج إليهما حتى كشف سجب حجرته فنادى: يا كعب". النبي عليه الصلاة والسلام نادى. شوف الآن شوف حل المشكلة ما أجمله وما أسلس. "فنادى رسول الله: يا كعب. قال: لبيك يا رسول الله. قال: ضع من دينك هذا". وأومأ إليه أن الشطر. "ضع من دينك هذا". أنا معلش أعف من جزء من الدين. قلت: "لقد فعلت يا رسول الله". مباشر. يعني تكرم على راسي. عجيب. على راسي. يعني "لقد فعلت لقد فعلت يا رسول الله". النبي قال لابن أبي حدرد: "قم فاقضه". ما دام نزل المبلغ للنص. "قم فاقضه". انتهت المشكلة مباشرة. مباشرة.
في الحديث الآخر عن أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها عائشة قالت: "سمع رسول الله صوت خصوم بالباب". بالباب. "عالية أصواتهما". برضه في خصومة. "وإذا أحدهما يستودع الآخر ويستفقه في شيء". يبدو كان برضه مداين منه. بيقول له طب ضع ضع عني يعني اخصم لي شوية. خفف عني أو ترفق بي يا أخي. أجلني. أعطيني مهلة. "وهو يقول: والله لا أفعل". صاحب المال أو صاحب الحاجة قال: "والله لا أفعل". يعني لا راح أخصم لك ولا راح أؤجل لك. "فخرج عليهما رسول الله فقال: أين المتألي على الله ألا يفعل المعروف؟ أين المتألي على الله ألا يفعل المعروف؟" وين هذا اللي عماله بيحلف أنه ما راح يعمل معروف. شوف النبي عليه الصلاة والسلام فقط سأل. شوفي كيف وصلت الرسالة للصحابي وكيف الاستجابة. ماذا قال هذا الصحابي العظيم؟ قال رضي الله تعالى عنه: "أنا يا رسول الله وله أي ذلك أحب". "أنا يا رسول الله". يعني أنا أنا اللي حلفت هذا اليمين. "و أي ذلك أحب". الرسول ما طلبش منه حاجة. الرسول بس وصل له رسالة أنك أنت لما تقول والله لا أفعل أنت عمالك تحلف أنك ما راح تعمل معروف. ف صحابي فطن قال: "أنا يا رسول الله وله أي ذلك أحب". يعني خلص يا رسول الله بتمون. بحب هذا الرجل أطرح له من الدين أنا حاضر. بحب أنه أجله أنا حاضر. شوف سبحان الله جمال أن يكون في ناس كبار بيمونوا. شوف كم كان النبي يشكل في حياته. ما خصومة كان يمكن أن تتفاقم. النبي بيحلها بسؤال بيحلها بكلمة لأنه له وزن عندهم.
في في زماننا هذا من أكبر المشاكل في المجتمعات الإسلامية إيش؟ فش كبار. يعني فيش ناس بيمونوا. في ناس يعني هم في ذواتهم كبار في قدرهم كبار، لكن للأسف الناس لا يسمعون لهم ولا يطيعون. الآن في المشاكل الزوجية، في المشاكل المالية، في المشاكل الاجتماعية، في الخصومة بين أبناء الإخوة والتي تؤثر على آبائهم. للأسف الشديد في النهاية ليس هناك مرجع يرجع إليه يحكم فيقول الناس على الرأس والعين. ويمكن هذا النظام الاجتماعي المعاصر يعني أدى إلى نعم أدى إلى تفكيك منظومة الأسرة وإلى تفكيك منظومة العشيرة. وبقي الإنسان فرداً وحيداً يعني يعيش ويدا ويموت وحيداً. سبحان الله. نعم. فإذا أردنا يعني أنه يعود لنا هيبتنا ومجدنا وعزنا بدنا برضه يكون في عندنا كبار نرجع إليهم ويمونوا على الناس.
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتأثيرها على الصحابة
الآن احنا لما سبحان الله لما لما تقرأ هذه الأحاديث وتشوف كيف النبي عليه الصلاة والسلام ماذا كان يشكل لهم، كيف كيف كان ينهي خلافاتهم. طبعاً وكل الشواهد العظيمة من أخلاقه الكريمة عليه الصلاة والسلام. أدرك معنى قول أنس في الحديث الصحيح عندما قال أنس بن مالك قال: "لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء". لما النبي شرف ونور المدينة حسينا كل شيء مضيء في المدينة. قال: "فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء". بمجرد ما توفي عليه الصلاة والسلام شافوا الدنيا اسودت. اسودت الدنيا في عونهم رضي الله تعالى عنهم. طبعاً أيضاً يتابع أنس قال: "وما نفضنا أيدينا من التراب وإن في دفنه حتى أنكرنا قلوبنا". شوف هذا التعبير الصعب: "حتى أنكرنا قلوبنا". الواحد مش متعرف على قلبه الذي بين أضلعه. فطبعاً أيضاً ملابسات وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وتأثيرها على أبي بكر وعمر وعثمان وبقية الصحابة هذا أيضاً يعني يحتاج جلسة خاصة يعني له تفاصيل تري مقدار التعظيم والمحبة.
حديث معاذ بن جبل
لكن دعنا برضه قبل ما قبل وفاته عليه الصلاة والسلام حديث قد يكون غير مشتهر وهو حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم رافق معاذاً. معاذ الآن راح يروح لليمن. نعم. ويعلم الناس الدين. وبالتالي واضح أنه راح يطول في اليمن. فلما بعثه رسول الله إلى اليمن خرج معه يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله يمشي تحت راحلته. طبعاً هذا من تواضع النبي لأنه في العادة الأكبر قدراً يركب. لكن الرسول عليه الصلاة والسلام بجلالة قدره ترك معاذاً راكباً وهو يمشي ويوصيه يكلمه. فلما فرغ يعني من وصاياه قال: "يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا". صح. "أو لعلك أن تمر بمسجدي هذا أو قبري". طبع الصحابة واضح لما نقرأ ملابسات وفاة النبي وما ما حصل ما كانوا متصورين إطلاقاً أنه يتوفى وهم أحياء. يعني كانوا كما في تعبير عمر في حديث البخاري: "وكنا نظن أن يدبر". يعني يكون دبرنا. كل صحابي مصور أنا بموت ولسه الرسول عايش. الرسول يموت وأنا حي. هذا ما كانش داخله في قاموسهم أصلاً يعني. "فبكى معاذ رضي الله تعالى عنه جشعاً لفراق رسول". هنا جشعاً بمعنى جزعاً أو حزناً. جشعاً بفراق رسول الله. "ثم التفت رسول الله فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا". وكأنه يسلي معاذ ويقول له حتى لو ابتعدت عني أنت من أولى الناس بي. أنت قريب علي حتى لو كنت بعيداً لأنك من المتقين. "إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا".
