أغلقوا مخيم الزعتري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
نوجه هذه الكلمة إلى الشعب الأردني بداية، ونخاطبهم باللغة التي يفهمونها، بلغة قال الله وقال رسوله. وإن كانت المفوضية بعد ذلك لا تفهم هذه اللغة فنخاطبها بلغتها.
المنطلقات الإسلامية في التعامل مع اللاجئين
أما بلغتنا ومنطلقاتنا فنقول: قال الله عز وجل: "وإن هذه أمتكم أمة واحدة". وبالتالي فأخونا السوري له نصيب وله حق في تراب الأردن وماء الأردن وخيرات الأردن كابن هذا البلد. "وإن هذه أمتكم أمة واحدة".
وقال الله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة". والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد". وقال: "المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم". والحديث الذي نعرفه جميعاً: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن من بات شبعاناً وجاره جائع".
هؤلاء نزلوا ضيوفاً علينا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".
مخيم الزعتري: وصمة عار
إذن باللغة التي نفهمها، هذا المخيم وصمة عار في جبين كل واحد فينا. وصمة عار في جبين كل واحد فينا. نتذكر عندما كنا نحضر الوثائقيات عن الاحتلال الإيطالي في ليبيا ووثائقية عمر المختار، عندما كان يوثق بصور رأسية للمخيمات التي أقامها الاحتلال الإيطالي في الصحراء والخيم المنتشرة، كنا نستبشع هذا الاحتلال الهمجي الإجرامي الذي كان يزج بالناس في هذه المعتقلات الكبيرة.
بل هناك عوائل موجودة أصلاً في هذه المنطقة، لا نرتضي هذه المنطقة (الزعتري) لا لإخواننا الذين يقتلون أصلاً في هذه المنطقة ولا لإخواننا النازحين.
أسوة الأنصار والمهاجرين
عندما هاجر المهاجرون إلى المدينة، جاء الأنصار فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقسم النخل بيننا وبين إخواننا". هم يطلبون من النبي عليه الصلاة والسلام أن يقسم ثرواتهم بين المهاجرين. فقال: "لا". فالأنصار أنفسهم قالوا للمهاجرين: "تشاركوننا في العمل ونشارككم في الثمرة". بأي طريقة أبدوا مصل الخير لإخوانهم. والمهاجرين تقاسموا الثروات، يحاولون أن يقسموا الثروات بالنصف.
نحن نطالب بأن كل واحد يقسم ثروته بالنصف مع إخوانه السوريين، على الأقل ينتقلون إلى منطقة فيها مقومات الحياة الإنسانية البسيطة. وإلا إذا حصل معنا كما حصل مع إخواننا في سوريا، فلا ننتظر أن يجيرنا الله عز وجل.
نقد الازدواجية الدولية ومطلب الإغلاق
نقول بلغتكم وبمنطلقاتكم وبقوانينكم، هذا المخيم لا يحقق أدنى مستلزمات العرف الدولي والقوانين الدولية. وبالتالي لماذا هذه الازدواجية؟ لماذا هذه الازدواجية؟ لماذا عندما يكون الأمر متعلقاً بشعوب مسلمة وأناس مضطهدين معذبين مشردين، لا نرى الأعراف الدولية هذه ولا المجتمع الدولي يحرك ساكناً؟
وبالتالي مطلبنا واضح بسيط قابل للتنفيذ الفوري: إغلاق هذا المخيم بالكلية وطيه في كتمان النسيان وكأنه لم يكن، ونقل اللاجئين السوريين إلى أماكن لائقة. ونحن نعلم أن الشعب الأردني الكريم المعطاء على أتم الاستعداد أن ينفق من جيبه ومن مقدراته ومن خيراته لفتح مكان يليق.
وأنا سأكون المتبرع بإذن الله، وإخواني الموجودين أنا أقطع بأنه ليس هناك إلا كل واحد مستعد أن يتبرع لفتح مكان لائق. والله تعالى على ما أقول شهيد.