السلام عليكم أيها الكرام. نشرت قناة اليرموك مقطعًا للدكتور إبراهيم الجرمي، مقدم برنامج الفتاوى في إذاعة حياة FM، والمقطع بعنوان "حول تهنئة أهل الكتاب بمناسباتهم". وأود أن أقف وقفات سريعة مع بعض ما جاء في المقطع.
بدايةً إخواني، أنا المتحدث معكم لدي طلاب وزملاء ومعارف نصارى، وعلاقتي معهم جيدة جدًا على الرغم من عدم مجاملتهم في دينهم. علاقة تقوم على العدل والإحسان والحرص على نفعهم دينًا ودنيا. وقد درست إلى الآن عشرات الطلاب النصارى، والذين أرى منهم احترامًا وتقديرًا حتى بعد تخرجهم. وأرجو من أي طالب ممن تخرج ولديه خلاف ما نقول أن يبينه هنا إن كنت أسأت إليه أو نفرته من ديني يومًا.
والكلام الذي سأقوله هنا هو بدافع المحبة لدين الله ومحبة الخير للنصارى غير المحاربين، أن يهديهم الله ليرافقونا إلى الجنة. كما أنني منشغل عن هذه المواضيع حاليًا برحلة اليقين وغيرها، لكن رأيت كلمة الدكتور إبراهيم تحتاج وقفات منهجية، فالموضوع يتجاوز مسألة تهنئة الكتابيين بأعيادهم. وإني أسأل الله تعالى أن يهدينا والدكتور إبراهيم ومن يستمع هذا الكلام، أن يهدينا جميعًا لما اختلف فيه من الحق بإذنه.
تسمية فقه تحريم التهنئة بـ "المزعوم"
بدايةً، الدكتور إبراهيم يسمي الفقه المحرم لتهنئة النصارى بأعيادهم الدينية "فقه المزعوم صراحة الذي استورد من بيئات غير مناسبة". ونحن نزعم يا دكتور إبراهيم أن تحريم التهنئة بهذه الأعياد ليس مستوردًا، بل هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه بإحسان.
فالنبي خالط اليهود والنصارى ورسلهم وعاش معهم سنين طويلة، وهو من قال الله فيه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. والنبي كما ذكر حضرتك علمنا مكارم الأخلاق، أنت نفسك ذكرت ذلك يا دكتور إبراهيم. فهل كانت تهنئتهم في أعيادهم الدينية من مكارم الأخلاق التي علمنا إياها رسول الله؟
هل ممكن يا دكتور تأتي لنا بحديث واحد أن رسول الله هنأ يهوديًا أو نصرانيًا بعيده الدين؟ حديث واحد، لن أقول لك صحيح، لا، هل حتى عندك ولو حديث ضعيف؟ نحن لا نتكلم عن مسألة حديثة لم يتعرض لها النبي ونحاول أن نستنبط ونستنتج ماذا كان رسول الله سيفعل لو تعرض لمثل ما نتعرض له من وجود أهل الكتاب بيننا. هم ليسوا ناسًا جددًا جاءوا بعد النبي بقرون فلسنا متأكدين كيف كان سيعاملهم، بل خالطهم لسنوات طويلة وما هنأهم بأعيادهم.
الاستدلال بآية "لا ينهاكم الله"
حضرتك يا دكتور استدللت على جواز التهنئة بقول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}. سؤالنا: هل فهم رسول الله من هذه الآية ما فهمته حضرتك أنها تجيز لنا تهنئتهم في مناسبة يزعمون فيها ميلاد الرب أو ابن الرب؟
ولنتذكر أن رسول الله هو القائل: "إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به". ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الغلام اليهودي الذي كان يخدمه إلى الإسلام قبل موته فأسلم، فخرج النبي من عنده وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه بي من النار". إذن لم يجامل الغلام ولم يهنئه بعيده، بل دعاه إلى الدين.
قد يقول قائل: وما أدراك أن النبي ما هنأهم بعيدهم الذي يزعمون ميلاد الرب فيه؟ فنقول له: "شوف سؤالك كيف يجيب عن نفسه، شوف سؤالك كيف يجيب عن نفسه".
موقف الصحابة والفقهاء
طيب بعد النبي، ممكن يا دكتور إبراهيم تأتي لنا حضرتك بأثر واحد عن صحابي أنه هنأ أهل الكتاب بعيدهم؟ وكأنهم ما تصوروا أن يقول قائل بجواز تهنئة ميلاد الرب يومًا من الأيام، تعالى الله عما يقولون.
