السلام عليكم ورحمة الله.
المرجعية الحق في الإسلام
أيها الكرام، قبل أيام أقرَّ مجلس النواب قانون الطفل. طبعًا نحن نكرر في كل مقام أن المرجعية الحق هي أمر خالقنا ورازقنا والذي إليه معادنا سبحانه وتعالى. وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيارة من أمرهم. ومن يعص الله ورسوله فقد ضلَّ ضلالًا مبينًا. فكلُّ ما يعارض شريعة الله تعالى فهو باطل، لا يصح طرحه للأخذ والرد.
إقرار القانون وتداعياته
لكن تعالوا نرى ماذا حصل مع من يستند إلى مرجعياتٍ بديلة، ويزعم الالتزام بها، وأنه يريد بها مصلحة الناس. مجلس النواب أقرَّ القانون، ولم يمنعه من ذلك ما نشره الغيورون، ورفع به أبناء الأردن أصواتهم عبر أسابيع، من أدلة على خطورة هذا القانون على أسرنا وأبنائنا، ومن أن التعديلات على القانون شكلية لا تدفع خطره.
بل وأشارت حملة "قانون الطفل مسموم" في بيانها إلى ما حصل في جلسة إقرار القانون من حدث غريب وصادم. في الجلسة قبل الماضية كان رئيس مجلس النواب قد اقترح تعديل المادة الثانية والأشد خطرًا في القانون، وهي التي تعرف الجهات المختصة بما يفتح المجال لمؤسسات دخيلة أهلية وخاصة لتتدخل بيننا وبين أبنائنا وتفسد دينهم وأخلاقهم.
المادة الثانية: الجهات المختصة
تعالوا نسمعوا ما قاله: "هذه المادة يا إخوان إذا كان شكلها دسمًا ففيها السم من الداخل، أو كلمة الأهلية لا يجوز أن ننص على ذلك. أنا رأيي بالتعريف خوفًا من أن تنفذ منظمات الـ NGOs التي لا نحترمها والتي لا نجلها، لأنني أعرف مصدرها وسبق لي أن تكلمت تحت هذه القبة. وما زلت أؤمن أنها منظمات تخريبية للمجتمع، ومنظمات تخريبية لقيم المجتمع."
وبالفعل تم تعديل هذه المادة بما يقلل الخطورة نسبيًا بحذف الجهات المختصة والأهلية، والتي تشمل الـ NGOs. حذفها من تعريف الجهات المختصة. لكن في جلسة إقرار القانون قبل أيام، أعيد فتح التصويت على هذه المادة في آخر الدقائق لإدخال هذه الجهات في تعريف الجهات المختصة من جديد، وبالتالي إعطائهم الصلاحيات لتخريب مجتمعاتنا.
حجج إعادة التصويت
الذين دفعوا باتجاه إعادة التصويت تعالوا نرى ماذا كانت حجتهم: "دقيقتين يا إخوان. يا إخوان. بتحكي بدون بدون ورق. إخواني. الهيئات الرسمية. الجامعات مش هيئات رسمية. المدارس مش هيئات رسمية. دور القرآن مش هيئات رسمية. وصلت."
إذن المتحدث يريد تفعيل أثر دور تحفيظ القرآن، دور التحفيظ اللي كل وجودها أصلاً مهدد أمام محاولات إغلاقها. تعالوا نرى بعدها يريد تفعيل دور من أيضًا؟ الهيئات الأجنبية بمجملها، الهيئات اليونسكو والنوروة والفاو كلها خارج نطاق الرسمية. اليونسكو، اليونسكو، اليونسكو، اليونسكو التي أريناكم كيف تمول مقاطع المدارس وتشجيع الطلاب على المجاهرة بدعم المثلية وتضمين ذلك في المناهج الدراسية.
نتيجة التصويت وتأثيره
ماذا حصل بعد هذا الكلام؟ "يا إخوان من مع العودة إلى قرار اللي لسن برفع الأيدي؟ أغلبية واضحة. القانون بمجمله. أغلبية واضحة."
وبهذا تم إعادة الجهات الخاصة والأهلية إلى الجهات المختصة التي لها حق في أبنائنا أكثر منا حسب القانون. وعلى رأس هذه الجهات الخاصة والأهلية الأمم المتحدة وتفريخاتها والIPPF وكل من أريناكم عبر حوالي شهرين أنهم يسعون إلى نشر السعار الجنسي في أبنائنا واستعبادهم باسم حقوقهم. تم هذا التسليم لهذه الجهات المختصة في ثوانٍ. "من مع العودة إلى قرار اللي لسن برفع الأيدي؟ أغلبية واضحة."
دور الشخصيات الدينية والمعارضة
ومما ساعد على تمرير القانون بهذا الشكل وجود شخصياتٍ ذات صفةٍ دينية وشخصياتٍ محسوبةٍ على المعارضة في الظاهر دافعت عن القانون وطمأنت الناس بأن التعديلات كفيلة بمنع أي خطر. ستكتب شهادتهم ويسألون.
تحذير ودعوة للعمل
بعد هذا كله أقول للذين لا يهتمون بالأمر ولا يحسون بخطره على أبنائهم: "فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد." وأشهد الله أني سعيت حثيثًا في دفع هذا الخطر عن أبناء المسلمين أنا وبعض الإخوة لعلمنا بشدته وبشاعته. اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد.
وأقول للإخوة الذين تفاعلوا وبذلوا جهدًا في مدافعة القانون: تذكروا قول الله تعالى: "لا تهنوا ولا تحزنوا." إخواني. أعمالكم كُتِبت عند من لا يضيع أجر المحسنين. حوِّلوا همَّكم وحزنكم إلى عملٍ دؤوب. انفضوا عنكم الكسل وابدأوا مرحلة جديدة عنوانها الهمة وطول النفس والتسلح بما يلزم من علم ووعي. وتذكروا قول معلم الإيجابية صلى الله عليه وسلم: "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها." كل هذا تدخره عند الله ليثبتك ويحفظك في دينك ونفسك وأهلك وأولادك في الفتن المتوقعة.
التوبة والتركيز على التربية
ويا من قصرتم فيما مضى في الدفاع عن أبنائكم، توبوا إلى الله بالالتفات إلى دين ومستقبل أبنائكم وصلاح دنياهم وآخرتهم. هل سنترككم مع هذه العمومات؟ لا، بل سنكثف النشر في مجال التربية ومخاطبة الأبناء بإذن الله تعالى، فلكل مرحلة عبودياتها. تابعوا ما سننشره في الأيام القادمة تحت وسم "تربويات".
نحتاج طول النفس إخواني، نحتاج طول النفس، متذكرين في ذلك كله أن مصائرنا ليست بأيدي هؤلاء بل بيد الله تعالى القائل: "وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا إن الله بما يعملون محيط."
الدور علينا نحن أن نحقق الصبر والتقوى. ربنا أعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا. اللهم استعملنا في الدفاع عن أطفال المسلمين وعن أطفال العالم واحفظنا في أنفسنا وأهلنا. والسلام عليكم ورحمة الله.