→ عودة إلى مرئيات

وعي ونقاء منهج! كلمة مميزة لأحمد سمير-حركة أحرار في ميدان سفنكس

٣ أغسطس ٢٠١٣
النص الكامل للمقطع

وعي ونقاء منهج!

الحرية هي أن تخرج من المسارات المرسومة. أوعى تظن أن المشي في المسارات المرسومة، سواء كان مسار أو اثنين أو ثلاثة، هيجيب لك حرية. أوعى تظن أن اللعب من داخل قواعد اللعبة هيجيب لك حرية. الثورة أصلاً لا تقوم إلا لكي تغير قواعد اللعبة. نحن لن نرضى أصلاً بقواعد اللعبة الموضوعة، نحن لن نعمل من داخل المصيدة، لن نعمل من داخل الصندوق الأمريكي ولا من داخل الصندوق العسكري.

احنا ما ينفعش بعد ما أخدنا درس كبير جداً، المفروض يكون كل واحد وعاه من أول الثورة، ما ينفعش تاني نرجع نمشي في المسارات اللي بيرسمها لنا النظام اللي احنا بنخرج عليه. يعني إيه تفهمني أن سقوط حكم العسكر يكون برجوع الدستور اللي حطه العسكر؟ إزاي أنا أقتنع بحاجة زي كده؟ إزاي تفهمني أن أنا لو مشيت على المسار الأمريكي أو على اللي هتحدده أمريكا، مين اللي هينتصر في النهاية؟ إذا أنا مشيت على الخيار الأمريكي أبقى كده أنا وصلت للحرية؟ إزاي أنا أقتنع بحاجة زي كده؟

إيه اللي مخوفنا أن احنا نخرج بره اللعبة خالص؟ اللي مخوفنا أن احنا نخرج بره الصندوق؟ أنا عايز أقول لكم حاجة مهمة جداً، والكلام ده كل واحد هنا عارفه. لو جيت تبص على حال الميادين وحال الثورات هتلاقي ليها نوعين مالهاش تالت. النوع الأولاني هو -يعني أنا ما أقصدش حد بس هي دي عقلية ومنهج عند البعض- في نوع بيعتبر أن الحرية هي أن تحسن شروط العبودية، وفي نوع عارف أن الحرية هي أن تهدم أركان العبودية بالكامل.

رفض تحسين شروط العبودية

احنا مش عايزين نحسن شروط العبودية خالص، احنا عايزين نهدم أصول وأركان العبودية بالكامل. احنا مش عايزين نستعبد ولو بنسبة واحد أو 2%. احنا ما ينفعش نتص على الدماء عشان نرجع تاني ونقعد على طاولة المفاوضات تاني ونقعد نحسب كم دولة اعترفت بالانقلاب، كم دولة ما اعترفت، مستنيين أوباما قال إيه، أمريكا قالت إيه. ما تولع أمريكا يا عم! ما تولع أمريكا!

أكثر من الأعداد الموجودة في الشوارع دي إيه؟ احنا كده كده بنقدم دماء، كده كده الناس بتموت صح؟ وناس بتعتقل وناس مطاردة في الشوارع. طب أكثر من كده إيه؟ ما تعلن كلمة الحق! احنا خايفين من حد؟ الحق واضح. احنا ما بنتكسف لا من الثورة ومن قبل ذلك ما بتتكسفش من ديننا اللي قال عليه الدين صح؟ صح ولا يمكن الدين هيتعارض أبداً مع أصول الحرية، لا يمكن الدين يتعارض مع أصول الحق.

قوة إعلان الحق

احنا بنعلن، وأوعى تستهون بالإعلان ده. الإعلان ده بيهدم حضارات والله، بيهدم دول والله العظيم يهدم حضارات كاملة اللي احنا هنقوله حالاً: الشرعية ستظل للمبدأ، الشرعية للحق، الشرعية للمنهج. الشرعية عمرها ما بتيجي بالملايين لا في الشوارع ولا في الصناديق. ولو مليون، لو مليون واحد، لو 2 مليون واحد، لو الشعب المصري كله توافق على الباطل وفضلنا احنا بس نقول حق، هنقول الحق ولو متنا عليه فكفى به شرفاً.

النبي صلى الله عليه وسلم هو اللي علمنا كده. النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى حاكم جائر فأمره فنهاه فقتله". الراجل ده ما عملش حاجة غير أن هو أعلى قيمة المنهج. ممكن يكون هو والحاكم بس جوه أوضة مقفولة، بس هو آثر أن المنهج ده يعلى على حياته فأصبح سيد الشهداء.

