→ عودة إلى مرئيات

ماذا بعد كأس العالم؟

١٦ يوليو ٢٠١٨
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم.

من المتابعة إلى الفعل

يا شباب، تابعتم كأس العالم الأيام الماضية. لن أعلّق على ما مضى، ولن أعلّق على أهمية أو عدم أهمية كأس العالم، ومش حابب ألوم أحد ولا أنتقد أحد، لكن كلمة للمستقبل.

ترى أما آن لنا الآن أن نتحوّل من متابعين إلى فاعلين مؤثرين؟ من متابعين لا نستطيع مهما فعلنا أن نؤثر في مجريات المباراة، إلى جنود لله نستطيع بالاستعانة به سبحانه أن نؤثر في مجرى التاريخ.

الكأس الحقيقي

رفع اللاعب كأس العالم فصفق بعضنا له فرحين. أما آن لنا أن نعمل ليرفع الواحد منا كتاب أعماله يوم القيامة بفخر قائلاً: ﴿هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ حتى يكون الجزاء: ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾.

شو بالله عليك الفرق بين هذا الكلام وكلمة "فاز فريقك"؟ طيب فاز فريقك، تهانينا، سوت إيش؟ الخطوة التالية؟ ماذا بعد ذلك؟

أولويات الحياة

ترى أنا بحب الرياضة، بحب ألعبها، وبحب كرة القدم لكن لا أتقنها بصراحة، لكن بلعبها كرياضة وبعدها أصرف أكثر وقتي على أنشطة نافعة.

أما آن لنا أن نتحول من مجرد متابعين لمسابقة لا تقدم للبشرية فائدة حقيقية ولا ترفع معاناتها، إلى متسابقين مشاركين في أعظم مسابقة، مسابقة عمارة هذه الأرض بالحق والعدل، لينعم عمارها بعد ذلك بالخلود الأبدي في النعيم المقيم.

﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾.

دعوة للمحاسبة والعمل

يا ريت أخي تعمل حسبة بسيطة وتسأل نفسك: كم صرفت من الوقت على متابعة كأس العالم؟ عشر ساعات؟ عشرين ساعة؟ طيب كم سأصرف من الوقت على هذه الأهداف العظيمة؟ ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

تعالوا نتعاون على هذا السباق علماً ودعوة وعملاً. وبهذه المناسبة أدعوكم يا شباب في دعوة 11-16 سنة أن تنضموا معنا إلى مسابقة "ليتدبروا آياته"، فمن هنا يبدأ كل إصلاح، من تدبر كتاب الله.

والسلام عليكم ورحمة الله.