→ عودة إلى مرئيات

إلى من يفرح بقتل المعتصمين بمصر

١٤ أغسطس ٢٠١٣
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم، هذه الكلمة موجهة إلى من يُعلِن أنه رضي بالله ربًّا وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم رسولًا، ثم يفرح بقتل المسلمين أثناء فض الاعتصامات بمصر.

عواقب الفرح بقتل المسلمين

أقول لك: صحَّ عمَّن تؤمن به رسولًا أنه قال: "إذا عُمِلت الخطيئة في الأرض، كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها". فأنت برضاك عما يحصل للمسلمين على أيدي الجيش والداخلية شريك في جريمة القتل.

وإذا كنت سعيدًا بهذا الذي يحصل، فاسمع ماذا يقول عنك من آمنت به رسولًا صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل مؤمنًا فاغتبط بقتله، لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا".

دل هذا على أن الذي يغتبط أي يسر ويفرح بقتل مؤمن، فإنه قد اقترف بفرحه جريمة أخرى غير جريمة القتل نفسه. والجزاء أن لا يقبل الله منك صرفًا ولا عدلًا، أي فريضة ولا نافلة، أو توبة ولا فدية يوم القيامة. هذا كله في حق مسلم واحد، فكيف بالمئات الذين يقتلون والآلاف الذين يجرحون؟

دوافع المعتصمين وأفعال الجيش

لم تعد المسألة عودة مرسي، بل القاسم المشترك بين كثير من المسلمين الذين يقتلون في الميادين الآن هو أنهم رأوا دينهم مهددًا من العسكر. العسكر الذين حالفوا الفلول والكنسيين، وأطلقوا البلطجية ليعتدوا على المسلمين وينتهكوا حرمات المساجد، وأطلقوا عسكريين صليبيين يقتلون إخوانك ثم يرسمون الصليب على صدورهم، وتعاونوا مع اليهود ليحلقوا فوق سيناء ويقتنصوا من شاء من المسلمين كأنهم صيد مباح.

تحذير من خذلان الدين

فلا تدع خصومتك مع الإخوان أو السلفيين تدفعك إلى خذلان دينك. وإن كنت أيها المصري تأبى الظلم بحق، فالحل الحقيقي هو في اجتثاث الأجهزة الفاسدة، لا في إظهار بطولات جبانة جوفاء على إخوانك.

وإن كنت ترضى عن قتل إخوانك أو تفوض القاتل سعيًا إلى الاستقرار لتعيش الاقتصاد وتصلك لقمة العيش، فقد صح عمن تدعي الإيمان به رسولًا صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أكل بمسلم أكلة، فإن الله يطعمه مثلها في جهنم". فلا هنأك الله بعد ذلك بمطعم على حساب أشلاء إخوانك.

العدل والمنافقون

هذا كله لا علاقة له أبدًا بتأييد رئاسة مرسي ولا بالدفاع عن مسلك الإسلاميين في الحكم، فلي في ذلك موقف معروف يسخط بعض منتسبي الأحزاب الإسلامية أنفسهم. لكن الله عز وجل قال: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم جعل من آية المنافق أنه إذا خاصم فجر. وأي فجور أسوأ من أن تحالف الذئاب ضد إخوانك بذريعة أخطائهم؟ مهما أخطأ إخوانك، فالله عز وجل ما جعل عقوبة أخطائهم القتل وبهذه الطرق البشعة التي تستخف بكرامة الإنسان فضلًا عن إسلامه: حرقًا حتى تتفحم أجسادهم، وتفجيرًا لرؤوسهم بالقناصات، ودهسًا بالمجنزرات، وإحداثًا للإعاقات، ولا يرحمون في ذلك امرأة ولا عجوزًا ولا طفلًا.

عاقبة خذلان المسلم

إذ قال صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئ يخذل مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته". سيأتي الدور عليك وتحتاج نصرة الله فيخذلك بخذلان إخوانك. كيف ومتى؟ الله أعلم. وقد يجعل الله إذلالك على يد الجيش الذي تناصره وتظنه قاعدة صلبة ترتكز عليها. {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ}.

دعوة إلى التوبة والرحمة

فستذكرون ما أقول لكم. فإلى كل من في قلبه ذرة إيمان، إلى كل أبي يرفض الظلم، إلى كل من يفضل موت الكرامة على عيش الذل، إلى كل من يعلم أن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، إلى كل من يعلم أن الله يمهل ولا يهمل، إلى كل من يخاف مكر الله ويخشى سوء العاقبة وخزي الخاتمة، إلى كل من يحب الله ويتمنى أن يحشر مع رسوله لا مع أمثال السيسي، فالمرء يحشر مع من أحب.

إلى كل من له أخ أو ابن في الجيش يأتي ليعتلف وينام في البيت ثم ينطلق في اليوم التالي يقتل المسلمين، فلا يمنعه ولا ينكر عليه ولا يتبرأ منه: اتق الله ولا تفرح بالظلم، واسعَ في إيقاف هذه المجازر امتثالًا لأمر نبينا صلى الله عليه وسلم إذ قال: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان". إن لم تستطع أن تكف الجيش بيدك فأنكر بلسانك وليرق قلبك لإخوانك.

في الحديث الذي رواه مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وأهل الجنة ثلاثة". أتريد أن يرحمك الله وأن يرحم بلادك؟ "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

والسلام عليكم. رحمكم المسلمون، طعن الليل أنار دمعكم في العيون، ما لكم تلبسون حلة البؤس يوم كان الكتاب في قلوب الشباب هاديًا للصواب يستذل الصيام يوم كان الكتاب في قلوب الشباب أيها المسلمون.