→ عودة إلى رحلة اليقين

ملحق - أغبى وأسخف فكرة في التاريخ

١٢ سبتمبر ٢٠٢٠
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مساكم الله بالخير يا كرام ومناحكم موفورة الصحة والعافية.

هذه الكلمة فيها مناقشة لموضوع يمكن البعض لم يسمع كلمة "تطور" يقول: أنا مش مهتم بالتطور. لكن مع ذلك أعتقد هناك نقاط منهجية ينبغي أن نتعلمها معاً، فاصبروا معنا بضعة دقائق.

يقال لي أحياناً يا إياد أسلوبك في مناقشة نظرية التطور منفر، يا أخي ليس هكذا تناقش النظريات العلمية، لماذا تسميها خرافة وعلم زائف؟ يا أخي عامة العلماء الغربيين مؤيدون لها وأنت تسميها خرافة، بل وتسميها أسخف وأغبى فكرة في التاريخ، يعني هؤلاء العلماء الكبار سخفاء وأغبياء! يا أخي ناقشها بطريقة علمية دون تسخيف.

شوفوا يا إخوانا، ضروري بداية أن نعرف عن ماذا نتكلم. أنا بينت مراراً أن نظرية التطور التي يتبناها المجتمع العلمي الغربي تفترض نشوء الكائنات بمحض الصدف من غير قصد من خالق، وإنما بالتغيرات العشوائية والانتخاب الأعمى.

ما يجب على كل عاقل أن يعتقده، مسلماً كان أو غير مسلم، هو أن هذه بالفعل هي أسخف وأغبى فكرة في التاريخ، وأنها انتحار عقلي. الظن بأن كل هذه الكائنات نشأت بالصدف ودون قصد من فاعل مريد مختار من قدير يعلم ما يفعل، وإنما نشأت بتغيرات عشوائية وانتخاب أعمى.

طيب، إذا كان هذا العاقل مختصاً في العلوم البيولوجية، مطلعاً على دقائق الكائنات وتركيبها ووظيفتها وتكاملها، حينئذ يجب أن تكون نظرية التطور أغبى وأسخف بالنسبة له مما هي لعامة العقلاء.

طيب، وإذا كان مسلماً أيضاً ستصبح أغبى وأسخف أيضاً، وسيدرك هذا العالم المسلم العاقل أن نظرية التطور بهذا التعريف هي تمرير للعقيدة الإلحادية العمياء تحت غطاء العلم الزائف.

الآن يا إخواني هناك نقاط منهجية مهمة نطرحها بعد هذه المقدمة.

الموقف من نظرية التطور: هل هو مسبق أم مبني على دليل؟

أولاً: هل هذا موقف مسبق أم أننا دللنا على غباوة وسخف نظرية التطور بطرح علمي محكم مفصل؟ بل دللنا على ذلك عبر عشرات الحلقات المفصلة المؤصلة بطريقة علمية محكمة والحمد لله.

تدرون يا إخواني إيش المشكلة؟ المشكلة أن الذين يعترضون علينا عادة لم يتابعوا الحلقات الأولى التي فيها تأسيس علمي متين، ولذلك يعترضون ويأتون فقط بـ"دؤولي" على كلمة، يتمسكون بكلمة: لماذا تقول خرافة؟ لماذا تقول علم زائف؟

روح يا أخي احضر حلقة مثل "الشفرة الوراثية المذهلة"، احضر حلقة مثل "خاطبهم كأطفال"، احضر حلقة علمية مثل "أكل زيد لحم الكلب". الحلقات القديمة هي اللي بدأنا بها وأسسنا بها قبل ما تيجي تناقش وتتعصب على رأيك، عشان تشوف مين المتعصب ومين بيبني كلامه على طرح علمي متين.

التطور الموجه ومحاولة التوفيق بينه وبين الإيمان بالخالق

ثانياً يا كرام: ماذا عن التطور الموجه والذي يحاول الجمع بين نظرية التطور الغربية والإيمان بالخالق؟ البعض يظن أننا لما نقول عن التطور "أغبى وأسخف فكرة في التاريخ" أن المقصود بذلك هو نشأة الكائنات من أصل مشترك. فبيجي بيقول لي: يا أخي وما المشكلة؟ كل ممكن في قدرة الله.

فأقول يا كرام: حديثنا الذي فيه تسخيف وتغبية لنظرية التطور هو عن النسخة الشائعة التي تفترض الصدفية واللاقصدية. ناقشنا بالتفصيل مسألة ما يسمونها بالتطور الموجه ومحاولة التوفيق بين الإسلام والتطور في حلقة "لماذا تتعارض نظرية التطور مع الإسلام؟" والتي بينا فيها ما هو مستحيل عقلاً، وما هو ممكن عقلاً لكن لا يدخل في اختصاص العلم، وما هو ممكن عقلاً لكن معارض بالدليل الشرعي.

كل هذا بيّنّاه بالتفصيل. اللي بده يتعلم مضبوط يا كرام، يؤسس يعني قاعدة صلبة للعلوم الرصدية التجريبية، عليه أن يتعب ويطوّل نفسه شوية، والحمد لله أضمن لكم بإذن الله أنه لن يندم. اللي بده الحق، طالب للحق ويريد أن يغذي عقله بالعلم النافع، والله بإذن الله لن يندم من صرف بعض الساعات على رحلة اليقين.

اعتقاد أن نظرية التطور الصدفية وجهة نظر علمية محترمة

ثالثاً يا كرام: اعتقاد أن نظرية التطور التي وصفناها بالصدفية واللاقصدية أنها وجهة نظر علمية، علم يحترم له نصيب من الأدلة. هذا الاعتقاد عدا عن أنه انتحار عقلي، فهو سوء ظن بالله ومصادم للإسلام تمام المصادمة.

أعجبني رسالة أرسلها أحد الإخوة تعليقاً لأخت كريمة على رحلة اليقين تقول فيه: هذا الاعتقاد الذي كانت تعتقده الأخت (الاعتقاد الأول) هو ما نحاربه. اعتقاد أن الملحدين المؤمنين بالتطور لهم وجهة نظر محترمة، لأن هذا الاعتقاد بالإضافة لبطلانه تماماً علمياً، فهو يعني أن الله تعالى لم يجعل أدلة وجوده وخالقيته وقيوميته وربوبيته لخلقه، لم يجعلها أدلة كافية واضحة مقنعة مخضعة لكل طالب حق. وهذا اعتقاد باطل أشد البطلان.

ورحم الله ابن تيمية القائل: "وكلما كانت حاجة العبد إلى الشيء أشد كان الرب به أجود". يعني الله عز وجل لما أراد أن يظهر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم جاد على العباد بأدلة نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، الإعجازات الكثيرة. فما بالك عندما يريد الله عز وجل أن يدلل على وجوده وعلى قيوميته وخالقيته وربوبيته لخلقه؟ الأدلة مخضعة مقنعة مفحمة لكل طالب حق، لكل طالب حق.

فإنك تعتقد أنه يمكن نظرية التطور اللي فيها صدفية وعشوائية ولا قصدية وطبيعة عمياء، والله يمكن أن تكون وجهة نظر محترمة بس يعني إحنا قد لا نقتنع بها. هذا الاعتقاد اعتقاد باطل، انتحار عقلي أولاً بالأدلة العلمية، ثم هو سوء ظن بالله عز وجل أنه لا يقيم الأدلة الكافية على وجوده وعلى صفاته.

حسن الظن بالعلماء الغربيين المروجين لنظرية التطور هو سوء ظن بالله عز وجل. بلاش نكون كيوت زيادة عن اللزوم ونبدأ نظهر بمظهر المؤدبين اللابسين جاكيتات دائماً وقرافات ونتكلم عن العلماء الغربيين باحترام وسعة أفق وتقبل للآخر وثناء على الجانب الإيجابي لديهم. وفي ثنايا ذلك، في ثنايا الحرص على أن نظهر بمظهر العقلانيين الكيوت الواسعي الأفق، نسيء الظن بالله عز وجل. إحنا ما بنشتغل هذا الشغل يا كرام ولا نخدع الناس.

