الأبحاث العلمية وأغبياء بني آدم
السلام عليكم.
مقدمة: بحث نيتشر وتحدي نظرية التطور
من أسبوع، نشرت مجلة نيتشر العالمية المعروفة هذا البحث الذي لقي حفاوة واهتمامًا. نتائج هذا البحث صادمة بالنسبة لما يسمى نظرية التطور، وطريقة تعامل المجتمع الدارويني معها صادمة أكثر، فيجب ألا تمر دون تعليق.
وهذه الحلقة مهمة لك يا كل من تستمع لنا، فنظرية التطور أصبحت تدرس لأبنائنا في المناهج المدرسية بشكل تدريجي تدسسي، لتكون في النهاية بديلاً عن حقيقة أن الله تعالى خلقنا وخلق كل شيء، وليقال عن الخلق في يوم من الأيام أنه معتقدات دينية بالية، فيمنع ذكره في المدارس كما حصل في الغرب.
داروين وأتباعه يلمعون لأبنائنا في المدارس، ويلمعهم اليوتيوبرز المدعومون من أنظمة الدول العربية على أنهم هم العلماء العظماء. بينما إذا قلت الله خالق كل شيء، قالوا لك هذا دين مش علم. فتعال نرى في هذا المثال من ورقة نيتشر من الذي يتكلم بعلم حقيقة، ومن الذي عنده عقيدة عمياء بلهاء تتستر بستار العلم.
البحث الذي نشرته نيتشر تم استعراضه اثنين وأربعين ألف مرة خلال أسبوع، ويعتبر من الأقوى أداءً بين الأبحاث، أكثر من تسع وتسعين بالمئة من الأبحاث المنشورة في المجلات العالمية، وذكر في واحد وستين منصة إخبارية خلال أسبوع.
خلاصة نظرية التطور
قبل أن نستعرض البحث، ما هي خلاصة نظرية التطور؟ خلاصتها أن الكائنات الحية نشأت من أصل مشترك من خلال تغيرات عشوائية على رأسها الطفرات الجينية، ومن خلال انتخاب طبيعي أعمى.
الداروينيون يصرون على عشوائية الطفرات لأنها إن لم تكن عشوائية فمعنى ذلك أن هناك من يوجهها، أن هناك من قصد وأراد أن تحدث الطفرات بشكل معين لتؤدي إلى ظهور الكائنات الحية. هذا القصد والإرادة يعني أن الكائنات خلقها خالق عليم، وهو ما تحاربه نظرية التطور، حيث تصر على أن الكائنات جاءت بأسباب مادية بحتة دون قصد ولا إرادة، وتعتبر الحديث عن خالق دينًا وليس علمًا، وتعتبر الحديث عن القصد والتصميم "سودو ساينس" يعني علمًا زائفًا.
هم يقولون الطفرات عشوائية، لكن الانتخاب الطبيعي صارم ومحدد باتجاه إبقاء الكائنات الأصلح للبقاء. طيب، من جعل الانتخاب يعمل بهذا الشكل؟ الخالق؟ بل يقولون الانتخاب الطبيعي أعمى، ليس فيه قصد ولا إرادة. طيب، كيف تفسرون وجود الطبيعة على هذا الشكل بحيث تنتخب الأصلح للبقاء؟ من أوجدت الطبيعة أصلاً؟ يقولون مش شغلتنا، هذا يفسره علماء الفيزياء. تأتي للملحدين من الفيزيائيين فيفسرون لك نشأة الكون تفسيرات يدعون أنها مادية، لكنها في حقيقتها قائمة على غيبيات مصادمة للعقل والفطرة.
إذن، فعليًا عشوائية الطفرات هي أهم ما في نظرية التطور، وهي محرك التطور الأكبر حسب زعم الداروينيين.
