الحلقة 23 - آية وحديث يلخصان الإسلام لمن يسأل عنه - الوصايا العشر / 1
جدد حياة القلب بالقرآن، كي تطمئن الروح بالإيمان، واتلوه بالآناء، واستمطر به فيض الرضوان وسحائب الغفران.
السلام عليكم ورحمة الله. أخي أختي، إذا سألك شخص غير مسلم السؤال التالي: إلى ماذا يدعو دينكم؟ تستطيع أن تجيبه بجواب شامل كامل موجز. كيف؟ اقرأ عليه نصين يمثلان الإسلام.
الإجابة عن سؤال: "إلى ماذا يدعو دينكم؟"
من السنة النبوية
أما من السنة، فاقرأ له الخطبة التي خطبها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وهي موجودة في صحيحي البخاري ومسلم. يرون فيه جماليات لا نقدرها نحن من ولدنا مسلمين. إذن كان هذا من السنة.
من القرآن الكريم
وأما من القرآن، وقد أخرنا الحديث عنه لأننا سنقف عنده وقفة طويلة، فاقرأ على السائل عن الإسلام ثلاث آيات عظيمات من سورة الأنعام، الآيات 151 إلى 153. تأملها ونحن نقرأها الآن لترى كيف أنها جمعت تعاليم الإسلام في أجمل عبارة.
الوصايا العشر من سورة الأنعام
قال الله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
آيات عظيمة تستوقفني كلما قرأت السورة. تصور نفسك وأنت تقرأها على من لا يعرف الإسلام معرفة حقيقية. تصور كيف سيكون اعتزازك بكلام ربك سبحانه وتعالى الذي يوافق الفطرة ويدعو إلى كل خير وينهى عن كل شر.
تدبر الوصية الأولى
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ}. وانظر إلى اللطف في كلمة "ربكم". ربكم الذي يرعاكم ويربيكم ويحب لكم الخير، هو الذي يوصيكم بهذه الوصايا العشر.
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}. في الآية تقدير وكأنه تعالى يقول: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم، أوصاكم ألا تشركوا به شيئًا. وكأن في الآية إيجازًا لعبارة أطول: أوصاكم ربكم بما يلي، وحرم عليكم العمل بضد ما أوصاكم به.
في الحلقات القادمة سنقف بإذن الله وقفات سريعة مع الوصايا العشر في هذه الآيات العظيمة. وقفات نسأل الله أن تزيد حبنا له سبحانه ولكلامه، وثقة بتشريعه، واعتزازًا بديننا العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله.