→ عودة إلى مرئيات

هل نقول (الإسلام دين السلام) في حوار غير المسلمين؟

١٩ أبريل ٢٠١٩
النص الكامل للمقطع

هل نقول (الإسلام دين السلام) في حوار غير المسلمين؟

السلام عليكم.

مقدمة: جدلية وصف الإسلام بدين السلام

كثيراً ما نسمع المسلمين يقولون: "الإسلام دين السلام"، خاصة في الغرب عندما يحاول المسلمون الدفاع عن دينهم أمام أصحاب الأديان الأخرى. يقولون: "Islam is a religion of peace" (الإسلام دين سلام).

يرد عليهم غير المسلمين: "كيف تقولون إن الإسلام دين السلام وعندكم هذه الآية وتلك الآية في القرآن تقول: (وقاتلوهم)؟" هنا يظهر المسلمون وكأنهم يخادعون الآخرين ويحاولون أن يخبئوا شيئاً من دينهم، وقد تراهم يدخلون مع الآخرين في نقاشات أنه "وأنتم أيضاً عندكم في كتبكم قتل وقتال".

إخواني، ليس هناك شيء نستحي منه في ديننا، بل علينا أن نكون واضحين، فاهمين لحقيقة ديننا أولاً، معتزين به، ثم سنكون قادرين على مفاخرة العالم كله به دون خجل ولا مواربة.

لماذا لا يصح وصف الإسلام بدين السلام بإطلاق؟

عندما تريد أن تقول: "الإسلام دين القيمة الفلانية"، فيجب أن تكون هذه القيمة حاضرة في كل تعاليم الإسلام، لا تخالفها آية واحدة ولا حديث واحد. لذلك إذا أردنا أن نلخص الإسلام في عبارة، فليس من الصحيح أن نقول إنه دين السلام، لأن الإسلام يأمر بالحرب بالفعل في بعض المواطن.

القيمتان الأساسيتان في الإسلام: الحق والعدل

لكن الصحيح أن نقول ونعلن للناس أن الإسلام دين الحق والعدل... الحق والعدل. هاتان القيمتان تسريان في كل تعاليم الإسلام، في كل آياته وكل أحاديثه وتشريعاته. لا يمكن أبداً أن ترى آية واحدة تأمر بالباطل الذي هو ضد الحق، أو آية واحدة تأمر بالظلم الذي هو ضد العدل... لا يمكن.

الحق والعدل هما القيمتان اللتان يلتزم بهما الإسلام في جميع شرائعه بلا استثناء.

أدلة قرآنية على قيمتي الحق والعدل

قال الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ)

وقال تعالى: (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)

وقال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)

فالإسلام دين الحق والعدل، هاتان هما القيمتان المنطبقتان في كل تعاليمه. أما السلام، فقد تكون مسالمة الكفار في بعض المواطن باطلاً وظلماً، ويكون من الحق والعدل مجاهدتهم.

قيم أخرى لا يصح إطلاقها على الإسلام

كذلك أيضاً الحرية. لا يصح أن يقال إن الإسلام دين الحرية. سيقال: "إن كان دين الحرية فلماذا لا تقبلون بحرية الشذوذ مثلاً؟" بل نقول: هناك حريات هي باطل وظلم لا يقر بها الإسلام.

ولا يقال: "الإسلام دين المساواة" هكذا بإطلاق. سيقال: "إن كان دين المساواة فلماذا لا تساوون بين المرأة والرجل في كل شيء من الأدوار الاجتماعية والحقوق والواجبات؟" بل نقول: من المساواة ما هو باطل وظلم.