احنا الفكرة مش أن احنا أجسادنا تنتصر، مش دي الفكرة. الإسلام لا يعرف أبداً صراع البقاء، لا بقاء الأشخاص ولا بقاء الدين. الدين محفوظ صح؟ والأشخاص في النبي صلى الله عليه وسلم وعد أن الأمة دي لن تستأصل أبداً، وده وعد الله لنبيه فما تخافش. ما تجيش أنت يجي الشيطان يقول لك: "أصل أنا لو مت ما فيش حد هيعبد ربنا بقى، فأنا لازم أعيش". لا خالص. أعلن الحق ولو كلنا في الشوارع. اعلم أن دمائك دي سيسقى بها الإسلام في أرض أخرى، سيسقى بها الإسلام في أرض أخرى، ستسقى بها الحرية في أرض أخرى، سيسقى بها الحق في أرض أخرى.

الثورة والإسلام وجهان لعملة واحدة

وعلى فكرة احنا لما بنتكلم باسم الثورة، لما بنقول ثورة أو لما بنقول إسلام، احنا أصلاً ما عندناش شيزوفرينيا، يعني ما عندناش انفصام بين الثورة والإسلام. فإذا رفعنا شعار الثورة فقد رفعناه من أجل الإسلام، وإذا رفعنا شعار الإسلام فقد رفعنا شعار الثورة. ده يكون كلام واضح. ما عندناش استعداد نتنازل أبداً ولا هنقول الكلام اللي يعجب الناس خالص، وإن شاء الله ما حد عجبه حاجة خالص أبداً. ما حدش يزعل مني أنا، أنا بتكلم بحرقة والله.

احنا مش هنقعد نقول كلام نكسب بيه حد. احنا مبادئنا. اللي عايز يعرف حركة أحرار، حركة أحرار هي بوستات، حركة أحرار هي بيانات، حركة أحرار هي شعارات، حركة أحرار هي هتافات. حركة أحرار هو الكلام اللي احنا بنقوله دلوقتي، هو اللي احنا عندنا استعداد نقابل بيه ربنا سبحانه وتعالى. ما عندناش استعداد نقابل ربنا بأي شعار يخالف دينه ولا يخالف منهجه أبداً. ما عندناش استعداد خالص.

عشان في بعض الكلام اتقال أن أحرار بتنسق مع كذا أو أحرار بتقول الكلام ده عشان تكسب فئات أخرى. احنا مش عايزين نكسب حد خالص خالص. اللي عايز يجي يجي على راية الحق. أي حد عنده مشكلة مع الثورة، عنده إشكال نفسي مع الإسلام يتفضل. احنا ما طلبنا من حد يجي، واحنا عارفين أن ربنا سبحانه وتعالى ظهيرنا. على فكرة الكلام ده الكلام ده مكلف، وفي ناس كتير بتيجي تقول لنا: "طب انحازوا لحد، أنتوا كده العسكر هياكلكم". وكان لسان حال الناس دول أن أهون ما نستعين به ربنا عياذاً بالله. احنا يكفي أن ربنا سبحانه وتعالى يكون في ضهرنا بس، مش عايزين حاجة تاني. كفى أن يكون الله عز وجل نصيرنا.

النصر من عند الله

وعلى فكرة عمر الحق ما بينتصر بالأعداد. الحق بينتصر بقوته عشان هو حق وعشان ربنا وعد أنه هينصر الحق. ربنا سبحانه وتعالى قال: "إن تنصروا الله" لازم تنصر ربنا الأول عشان تنتظر نصره بعد كده. آخر معنى نفسي الناس هنا تعرفه، وأنا عارف الناس عارفاه بس أنا هاكد عليه من باب التذكرة بس.

ربنا سبحانه وتعالى على فكرة ما كلفنا بالانتصار وما كلفنا أن الإسلام يتمكن وما كلفنا أن احنا نستخلف. مش هيجي يقول لك: "أنت استخلفت ليه وأنت ما انتصرت ليه والإسلام ما تمكنش ليه؟" ربنا سبحانه وتعالى هيجي يسألك: "أنت عملت إيه في سبيل الانتصار؟ عملت إيه في سبيل التمكين؟" التمكين هو وعد ربنا. إن مشيت على طريق ربنا فأنت دايماً تكون مهتم، تكون مهتم دايماً، مهتم دايماً أنك ماشي على الطريق الصح. ما تخليش اهتمامك أنك لازم تنتصر.

عارفين الاهتمام بالغايات، الاهتمام بالـ "أنا لازم أنتصر"، الاهتمام بالـ "أنا لازم أتمكن" ده خلى ناس كتير جداً تفرط في المنهج، خلى ناس كتير جداً تفرط في الوسيلة. رغم أن التمكين ده وعد ربنا، ده الشيء اللي ربنا تكفل بيه. أما العمل من أجل التمكين، العمل وفق منهج ربنا، وفق المبادئ، وفق الحق، ده الشيء اللي ربنا كلفك بيه. فأوعى تنشغل بالشيء اللي ربنا تكفل بيه وتنسى الشيء اللي هو كلفك بيه.