→ عودة إلى مرئيات

مجزرة نيوزيلندا.. من المسؤول؟

١٦ مارس ٢٠١٩
النص الكامل للمقطع

مجزرة نيوزيلندا: من المسؤول؟

السلام عليكم. هذا إخواني تعليق سريع على جريمة قتل المسلمين في مسجدين بنيوزيلندا. من المسؤول يا ترى؟ ومن الشركاء في الجريمة؟

من ليس مسؤولاً؟

البعض يقول: الشعب النيوزيلندي فرحان، شوف كيف يعلق بالتأييد للقاتل. والبعض يقول: الشعوب الأوروبية تعادي المسلمين. هنا نقول من قبيل الإنصاف إخواني: لا ينبغي التعميم على الشعب بأكمله، فليسوا سواء. منهم من يرفض هذا العمل بالفعل، وقاتل نيوزيلندا لا يمثلهم جميعاً.

البعض في المقابل يقول: لمَ زعلانين يا مسلمين؟ من المسلمين من فعل شبيهاً بهذا في كنائس النصارى ببلاد المسلمين. فنقول: هؤلاء أيضاً لا يمثلون الإسلام ولا المسلمين بفعلهم هذا، وينبغي أن يكون ذلك واضحاً.

الشركاء في الجريمة

لكن علينا أن نتذكر أيضاً إخواني أن هناك فئات كثيرة مشاركة في هذه المجزرة.

الإعلام العالمي

منها الإعلام العالمي الذي يحرّض على المسلمين ويشحن نفوس الناس بكراهية المسلمين.

القوانين المحاربة للإسلام

ومنها الذين يسنون قوانين محاربة الإرهاب، وهي في حقيقتها محاربة الإسلام.

نموذج بيرشينغ وترامب

وأود أن أذكركم إخواني بأن الرئيس الأمريكي غرّد على حسابه على تويتر في 17-8-2017 قائلاً: "أدرس ما فعله الجنرال بيرشينغ من الولايات المتحدة للإرهابيين الذين يتم القبض عليهم. لقد توقف الإرهاب الإسلامي المتطرف بعدها لـ 35 عاماً". كانت هذه تغريدة ترامب يقول: "ادرسوا ما فعله الجنرال بيرشينغ من الولايات المتحدة للإرهابيين الذين يتم القبض عليهم. لقد توقف الإرهاب الإسلامي المتطرف بعدها لخمسة وثلاثين عاماً".

ما قصة الجنرال الأمريكي بيرشينغ الذي يدعو ترامب إلى التعلم منه في القضاء على الإرهاب؟ فأمر بيرشينغ بذبح خنزير في القاعة وتلطيخ رصاص بندقية بشحم هذا الخنزير، ثم إطلاق الرصاص على المسلمين واحداً تلو الآخر أمام باقي رفقائهم، ودفنهم مع أشلاء من الخنزير، مع الإبقاء على مسلم واحد لينشر الخبر بين المسلمين في الفلبين، فيصاب بالذعر ويتوقف عن مقاومة المحتل الأمريكي. هذا هو بيرشينغ الذي يدعو ترامب إلى التعلم منه. قتل نفس العدد 49 مسلماً، وقاتل نيوزيلندا تعلم بالفعل من بيرشينغ.

الحكام العرب

وأذكِّركم أيضاً إخواني بأن هناك حكاماً عرباً طالبوا الدول الأوروبية بالإشراف على المساجد الموجودة في أوروبا لمنع تحوُّلها إلى مراكز للإرهاب.

رسالة للمسلمين في الغرب

ختاماً، رسالة للمسلمين في الغرب: اثبتوا إخواني، واصبروا، ولا تدعوا ذلك يُخيفكم ويبعدكم عن المساجد. "ولا يزالون يُقاتلونكم حتى يردُّوكم عن دينكم إن استطاعوا". أنتم في معركة هوية، هوية إسلامية. إظهاركم لهويتكم الإسلامية واعتزازكم بدينكم جهاد، وعمارة مساجدكم جهاد. ومن يتوفى منكم على هذا الحال فنسأل الله أن يتقبله في الشهداء.

وقد تكون مثل هذه الأحداث داعية لمسلمين بعيدين عن دينهم في أوروبا أن يعتصموا بحبل الله ويشعروا بالتحدي فيظهروا اعتزازهم بدينهم ويتكاتفوا مع إخوانهم المسلمين.

دعاء للشهداء

ونقول ختاماً لأوائل الإخوة الذين قُتلوا: نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبل أبناءكم في الشهداء وأن يجمعكم بهم في الجنة. اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعفُ عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالثلج والماء والبرد. والسلام عليكم.