السلام عليكم ورحمة الله إخواني وأخواتي.
مقدمة
ذكرنا في حلقة سابقة أن القرآن حبل الله، أمرنا الله أن نستمسك به لننجو، فقال: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
بين الله عز وجل أيضاً أن القرآن فيه الشرف والرفعة لمن آمن وعمل به. أين ذكر الله ذلك؟ بعد هذه الآية المذكورة مباشرة.
القرآن شرف ورفعة
سورة الزخرف: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}
فقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} وذلك في سورة الزخرف الآية الرابعة والأربعين. {لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} أي شرف ورفعة وعزة وكرامة. فهذا جزاء المستمسك بحبل يمسكه الله من الطرف الآخر.
سورة الأنبياء: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}
هل هناك آية أخرى بالمعنى ذاته أن القرآن رفعة وشرف لمن تمسك به؟ نعم، أين؟ في سورة الأنبياء الآية العاشرة: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}.
أي أن الذي يتمسك بالقرآن يكون له الشرف والرفعة وعلو المنزلة والذكر الحسن في الدنيا والآخرة.
أفلا تعقلون هذا الشرف العظيم فتدعون قراءة القرآن؟ أفلا تعقلون فتدعون تدبر القرآن؟ أفلا تعقلون فتعرضون عن كلام رب العالمين وتنشغلون عنه بسماع لهو وأغانٍ تحض على معصية رب العالمين؟ أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ هل يفعل ذلك عاقل؟ أفلا تعقلون فتعرضون عن العمل بما في القرآن؟
حديث شريف: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين"
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال -كما في صحيح مسلم-: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين".
إذن، فالتمسك بالقرآن رفعة منزلة وعلو قدر في الدنيا والآخرة.
والسلام عليكم ورحمة الله.