هل العلماء الغربيون يؤمنون بنظرية غبية سخيفة؟

رابعاً: يعترض البعض قائلاً: يعني معقول يا إياد العلماء الغربيون أصحاب الاكتشافات الحائزون على جائزة نوبل، بعضهم هؤلاء يؤمنون بنظرية غبية سخيفة؟ يعني هم سخفاء أغبياء؟

فنقول يا كرام: ذكرنا مراراً أن هذه طريقة من يؤجر عقله ولا يريد أن يتعب نفسه بالتفكير، فينْبهر بالأشخاص ويخلدهم. وارجع يا ريت لحلقة "أجرني عقلك". أما العاقل فينظر في الأدلة، فإذا ثبت له أنه لا بد لهذه المخلوقات من خالق عليم قدير، فإنه إذا رأى من ينكر هذه الحقيقة لا يؤجر عقله ولا يتبعه مهما كان وزن هذا المقلد، بل ويعلم أن هناك ما حجب هؤلاء العلماء عن الحق.

بل إن الله تعالى، واحفظوا هذه جيداً، يا ريت بس تطلعوا من البث المباشر بهذه الكلمتين، احفظوا هذه جيداً عني يا كرام: الله تعالى يعلمنا أن إنكار المنكرين دليل على قدرته، إذ عطلهم عن إدراك أوضح الحقائق في الوجود. لما تشوف واحد فطحلاً ذكي، IQ عالي جداً في امتحانات الذكاء، ولكن مع ذلك حُجب عن أوضح وأجلى وأعظم وأعمق حقيقة: وجود الله عز وجل وخالقيته وقيوميته وربوبيته لعباده. لما تشوف هذا الشيء، فالله عز وجل يعجبك من قدرته أن أضله عن هذه الحقيقة.

قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}. هيك الطريقة لازم نفكر، مش نقول والله لو كان وجود الله عز وجل وخالقيته لمخلوقاته أمراً جلياً لآمن به هؤلاء مايكل وفريدريك وجونز. لا لا، هذا طريقة الأغبياء يا كرام، هذه طريقة الأغبياء، يعني أنبهر بأناس أقلدهم، أتعلق بهم وأقيس أعظم القضايا في الوجود أقيسها عليهم. هذه طريقة الأغبياء. أما أنتم كمسلمين عندكم بصيرة، لا لا لا لا، دير بالك، تنظر في الأدلة، وجود الله عز وجل، خالقيته.

ويقول أيضاً في الآية الأخرى، آه الآية التي فيها: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}. فإذا يا كرام، أوضح الحقائق في الوجود إذا حُجب عنها العالم الكبير صاحب الجوائز والمنشورات العلمية، الفول بروفيسور، فإن هذا دليل على قدرة الله عز وجل الذي علم من قلب هذا العبد مرضاً فغش بصره عن أعظم الحقائق في الوجود: {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً}. هذا ليس ظلماً من الله عز وجل، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.

أسباب حجب الحقيقة عن العلماء

طيب، ما الذي حجب هؤلاء عن رؤية الحقيقة؟ ليش مش شايفين هذه الحقيقة مدامها واضحة جداً جداً يقر بها كل عاقل طالب للحق؟ أسباب كثيرة فصلناها لحجب هذه الحقيقة عنهم، فصلناها في حلقات مثل "إله فجوات الملحدين"، حلقة "طرزان" اللي برضه سميناها "من يدعم بقاء نظرية التطور" وغير هذه الحلقات.

مثلاً: فساد في نظرية المعرفة المبنية لديهم. إذا نظرية المعرفة تصر على استثناء الغيب وحصر العلم في "الساينس"، فحينئذ كل ما ينبغي أن يدل على الخالق سبحانه وتعالى يزيدهم كفراناً. كل ما يدل على قدرة الله عز وجل وعظمة خلقه يجعلهم يظنون أنهم استغنوا عن الله عز وجل: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ}.

اتباع الهوى، العقدة التاريخية من الكنيسة وتدخلها في العلوم بجهل، القسمة الثنائية لدى كثير منهم. وهذه مهمة جداً، بتلاقي عنده قسمة ثنائية: يا إما الكنيسة بما تلبست به من الخرافات في القرون الوسطى وقبلها وبعدها، يا إما نظرية التطور. لا، أنا لا أريد الكنيسة سأهرب إلى نظرية التطور. طب لماذا يا حبيبي لا تفكر في الخيار الثالث؟ لماذا لا تفكر في البحث عن دين ينتظم حياتك كاملة ويكون مؤسساً على قواعد فطرية عقلية متينة لا تخاريف فيها؟ هذا ما بيخطر ببالهم أصلاً. إسلام؟ شو الإسلام؟ أنا أتبع دين هؤلاء اللي عايشين في الصحراء والدول العالم الثالث والفقراء والجهل والمسحوقين وإحنا أصلاً غالبينهم. ولا يمكن يخطر بباله أصلاً هذا الشيء.