لاحظ يا دكتور إبراهيم لما جئت لتذكر من يجوز هذه التهنئة ذكرت من يكفي أن نعلم أن بعض المحققين الأكابر لما ذهبوا إلى هذا الرأي، على رأسهم مثلًا الشيخ محمد عبده رحمه الله، مدرسة محمد عبده إجمالًا، شيخنا الكبير الشيخ محمد الغزالي، الشيخ محمود شلتوت، الشيخ الأمة، شيخ العصر، فقيه العصر بامتياز، شيخنا الدكتور يوسف القرضاوي على هذا الرأي.
يعني يا دكتور إبراهيم تتجاوز النبي والصحابة والتابعين وفقهاء المذاهب كلهم، تتجاوز الألف وأربعمائة سنة كلها، وجئت لتستشهد بمحمد عبده والغزالي المعاصر وشلتوت والقرضاوي. من قبيل التركيز إخواني وحتى لا نشط عن النقطة الأصلية، لن أقيم الشخصيات المذكورة ولن أذكر ما لها وما عليها وخطوط منهجيتها العامة. لكن نقطتنا هنا: أليس شيئًا ملفتا للنظر يا دكتور إبراهيم أنك مش لاقي مستند لك في المسألة إلا هؤلاء؟
ومرة أخرى نتكلم عن مسألة موجودة من أيام نبينا عليه الصلاة والسلام. هل هناك يا دكتور مثال أوضح من ذلك على قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور". هل يصح مع هذا كله يا دكتور أن تسمي تحريم التهنئة بأعياد غير المسلمين الدينية "فقه المزعوم صراحة الذي يستورد من بيئات غير مناسبة"؟ فأيهما الفقه المستورد الغريب وأيهما الفقه الأصيل؟ هدانا الله وإياك.
التهنئة والموافقة على العقائد
ثاني نقطة يقول لك الدكتور: "بعض المتفقهة يبنون فتواهم وآراءهم على قضايا موهومة صراحة". يعني من يقول إن من لازم القول عندما أقول لجاري المسيحي الذي يزاملني في العمل أو يجاورني في البيت: "كل عام وأنتم بخير" أو "عيد مبارك" أو "عيد سعيد" إلى غير ذلك من المجاملات الإنسانية، من يقول إن من لوازم ذلك أني موافق على عقائده.
كلامك يا دكتور صحيح لو كان عن تهنئة الكتاب في غير شعائره الدينية. يعني زميل النصراني حصل على شهادة نافعة أقول له: "تهانينا". تزوج أهنئه وأخذ له هدية. اشترى سيارة، شفي من مرض، نعم نهنئه بهذا كله بألفاظ مشروعة لنكسب قلبه لعله يقبل دعوتنا.
لكن لما زميل النصراني يحتفل بميلاد الرب أو ابن الرب، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا، تقول لي تهنئته بهذا الاحتفال ليست موافقة؟ ما هي التهنئة إلا المشاركة والموافقة يا دكتور. قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} هذا من صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان، {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}. فالمؤمن مطلوب منه أن لا يشهد الزور إذا مر به ولا يقف متفرجًا عليه مستمعًا له، فكيف بالتهنئة به؟
لو زميلي المسلم، كمان مش بس النصراني، شرب الخمر وقال سأقيم احتفالًا بمناسبة أني كسرت الحاجز أخيرًا وشربت الخمر، هل يجوز لي أن أهنئه بهذه المناسبة؟ لو قتل أحد نفسًا حرمها الله، هل نهنئه بهذه المناسبة؟ إذا قلت لي كيف تشبه هذا بذلك؟ فأقول لك بل الشرك أشد، أشد من شرب الخمر وقتل النفس.
في الحديث الذي رواه البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك". فنسبة الولد إلى الله تعالى شتم له سبحانه. فهل نهنئ الناس على شتم الله؟ نحن نقول هذا الكلام وإما بدافع الكراهية، بل بدافع المحبة لله ولدينه والغيرة على توحيده سبحانه، وبدافع محبة الخير للناس.
الدعوة إلى الحق ومفاتيح القلوب
ثالثًا يقول الدكتور إبراهيم: "هنا يجب أن نقول إخواني ماذا فعلنا بدعوتهم؟ هل اكتفينا فقط بالحكم عليهم والتشدد والتشنج في عدم المعايدة؟ فأين دعوتهم بالله ما مفتاح الولوج إلى قلب إخواننا النصارى في دعوتهم إلى الحق؟ أما قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} كيف سيقبل منك إذا كلمته بجلافة وكلمته بقسوة؟"
يعني يا دكتور إما أن أعايد النصراني بمناسبة ما يعتقد أنه ولادة الرب أو ابن الرب، وإما أن أكون متشنجًا متشددًا أتكلم بجلافة وبقسوة. ما في قسم ثالث؟ ما في قسم ثالث؟ مش ممكن أكون عادل محسن مقسط مع الكتابيين، أشاركهم في مناسباتهم الاجتماعية وعزيهم في مصائبهم بألفاظ شرعية، أدعوهم إلى الحق بحرص ليشملهم الخير، وفي الوقت ذاته أمتنع عن تهنئتهم بمناسباتهم الدينية التي يعتقدون فيها ولادة ابن الرب؟ عجيب!
والله ترى إخواني حتى عندما كنت طالبًا في أمريكا وبعد أحداث سبتمبر التي أثارت الأحقاد لدى كثير من الأمريكان على المسلمين، إحدى الدكتورات كانت قد هنأتني برمضان وكانت معاملتها معي محترمة جدًا. لما جاء عيدهم قلت لها: "يا فلانة قد تتوقعين مني أن أهنئك لكن ديننا لا يسمح لنا أن نجامل في هذه المسائل، بل نعتبر هذه التهنئة خديعة لك، وأنا أحسن إليك بأن أدعوك إلى الإسلام". ودعوتها، وأسأل الله أن يهديها. وكانوا يحترمون ذلك ويتعاملون معي أفضل مما يتعاملون مع من يجاملهم.
أيهما أحرص على دعوة النصارى؟
رابعًا الدكتور إبراهيم يقول: "ماذا فعلنا بدعوتهم؟ ما المفتاح إلى الولوج إلى قلب إخواننا النصارى في دعوتهم إلى الحق إذا لم نهنئهم؟" سبحان الله! من الأحرص في الواقع على دعوة النصارى يا دكتور؟ الذي يهنئهم أم الذي يوقن بأن الشرك مرض فيحرص على تخليص الناس منه بالدعوة؟
الدكتور ذاكر نايك نعرفه جميعًا، يؤكد دومًا على حرمة تهنئة النصارى بأعيادهم، وهو مع ذلك أكثر من يدعو النصارى إلى الإسلام وأكثر من يسلم النصارى على يديه في هذا الزمان فيما أعلم. وقلت وأعيدها: في مثل هذا الوقت من السنة كنت أدعو شابًا نصرانيًا من أهل الأردن إلى الإسلام وأجيبه عن أسئلته وأسلم بفضل الله تعالى. هل يعقل أن أدعو زميلي أو جاري إلى الإسلام طوال السنة ثم يوم مناسبته الدينية أقول له: "عيد سعيد"؟ يعني أهنئه بالدين الذي أدعوه طوال العام إلى تركه؟ ألن يحس زميلي بأنه عندي انفصام شخصية ورسالتي غير واضحة له حينئذ؟
كنت وأعز أصدقائي في أمريكا نعتقد بحرمة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم ولم نكن نتركهم، بل نقيم كل عام نشاطات "إسلام أورنس ويك" (أسبوع التعريف بالإسلام) وأسلم فيها من أسلم بفضل الله تعالى. أتذكر إحداهن وهي تبكي بعد النطق بالشهادتين، وهذا والله أحب إلينا من رؤيتها سعيدة بمجاملتنا لها على حساب نجاتها وسعادتها في دار الخلود.
من يعيشون معنا من النصارى قد يتعلقون برقابنا يوم القيامة ويقولون لنا: "لماذا لم تدعونا لما فيه نجاتنا؟ لماذا خدعتمونا وجاملتمونا على حساب مصلحتنا؟" "عيد سعيد" ها؟ أي سعادة هذه أيها المسلمون وأنتم تعلمون عاقبة الإخلال بالتوحيد؟
التفرقة بين الزواج والتهنئة
النقطة الخامسة: ذكر الدكتور ما يراه دليلًا على جواز التهنئة بأعياد غير المسلمين الدينية فقال: "طيب ولماذا لا نقول إذن ويجوز كذلك مشاركتها في عبادة بشر من دون الله؟" مع أن الدكتور نفسه يرى بحرمة هذه المشاركة طبعًا. لماذا التفريق؟ وما العلاقة بين السماح بالزواج والتهنئة؟
التعامل مع كلام الأئمة
سادسًا: كيف تعامل الدكتور مع كلام الأئمة ممن نص على التحريم؟ قلنا أن الأئمة الأربعة لم يذكروا المسألة أصلًا، لكن ذكرها مثلًا ابن تيمية. فبماذا رد الدكتور؟ "هذه قضية يعني في ظروف معينة لما أفتى فيها ابن تيمية وكان مشددًا في هذه القضية كان في حالة حرب بين المسلمين وبين الروم بناء على ذلك، أما الآن اشتبكت العلاقات بشكل كبير بشكل وثيق فأصبح هذا يزاملني في العمل وهذا يجاورني في البيت وأصبح هذا مديرًا علي".
وهذا الكلام غريب حقيقة، فابن تيمية ما كان يتكلم عن الروم المحاربين، بل كان يتكلم عن تحريم التهنئة والمشاركة مع أهل الذمة كما في مجموع الفتاوى وكتابه "اقتضاء الصراط المستقيم". لاحظوا إخواني أنا هنا لا أدافع عن رأي ابن تيمية في المسألة أو مدرسة ابن تيمية ولا أنتصر لمذهب معين أو للمدرسة السلفية على حساب مدرسة أخرى. نحن هنا نتكلم عن فعل محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته ومن تبعهم بإحسان، وإنما ذكرت ابن تيمية لأبين أن رد الدكتور إبراهيم عليه ليس صحيحًا.
التشدد المزعوم وكلام ابن القيم
سابعًا: يقول الدكتور إبراهيم: "يضربوا كثيرًا عندما زعموا بأن واحدًا منهم يدعي أنه لو فعل الإنسان منكرات كلها أهون من تهنئة النصارى بدينهم". هذا التشدد الذي ليس في موضعه حسب رأيك يا دكتور هو كلام ابن القيم، وقد كان من أرق الناس قلبًا وأحرصهم فيما نحسبه على هداية البشرية.
هذا كلام ابن القيم في كتابه "أحكام أهل الذمة". قال ابن القيم: "أما تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق، وذلك مثل أن يهنئهم بأعيادهم فيقول: عيدك مبارك أو تهنأ بهذا العيد، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، فمن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه". انتهى كلام ابن القيم.
مرة أخرى ليست نقطتنا هنا أن نقول: الدكتور إبراهيم كيف تخالف ابن القيم؟ لا لا، إنما نقطتنا أن الكلام الذي رآه الدكتور تشددًا في غير موضعه هو كلام إمام معروف حشد الأدلة عليه وعلى أنه اتفاق العلماء في كتابه "أحكام أهل الذمة"، فلا ينبغي أن نقلل من شأن هذا الكلام بوصفه بالتشدد بل نناقشه.
هذه سبع مناقشات سريعة لكلام الدكتور إبراهيم. وهذا كله إخواني ونحن لم نذكر أصل هذا الاحتفال تاريخيًا وأنه بمناسبة وثنية كان الناس فيها يغنون ويتعرون ويزنون ويتحللون من كل القوانين. ونشرنا لكم مقطع القس المشهور بات روبرتسون الذي يؤكد فيه ذلك. وهذا كله فيما يتعلق بالتهنئة، فكيف بالمشاركة التي هي بلا شك أوضح حرمة، والدكتور إبراهيم لا يخالف في حرمتها بالمناسبة.
نقول ختامًا: أعظم البر والإحسان والخلق الطيب مع من يحسن إليك من معارفك النصارى هو أن تدعوهم إلى ما به نجاتهم، بينما الجفوة والقسوة أن تخالطهم الأيام والسنوات وتتركهم للضياع وفي يدك الدواء الذي يحتاجونه، بل وتجاملهم على حساب سعادتهم في دار الخلود. نسأل الله أن يهدينا جميعًا لما يحب ويرضى وأن يعيننا على دعوة أهل الكتاب الذين بيننا إلى الحق حتى يسلموا فيشملهم قول الله: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ}. والسلام عليكم ورحمة الله.