تخيير النبي صلى الله عليه وسلم بين الدنيا وما عند الله
أيضاً قبل وفاته عليه الصلاة والسلام صعد المنبر يخطب. الصحابة بيسمعوا خطبة يعني ك خطبة عليه الصلاة والسلام. قال فيها عبارة لم يفهموا معناها إلا شخصاً واحداً. اللي هو مين؟ أبو بكر رضي الله تعالى عنه. النبي في خطبته قال: "إن عبداً خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده". فبكى أبو بكر وقال: "فديناك بآبائنا وأمهاتنا". استغرب الصحابة وقالوا: "انظروا إلى هذا الشيخ اللي هو أبو بكر يخبر رسول الله عن عبد يخيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا". يعني شو علاقة هذا الكلام بذاك الكلام؟ مستغربين. فكان رسول الله هو المخير. وكان أبو بكر هو أعلمنا به. وقال رسول الله لما أبو بكر قال هذه الكلمة ذكرنا الحديث وقال رسول الله: "إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر. ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً إلا خلة الإسلام. لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر". المدخل إلى إلى المسجد.
آخر إطلالة للنبي صلى الله عليه وسلم
أيضاً قبل وفاته عليه الصلاة والسلام اليوم الأخير. آخر يوم من حياته عليه الصلاة والسلام اللي هو 12 ربيع الأول 11 للهجرة. الصحابة قلقين وعارفين أن النبي مريض. ومرة أخرى ما أظن تصور أنه يتوفى، لكن مريض يعني حزنانين عليه أو قلقانين عليه. ف كان قد أمر أبا بكر أن يصلي بالناس. فبينما أبو بكر يصلي بالناس خرج عليهم صلى الله عليه وسلم وهم صفوف في الصلاة. راوي الحديث أنس قال: "فكشف النبي ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم". كان وجهه ورقة مصحف. يعني من النقاء والبهاء والجمال والصفاء. كان وجهه ورقة مصحف. المرض ما غير فيه عليه الصلاة والسلام. ما ما ذهب برونق وجمال وجهه الكريم عليه الصلاة والسلام. ثم تبسم يضحك. يعني كان مبتسماً. بسمة اللي مطمئن على أمته. على أمته. أصحابي يصلون مقتدين بصاحبي أبي بكر. على شريعتي. على ديني. أنا الآن مطمئن إذا فارقت الدنيا. يا الله! فهموا أن نفتت من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه وسلم. يعني كادوا يتركون الصلاة ويظهرون ابتهاجهم. "فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف". يعني فكر أبو بكر النبي عليه الصلاة والسلام سينضم إلى فيكون هو الإمام. فيكون هو الإمام. وظن أن النبي خارج إلى الصلاة. "فأشار إلينا النبي أن أتموا صلاتكم وأرخى ستره". فتوفي من يومه. كانت هذه آخر إطلالة من النبي عليه الصلاة والسلام على أمته وعلى أصحابه. اطمأن عليهم. أرخى ستره وتوفي عليه الصلاة والسلام في ذلك اليوم.
تأثر أبي بكر وعمر بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم
طبعاً يعني هناك مواقف كثيرة عن تعبير الصحابة عن محبتهم للرسول عليه الصلاة والسلام بعد وفاته. كنا تتذكر لما ذكرنا يمكن في الحلقة الثانية: "أوصاني حلي حلي أوصاني أوصاني خليلي ولكني سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم". ف عبارات جميلة أيضاً من العبارات الجميلة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول على هذا المنبر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا العام عام أول". قال: "فاعبر ثم بكى". فاعبر أبو بكر ثم بكى. يعني بتذكر كيف الرسول كان يخطب بهم قبل عام. الآن جاء دور أبي بكر يخطب. فبيقول: "سمعت رسول الله". فدمعت عيناه وبكى. ثم تمالك نفسه فقال: "سمعت رسول الله يقول: لم تؤتوا شيئاً بعد كلمة الإخلاص مثل العافية، فاسألوا الله العافية".
بكاء أم أيمن لانقطاع الوحي
أنس بن مالك رضي الله عنه أيضاً يروي أن أبا بكر وعمر ذهبا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لأم أيمن. أبو بكر قال لعمر: "انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله يزورها". اللي هي حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم التي اعتنت به وهو صغير. قال: "فلما انتهينا إليها بكت". تذكرت الرسول فبكت. فقال لها: "ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله". هم بدهم يعني يذهبوا أكيد هم حزنانين بس يذهبوا عنها الحزن. فقالت: "ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء". هذا المعنى عظيم. معنى كبير. يعني تلمح شيئاً من طرفه لما تشوف كيف الرسول كان يفض الخصومات بكلمة يعلم بكلمة. لما لما نفتقد في زماننا الحالي عليه الصلاة والسلام فتعرف إيش يعني انقطاع الوحي. انقطاع اتصال السماء بالأرض. "فهيجتهما على البكاء فجعلتهما يبكيان معها". بدل ما هما يسليان أو يصبرها بكيا على هذا المعنى العظيم أن الوحي انقطع من السماء.
الوحي انقطع دكتور بمعنى أنه ينزل في ذات الفعل المعاصر، لكنه ما انقطع إرشادات وتعليماً لنا. فسنة النبي صلى الله عليه وسلم بيننا وقبل ذلك كتاب الله سبحانه وتعالى بيننا. فنستطيع الرجوع إليه. ولذلك: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم محدثات الأمور". فهي السنة باقية. كتاب الله باق. "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي" أو "كتاب الله وسنتي". نعم. {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. نعم. سبحان الله.
هل يمكن أن نصل إلى محبة الصحابة؟
الآن طبعاً احنا يعني سبحان الله كل هذه الشواهد لما نتكلم عن محبة الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام يمكن لاحظ دكتور مهند في الحلقات الماضية كثير ناس كانوا علقوا أنه بدنا هالسلسلة ما تنتهي. ولما نشرت المرة الماضية لما حضرتك ذكرت هذه قبل الأخيرة جاءت تعليقات اعتراض كثيرة أنه لا نود أن لا تنتهي هذه السلسلة. أنا عن نفسي أيضاً أود لو كان كل أسبوع نجلس كمان جلسة لولا انشغالات. فتصور نحن نسمع طرفاً من سيرته، نأخذ بعض الومضات، بعض الالتقاطات السريعة من سيرة عليه الصلاة والسلام ونتمنى أن لو نبقى في هذا العالم الجميل. فما بالك بالصحابة الذين سمعوه يقول هذا الكلام، رأوه يفعل هذه الأفعال عليه الصلاة والسلام. فيعذر يعني يعني يتصور أن تكون محبتهم بهذا القدر العظيم.
لكن دكتور يعني هذا قد يقودني إلى سؤال يعني نحن سمعنا خلال سبع لقاءات مواقف كثيرة جداً من شواهد مع النبي صلى الله عليه وسلم من محبة الصحابة له كذا. هل يمكن أن ينشأ في قلوبنا محبة صادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما نشأت في قلوبهم كما كانوا هم عليها؟ ولا هذا لا لا يمكن وإنما نستطيع أن نصل إلى قشور المحبة لا إلى لبها؟
والله لا أعلم دليلاً يمنع أن يكون في المتأخرين من تعظم محبته للنبي الأمين عليه الصلاة والسلام حتى ينافس بها الأولين. يا الله! يعني طبعاً الصحابة مرة أخرى لأنهم حظوا بشرف في صحبته والدفاع عنه والاقتداء به ونقل دينه للناس لهم مرتبتهم العالية. لكن هل يمكن أن يعتمل في قلوبنا نحن محبة كم محبتهم له عليه الصلاة والسلام؟ أنا عن نفسي لا أعلم دليل يمنع ذلك.
قول أبي مسلم الخولاني
ولذلك في من جاء بعض الصحابة يعني يذكر عن أبي مسلم الخولاني رحمه الله وكان من سادة التابعين. شوف كلمات جميلة قال: "أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا؟" يعني يوم القيامة بده يكون بس هم اللي حواليه واحنا بعاد بعاد. "كلا والله لنزاحمنهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً". الله أكبر! "كلا والله لنزاحمنهم عليه زحاماً يوم القيامة بدنا نكون احنا كتاف وكتاف معهم حتى يعلموا قد خلفوا وراءهم رجالاً".
أحمد الله أني ولدت في هذا الزمان
جميل سبحان الله. أنا أتذكر يعني على مسألة المزاحمة والقرب النبي يوم القيامة كنت مرة قرأت مقال بهذا المعنى بعنوان "أحمد الله أني ولدت في هذا الزمان". طبعاً كثير من الناس بيقول لك يعني أنا شو هالتعاسة إني مولود في هذا الزمن؟ المسلمون في ذلة وتسلط للأعداء عليهم وقهر ونحن نرى إخواننا في فلسطين في غزة في السودان في أقاع الأرض يفعل بهم ما يفعل واحنا مقهورين نغلي غليان مش قادرين نصرهم كما ينبغي. فكثير منا معظمنا خاصة اللي عنده حرقة وحرص على أمته متألم أنه ولد في هذا الزمن. أنا أقول على العكس الحزن موجود والقهر موجود لكن مع ذلك آه أحمد الله أني ولدت في هذا الزمان.
إيش سياق المقال؟ أقول في مصلى العيد هذا يمكن كان قبل يمكن أربع سنوات أو أكثر. في مصلى العيد نظرت إلى الخطيب يقف على مستوى مرتفع قليلاً وأمامه عدد كبير وتصورت مشهداً شبيهاً ليوم القيامة. تصورت رسول الله محمداً صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وحوله أمته ممن سيدخلون الجنة. قلت في نفسي: أمة محمد من مات منهم عبر القرون وأهل هذا الزمان ومن سيأتي بعدهم تعدادهم بالمليارات. احنا هذا الزمن حاله أكثر من مليار. ما بالك باللي قضوا وبمن سيأتي إلى يوم القيامة. فإذا تحلقوا حول النبي صلى الله عليه وسلم حلقة بعد حلقة، في أي حلقة سأكون؟ هل سأكون في أطراف الأطراف أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أبصر النجوم الزاهرة من بعيد؟ كيف الواحد فينا يشوف النجم من بعيد؟ أم سأكون أقرب أكاد أميز ملامحه وأسمع نبرته دون تمييز كلماته؟ أم سأكون قريباً أتملى من وجهه الأزهر الذي يبرق من السرور بنجاة من نجا من أمته وهو الذي إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر كما صح في الحديث. فأرى وجهه وأسمع كلامه مفهوماً كلمة كلمة.
قد يقول قائل: وهل سيكون هناك اجتماع حول النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؟ فأقول لك: ألم تسمع قوله عليه الصلاة والسلام: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة مين؟ أحاسنكم أخلاقاً. وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة". إذاً في قرب وفي بعد. فهناك قرب وبعد. فأين سأكون من هذه الحلقات؟ لو أني ولدت في عصر من عصور عزة الأمة وقوتها، فلعلي أطمع في حلقة قريبة من المصطفى. فلعل طمعي في حلقة قريبة من المصطفى صلى الله عليه وسلم سيكون أقل إذا على همتنا وأعمالنا وردنا في عصر الصحابة ولا في عصر التابعين. يعني بكون بصراحة طمع قليل يعني. أما وقدك بعصر الصحابة أقول: فارزه الصحابة فارزه. إما صحابي قريب وإما منافق والعياذ بالله. لكن قل لو ولدنا في عصر التابعين تابعي التابعين بيكون طمعنا أقل إذا كنا على همتنا وأعمالنا هذه. أما وقد ولدت في هذا الزمان الصعب، فإذا أنعم الله علي بالثبات على ديني واستعملني في تثبيت غيري وفي بث الاعتزاز بالإسلام في نفوس أبناء المسلمين، فلماذا لا أطمع؟ خلينا نطمع شوي. لماذا لا أطمع وأنا أسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: "عبادة في الهرج والفتنة كهجرة إلي". آه. كل ما صعب الزمان بصير العبادة أجرها أعظم. ومن العبادة طبعاً الثبات والجهاد والتثبيت ومقارعة الظالمين. فيكون عملي في الدنيا الذي هو كالهجرة إليك.
أقول: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها". وأن المعونة تأتي من الله على قدر المؤونة كما قال عليه الصلاة والسلام. فمن ماذا أخاف؟ احنا إخوانا نتألم ونحزن ونقهر ولكن مع ذلك في النهاية: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}. {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}. وهذا الذي تستطيع عمله أنت معان عليه من الله عز وجل. ولذلك هل من مشمر؟ هل من مستبشر بالقرب من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام؟ والله دكتور هو يعني انتهى المقال انتهى بس يعني هو في الختام أقول: كل واحد يحاول يحجز حلقة قريبة من النبي عليه الصلاة والسلام. وخلي الهمة عالية. ما يقول كويس مني أصلاً إذا شفته من بعيد عليه الصلاة والسلام. لا علي الهمة. قد تقول قول سبحان الله يعني نبينا نفسه اللي احنا حابين وطمعانين نقترب منه عليه الصلاة والسلام هو الذي علمنا أن الرجل قد يقول كلمة أن أن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت. مش متوقع أنها يعني لا يلقي لها بال. وفي الرواية الأخرى: "لا يلقي لها بالاً يحل الله عليه بها رضوانه إلى يوم يلقاه". كلمة كلمة. وأنا أكثر ما أطمع أنه يكون يعني أكثر ما يدخل في هذه الكلمة والله أعلم تعظيم وتوقير وإجلال قدر النبي عليه الصلاة والسلام. الغيرة عليه. الدفاع عنه وعن سنته. وعدم السماح للعابثين والمجرمين بالاقتراب من هديه ومن دينه ومن شعائره عليه الصلاة والسلام.
تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم
عليه الصلاة والسلام. دكتور أحياناً البعض يحسد الصحابة أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحقيقة يعني لو أن الإنسان تفكر قليلاً في الحالة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لربما نعوذ بالله طبعاً أن يكون الواحد منا مع كفار قريش لا مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم. الفتنة كانت عظيمة. يعني أن يأتي شخص رجل يقول لك دينك ودين آبائك دين خاطئ ويصحح لك الأمر. لا شك أنه حق مطلق. وأن من تأمل فيه علم أنه الحق المطلق. لكنها فتنة عظيمة. نعم. ولذلك من دخل في دين الله سبحانه وتعالى ما دخلت الأعداد كلها مرة واحدة إلى إلى الإسلام. دخلت الأعداد بعد أن أعز الله عز وجل الإسلام. بعد فتح مكة بدأت الأعداد بشكل كبير في الدخول في دين الله سبحانه وتعالى. دخول الأفواج في دين الله كان بعد فتح مكة. قبل ذلك كان الدخول قليل. والسبب هي الفتنة العظيمة التي كانت أو الابتلاء العظيم أن الإنسان يعني يختبر فيما يعتقده طوال عمره. يعني يعتقد 30 40 50 سنة من عمره يعتقد اعتقاداً معيناً ثم يأتي رجل يقول لك هذا الاعتقاد اعتقاد خاطئ. ف الحمد لله كما ذكرت عن أن جعلنا في هذا الزمان الذي تضاعف فيه الأجور. أجور الصبر والثبات والمصابرة والمجاهدة في سبيل الله. هذا الزمان القابض على دينه كالقابض على الجمر. وكلما كان القبض أشد كلما كان الأجر أعظم والقرب من رسول الله أكثر ورفعة الدرجات عند الله أكثر وأكثر. نعم. نعم.
هناك بالمناسبة يعني فيما يتعلق بتعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم طبعاً ينصح كثيراً بقراءة كتاب "الصارم المسلول" لابن تيمية رحمه الله. لأنه مرة أخرى المناهج التعليمية الإعلام الثقافة العامة تبث في الناس الدياثة العقدية. عدم الغيرة على العقيدة. عدم الغيرة على حرمات الله. بل يجرم كثيراً ما يجرم الغيرة على حرمات الله عز وجل. إذا الإنسان انتفض وهب دفاعاً عن دين الله عن حرمات الله عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وفعل فعلاً غير مسموح به قانوناً في بلاد المسلمين يجرم حتى لو كان عند الله عز وجل عملاً واجباً مفروضاً عظيماً. لهذا أنصح إخواني وأخواتي أن يقرأوا ويقرئوا أبنائهم كتاب "الصارم المسلول". ابن تيمية ذكرنا له نقلاً عظيماً سابقاً وله أيضاً كلمة جميلة جداً في الصارم المسلول يقول فيها: "إن قيام المدحة والثناء عليه صلى الله عليه وسلم والتعظيم والتوقير له قيام الدين كله وسقوط ذلك سقوط الدين كله". ترى بعض الناس يعني صح احنا لا نريد التصوف المغالي اللي فيه شرك والعياذ بالله وفيه رفع للنبي صلى الله عليه وسلم عن مرتبته التي هو نفسه نهانا ونبهنا وحذرنا: "لا تطروني". آه. "لا تطروني". لكن في الوقت ذاته ما بدنا يصير في جفوة أيضاً. لا لا إفراط ولا تفريط. قدر النبي عليه الصلاة والسلام عظيم وتعظيمه هو قيام لدين كله كما يقول ابن تيمية. مرة أخرى قال: "إن قيام المدحة والثناء عليه صلى الله عليه وسلم والتعظيم والتوقير له قيام الدين كله وسقوط ذلك سقوط الدين كله". وبالتالي نعلم أبنائنا أنه إياكم تتلوثوا بهذه الدياثة العقدية التي تبث في النفوس. يتكلم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وكأنه واحد من الناس. وكأنه شريعته إحدى الآراء. لما بده يسن قوانين يرى ماذا ما الذي جاء به محمد وما الذي جاء به أرسطو ليش ما الذي جاء به القانون الفرنسي والقانون الألماني والأعراف التقاليد المحلية ونطلع من هذا الكوكتيل نطلع قوانين. لا لا نعلمهم أن هذا عبث وقلة أدب ووقاحة مع قدر النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم بين يدي الله ورسوله. فينبغي بث هذه المعاني معاني التعظيم والإجلال والتوقير لشخصه الكريم عليه الصلاة والسلام.
الفرق بين المحبة المجردة والمحبة المقترنة بالاتباع
ممكن دكتور احنا أيضاً في عندنا موجة أخرى اللي هي نعم أننا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخلاقه لكن لا نتكلم عن شريعته. فهناك لربما في الحديث أو في الخطابات أو حتى في الكتب والمناهج المدرسية تعظيم لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم دون الكلام عن شريعته. فنحن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحلمه لزهده لعفوه لكرمه لطيب أخلاقه عليه الصلاة والسلام دون الكلام عن شريعته. {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ} هناك طاعة. وهو لا يتكلم عن الطاعة. هو يتكلم فقط عن مجرد المحبة المنفصلة نوعاً ما عن البعد العملي اللي هو الاتباع. نعم.
وهذا ما يحدث. وهذا حينئذ محبتك هذه لا تنفعك إطلاقاً. {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}. أما في محبة دون اتباع ودون حتى إقرار بمرجعية الشريعة. لأنه احنا بدنا نفرق بين نقطتين: إنسان عاصي ولكنه مع ذلك مع عظم لشريعة الله عز وجل. إن قيل له أنت تعصي. قال أنا بعصي وأنا ضعيف وأنا غلطان والله يتوب علي ويغفر لي لكني أنا غلطان. هذا ترجى له الرحمة عند الله عز وجل. مقر بمرجعية الشريعة. لكن إنسان يقال له شريعة الله عز وجل يقول لك هذا قبل 1400 سنة. سيدنا النبي على راسنا وعينا من فوق بنحبه أنا ميت حب عليه. لكن هذه الشريعة لا تناسب عصرنا يا أخي. الشريعة أنت لست من دين الله في شيء. أنت ترد أمر الله وترد مرجعية شريعة الله. حبك هذا لا ينفعك بشيء عند الله ولا عند رسول عليه الصلاة والسلام.
