هل سنصلي في الأقصى قريباً؟
السلام عليكم ورحمة الله أيها الكرام.
وجوه الخير وسنن النصر
فيما حصل في الأيام الماضية وجوهٌ من الخير، ومع ذلك فإذا أرادت الأمة النصر فله سننٌ لا يمكن تجاوزها. "تفائلوا بالخير تجدوه" ليس حديثًا ولا حتى قاعدةً صحيحة، بل الصحيح: "اعملوا للخير تجدوه".
أما أن نكون ضعفاء في الأخذ بالأسباب ثم نكتفي بمشاهدة الأحداث دون سعيٍ جاد للتأثير فيها، ومع ذلك يبشر بعضنا بعضاً باقتراب النصر، فهذا تواكل مذموم وتقصير، لا حسن ظن بالله كما يظن البعض. والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.
خطر التأميل دون عمل
وقد جربنا من قبل أن الذين يتأملون دون عمل ينتكسون نفسياً فيما بعد، ويشكون في وعد الله. أقول هذا لما أراه من حالة التأميل والتعليق بمواعيد قريبة والتي تسود عند كثيرين حتى على مستوى بعض الدعاة، ونظن أنها ستأتي بالنصر لأمة كاملة لم تنصر دين الله كما ينبغي. النصر لابد من التذكير بهذه المعاني قبل أن يقول قائل: "لماذا لم يحصل ما كنا نرجو؟" قل: "هو من عند أنفسكم".
معنى الصلاة في الأقصى قريباً
هل يعني هذا أننا لن نصلي في المسجد الأقصى قريباً؟ بل هذا يعني أن لا ننتظر من يقول لنا: "ها قد حررنا لكم الأقصى، تعالوا فصلوا فيه". هذا يعني أن لا نكون في دور المشاهد من بعيد، بل نتلمس الطريق لنصرة دين الله بما نستطيع. فكما قيل: نصر الله قريب، لكن نحن الذين نقترب منه أو نبتعد عنه. "إن رحمة الله قريب من المحسنين".
معادلة النصر
والمعادلة واضحة: "إن تنصروا الله ينصركم". لذلك فبدل أن نقول: "اللهم نصرك الذي وعدت"، نقول: "اللهم أعنا على طاعتك لنستحق نصرك". والله يبارك حينئذٍ، ويهيئ الأسباب، ويُعِزُّنا ويرفعُنا، وآخر همِّنا حينئذٍ قوَّة أعدائنا وتفوقهم، فالله يمكُر بهم ويُبطِل كيدَهم. ولسنا حينئذٍ ممن يستبعد النصر ويرى تأخُّره إلى كذا وكذا من الأزمنة الطويلة.
دعوة للشباب والعمل الفردي
هناك من الشباب من بدأ يستقيم بعد هذه الأحداث أو على وشك أن يتوب لأنه أحس بقرب الفرج، لكنه يكسل ويعود إلى ما كان عليه إذا أحس أن النصر له سننه وأسبابه التي عليه الأخذ بها وبذل الجهد لها. فنقول له: "وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ". ونقول له: "وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ".
فتعال، أقبل ولا تتولَّى، واجعل توبتَك من أسباب النصر الذي سيأذن الله به يوماً، والمفاصلة بين الحق وأهله والباطل وأهله، ونصرة المستضعفين بما نستطيع وبنفس طويل وعزم وهمة عالية. أن يكون لك مشروع تخدم به دينك.
كيف تبدأ؟
طيب كيف؟ من أين أبدأ؟ هل أستطيع؟ والله إخواني أرى بنفسي كيف يمكن التأثير بشكلٍ كبير في محبة الناس لربهم وتعظيمهم له واعتزازهم بدينهم، وهذا بداية الطريق. نرى من الله بركةً في هذا كله. بداية هذا كله أن يُقذف في قلبك الهم لدينك، اليقظة التي لا غفلة بعدها. تجاهد نفسك وأهواءك، والله يبصرك بالطرق الموصلة. "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ".
الخلاصة
الخلاصة: سؤال "هل سنصلي في الأقصى قريباً؟" ليس سؤالاً عن معلومة لا دور لنا فيها، مثل متى سيمر نيزك من السماء مثلاً، بل نحن جزء من الجواب.
والسلام عليكم ورحمة الله.