→ عودة إلى مرئيات

ما تبعات وضع مجاهدي سوريا بلائحة الإرهاب؟

٧ ديسمبر ٢٠١٢
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم ورحمة الله

مقدمة

إخواني، ما معنى أن تضع أمريكا فصيلاً جهادياً في سوريا على لائحة الإرهاب؟ معناه أولاً أن أمريكا والقوى العالمية تعلن أن أي مشروع لإقامة الدولة الإسلامية هو مشروع إرهابي، خاصة إذا اقترن بالجهاد. ففي حيثيات الخبر، قال المسؤولون الأمريكيون أن جبهة النصرة تنادي بإقامة دولة إسلامية في سوريا. إذن، هذه تهمتهم.

في المقابل، تشرف أمريكا على الانتخابات الديمقراطية في العالم الإسلامي، وتدعو المعتدلين ليصلوا إلى الحكم ليضيقوا الخناق على الجماعات الجهادية، ثم تهيج على هؤلاء المعتدلين عملاءها العلمانيين والفلول لتركيعهم وإضعاف مصداقيتهم وإسقاط النموذج الإسلامي ككل من عيون الناس. وها هي أحداث مصر لا زالت قائمة. كيد على كل حال، ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا.

التبعات الرئيسية

أولاً: إعلان أمريكا أن أي مشروع إسلامي جهادي إرهابي

هذا الإعلان هو تهيئة لتضييق الخناق على المجاهدين في سوريا وعلى كل من يدعمهم مادياً أو معنوياً، إذ يطبق على هؤلاء جميعاً قانون مكافحة الإرهاب الذي أملته أمريكا على الدول العربية وتطبقه الدول العربية في محاكمها.

فجأة يصبح شامات العز، تيجان الرؤوس، أنصار الله المضحون بأرواحهم وأموالهم في سبيل الله، المدافعون عن أعراض حرائر سوريا، الجابرون لكسر الضعفاء، الماسحون الدمعة عن اليتيم، يصبح هؤلاء بقرار من دولة الإرهاب الكبرى إرهابيين ليطبق عليهم وعلى من يدعمهم قوانين ومواد منها المادة 118 على ثلاث عقوبات والتي تنص على ما يلي:

"يعاقب بالأشغال المؤقتة مدة لا تقل عن خمس سنوات من غادر البلاد بقصد الالتحاق بجماعة مسلحة أو تنظيمات إرهابية، أو من جند أو درب شخصاً أو أكثر داخل البلاد أو خارجها بقصد الالتحاق بأي من تلك الجماعات".

فعل المغادرة يتمثل باجتياز حدود البلاد لهذه الغاية. أما فعل التجنيد فيشمل إما إقناع شخص أو أكثر للالتحاق بالجماعات والتنظيمات الإرهابية، أو تقديم المساعدة المالية أو المادية أو الدعم المعنوي لهذا الشخص أو الأشخاص. بحيث تشمل المساعدة المالية جميع صور تقديم الأموال، وأما المساعدة المادية فتشمل صور المساعدة المادية كإرشاده إلى سبل الوصول إلى الجماعات المسلحة أو التنظيمات الإرهابية، أو تأمين الاتصالات مع أشخاص آخرين لهذه الغاية. أما الدعم المعنوي فيتمثل بتقديم النصح والإقناع بسداد فكرة الجهاد وتأييده بهذا العمل بكل الجوانب كالدينية طبعاً.

إخواني، إذا وصلنا إلى مرحلة نخذل فيها إخواننا فلا ننصرهم مادياً ولا معنوياً خوفاً من المتآمرين المقهورين لحكم الله عز وجل، فوالله لباطن الأرض خير لنا من ظاهرها. والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا لا يمنعنا أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو سمعه، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو يذكر بعظيم".

وإذا خفت فخذلت إخوانك ووقعت في مأزق، فلا تنتظر أن ينصرك الله أو يبعث لك من يدافع عنك. قال عليه الصلاة والسلام: "من لم يغزو أو يجهز غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة". فالله أحق أن نخشاه، أما كيد البشر فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

ثانياً: تضييق الخناق على المجاهدين وداعميهم

إدراج النصرة على لائحة الإرهاب يعني استهداف كل مجاهد في سوريا. يقتلون من يطالون من المجاهدين من أي كتيبة أو فصيل، ثم يقولون هذا من جبهة النصرة الإرهابية. ما دام كسر الحاجز وبرر القتل، فلا حد يتوقفون عنده.

ثالثاً: استهداف كل مجاهد في سوريا

سيعمد المتآمرون إلى تهيئة الأجواء لمحاربة إخواننا المجاهدين. ومن أساليب ذلك النت ومواقع التواصل الاجتماعي. سوف ترون من يقول: "الذي يريد أن يجاهد فليجاهد في فلسطين ضد اليهود وليس في سوريا ليقتل المسلمين". فقد قال رسول الله في الخوارج كذا وكذا. فجأة يصبح إخواننا خوارج يقتلون المسلمين.