نتائج بحث نيتشر الصادمة
ورقة نيتشر التي بين أيدينا اليوم خلاصتها أن الباحثين تابعوا بدقة وطول نفس الطفرات التي تحدث لإحدى النباتات عبر أجيال كثيرة لهذه النبتة، ووجدوا أن هذه الطفرات ليست عشوائية.
هذا الاكتشاف يزلزل الركن الأهم لنظرية التطور، فقد كان المفترض أن الطفرات التي تحصل بيننا الآن عشوائية، وقياسًا عليها فالطفرات التي حصلت تاريخيًا في قديم الزمان فأخرجت الكائنات من أصل مشترك حسب زعمهم هي أيضًا عشوائية. فإذا كانت الطفرات التي نراها الآن بالمعامل غير عشوائية، فهذا يعني أن الطفرات القديمة هي أيضًا غير عشوائية. هذا يزلزل نظرية التطور التي تقول لا توجيه ولا قصد ولا إرادة، بل عشوائية وعماية وصدف.
تعال نرى ماذا يقول الباحثون عن نتائج هذا البحث وكيف تعاملوا معها.
هل النتائج قابلة للتعميم؟
طيب، هل هذا الاستنتاج ينطبق فقط على هذا النوع من النباتات الذي درسوه؟ يقولون من المهم أن نرى إلى أي درجة تنطبق هذه النتائج على الكائنات الأخرى غير نبتة الأرابيدوبسيس، لكن الانحياز التطوري، يعني كون الطفرات غير عشوائية، يعطي تفسيرًا بديلاً لكثير من المشاهدات السابقة في الكائنات حقيقية النواة، بما في ذلك محدودية التباين الجيني في مواقع محددة. يعني يتوقعون أن نتائجهم تعمم على الكائنات الأخرى.
شرح مبسط للاكتشاف
وحتى نشرح بتبسيط ما اكتشفوه يا كرام، المادة الوراثية لأي مخلوق فيها مناطق جينية ومناطق غير جينية. المناطق الجينية يعني التي تتم قراءتها لإنتاج بروتينات تشكل معظم جسم الكائن. المناطق غير الجينية لها مهام كثيرة أخرى، منها المساهمة في توجيه قراءة المناطق الجينية، كما بيّنا في حلقة "أكل زيد لحم الكلب".
المناطق الجينية بدورها فيها جينات أساسية حيوية، هذه إذا حصلت فيها طفرات بنسبة عالية فإنها تهدد حياة المخلوق وتمنع من استمرار نسله. لاحظ الفريق البحثي أن هذه الجينات الأساسية الحيوية محمية من حصول الطفرات بنسبة عالية، وحتى إذا حصل فيها طفرات فإن هناك آليات في الخلية لإصلاح الطفرات الضارة بسرعة للحفاظ على هذه الجينات الأساسية. بينما الجينات الأقل حيوية محمية من الطفرات بدرجة أقل، والمناطق غير الجينية بدرجة أقل وأقل.
هذا ماذا ينتج عنه؟ ينتج عنه تنوع في النبتة مع الحفاظ على نسلها من التلف في الوقت ذاته، لأن الجينات الأساسية محمية. وهذا بخلاف الفكرة التي كانت سائدة من أن الطفرات عشوائية، وبالتالي يفترض أن تحصل بشكل متساوٍ أو شبه متساوٍ في المناطق الجينية المختلفة، ليأتي الانتخاب الطبيعي فيغربل ويقضي على النباتات التي حصلت الطفرات الضارة في جيناتها الأساسية. البحث يقول لا، أصلاً الجينات الأساسية محمية من الطفرات الضارة.
أهمية الدراسة وردود الأفعال الإعلامية
هذه أهمية هذه الدراسة. ماذا قالت المواقع الإخبارية العلمية عنها؟ مثلاً ساينس ديلي قالت: "دراسة تهدد افتراض نظرية التطور أن طفرات الـ DNA عشوائية". موقع Live Science عنون: "دراسة جديدة تقدم الدليل لأول مرة على أن الطفرات غير عشوائية في الـ DNA"، ويقول تحته: "هذا يعارض واحدًا من الافتراضات الأساسية لنظرية التطور". موقع Science Alert يقول: "دليل جديد يهدد فكرة أن الطفرات عشوائية بالكامل"، ويقول في بداية الخبر: "هناك اعتقاد سائد خاطئ أن التطور فيه نوع من التوجيه، اعتقاد يحاول نيردات البيولوجيا عبر العالم بشكل حثيث أن يصححوه". يتابع الخبر: "لكن بحثًا جديدًا يظهر أنه ربما يكون هناك شكل من أشكال الحقيقة في هذا الاعتقاد السائد الخاطئ، على الأقل أكثر مما أدركناه في أي وقت مضى". ماكس بلانك انستيتيوت أيضًا نشرت عن البحث بعنوان: "تحطيم التوقعات في لعبة صدفية الطفرات". وموقع ساتيك ديلي نشر بعنوان: "طفرات الـ DNA لا تحدث بشكل عشوائي، اكتشاف يغير نظرتنا للتطور".
تعامل الداروينيين مع النتائج: حجر النرد المغشوش
الآن ماذا نتوقع من الداروينيين أن يقولوا بعد هذا كله؟ هل يا ترى قالوا سقط أهم ركن من أركان نظريتنا ألا وهو عشوائية التغيرات، وثبت أن هناك قصدًا وحكمة في أماكن حصول الطفرات وآليات تخفيف آثارها الضارة، فآن لنا الأوان أن نعترف بأن نظرية التطور الصدفي باطلة، وأن الكائنات خلقت عن قصد وإرادة؟
تعالوا نرى ماذا قال الباحثون أصحاب هذا الاكتشاف. سموا هذا الذي حصل "ميوتيشن بايز" يعني الانحياز التطوري، يعني الطفرات لا تحصل بشكل عشوائي، وعنونوه بالعنوان التالي: "Evolution of mutation bias dice". لما واحد بيلعب قمار ويريد أن يحصل على أرقام أعلى بحجر النرد، يضع حملاً في جهة من جهات حجر النرد حتى تخرج الأرقام كما يهوى كلما رمى الحجر. يعني لا يترك الأمور للصدفة، بل يتدخل لإخراج نتائج مخططة ومقصودة. فهؤلاء الباحثون يقولون أن ما حصل يشبه حجر النرد المغشوش، بحيث أن التطور لما يلعب بحجر النرد بيطلع معه طفرات ضارة أقل وطفرات نافعة أكثر، فالمسألة تطور بصدفة، لكن الصدفة مش صدفة بالضبط، والسبب ببساطة حجر النرد المغشوش أو المبرمج الذي تلعب به الصدفة.
أرأيتم لماذا سمينا كلمتنا "حجر النرد وأغبياء بني آدم"؟ في الحديث الذي حسنه الألباني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله إلا سبح الله بحمده إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم".
هل كلامهم كلام هؤلاء الباحثين علم أم عقيدة داروينية عمياء تصادم كل المشاهدات؟ حجر النرد المثقلة، وكأن العدم علم مسبقًا أي الطفرات سيكون نافعًا، وأيها سيكون ضارًا قبل حدوثها، وعلى أساسه غير قوانين حجر النرد بتاعهم، وكأن العدم علم ما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون.
أدلة سابقة على عدم عشوائية الطفرات
للعلم، إخواني، هذه ليست المرة الأولى التي تثبت فيها الأبحاث أن الطفرات ليست عشوائية، بل قد ذكرنا في حلقة "عابدة الميكروبات" أوراقًا أخرى في نيتشر أيضًا كهذه الورقة عام 1988، وهذه الورقة عام 2014. وذكرنا كلام بروفيسور الأحياء الدارويني دينيس نوبل في مؤتمر عالمي للفسيولوجيا عام 2012، حيث وافق جيمس شافيرو في قوله إنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن تجد عاملاً مغيراً للجينوم يكون عشوائيًا فعلاً في عمله داخل العملية، في عمله داخل الـ DNA في الخلية. وأن كل أنواع الدراسات للطفرات وجدت أنماط تغيرات غير عشوائية واضحة إحصائيًا. ودينيس نوبل هذا تطوري من أتباع داروين.
يعني ليس فقط أن هناك أدلة على عدم عشوائية الطفرات في بعض الكائنات، بل كل الدراسات تدل على عدم العشوائية. وبيّنا أنهم يستخدمون عبارات مثل "صدفة غير عادية" مثل فكرة حجر النرد المغشوش ليفسروا الظواهر العلمية. وكنا قد بيّنا في حلقتين من رحلة اليقين: "كل الطرق تؤدي إلى الخرافة" و"عابدة الميكروبات"، بيّنا بالتفصيل المقنع لكل طالب حق أن أركان خرافة التطور قد هدمت واحدًا تلو الآخر بأبحاث لأتباع داروين أنفسهم، وأن نظريتهم هذه أفرغت من محتواها تمامًا، وما عادوا يتفقون على أي شيء منها.
العقيدة الداروينية العمياء
ومع ذلك يتمسكون بشيء واحد هو أنه لا خلق عن قصد وإرادة، فعندما تسمع تطور فهو يساوي بالضبط "لا خلق". وبيّنا أن العقيدة الداروينية عقيدة عمياء أبعد ما تكون عن العلم، بحيث كل ما جاءت الظواهر والاكتشافات تكذبها، أعطوا للتطور اسمًا جديدًا ليوهموك أن هذه الظاهرة لا تتعارض مع التطور. فأصبحوا كالوثنيين الذين كانوا يعبدون اللات والعزى ومناة وذشرة، وكذلك الداروينيون عندهم آلهة متنوعة.
كلمة تطور فيها تعني "لا خلق": تطور تقاربي، تطور تباعدي، تطور متوازي، تطور تدريجي، تطور كمي، تطور متقطع، تطور الطفرات الكبيرة، تطور قافز، تطور ممتد، تطور مشترك. أسماء اختلقت لإيهامك أنهم وجدوا تفسيرًا للظاهرة التي تهدم نظريتهم من أساسها. لا يتفقون على شيء من ذلك، بل يسفه بعضهم بعضًا ويحمق بعضهم بعضًا، ويتفقون على شيء واحد فقط أن لا خلق عن قصد وإرادة، ولا يمكن أن يفكروا خارج هذا الصندوق لأنهم وضعوا إنكار الخالق مقدمة عمياء لا نتيجة علمية.
وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون، وصدق الله: {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون}.
كل هذا لماذا؟ لأن أسيادهم العلماء الغربيين قالوا هي عشوائية فلازم تكون عشوائية. الآن ببغاوات العرب هؤلاء في وضع محرج، مع أنهم لربما لا يعلمون عن هذه الأوراق، وإذا علموا عنها وقرأوها فقد لا يفهمونها. لكن يا ببغاوات العرب ها هم أسيادكم قالوا هي غير عشوائية، آها خلاص إذن غير عشوائية مادام قالوها فقد صدقوا. أما عندما قال الله تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} وقال تعالى: {وخلق كل شيء فقدره تقديرًا}، كانت هذه الآيات لا تعني لكم شيئًا، بل لابد من تشويه وتحريف معناها لتوافق علم أسيادكم.
الرد على اتهام التدليس ومحاولات الحفاظ على نظرية التطور
عندما نستشهد في حلقات رحلة اليقين بأوراق من ساينس ونيتشر على ظواهر علمية، يطلع علينا بعض الأذكياء ليقول: "أنت تدلس، تستشهد بأبحاث لتطوريين في تكذيبك لنظرية التطور مع أن هؤلاء الباحثين أنفسهم يؤيدون النظرية". شوف العبقرية والفهم! نعم، نحن نأخذ العلم ونترك زبالات الأفكار والأهواء، لأننا لسنا مثل هؤلاء الذين يؤجرون عقولهم للباحثين الغبيين. نأخذ بالتجارب العلمية ونتائجها إن كانت ذات منهجية محكمة، ونترك الاستنتاجات الغبية للباحثين.
