السلام عليكم ورحمه الله
أهمية التعبير عن المحبة
إخوتي الكرام، قلنا إنه حتى يتهيأ الناس لسماع نصيحتنا والـتأثر بها، نحتاج أن نعودهم منا على البشر والابتسامة والثناء الصادق والاعتراف بالفضل. أمر آخر هو التعبير عن المحبة. هذا الأمر لم يكن شائعاً في مجتمعاتنا، بل كان الرجال يرونه ثقيلاً على رجولتهم، إلى أن انتشرت هذه السنة الطيبة.
كلمة "أحبك" وأثرها
"أحبك"، هذه الكلمة التي تفتح القلوب وتطيب الخواطر وتتردد في الذهن، وتجعلك تحسن الظن في من باح بها لك، وتتحمل منه الكثير.
أحبك، إذا كنت لا تستطيع أن تقولها لأبيك أو لأخيك من أبيك وأمك، فاعلم أن لديك علة. لن تحتاج لتقولها بصدق إلى أكثر من أن تنقي قلبك من الغل والكبر، وتتلمس جوانب الخير في الناس لتحبهم بحق.
السنة النبوية في التعبير عن المحبة
ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه". وأخذ رسول الله بيد معاذ بن جبل يوماً فقال: "يا معاذ، والله إني لأحبك". فقال له معاذ: "بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك".
فبعدما عبر عن محبته، قال له: "أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك". وكأنه يقول له: تحبني وتريد أن نكون معاً في الجنة، فلا تدعن هذا الأمر.
محبة العاصي
قد تقول: فكيف إذا كنت أتعامل مع عاص؟ أأحب عاصياً في الله؟ نعم، لم لا تحبه للخير الذي فيه، وفي الوقت ذاته تبغض معصيته؟ قد يكون العاصي ظالماً لغيره أو مفسداً، فتبغضه لذلك. لكن إن كان مسلماً وعنده الحد الأدنى من محبة الله ورسوله، ولم يأت بكفر ينقض هذه المحبة، فبإمكانك أن تقول له بصدق: "أحسب أنك تحب الله ورسوله، وأنا أحب فيك ذلك". فتفتح قلبه لنصيحتك.
فالمرء تجتمع فيه دواعي المحبة والبغض معاً. إذا أردنا أن يؤثر في الناس بغضنا لأخطائهم، فلنظهر لهم حبنا لحسناتهم، ونبرز فيهم جانب الخير، ونشعرهم بأنهم أهل لأن يرتقوا.
والسلام عليكم ورحمه الله.