→ عودة إلى بالقرآن نحيا

الحلقة 18 - خطورة أن تفعل الطاعة وأنت كاره لها!

٢٦ مايو ٢٠١٣
النص الكامل للمقطع

خطورة أداء الطاعة بكراهية

بالقرآن كي تطمئن الروح بالإيمان وتتلوه بالإناء، وأمطر به فيض الرضا وسحائب الغفران. السلام عليكم ورحمة الله.

أخي، لا يكفي أن تطيع الله، بل لا بد أن تطيعه وأنت محب لهذه الطاعة. هذا معنى مهم يغيب عن أذهاننا. حتى تكون الطاعة مقبولة عند الله، لا بد أن نقدمها ونحن محبون لها.

لا يكفي أن تؤدي الزكاة، بل لا بد أن تؤديها وأنت سعيد بأنك قمت بهذه الطاعة. لا يكفي أن تلبسي الحجاب الصحيح والجلباب، بل لا بد أن تلبسيه وأنت محبة له.

كثيرًا ما نتصرف بطريقة تشي بأننا لا نحب الطاعة التي نقدمها، فتأتي هذه الطاعة معكرة.

أمثلة على أداء الطاعة بكراهية

أذكر أن رجلًا سألني فقال لي: أعطيت دهّانًا مبلغًا من المال ليدهن بيتي الجديد، لكن الدهّان نصب علي وهرب. هل يمكن أن أحسب المبلغ الذي أخذه من الزكاة؟ الله المستعان! ما بهذه النفسية يكون أداء الزكاة.

إخواني، الفتاة المسلمة عندما تريد أن تلبس الحجاب وهي تعلم شروطه الشرعية، لكن للأسف قلّ أن تجد من تلتزم بهذه الشروط: أن يكون فضفاضًا، سميكًا، غير مزين ولا مزركش. هل هذا التفلت من الحجاب الشرعي بشتى السبل يدل على محبتك لهذه الطاعة؟

الذي يصلي الفريضة في آخر وقتها، وينقرها كأنه يؤدي تمارين رياضية، هل هو محب للصلاة؟

إخواني وأخواتي، الموضوع خطير فهو متعلق بقبول الطاعة أو رفضها.

الدليل القرآني على رفض الطاعة الكارهة

ما الدليل على ذلك؟ قال الله تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ}. هذه غير موجودة والحمد لله، لكن اسمع ما بعدها، اسمع الموانع الأخرى من قبول العمل.

قال تعالى: {وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ}. يؤدون الصلاة بكسل ودون محبة لها، وينفقون الزكاة كارهين أداءها. إذاً، فكراهية الطاعة تمنع قبولها.

الفرق بين كراهية الطاعة واستثقال المشقة

لاحظ، ليس كلامنا عن استثقال المشقة التي ترافق الطاعة. فالنائم مثلًا يستثقل القيام عند الفجر، وهذا لا ينتقص من إيمانه، لكنه إن قام وتوضأ وبدأ يصلي أحب صلاته وسرّه أنه أطاع ربه. شتان بينه وبين من يصلي كسلًا، لا يذكر الله في صلاته إلا قليلًا، وإذا انتهى منها كأنه ألقى حملًا عن ظهره.

المحجبة حجابًا صحيحًا تحزن إن علّق بعض الغافلين عليها، لكنها تحب الحجاب في ذاته، وتفرح بأنها امتثلت أمر ربها، وتستشعر حكمة الله في أنه شرعه لها. شتان بينها وبين من تنفر من الحجاب الصحيح حتى لو لم يعلّق عليه أحد، فتتضايق منه.

الخاتمة والتساؤل

إذاً إخواني وأخواتي، فلنسألن كلما قدمنا طاعة لله عز وجل: هل نحن محبون لهذه الطاعة؟ انشراح صدورنا وقيامنا بأمر الله على أكمل وجه سيجيب عنا. وإن كان الجواب غير ذلك، فسنعرف في حلقات أخرى العلاج الذي يحبب إلينا الطاعة بإذن الله.

وتذكر أن مما يمنع قبول أعمال أناس أنهم {لَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ}. نسأل الله أن يصلح قلوبنا ويتقبل أعمالنا. والسلام عليكم ورحمة الله.