لماذا الغرب غاضب من غزة بهذا الشكل؟
مقدمة: غضب النظام الدولي من غزة
لماذا النظام الدولي غاضبٌ بهذا الشكل؟ إلى درجة أنه مسح عن وجهه القبيح مكياج الإنسانية، وأصبح يحرِّض على مسح غزة عن بكرتها. وإلى درجة أن وزير العدل الفرنسي يهدد من يظهر التعاطف مع غزة بالسجن خمس إلى سبع سنوات. لماذا هذا الجنون وفقدان التوازن؟
تحطيم الصورة النمطية
لأن ما حصل في طوفان الأقصى دمر ما كان الغرب والصهاينة يعملون عليه لعشرات السنوات. دمر الصورة النمطية أن الدماء والأشلاء والألم والبكاء هي ماركة مسجلة باسم المسلمين. لعشرات السنوات، الإعلام يكرس في النفوس أنه طالما أنت مسلم فأنت مهان عديم القيمة. بينما تمنع الدول الغربية بث الصور المروعة لقتلاها على إعلامها للحفاظ على هيبتها.
الجندي اليهودي الأسير شاليط، سلطت كل وسائل الإعلام التركيز عليه، وتعمد الكيان الصهيوني أن يأسر أعداداً كبيرة من أهل فلسطين قبل صفقة مبادلته مع الأسرى ليبادلوه بألف من المسلمين. وكتب الكتاب في الصحف العبرية: "تبقى الحقيقة التي لا يستطيع أحد إنكارها أن لواحد منّا بألف منهم يجعلها خاضعة دون الحاجة لجيوش ولا احتلال".
عزة المسلمين وذلة الأعداء
ثم في لحظات انهارت هذه الصورة التي عملوا عليها طويلاً. فرأينا صور العزة والقوة والانتصار في المسلمين، ورأينا في أعدائهم صور الذلة والمهانة والذعر والفرار كما لم نرها طوال حياتنا. ولم تعد المعاناة محصورة بالمسلمين.
وطبعاً فرق كل الفرق، فمن كان يهان ويقتل من المسلمين الصادقين فهو في نفسه عزيز يحتسب الأجر، رفيع المقام عند الله. ومن يقتل منهم فلا أجر ولا احتساب.
رسالة للمسلمين والأعداء
هذه الصور احتفظوا بها على أجهزتكم إخواني، دوّنوا تاريخها، ورثوها لأبنائكم. لأن هناك من سيعمل على إزالتها، كما رأينا إزالة سجل أحداث مصر وأحداث أفغانستان وغيرها.
ونقول للمسطوحين الغاضبين في النظام الدولي وأذنابه من المنافقين: نحن نتفهم مشاعركم ونعلم سبب غيظكم، ونسأل الله أن يزيدكم همًا وغمًا وخزيًا وعارًا. ووالله مهما فعلتم بغزة العزة فلن تستطيعوا مسح عاركم ولا كسر هذا العز الذي صنعته غزة.
اللهم استعملنا في نصرة إخواننا، وأبرم لهذه الأمة من أمرها رشداً. والسلام عليكم.