مقدمة: ردود أفعال المسلمين على أحداث نيوزيلندا
السلام عليكم. رأينا إخواني في الأيام الماضية ردود أفعال المسلمين على جريمة قتل إخوانهم المصلين في مسجدين بنيوزيلندا. قد يقول القائل: ما هي ردود الأفعال؟ مجرد تعاطف وكلام ودعاء وهذا لا ينفع.
لا يا إخواني، قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئًا". ولا شك أن تعاطفك مع إخوانك من المعروف، وغضبك ممن يعتدي عليهم من المعروف، ودعاءك لهم من المعروف. هذا لا يكفي نعم، ولكنه بداية خير بإذن الله.
مثل هذه الأحداث توقظ الحس الإسلامي لدى الكثيرين. وقد رأينا نماذج من أناس قالوا: "سأترك معصيتي من اليوم، سألتزم بصلاتي من اليوم" بعد أن رأوا ما حدث لإخوانهم. وهذا خير ودلالة حياة في الأمة المحمدية والحمد لله.
أعرف شخصيًا عائلة في أمريكا من أصول مصرية، وهذه العائلة فيها ثلاث فتيات غير محجبات. عندما رأين الحملة العالمية على أفغانستان عام 2001، أحسسن أن الإسلام نفسه مستهدف، فالأخوات الثلاثة تحجبن وانتقبن وأصبحن من الداعيات، وحسن التزامهن جدًا بفضل الله حتى يومنا هذا فيما نحسبهن والله حسيبهن.
الأمة الواحدة: مفاهيم يجب إحياؤها
مع إخوانهم المسلمين في نيوزيلندا، انظر ماذا يفعل المجرمون بإخوانك. تعالَ يا ابني وتذكر أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
تذكر أن الله عز وجل قال: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}. هذه المعاني يراد طمسها في الجيل الصاعد، هذه المعاني يراد تغييبها والحديث عن الوطن والمواطنة والحدود المرسومة من قبل المحتل المستعمر المستخرب لبلاد المسلمين، وينسون مفاهيم الأمة الواحدة.
لا تذكر ابنك قال الله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}. تذكر ابنك أنه ينتمي ويعتز بهويته الإسلامية لأن الله عز وجل قال: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ}. هذه تسمية التي أرتضيها، أنا أنتمي إلى أمة إسلامية وأتعاطف مع إخواني ولا أفرق بين أخي المسلم في نيوزيلندا وفي الصين وفي الهند وفي أنحاء الأرض كلها.
دعاء وختام
فعلينا أن نستغل مثل هذه الأحداث لإحياء هذه المعاني العظيمة. ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتغمد المسلمين الذين قتلوا برحمته، وأن ينتقم من الظالمين، وأن يعزنا بالإسلام ويعز الإسلام بنا. والسلام عليكم.