→ عودة إلى بالقرآن نحيا

الحلقة 4 - حبل الله

٢٤ أكتوبر ٢٠١٢
النص الكامل للمقطع

مقدمة: حبل النجاة

جدد حياة القلب بالقرآن كي تطمئن الروح بالإيمان، واتلوه بالآناء واستمطر به فيض ربه وسحائب الغفران.

السلام عليكم ورحمة الله.

أخي، تصور أنك انزلقت رجلك عن حافة وتكاد أن تقع في واد، فأُلقي إليك بحبل فأمسكت به. ما الذي يهمك في هذا الحبل؟ أن يكون متينًا، وأن يكون الشخص الممسك به الذي سيسحبك قويًا قادرًا على انتشالك.

القرآن حبل الله

القرآن هو حبل الله، هو صلة ما بيننا وبين الله، ينسلنا به من السقوط إلى الهاوية. أين في القرآن نجد هذا المعنى؟ قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}. سنقف عند عبارة "حبل الله".

تفسير حبل الله

قال ابن العربي في أحكام القرآن: "الأظهر أنه كتاب الله". ويؤيد ذلك الحديث الذي رواه مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قالوا نعم، قال: فإن هذا القرآن سبب - يعني حبل - طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدًا". قال الألباني فيه: "إسناده صحيح على شرط مسلم".

إذن، في القرآن حبل طرفه بيد الله. الحبل متين، والممسك به هو القوي سبحانه. فيبقى علينا أن نمسك بالطرف الآخر بأيدينا وأسناننا ونتشبث به حتى لا نسقط.

أهمية التمسك بالحبل

كلما ازددنا تشبثًا به اقتربنا من النجاة، وكلما تراخينا في التمسك بالقرآن زاد خطر السقوط في الهاوية. والعيب ليس في الحبل ولا في ممسكه من الطرف الآخر، بل العيب حينئذ فينا.

لذا، {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ}. بالمعنى ذاته قوله تعالى في سورة الزخرف: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. المستمسك يتشبث بالحبل بيديه وأسنانه ويلتف حوله بعنقه وجذعه ورجليه.

الخلاصة

الدرس المستفاد من لفتة اليوم: القرآن حبل الله، كلما تمسكت به نجوت.

والسلام عليكم ورحمة الله.