مجزرة حي التضامن
السلام عليكم ورحمة الله.
قصة مجزرة حي التضامن
يمكن البعض مش عارف ما هي قصة مجزرة حي التضامن، فنقول باختصار: نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرًا عن فيديو تم اكتشافه على لابتوب أحد الجنود السوريين، ومن ثم تسريبه لبعض الحقوقيين. والفيديو يعود تاريخه لألفين وثلاثة عشر، وتم تداوله حيث يظهر مجموعة من الجنود يقتلون مجموعة من المسلمين في حي التضامن جنوب دمشق قتلاً وحشيًا بلا أي رحمة، ويلقون بهم في حفرة كبيرة ليسكبوا بعدها البنزين عليهم ويحرقوهم مع إطارات سيارات. والحفرة مخصصة لاستقبال المزيد والمزيد من القتلى على دفعات، يعني وكأنه مشهد أصحاب الأخدود يتكرر.
النفاق الدولي والمسؤولية الحقيقية
فنقول يا كرام في نقاط سريعة:
أولاً: الأخبار تتداول صور الضباط المنفذين لهذه الجريمة على أنهم هم المسؤولون عنها. والحق أن النظام الدولي بأركانه وأذنابه هم جميعًا المسؤولون عن هذه المجزرة وغيرها، فهم الذين مكّنوا هؤلاء المجرمين من أن يفعلوا بالمسلمين الأفاعيل. فعندما تسمع رؤساء الدول يستنكرون هذه الجريمة فلا تنغر، مثل مؤامرة سيداو وتتدخل فيما يدرسه أطفالنا، وهي لا هامها إنسان ولا رجل ولا امرأة ولا طفل ما داموا مسلمين، بل على العكس تتآمر عليهم.
تصوروا بعد مجزرة حي التضامن كيف سيتكرر مشهد مبعوثي الدول العربية في الأمم المتحدة وهم يستجوبون عن مدى تقدم بلادهم في حماية حقوق المرتدين المجاهرين بردتهم والمثليين المجاهرين بفعلهم، وكل ذلك تحت عنوان الحقوق. والمبعوثون يجيبون بذلة وصغار أن هذه الأمور في تقدم.
مثل مجزرة حي التضامن يجب أن تجعلنا نلقي وهم المواثيق الدولية ومقرراتها ومؤامراتها في حفرة أعمق من التي وضع فيها إخواننا. أطلعوا أبناءكم على هذا النفاق الدولي كي يعلموا أن العدالة والتعايش في ظل النظام الدولي هذه كلها أكاذيب وأوهام، وأن لا عدل إلا في ظل سيادة الإسلام.
رسالة الصمود وعدم اليأس
ثالثًا: هذا المقطع يجب أن لا يحبطنا ولا يكسرنا من الداخل، فهذا ما يريده أعداؤنا. وعلينا أن نتساءل: لماذا المقاطع التي تظهر هوان المسلمين على الناس، لماذا هذه بالذات تتناقلها وسائل الإعلام؟ نحن نحسن الظن فيمن سعوا إلى كشف الملف وفضحه وبذلوا في ذلك جهدًا كبيرًا ليحرجوا المجرمين والداعمين للمجرمين، لكن المؤسسات الدولية والإعلام المرتبطة بها لا يحرك بعد ذلك ساكنًا أكثر من تناقل المقاطع.
علينا أن نتذكر يا كرام أن هناك رسالة يراد إيصالها: طالما أنت مسلم فأنت عديم القيمة، دماؤك هدر، ولا أحد ينتصر لك حتى ننكسر ونذل ونترك ديننا. ما أصاب إخواننا في حي التضامن ليس أشد مما أصاب المؤمنين المذكورين في سورة البروج، والذين أحرقوا أحياء بينما القتلة قعود ينظرون بمنتهى الإجرام. ومع ذلك قال الله في هؤلاء المؤمنين: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ).
علينا أن نترفع عن الغفلة رجاء أن يستعملنا الله تعالى في نصرة دينه، ولا نحبط ولا ننكسر من الداخل.
الدعاء والختام
رابعًا وأخيرًا: نسأل الله لإخواننا الذين قتلوا في هذه المجزرة وغيرها، نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، وأن يتقبلهم في الشهداء، وأن تكون قد فُتحت لهم أبواب إلى الجنة يستهينون معها بما ذاقوا من خوف وآلام. ونسأل الله لأهليهم الصبر وأن يربط على قلوبهم، وأن يجمعهم بهم في الجنة من غير حساب ولا عذاب.
ونسأل الله لكل من شارك في عذاب أهلنا بشكل مباشر أو غير مباشر، ولكل من يطبطب على القتلة المباشرين، نسأل الله أن يخزيه ويذله ويشفي صدورنا منه في الدنيا قبل الآخرة، وأن يجعل حال إخواننا معه كما في قول الله تعالى: (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
هذه ساعة مباركة من يوم الجمعة، فادعوا لإخوانكم وأهليهم، وادعوا على المجرمين ومن ولاهم وأعانهم.
والسلام عليكم ورحمة الله.