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حجة
سبحان الله سبحان الله. الآن يعني هذه الشواهد أيضاً ما ذكرناه عبر الحلقات الماضية بفهمنا يعني أنه معجزة النبي عليه الصلاة والسلام أو ما تقوم به الحجة على قومه لم يكن القرآن فحسب. ولم يكن حتى الشواهد الخوارق الكثيرة المعجزات الكثيرة التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام. بل سيرته هذه هي بحد ذاتها حجة على الناس. ليش؟ لأنه تصور إنسان يقول الله يوحي إلي. هذا واحد من الاثنين: يا بيكون صادق يا بيكون كاذب. اللي بيكذب مش عماله بيكذب على حدا عادي ولا عماله بيكذب على سيد قومه. يكذب على الله عز وجل. هذا أسوأ وأبشع درجات الكذب. أنه إنسان يفتري على الله عز وجل. أكذب الكاذبين. أكذب الكاذبين. ولذلك ماذا قال ابن تيمية في كلمة عظيمة في كتابه "إثبات في كتاب إثبات النبوات" أم قال: "فمدعي النبوة إما أن يكون أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين". ما لهم ثالث. يعني واحد من اثنتين. "إما أن يكون أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين. ولا يلبس هذا ولا يلبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين". هذه الكلمة يعني أنا كنت أعطيت خطبة بعرف دكتور مهند إذا كان تتذكر كان في زمان في مسجد مصعب بن عمير آه في 2009 يمكن أنه يعني يعني كنت بتكلم بالم أنه لما تيجي تتكلم مع حدا من شباب المسلمين بيقول لك طب ما هو محمد صلى الله عليه وسلم على عيني وراسي بس يا أخي في كثير ناس بعد يدعو النبوة. شو بعرفني أنه هو صادق وغيره مش صادق؟ يا حسرة يا حسرة. هذا يعني هذه نتيجة الجهل بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام. لو تتبعت سيرة مدعي النبوة بعد النبي عليه الصلاة والسلام وفي زمانه لرأيت المضحك المبكي من سيرهم. لرأيت كم هم تافهون كذبون أفاكون. يعرف من حولهم أنهم كذبون. الكذب في وجوههم الوقحة التي افترت على الله عز وجل. جاي تقارن ادعاء النبي عليه الصلاة والسلام بدعاء هؤلاء؟ هذا من الجهل. من الجهل المتقع. ختم الله على قلوبهم. سبحان الله. يعني الأمر واضح جداً لا يحتاجوا ولا يلتبس على أحد. لكن الله عز وجل يضل من شاء ويهدي من يشاء. وهم يعني بأفعالهم يعني ختم الله عز وجل على قلوبهم. نعم.
وسبحان الله يعني لو تتتبع وفاة هؤلاء كمان وفاة بشعة خواتيم سيئة. قارنها بقوله عليه الصلاة والسلام في الرمق الأخير: "بل الرفيق الأعلى. بل الرفيق الأعلى". يختار جوار ربه عليه الصلاة والسلام. فقال: "فمدعي النبوة إما أن يكون أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين. ولا يلبسوا هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين". وقد أسلم السابقون الأولون أمثال أبي بكر الصديق وخديجة والمبشرون قبل انشقاق القمر والأخبار بالغيب والتحدي بالقرآن. ليش أسلموا؟ شافوا شافوا الصدق والأمانة والأخلاق الحسنة. ثم يقول يأتيني وحي. طبعاً أنا بدي أسقطك مباشرة. سيدنا أبو بكر صدقه. أيضاً يعني هنا إذا تسمح لي قبل ما نختم هذه السلسلة كاملة كان في جزئية فكرت أني أؤجلها إلى إلى ما بعد لكن أحب أن نختم بها.
وجه النبي صلى الله عليه وسلم
شواهد أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام شيء قريب من الشواهد ألا وهو وجه النبي عليه الصلاة والسلام. وجه النبي عليه الصلاة والسلام سبحان الله يعني يعني عشان الإنسان يدرك كم كان كفر كفار قريش بشعاً وسيئاً. هذا الرسول كان يعرف من وجهه أنه صادق حتى دونما نتكلم عن الأفعال. مرة أخرى بيبين وجه الصادق من وجه الكذاب. والعرب كانوا أناساً أهل فراسة. فما كان يخفى عليهم أن هذا وجهه صادق. وشوف التعبير العظيم لعبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه كان من أحبار يهود. فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو يعرف أن هناك نبياً سوف يأتي والناس فزعوا ليروا رسول الله عليه الصلاة والسلام. فذهب يستثمر من وجه النبي. شوف التعبير. قال: "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه. وقيل قدم رسول الله قدم رسول الله قدم رسول الله. فجئت في الناس لأنظر إليه. فلما استثبت وجه رسول الله عرفت أنه ليس بوجه كذاب". الله أكبر! عرفت أنه ليس بوجه كذاب. بيبين الإنسان الوقح اللي بيدعي على الله عز وجل مبين وجهه أنه وقح. مية الحياء نازلة من وجهه. لكن هذا رسول وجه رسول. قال: "وكان أول شيء تكلم به أن قال: أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام". هذا كلام هذا كلام الأنبياء. هي كلام الأنبياء. فالوجه أخبر أنه نبي والكلام أخبر أنه نبي عليه الصلاة والسلام.
ولهذا شوقي يقول في همزيته: وبدا محياك الذي قسماته حق وغرته هدى وحياء وعليه من نور النبوة رونق ومن الخليل عليه الصلاة والسلام ومن الخليل وهديه سيماء سبحان الله. يعني مرة أخرى من كثرة ما كان الصحابة يرصدون ملامح النبي في تعبيرات لطيفة جداً عن لحظات سرور النبي عليه الصلاة والسلام. طبعاً معروف أنه كان كثير التبسم. لكن مرات بيكون في حادث جميل مناسبة لطيفة فيزداد وجهه بهاء.
فرح النبي صلى الله عليه وسلم
فكعب بن مالك صاحب القصة لما نزلت توبته إيش قال؟ قال: "فلما سلمت على رسول الله". هالمرة فيش أنه الرسول تمتم ولا حرك ولا هالمرة الرسول مبسوط. قال: "فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور. وكان رسول الله إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر". شوف ما أجمل التعبير.
أيضاً في الحديث الآخر الرسول عليه الصلاة والسلام جاءه أناس فقراء. فالنبي تأثر لحالهم وظهر ظهر ذلك على ملامحهم. فرجل من الأنصار جاء بسرة يكاد يعجز عن حملها. بل قد عجز عن حملها. كأنه بيجرها جر عشان يبسط النبي أنه بدنا نعطي هذول الفقراء. حتى تتابع الناس وصار أمام النبي عليه الصلاة والسلام كتلال من الصدقات. قال الصحابي: "رأيت وجه رسول الله يتهلل كأنه مذهبة". كأنه مذهبة. يعني كأنه قطعة ذهب مصقولة عليه الصلاة والسلام.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "إن رسول الله دخل علي مسروراً تبرق أسارير وجهه". مسروراً تبرق أسارير وجهه. فقال: "ألم تري أن مجزز نظر آنفاً إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض". كان عندهم أناس ذكرناها بيعرف القرابة من من الأقدام. نعم. فالنبي عليه الصلاة والسلام إيش التعبير؟ "تبرق أسارير وجهه".
أيضاً البخاري رضي الله عنه ورحمه الله أخرج عن عبد الله بن مسعود قال: "شهدت من المقداد من المقداد ابن الأسود مشهداً لأن أكون صاحب صاحبه". يعني صاحب هذا المشهد أحب إلي مما عدل به. يا ريتني أن أكون مكانه في هذا المشهد. أتى النبي وهو يدعو على المشركين. فقال المقداد: "لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا. ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك ومن خلفك". فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسره. يعني سره الكلام. أشرق وجهه زي الشمس يعني عليه الصلاة والسلام.
طبعاً أيضاً من من لاحظ في همزية شوقي: "وعليه من إيش؟ كان البيت أي عليه من نور النبوة الشيخ رونق". لا فيها حياءه. أي البيت سبحان الله أن قبل شوي حكينا: "وبدا محياك الذي قسماته حق وغرته هدى وحياؤه". لسه كمان شوهت حياء النبي عليه الصلاة والسلام جميلة. لاحظ لما أعرس النبي عليه الصلاة والسلام بسيدتنا زينب ودعا أصحابه فجاؤوا فلبثوا في بيته وأطالوا المكث. ط عريس عليه الصلاة والسلام لازم يروحها عريس بده يجلس مع عروس. فأطالوا المكث. فالنبي أصبح يخرج ويدخل عشان يشعرهم أنه هم يتسامرون أو يتكلمون فيما بينهم. فما لاحظوا يعني. "فأنزل الله عز وجل أن النبي إن ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم". هذا ترى حياء النبي هذا يعني خلق عظيم عظيم جداً على جلالة قدره على أنه أعظم من أصحابه. هو الرسول عليه الصلاة والسلام. لكن يستحي يقول لهم معلش لو سمحتوا مع السلامة. وفي أكثر من حديث: "إني كنت أسمع منكم كذا فاستحي". لما كانوا يقولون: "يا يا رسول الله ما شاء الله وشئت". قال: "فاستحي أن أقول لكم". يعني ما بده يكسف الواحد فيهم لما ينبهوا على شيء وينتظر من الله عز وجل وحياً في ذلك.
لما أيضاً دخلت امرأة فسألت النبي عن غسلها من المحيض. فأمرها كيف تغتسل. قال قال: "خذي فرصة من مسك فتطهري بها". يعني تأخذ قطعة قماش تحط عليها عطر وتمسح مكان خروج الدم حتى يعني ما يكون في رائحة سيئة. قالت: "كيف أتطهر؟" قال: "تطهري بها". قالت: "كيف؟" قال: "سبحان الله تطهري". النبي مستحي يحكي له هذا الكلام. قال: "فاجتنبتها عائشة". قالت: "فاجتنبتها إلي فقلت: تتبعي بها أثر الدم". فحياء النبي عليه الصلاة والسلام أيضاً ملمح لطيف. طبعاً الحديث لا ينتهي في هذا الموضوع من صفاته عليه الصلاة والسلام. لكن أحب بعدما تكلمنا في هذه الخرزات خرزات العقد أن أعيد نظمها في إيش؟ في الهمزية.
الهمزية للإمام البوصيري
في الهمزية. لازم نعمل معك شرح للهمزية. آه الهمزية أنا قلت لك يمكن يا دكتور مهند أنا منيتي يكون في مساق جامعي في الهمزية. في الهمزية. الهمزية للدقة فيها أبيات فيها شطط فيها غلو. شوقي رحمه الله وغفر له ولد في زمان التصوف كان متغلغلاً جداً. في بعض الأبيات مثلاً ما قال: "ما جئت بابك مادحاً بل داعياً". ف يعني في في إشكال في في أبيات عديدة. لكن نسأل الله سبحانه وتعالى له المغفرة بجهله في في هذا الأمر. طبعاً معروف مسألة العذر بالجهل في هذه الأمور أو عدم العذر بالجهل. لكن نسأل الله عز وجل أن يكون معذوراً بها وأن يغفر الله له بالكلام الجميل الذي يظهر منه بالفعل محبة صادقة للنبي صلى الله عليه وسلم فيما أحسبه. إذاً هنختم بالهمزية. نختم بالهمزية.
بسم الله. طبعاً أبيات منتقاة. الهمزية طويلة وفي غير كمان الغلو في أبيات أنه يعني يصفوا كأنه النبي عليه الصلاة والسلام جاء باشتراكية أحسن من اشتراكية. احنا لا نحب هذه المقارنات. وفي أبيات فيها صعوبة. لكن ننتقي من أجمل أبياتها. نعم. ونحن نذكر هذه الأبيات استحضروا إخواني وأخواتي الشواهد التي ذكرناها حتى ينتظم العقد بهذه الكلمات:
ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملا الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والمنتهى والسدر العصماء
بك بشر الله السماء فزينت وتضوعت مسكاً بك الغبراء
بالمناسبة روى الإمام أحمد عن أبي أمامة قال: "قلت يا رسول الله ما كان بدء أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أني أنه يخرج منها نور أضاءت له قصور الشام". أضاءت له قصور الشام. هذا إرهاص. نعم.
بك بشر الله السماء فزينت وتضوعت مسكاً بك الغبراء
بدا محياك الذي قسماته حق وغرته هدى وحياء
وعليه من نور النبوة رونق ومن الخليل عليه الصلاة والسلام ومن الخليل وهديه سيماء
يوم يتيه على الزمان صباحه ومساؤه بمحمد وضاء
بسوى الأمانة في الصبا والصدق لم يعرفه أهل الصدق والأمناء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا منها وما يتعشق الكبراء
لو لم تقم ديناً لقامت وحدها ديناً تضيء بنوره الأرجاء
أما الجمال فأنت شمس سمائه وملاحة الصديق منك إياء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقادراً ومقدراً لا يستهين بعفوك الجهلاء
حتى الجهلاء اللي أساؤوا ما يستهين أنه يطلع لهم نصيب من عفوك.
وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غضبة في الحق لا ضغن ولا بغضاء
ما بيحمل على الناس عليه الصلاة والسلام. بيغضب لله عز وجل بس مش شخص الكريم. بيتسامح في شخص الكريم كثيراً.
وإذا رضيت فذاك في مرضاته ورضا الكثير تحلم ورياء
وإذا خطبت فللمنابر هزة تعر الندي وللقلوب بكاء
وإذا قضيت فلا ارتياب كأنما جاء الخصوم من السماء قضاء
وإذا حميت الماء لم يورد ولو أن القياصر والملوك ظماء
كما في بدر. نعم. انتصب هو وأسوده حول الماء فلم تستطع قريش أن تخلص إليه. ولو كان القياصر الملوك أسود.
وإذا أجرت فأنت بيت الله لم يدخل عليه المستجير عداء
وإذا أجرت فأنت بيت الله لم يدخل عليه المستجير عداء
وإذا ملكت النفس قمت ببرها ولون ما ملكت يداك الشاء
وإذا بنيت فخير زوج عشرة وإذا ابتليت فدونك الآباء
ابتلي بهم جميعاً عليه الصلاة والسلام إلا فاطمة. وم صبر عليه الصلاة والسلام.
وإذا صحبت رأى الوفاء مجسماً في بردك الأصحاب والخلطاء
وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء
استطراد بسيط في حديث رواه مسلم. شوف عظم الوفاء عند النبي عليه الصلاة والسلام. حذيفة بن اليمان الصحابي العظيم المعروف قال: "ما منعني أن أشهد بدراً إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل فأخذنا كفار قريش فقال قالوا: إنكم تريدون محمداً. آه أنتم رايحين على محمدكم تنصروه. فقلنا: ما نريده. ما نريده إلى المدينة. فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لنصرف إلى المدينة ولا نقاتل معه". كفار قريش بيقولوا لحذيفة ووالده يعطون عهد الله وميثاقه ما بتساعدوا محمد تروحوا على المدينة. فأعطوه. "فأتينا رسول الله فأخبرناه الخبر". شوف شوف إيش قال النبي عليه الصلاة والسلام. هل قال هؤلاء كفار الله لا يردهم. أنا بدي رجال يسعد في هذه الحرب. تعالوا. لا عهد لهم ولا ذمة أصلاً لو عملوا يعني لو كان العكس لعل لا قضوا العهد. أبداً. ماذا قال عليه الصلاة والسلام؟ قال: "انصرف. يعني اذهب. نفي بعهدهم ونستعين الله عليهم". الله. "نفي بعهدهم ونستعين الله عليهم". كفار قاتلوا. آه. نعم. لكن هذا عهد الله. أنتم أعطيتوا العهد. أنتم رجلان. لكن بوفا بهذا العهد. نرجو من الله عز وجل أن يعيننا عليهم.
وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء
وإذا وإذا مشيت إلى العدا فغض أنفر وإذا جريت فإنك النكباء
قد يقول قائل عيب يوصف النبي النكباء. هلا هذا بالتعبير العربية لا شيء فيه. تقول أقول لك يا دكتور مهند أنت نكبة على أعدائك. أنت نكبة. الله يجعلك نكبة على الكفار. هذا مديح.
يا أيها الأمي حسبك رتبة في العلم أن دانت لك العلماء
الذكر آية ربك الكبرى التي التي فيها لباغي المعجزات غناء
يعني إغناء.
فرسمت بعدك للعباد حكومة لا سوقة فيها ولا أمراء
الله فوق الخلق فيها وحده والناس تحت لوائها أكفاء
والدين يسر والخلافة بيعة والأمر شورى والحقوق قضاء
والآي تترى والخوارق جمة جبريل رواح بها غداء
هل كان حول محمد من قومه إلا صبي واحد ونساء؟
فدعا فلبى في القبائل عصبة مستضعفون قلائل أنضاء
ردوا ببأس العزم عنه من الأذى ما لا ترد الصخرة الصماء
والحق والإيمان انصبا على برد ففيه كتيبة خرساء
نسفوا بناء الشرك فهو خرائب واستأصلوا الأصنام فهي هباء
يمشون تغضي الأرض منهم هيبة وبهم حيال نعيمها إغضاء
حتى إذا فتحت لهم أطرافها لم يطغ ترف ولا نعماء
يا أيها المسرى به شرفاً إلى ما لا تنال الشمس والجوزاء
يتساءلون وأنت أطهر هيكل بالروح أم بالهيكل الإسراء؟
بهما سموت مطهرين كلاهما نور وريحان وبهاء
فضلاً عليك لذي الجلال ومنة والله يفعل ما يرى ويشاء
الله هيا الله هيا من حظيرة قدسه نزلاً لذاتك لم يجزه علاء
العرش تحتك سدة وقوائم ومناكب الروح الأمين وطاء
والرسل دون العرش لم يؤذن لهم حاشا لغيرك موعد ولقاء
ساق الجريح ومطعم الأسرى ومن أمنت سنابك خيله الأعداء
ساق الجريح ومطعم الأسرى ومن أمنت سنابك خيله الأشلاء
إن الشجاعة في الرجال غلاظة ما لم تزن رأفة وسخاء
شوف هذه الأبيات القادمة مؤلمة للغاية لما تتصور زمن النبي عليه الصلاة والسلام وهذه الأخلاق وهذه الرأفة وهذه الرحمة. كان في حرب، كان في شدة، كان في قتل الأعداء. لكن لماذا؟ حتى تنعم البشرية بعدل الإسلام ورحمته. وتيجي تقارن بزماننا الأغبر بهذا الزمان الصعب الذي يتغلب فيه أعداء الله المجرمون. فالأبيات القادمة جميلة جداً من أجمل أبيات شوقي. من أجمل الأبيات شوقي في أشعاره بما تفتقر إليه البشرية كلها الآن. كل البشرية لما تسمع عن الأجنة الذين يجهضون الآن وحاجتهم لمحمد صلى الله عليه وسلم وجيل محمد ودين محمد. تسمع عن المعذبين حتى من غير المسلمين. تسمع عن العبث الذي يتم بالفطرة. تسمع عن الذين يموتون جوعاً. تتصور حاجة البشرية جمعاء إلى هذا الدين العظيم. ماذا خسر العالم؟ آه. ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟
إن الشجاعة في الرجال غلاظة ما لم تزن رأفة وسخاء
والحرب من شرف الشعوب فإن بغوا فالمجد مما يدعون براء
والحرب يبعثها القوي تجبراً وينوء تحت بلائها الضعفاء
وينوء تحت بلائها الضعفاء. والله يخرب بيتهم. يومياً تسمع أخبار أطنان من المتفجرات سترسل من أمريكا إلى إلى إخوة القردة والخنازير الكلاب ليدق بها رؤوس إخواننا. الله يخرب بيتهم ويخرب بيت من والاهم وأعانهم على الاستفراد بالمسلمين.
والحرب يبعثها القوي تجبراً وينوء تحت بلائها الضعفاء
كم من غزوة للرسول كريمة فيها رضا للحق أو إعلاء
كانت لجند الله فيها شدة في أثرها للعالمين رخاء
ضربوا الجهالة ضربة ذهبت بها فعلى الجهالة والضلال عفاء
دعموا على الحرب السلام ما بدك سلام في حرب لازم يكون في حرب.
دعموا على الحرب السلام وطالما حقنت دماء في الزمان دماء
دعموا على الحرب السلام وطالما حقنت دماء في الزمان دماء
ذعرت عروش الظالمين فزلزلت وعلت على تيجانهم أصداء
صار بلا كسر بلا قيصر بلا زفت. رموا إلى مزبلة التاريخ وظهر الحق والعدل.