ويتوقع أن يتفرغ لهذا الجهد الخبيث عدد كبير في الدوائر السوداء الغربية وأذنابها، ويكتب مشاركاتهم هذه بأسماء عربية وإسلامية، لأنهم نصروا دين الله وجاهدوا مع رسول الله. إخواننا المجاهدون في سوريا كان لهم سجل مشرف طوال الفترة الماضية، وكانوا في غاية الحذر والحرص على تجنب وتدارك الأخطاء. أي خطأ في تصريح أو اجتهاد يذوب في بحر جهادهم وتضحيتهم وصبرهم، وغبار أنف أحدهم خير ممن يعلن عداوته لكل مشروع إسلامي.

مطلوب في مثل هذا التوقيت إظهار أكبر قدر من التأييد للمجاهدين وبجرأة وشجاعة ودون تردد، لأن قوى الكفر إذا أحست بأن المجاهدين قد تغلغلوا في كيان أمتهم وانتشروا في مسارب جسدها، فسيحسبون ألف حساب قبل استهدافهم، ولن يتجرأوا إلا إن نجحوا في تشويه سمعتهم وعزلهم عن أمتهم.

رابعاً: تهيئة الأجواء لمحاربة المجاهدين إعلامياً

سيجد الائتلاف ومن يتعاملون مع الغرب بالدبلوماسية، سيجدون أنفسهم مشتركين في تشويه صورة المجاهدين ولو من باب التبرير لأنفسهم. عندما تعلن القوى الغربية وضع المجاهدين في لائحة الإرهاب، ثم تجتمع مع الائتلاف في مؤتمر أصدقاء سوريا وتخطط وتتشاور معهم، ماذا يا شرفاء الائتلاف؟ لقد استقام الميسم، لن يسلحكم أحد إلا ضمن خطة متكاملة من محاربة المجاهدين وإقامة الدولة الطائفية التي يريدون والتي تكلمنا عنها في الكلمة الماضية.

هم لا يهمهم أن يحفظوا ماء وجوهكم، بل يريدون أن يصلوا بكم إلى مرحلة يجتمعون معكم وطائراتهم تقصف إخوانكم. فمن كان منكم شريفاً بالفعل، فليعلن مقاطعته لكل اجتماع وكل تخطيط وكل تفاهم مع من يعتبر المجاهدين إرهابيين.

خامساً: موقف الائتلاف ومن يتعامل مع الغرب

ونقول لإخواننا المجاهدين: تجنبوا الصدامة مع الائتلاف، ونعلم أنكم تفعلون. لعل من في قلبه مروءة إسلامية منهم يعتزلون في الأيام القادمة ائتلافهم ويعلنون حول إخوانهم التفافهم.

نصائح وتوجيهات

دعوة لنصرة المجاهدين

سادساً وأخيراً إخواني، ليس خوفنا على المجاهدين في سوريا، فهم منتصرون على كل حال، فإنما وعدهم الله إحدى الحسنيين: الظفر أو الشهادة، وهم في الحالين منتصرون. حتى وإن قتلوا على أيدي سوريين ويتخطفوهم من حولنا ونحن ننظر، فلا خير فينا. وإن ظننا أن خذلان المجاهدين وتركهم لعدوهم سيكون سبباً في استقرار البلاد وانتهاء المعاناة، فلا والله لن يكون خذلان إخوانكم طريقاً إلى الخير، لن يكون الغدر طريقاً إلى الخير.

قال الله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}. وقال سيدي وسيدكم، سيد الشرفاء والنبلاء محمد صلى الله عليه وسلم: "المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم".

قد بدأ العقد ينفرط من يد المتآمرين على المسلمين، وأمريكا تريد أن تقضي على الجهاد في سوريا قبل انسحابها المذل المشين من أفغانستان عام 2014 الذي يتوقع أن يؤذن بأفول شمسها السوداء.

سيدي وسيدكم محمد صلى الله عليه وسلم قال: "ما من امرئ يخذل امرأ مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته". انصروا إخوانكم وانصروا سمعتهم وشرفهم ولا تخذلوهم.

إخوانكم ليسوا أصحاب أجندات خاصة شخصية، بل هم أنصار الله وحملة رسالته. أجنداتهم إنقاذكم وإعزازكم ورد كيد عدوكم. مهما كانت نظرتكم لهم، أليسوا مسلمين في النهاية؟ فمع من تقفون؟ مع إخوانكم في العقيدة وفي حب الله ورسوله، أم مع من نجس المصاحف وهدم المساجد وعرّى الرجال وسخر بربكم ونبيكم ورمى أجساد إخوانكم طعاماً للكِلاب فيما احتله من دول؟

دعوة للدعاة والعلماء

ونقول للدعاة: نريد منكم موقفاً واضحاً من هذا الإعلان الأمريكي. نريد منكم موقف يا دكتور بكار ويا شيخ عرعور ويا أستاذ ديراني وغيرهم. نريد منكم نصرة معلنة واضحة للمجاهدين مقابل تصريحاتكم عن الائتلاف.

أسأل الله أن يستعملكم في طاعته ويجعلكم من أنصاره.

دعاء الختام

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر عبادك المجاهدين. اللهم أعنهم ولا تُعِن عليهم، وانصرهم ولا تنصر عليهم، وامكر لهم ولا تمكر عليهم، وهدهم ويسر الهدى لهم، وانصرهم على من بغى عليهم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله.