→ عودة إلى بالقرآن نحيا

الحلقة 3 - جاءتك رسالة!

١٦ أكتوبر ٢٠١٢
النص الكامل للمقطع

جاءتك رسالة!

جدد حياة القلب بالقرآن، كي تطمئن الروح بالإيمان، واتلوه بالآناء، واستَمطِر به فيضًا وسحائب الغفران. السلام عليكم ورحمة الله.

رسالة من ذي نفوذ

أخي، تصور أنه جاءتك رسالة من رجل صادق، ثري، ذي نفوذ، يقول لك فيها: "أنا مهتم بك، حريص على مصلحتك، أريد أن أقربك مني، وأنعم عليك ببعض ما لدي". كم تكون فرحتك بهذه الرسالة؟ أظنك ستبروزها وتحفظ كلماتها كلمة كلمة، وتحدث بها الآخرين، وربما تنغمها بألحانك وتدندن بها في الطريق.

هذا الرجل الثري هو واحد من مليارات البشر يسكنون كوكب الأرض. والأرض أحد كواكب المجموعة الشمسية، حجمها حوالي واحد على مليون من حجم الشمس. والشمس واحدة من مئات ملايين النجوم في مجرة درب التبانة. ومجرة درب التبانة واحدة من مليارات المجرات الملتقطة بالتلسكوبات، كتلسكوبات بي تي إيه 6 وهابل وأهيل.

الضوء إخواني يقطع مسافة محيط الأرض في حوالي ثمن الثانية، ثمن الثانية! وبعض المجرات تبعد عنا مليارات السنوات الضوئية، أي المسافة التي يقطعها الضوء في مليارات السنوات، مثل المجرة التي اكتشفتها ناسا في 26/1/2011.

رسالة من رب العالمين

الله سبحانه وتعالى الذي ملأ السماوات السبع بملائكة يسبحونه وله يسجدون، هذه السماوات السبع ليست شيئًا بالنسبة إلى عرش الرحمن، والرحمن على عرشه سبحانه، يرسل إلينا رسائل هي القرآن. يقول لنا فيها أنه يريد أن يرحمنا ويتوب علينا، ويريد لنا خير الدنيا والآخرة، ويريد أن ينعم علينا ويقربنا منه، ويجعلنا من خاصته ويدخلنا في جواره.

فكيف ينبغي أن يكون فرحنا بالقرآن؟ أخي أختي، فلنستحضر هذا المعنى عندما نقرأ قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. تصور ما معنى رب العالمين!

فلنستحضر هذا المعنى ونحن نقرأ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.

شرف مخاطبة الله لنا

أليس شرفًا لنا أن يخاطبنا الله العظيم، نحن البشر الذين لا نساوي بذواتنا شيئًا في ملكه؟ الملوك تأبى أن تخاطب بسطاء الرعية، بينما ملك الملوك يكلمنا! فما أعظمه من شرف!

إذن، ما نريده من لفتة اليوم هو أن تستحضر كلما قرأت القرآن وسمعته، أنه كلام رب العالمين الذي يريد أن يشرفك ويرفع منزلتك ويعلي قدرك فخاطبك.

والسلام عليكم ورحمة الله. ترجمة: نانسي قنقر.