→ عودة إلى مرئيات

هل " حسن نصر الله " شهيد ؟!

٨ أكتوبر ٢٠٢٤
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم.

مقدمة: حول وصف حسن نصر الله بالشهيد

بما أن موضوع حسن نصر الله عاد إلى السطح بعد تصريحات بعض القياديين في المقاومة، فنود أن نقول بغض النظر عن أسباب هؤلاء القياديين لوصف حسن نصر الله بالشهيد وبأنه صاحب مواقف مشرفة، فإن الواجب علينا أن نبين للناس أنه لا يصح تسمية حسن نصر الله بالشهيد في حال من الأحوال.

فهو إمام ضلالة في العقيدة، وإمام حرابة ضد المسلمين، وذراع للمشروع الصفوي الذي أذاق المسلمين الويلات ولا يزال، ومات حسن نصر الله على ذلك.

مفهوم الشهادة في الإسلام: دروس من السنة النبوية

في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن فتح خيبر: أن عبداً يقال له مدعم جاءه سهم وهو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي، فقال الناس: هنيئاً له الشهادة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً".

يعني هذا الرجل أخذ ثوباً قبل أن تُقسم الغنائم على المسلمين، وهذا من الغلول المحرم. فالرسول عليه الصلاة والسلام أخبر أنه لأجل ذلك تشتعل عليه هذه الشملة ناراً. فجاء رجل بشراك أو بشراكين، يعني جزء من نعل يلبس في القدم، فقال: هذا شيء كنت أصبت. فقال رسول الله: "شراك أو شراكان من نار".

فهذا يا إخواني في من غل ثوباً أو جزءاً من نعل، فكيف بمن قتل المسلمين في سوريا وفتك بهم وغصب أرضهم ومكن من تعذيبهم وانتهاك أعراضهم؟!

تحريف المصطلحات الشرعية وخطورة حصر الولاء والبراء

من الخطير جداً يا كرام أن يُحصر الولاء والبراء في فلسطين، فدم المسلم السوري والعراقي واليمني كدم المسلم الفلسطيني سواء بسواء، فالمسلمون تتكافأ دماؤهم. وإذا أصبحنا نمجد من يدعي مناصرة فلسطين بحق أو بباطل، ولو كان كافراً أصلياً أو رأساً في ضلالة، وإذا أصبحت شيرين أبو عاقلة شهيدة وحسن نصر الله شهيداً وقاسم سليماني شهيداً، فهل هذا هو الإسلام الذي الولاء فيه على التوحيد والأخوة في الله بين المسلمين أجمعين؟!

أقول هذا وأنا من فلسطين، ولنا في ذكريات وأملاك مسلوبة وأخرى مملوكة لا نستطيع إليها وصولاً، ولي في فلسطين عامة أقربائي الذين أحن إليهم ولا أستطيع أن أزورهم.

تقييم مواقف حسن نصر الله وحزبه في الصراع

كما أنه من الخطأ أن تُمجّد مواقف حسن نصر الله وحزبه، وواقع الأمر أنهم خذلوا طوفان الأقصى وبقوا يراوحون مكانهم عاماً كاملاً، ويكتفون بالتصريحات والتهديدات وتحركات لا تحدث في الصهاينة نكاية حقيقية، ولم يدخلوا بثقل في المعركة إلى أن فتك بهم في عقر دارهم في حادثة الإليجرا، ثم قتلت قياداتهم المخترقة، ثم لما أرادوا أن ينتقموا لأنفسهم كان الوقت قد فات وضربوا في مقتل، فجبنوا عن الدخول في المعترك من أوله حتى أتى الدور عليهم، وليس هذا من البطولة في شيء.

فإذا كان موقفهم أقل خزياً وخيانة من مواقف الزعماء، فهذا لا يعني أنه موقف مشرف. الموقف البطولي المشرف هو القتال في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا، هذا هو الجهاد المقبول الذي يُعد من توفي فيه شهيداً حقاً. ولو أن مسلماً سنياً قاتل لغير هذا فليس قتاله جهاداً معتبراً، فكيف بحزب إيران في لبنان والذي قاتل في سوريا لتكون كلمة المشروع الإيراني وذيله هي العليا؟! فلا هو في سبيل الله ولا قتلاه شهداء.

الرد على الشبهات وتأكيد واجب المناصرة

ونحن هنا يا كرام لا نريد أن نوجه التركيز إلى تصريحات قيادة المقاومة، فمن أوجب الواجبات علينا بيان وجوب مناصرة المحاربين لأعداء الله، لكن نقول باختصار: لسنا ممن يغلق أبواب السياسة الشرعية، ولسنا في معزل عن الواقع، ولا ننكر أن المسلم قد يشكر من يساعده بغض النظر عن دوافع هذه المساعدة، لكن لا يصح فتح الباب لتحريف المصطلحات الشرعية ومفهوم الشهادة في سبيل الله، ولا التلبيس على الناس في أمر دينهم وهم ملبس عليهم أصلاً.

ونعلم أنه سيطلع عليه أصحاب الأسطوانة المشروخة المبتذلة القائلون: وماذا فعلتم أنتم؟ فعلنا أننا لم نتورط في دماء المسلمين في سوريا ولا في غيرها، وفعلنا أننا ناصرنا إخواننا في غزة ومقاومتها بما نستطيع على ما فينا من تكبيل وتضييق، وإذا قصرنا فنسأل الله تعالى أن يجبر نقصنا ويعيننا على نصرتهم نصرة يرضى بها عنا.

والمهم جداً أن يُعلم بعد هذا أن هذه التصريحات وإن كنا ننكرها فإنها لا تبرر لنا القعود عن نصرة إخواننا في غزة ولبنان وفي كل مكان، ولا يحق لعبيد السلاطين أن يفرحوا بها بهذه التصريحات ويبرروا بها تآمر أسيادهم وموالاتهم لأعداء الله. الخطأ لا نقره، لكن يبقى لإخواننا في كل البلاد علينا حق المناصرة.

والسلام عليكم ورحمة الله.