والنار خاوية الجوانب حولهم خمدت ذوائبها وغاض الماء
طبعاً لي مادة أرجو من الإخوان يتابعوها بعد هذا البودكاست بعنوان "نماذج السعادة البشرية في غياب الفتوحات الإسلامية". كان مناسبتها أن الخايب أحد البابوات السابق تلا نصاً يعني يقول فيه إن محمداً نشر دينه بالسيف على مدى على سبيل الذم يعني. قلت له تعال نشر دينه بالسيف. تعال نشوف يا بابا ماذا كانت البشرية قبل محمد صلى الله عليه وسلم كيف كان حالها وكيف أصبح حال البشرية بعد محمد صلى الله عليه وسلم وشريعته ودينه بعد زوال دولة الإسلام وخلافة الإسلام. وتعال نر حالكم أنتم يا قتلة ياما تفعلون بالبشرية الأفاعيل باسم الدين. فأنصح إخواني بهذه الكلمة ما نماذج السعادة. ط عنوان استهزاء يسر كاس كما يقال. "نماذج السعادة البشرية في غياب الفتوحات الإسلامية".
قال شوقي في أواخر قصيدته: لي في مديحك يا رسول عرائس تيمن فيك وشاقهن جلاء
هن الحسان فإن قبلت تكرماً فمه هن شفاعة حسناء
أنا بطلب منك يا رسول الله تشفع لي مقابل هذه القصيدة. كان يقول له. فنعود ونقول عوداً على بدء. لماذا ذكرنا هذه السلسلة كلها؟ حتى يشتعل في قلبنا الحب للنبي صلى الله عليه وسلم. حباً يطمع مش بس في دخول الجنة بل و في مراتب عالية من الجنة. للحديث الأول الذي ذكرناه: "كنا عند سدة المسجد ف كنا في المسجد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فوجد رجلاً عند سدة المسجد فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: ما أعددت لها؟ قال: فكان رجل استكان استحى من حاله بضاعتهم قليلة. قال: والله يا رسول الله ما أعددت لها كثير صيام ولا صلاة ولا صدقة غير أني أحب الله ورسوله. فقال: أنت مع من أحببت". قال أنس: "فما فرحنا بشيء بعد الإسلام بقوله فرحنا بقوله صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت. فإني أحب رسول الله وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم".
الخاتمة والدعاء
فاللهم إنا نشهدك أن نحب رسول الله وأبا بكر وعمر. ونسألك يا رب أن تجعلنا معهم وإن لم نعمل بأعمالهم وإن قصرنا وأذنبنا وفرطنا. ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يدخلنا الجنة بغير حساب ولا عذاب. وأن يجمعنا بنبيه صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى. اللهم اجعلنا من أتباعه واجعلنا من أنصار دينه وشريعته. واجعلنا من المدافعين عن المستضعفين من أمته. اللهم لا تحرمنا من الوقوف تحت لوائه. اللهم لا تحرمنا من الشرب من حوضه. اللهم لا تحرمنا من رؤية وجهه يا رب العالمين. اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب حب المساكين. وأن تغفر لنا وترحمنا. وإذا أردت فتنة في القوم فاقبضنا إليك غير مفتونين. نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك. نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك. نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الله يجزيك ألف خير دكتور على هذه السلسلة الطيبة جداً جداً جداً. الله يتقبل منا. أنا جداً سعيد بهذه السلسلة. جداً سعيد باللفتات العظيمة فيها حقيقة. جداً سعيد بهذا الدمج ما بين مشاعر الحب والاتباع. الحب لدين الله. الشوق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. تعظيم وأوامر الله. هذه الخلطة الكاملة التي نفتقدها كثيراً. نحن اعتدنا على الدكتور إياد كثيراً ما يتحدث الأمور الفكرية. كثيراً ما يتحدث الأمور السياسية. لكننا ما اعتدنا على الدكتور إياد يتحدث بهذه المشاعر الجياشة. بهذه اللفتات الطيبة. لعل لعلنا في هذه السلسلة رأينا وجهاً جديداً. لعلنا في هذه السلسلة وقفنا على مواقف ما أظن أننا استشعرنا هذه اللفتات قبل ذلك. فجزاك الله عني وعن المستمعين خير الجزاء. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذه السلسلة حجة لك يوم القيامة لا عليك يا رب العالمين.
وأنا يعني أطلب منك أن تذكر لنا في ختام هذه السلسلة الدعاء الذي تدعو به قبل كل حلقة من حلقات هذه السلسلة قبل أن نبدأ بدقيقة. أنت تدعو دعاء أرجو أن تذكره.
أقول: "اللهم حبب نبيك إلى عبادك بنا". هذا هذا دعاء جميل جداً جداً جداً. أنت تكرره دائماً مع مع كل حلقة من حلقات هذه هذا البودكاست الطيب.
وأنا طبعاً أيضاً لا يفوتني أن أشكر دكتور مهند على ما قمت به. جزاك الله خيراً. ويعني استخرجت من كنوز السيرة. ساعدتني في أن نستخرج من كنوز السيرة. الله يكرمك ويجزيك الخير. وأذكر أخي أبا نبيل بارك الله فيه وجزاه خيراً. وأيضاً صاحب هذا المكان الأخ أشرف. الله يجزيه الخير ويبارك في عمره وفي ماله وفي ولده. وأشكر إخواني وأخواتي المتابعين الذين أيضاً شجعونا وكانوا يقولون نريد مزيداً ولا نمل ونود أن السلسلة لا تنتهي. هذا بيعطي دافعية وعلى الأذان اللهم صل وسلم على نبينا محمد. هذا يعطي دافعية ورغبة في الاستمرار. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا أنه ما نقطع من السيرة. هذا كما ذكرت لكم من قبل أحب موضوع إلي أن أتكلم فيه والذي أخره عقدة الكمال. والله المستعان. بدناش نخدش السيرة بأن ننتقص من هذه الصورة الجميلة. حتى لو انتقص إن شاء الله يكون وصل شيء من بهاء الصورة وجمالها. فمن كان قد استفاد شيئاً فليدعوا للعبد الفقير ولإخواني الذين ساعدوه في هذا الأمر. وكذلك ف أسألكم أن تدعوا الله عز وجل أن يبارك في أوقاتنا جميعاً لعلنا يكون لهذا الأمر تبعات إن شاء الله في السيرة وفي غيره بإذن الله.
أكرمك الله دكتور وبارك فيكم. جزاكم الله خيراً جميعاً. وأسأل الله أن يتقبل منا جميعاً هذه السلسلة الطيبة حتى نحقق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما". فلعلنا نحقق بهذه السلسلة محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون أعلى من حب لغيره من البشر والمخلوقات. ختاماً ساعدونا في النشر في هذه السلسلة حتى يعم الخير بين الناس. جزاكم الله خيراً. على أمل اللقاء بكم في سلاسل قادمة وبودكاست قادمة إن شاء الله تبارك وتعالى. إلى ذلك الحين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة.
وعليكم السلام ورحمة.
وعليكم السلام ورحمة.
وعليكم السلام ورحمة.
وعليكم السلام ورحمة.
The transcript has been fully formatted. There is no more content to continue.