الانتفاع من الأسباب، الانتفاع بالعمل في خرافة التطور، الخوف من معارضة الخرافة، كما بينا في حلقة "هل بالفعل تسعة وتسعين بالمئة من العلماء يؤمنون بنظرية التطور؟" وفي حلقة "هل ستمنحونني جائزة نوبل؟" البعض للأسف يظن أن المجتمع العلمي مجتمع نزيه وما في إجبار وما في إكراه. لا والله يا جماعة، فقط ارجعوا إلى هاتين الحلقتين.

وسبحان الله اليوم، اليوم أحد الإخوة يرسل لي أنه جرى تحقيق معه انتهى قريباً، انتهى حديثاً عبر أشهر طويلة، لماذا؟ لأنه نشر عن الشذوذ الجنسي. قال: أنا أعمل في جامعة غربية، في جامعة أوروبية معينة، لا أريد أن أتكلم عن الأخ وأذكر اسمه. فحقق معه إدارة الجامعة، حققت معه لأن بعض المصريين ترجموا مقالاته وعرضوها على إدارة الجامعة: شايفين هذا الدكتور ماذا يقول؟ قال: فكنت مهدداً بالفصل من عملي لأني بينت موقفي من الشذوذ الجنسي. فنحن لا نتكلم عن مجتمع نزيه يرى الحق فيتبعه، بل هناك ألف حاجب وحاجب عن الحق.

ما الأسباب التي جعلت فلان وعلان ومايكل وجيمس وجونز وفريدريك وهوبكنز وجونكنز وإلى آخره، ما التي جعلتهم يعرضون عن أجلى وأوضح الحقائق في الكون؟ هذا لا يهمنا. المهم أن لا تؤجر أنت عقلك لهم وأن لا تتبعهم بغباء وحاشاك.

أهمية الصراحة في نقد نظرية التطور

خامساً يا كرام: كثير من المحبين من يوم ما بدأت رحلة اليقين وخاصة الحلقات المتعلقة بخرافة التطور إلى يومنا هذا يقولون: يا إياد ماشي يا سيدي، ماشي نحن معك، نقر بأنها نظرية باطلة، لكن أنت لما تتكلم بهذه الطريقة تنفر كثيراً من المتابعين خاصة ممن لديهم تأثر بالشبهات الإلحادية. يا أخي ناقش لكن دون تسخيف ودون استخدام كلمة خرافة وكهنة علم زائف. هذه الكلمات لا تليق أن تخرج من فم إنسان دكتور ما شاء الله وعنده أبحاث. يقول: السخافة، خرافة، علم زائف. لا، تكلم بهدوء.

فأقول يا كرام: هذا ليس من أمانة العلم. البعض عندما ينظر من بعيد ولا يدخل في التفاصيل يقول: الدكتور إياد عماله بيتكلم عن هذه النظرية عبر عشرين حلقة ثلاثين حلقة، إذن يبدو أن مسألة وجود الله عز وجل وخالقيته وقيوميته وربوبيته وإتقانه لخلقه، يبدو أنها مسألة خفية تحتاج إلى تفصيل، لا تظهر للإنسان العامي، في خلاف بين المختصين في هذا الموضوع.

لا، ليس الأمر كذلك أبداً. ومن خيانة العلم ومن خيانة الناس ومن خيانة المتابعين أن نوهمهم بهذا المعنى الباطل. أن وجود الله عز وجل وخالقيته وربوبيته وقيوميته وقدرته على خلقه عز وجل، هذه مسألة خفية وتحتاج إلى طول النقاش.

نحن يا كرام في هذه الحلقات نبين كيف يروج هؤلاء لأسخف وأغبى فكرة في التاريخ. فيجب علينا شرعاً وهذا ما يدين الله عز وجل به، يجب علينا شرعاً ومن أمانة العلم التجريبي الرصدي الذي راعينا فيه بفضل الله تعالى من أيام البكالوريوس، وكذلك العلم الشرعي: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}. بإذن الله تعالى لا نشتري بكتاب الله ولا نشتري بالعلم الرصدي التجريبي الذي تعلمناه والعلوم البيولوجية، لا نشتري بها ثمناً قليلاً ولا نريد أن نرضي كل المتابعين.

يجب أن يعلم المتابعون أن أدلة وجود الله عز وجل مخضعة مقنعة واضحة لكل طالب حق غير متبع للهوى، وأننا إنما نبين في هذه الحلقات كذب هؤلاء العارفين ودجلهم وخيانتهم لعلومهم، وأن عندهم عقداً نفسية تمنعهم من اتباع الحق وتمنعهم من رؤية هذا الحق.

خاتمة وتأكيد على أهمية الحق

ختاماً أقول يا كرام: إطالة النفس في هذا الموضوع مملة للبعض: تطور، تطور، علم زائف، كهنة، إلى ذلك. ترى يا كرام بفضل الله تعالى أنا أرى أثر إطالة النفس في هذا الموضوع. بفضل الله تعالى كثير من الناس أعرب عن أنه دخل في الإسلام مجدداً بعد ما تركه بعد رحلة اليقين. وأكثر منهم عدداً وأكثر نسبةً يقولون بفضل الله أصبحنا نحس بعزة بنشوة ونحن نناقش المنكرين لله عز وجل. البعض يقول أنا طالب في الجامعة، في جامعة عربية، الآن أناقش وبعزة وبموقف قوة وبأبحاث علمية أناقش دكتوري ودكتورتي في هذه النظرية ما يسمونه بنظرية التطور.

وبفضل الله تعالى وليس كما يدعي البعض أننا إنما نروج هذا الكلام على عوام الناس الذين لا يستطيعون مقارنة الأدلة العلمية، لا بفضل الله تعالى هناك دكاترة ومختصون يثنون على الحلقات وعلى الجهد المبذول فيها ويقولون أنه طرح علمي محكم بفضل الله تعالى.

وأنا أطيل النفس يا كرام لأنني أعتقد جازماً أننا كمسلمين لما طردنا الكفر من الباب دخل علينا من الشباك بألف قناع وقناع، من أهمها قناع العلم الزائف، قناع "الساينس". "الساينس" الحقيقي اختلط بالعلم الزائف. فلذلك لما تروني أطيل النفس في الحديث عن التطور وعن نظريات العلم الزائف فاعلموا أن المسألة مسألة إيمان وكفر وحق وباطل.

ومرة أخرى لأني أعلم أن البعض يقتطع كلمة ويخرجها خارج السياق: شايفين؟ إياد يقول الحديث عن التطور إيمان وكفر ولذلك هو عنده موقف مسبق. أقول وأعيد وأزيد: أتحدى هؤلاء أن يعودوا للحلقات المذكورة: "خاطبهم كأطفال"، "أكل زيد لحم الكلب"، "ألغى الشاش من سرق المليون"، "الشفرة الوراثية المحيرة"، "طول المهد الوراثية"، وأي حلقة من حلقات رحلة اليقين، ويروا كيف أننا نقدم في البداية بمقدمة علمية محكمة بفضل الله تعالى لم نرَ ردوداً عليها تحتاج وتستحق أن يرد عليها، ثم بعد ذلك نبين مدى خطورة الانبهار بالعلم الزائف والذي أصبح الآن يسرب لأطفالنا مبكراً، مش بس بالمناهج الدولية والبرامج الدولية، بل وأيضاً في البرامج الحكومية لكثير من بلاد المسلمين كما سنبقى نبين بإذن الله تعالى.

ختاماً يا كرام نعيد ونؤكد: كن قوياً بالحق الذي عندك، وبلاش تطبطب الزيادة، تظهر بمظهر المسلم الكيوت الزيادة عن اللزوم على حساب الحق. كن عزيزاً بالحق الذي آتاك الله إياه، وبإذن الله تعالى ستكون مناراً للهدى وستكون دالاً على الخير وستحيي العزة في نفوس إخوانك المسلمين. نسأل الله عز وجل أن يهدينا جميعاً ويهدي بنا وأن لا يفتننا وأن لا يفتن بنا. وسعدنا بصحبتكم في هذه الدقائق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.