→ عودة إلى مرئيات

هل صخرة بيت المقدس معلقة؟

٢٠ نوفمبر ٢٠١٩
النص الكامل للمقطع

هل صخرة بيت المقدس معلقة؟

السلام عليكم يا كرام، مساكم الله بالخير.

قالت لي ابنتي اليوم أنهم تعلموا أن هناك صخرة في بيت المقدس حاولت اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم فبقيت معلقة في الهواء. إخواني، هذه القصة منتشرة وهي من الباطل والخرافات.

لو رجعتم إلى موقع الإسلام سؤال وجواب الذي أنصح به دائماً، وكتبتم نفس عنوان هذا المقطع: "هل صخرة بيت المقدس معلقة في الهواء؟" ستجدون جواباً شافياً كافياً أن هذا لا يصح وهو خلاف الواقع المشهود، فإنها متصلة بجبل وليست معلقة في الهواء. ويذكرون أنها موجودة بالأسباب الكونية المعروفة لدينا.

وأن الله عز وجل بلا شك قادر على أن يعلق صخرة في الهواء، فكل ما في الأرض والسماء هو موجود في مكانه بقدرته سبحانه وتعالى. وهو القائل: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ} [الأعراف: 171]. فهو قادر تعالى على أن يفعل ذلك، لكن هذه الصخرة ليست معلقة في الهواء.

نفس الشيء لو ذهبت إلى موقع إسلام ويب، يذكرون فيه كلام ابن القيم كيف قال: "وكل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى". وينقلون كلام المفسر الألوسي رحمه الله كيف أن الناس تناقلوا في ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام صعد إلى السماء أثناء صعوده، وهناك آثار أقدامه.

خطر نشر الخرافات على الأجيال

المدرسون والمدرسات، اتقوا الله في أبنائنا. نرجوكم أن تتحققوا قبل أن تنقلوا هذه الأشياء إلى الأطفال. يكفي أننا نحن جيلنا توارثنا أو ورثنا كثيراً من هذه القصص من المدارس. لقد آن الأوان ألا نورث مثلها لأبنائنا. يجب أن تنقطع هذه السلسلة التي لا أدري متى ستنقطع، والله المستعان.

خاصة يا كرام أن الولد إذا تعود أنه سمع عن خبر خارق للعادة ثم تبين له بطلانه، فإنه يشك في الأخبار الخارقة للعادة جملة وتفصيلاً، ما صح منها وما كان باطلاً. يعني الولد لما يقال له صخرة ولحقت بالنبي، والنبي عليه الصلاة والسلام استمر في معراجه، لكن الصخرة بقيت بقدرة الله معلقة في الهواء. ثم يكبر الولد ويكتشف أن الصخرة ليست معلقة.

المشكلة أن هذا الخبر بالنسبة له صار مسموماً، يعني قصة الإسراء والمعراج صار فيها إيش؟ غلط. إيش الغلط؟ الخوف أن يترك القصة جملة وتفصيلاً ويستخف ويستهزئ بالغيبيات وخوارق العادات جملة وتفصيلاً. لذلك لا، حادثة الإسراء والمعراج طبعاً هي حادثة حق وصدق، أما قصة الصخرة فليست حقاً ولا صدقاً. فلنتق الله عز وجل في أبنائنا ولنتحقق قبل أن ننشر. والسلام عليكم ورحمة الله.