ورقة نيتشر هذه التي بين أيدينا، حتى يؤكد الباحثون على أنهم لا زالوا يؤمنون بآلهة التطور على الرغم من نتائجهم، ماذا فعلوا؟ عنونوها بعنوان يحتوي على الـ "Natural Selection"، وكأنهم يقولون حتى وإن كانت الطفرات غير عشوائية فالانتخاب الطبيعي الذي هو من أركان النظرية لا زال قائمًا. مع أنك إذا قرأت الورقة علمت أن هذا العنوان لا يصف البحث أبدًا، وأن ما أثبتوه هو القصد في مراحل الطفرات التي تسبق مرحلة انتخابهم الطبيعي الأعمى المزعوم، بل هم قد قللوا من أهمية الانتخاب الطبيعي في مواضع عديدة من الورقة.
بل وحتى يظهر هؤلاء الباحثون أن نتائجهم لا تطعن في آلهة التطور، ذكروا كلمة "تطور" ومشتقاتها في البحث اثنين وخمسين مرة، بطريقة حشر مبتذلة، كما في هذه الجملة التي تقول: "بما أن الانحيازات التطورية هي من نتائج التطور، فقد تختلف بين الكائنات". جمل عديدة كهذه نعيد قراءتها مرات لنفهم ما علاقة التطور بالموضوع، لا علاقة سوى الحشر المبتذل.
تصور لو أن باحثًا مؤمنًا بالله نشر نتائج بحثه فقال: "درسنا المادة الوراثية التي خلقها الله في النبتة التي خلقها الله، فوجدنا الطفرات التي خلقها الله تعطي صفات خلقها الله لنفع الإنسان الذي خلقه الله على هذه الأرض التي خلقها الله". مثل هذا نقول له: "لا تتكلف يا أخي، لا داعي للتكرار بهذه الطريقة المتكلفة". وهذا وهو على حق في أن الله تعالى خلق هذا كله. الداروينيون يستخدمون كلمة "تطور" بنفس الطريقة لكن بالباطل اثنين وخمسين مرة في هذه الورقة. وهذا من دواعي قبول بحثهم للنشر في مجلة نيتشر التي رأينا جانبًا من بلطجتها وإقامتها لمحاكم تفتيش ضد الفريق الذي ذكر كلمة "خالق" في بحث عن عظمة تصميم اليد، كما في حلقة "هل سيمنحونني جائزة نوبل؟".
الخلاصة والرسالة الختامية
هل يعني هذا كله أننا نقول بأن المخلوقات نشأت من طفرات موجهة مقصودة، وأننا نقول بما يعرف بالتطور الموجه؟ لا، وقد كنا بيّنا تحليلنا العلمي لفكرة التطور الموجه والمشاكل في هذا المصطلح في حلقة "لماذا لا نأخذ من نظرية التطور ما لا يتعارض مع الإسلام".
ختامًا، بحث نيتشر هذا إخواني دليل آخر على قدرة الله وعظمته، حيث جعل التغيرات تحصل بنسبة عالية في أجزاء من المادة الوراثية، وزود أجزاء أخرى بآليات تحميها لضرورة ذلك. وكما بيّنا في رحلة اليقين فإن القصد والإرادة والعظمة مبثوثة في كل تفاصيل الخلق وليس في نتائج هذا البحث فحسب. {صنع الله الذي أتقن كل شيء}. وهكذا آيات الله تعالى المسطورة في القرآن والمنظورة في الكون، فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسًا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون.
نسأل الله أن يهدينا ويهدي بنا، والسلام عليكم ورحمة الله.