→ عودة إلى مرئيات

رسالة مؤثرة تحيي الأمل في الزواج والأسرة

١٣ يناير ٢٠٢٥
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم ورحمة الله أيها الكرام.

جاءتني رسالة من إحدى الأخوات فأحببت أن أشارككم إياها لفائدتها. مناسبة الرسالة هي أن الأخت كانت أرسلت لي من سنوات تسألني عن شاب أعرفه تقدم لخطبتها، فذكرت لها ما أعرفه عن هذا الشاب الذي لم أرَ منه إلا خيرًا. فأرسلت لي مؤخرًا تشكرني على تشجيعي لها على قبوله زوجًا.

واستأذنت الأخت أن أرسل رسالتها لزوجها ليطيب خاطره بها فأذنت، واستأذنتهما كذلك أن أنشر الرسالة على العلن مع إخفاء الأسماء حفاظًا على الخصوصية فأذنا.

لماذا أشارككم هذه الرسالة؟

طيب لماذا أشارككم الرسالة؟ لأكثر من سبب حقيقة:

إشاعة النماذج الطيبة

أولًا: لأننا في حاجة ماسة إلى إشاعة النماذج الطيبة في مجتمعاتنا المسلمة. فالذي يطفو على السطح عادة هو المشاكل الأسرية والنزاعات بين الزوجين، ويتم تسليط الضوء الإعلامي على هذه النماذج. والنتيجة هي نفور كثير من الشباب والفتيات عن مبدأ الزواج وتقبيح مؤسسة الأسرة في أعينهم.

وتأتي السينما والمسلسلات ومواقع النت لتسلط الضوء على هذه النماذج، بينما هل ترى في المقابل حديثًا عن أسرة مستقرة متوادة متراحمة وأزواج متحابين؟ قليلًا جدًا ما نسمع عنهم مع أن هذه الأسر موجودة.

صفات الزوج المناسب

ثاني سبب لمشاركتكم هذه الرسالة هو ليعرف الفتيات ما صفات الزوج المناسب الذي يحقق لهن السعادة والطمأنينة بالفعل، ويكرمها ويصونها في هذا العالم الذي طغت عليه الماديات والمقارنات بالدرهم والدينار. الصفات التي ذكرتها الأخت في زوجها صفات رائعة زادتني له محبة وتقديرًا، فأحب لشبابنا أيضًا أن يتحلوا بها.

سعادتي بالرسالة

ثالث سبب لقراءة رسالة الأخت هو أني سعيد بها.

رسالة الأخت

تقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله هي بداية كل خير، بسم الله الرحمن الرحيم هي أمان وبشارة. حياك الله دكتور إياد.

هذه رسالة أكتبها بعد مرور سنوات من استشارتي إياك وتزكيتك لزوجي فلان، وقولك أنك تتحمل تبعات تزكيتك فيه ولا تزكي على الله أحدًا. من باب من لم يشكر الناس لا يشكر الله، ومن باب رد الفضل إلى أهله، فهذه رسالة شكر وتحديث بالنعمة.

فكما طلبت منك استشارة مترددة متخوفة، أردت أن تكون هذه رسالة شكر وطمأنة وإن تأخرت. فإني أشهد الله أني ما رأيت من فلان -يعني زوجها- أني ما رأيت من فلان إلا خيرًا. وكنت قبل سؤالي إياك عنه صليت ركعتين استخارة ولجوء لله بأن يبلغني الله مرادي مما أردت معرفته عنه من صفات فيه، ولم أكن أعلم كيف لأحد أن يخبرني بها. فإذا بالجواب منك يكون نفسه ما أردت أن أسأل عنه تفصيلًا وردًا على كل ما في نفسي. فأسأل الله أن يكتب لك تبعات تزكيتك تلك.

فما رأيت من زوجي إلا الخير والحياء والمروءة والحفظ والرفق والخلق العالي. يساندني في كل خطوة أخطوها للخير، جبلًا شامخًا أستظل به وأستند عليه، لا يحقرني ولا يظلمني ولا يشتمني. إن رأى خيرًا أكبره، وإن رأى خطأً صحّحه، وإن رأى زلةً تغافل عنها. حسن المعشر، طيب اللسان. والأمر الأهم والمركزي أني أحسبه وقافًا عند كتاب الله.

رأيته زوجًا رفيقًا معينًا على كل أبواب الخير والتزود من البرامج العلمية، واسع الصدر، سريع الصفح، وأبًا حنونًا حازمًا فيما أحسبه. والنبي صلى الله عليه وسلم جعل محل الخيرية في من كان خير الناس لأهله، وأشهد الله أن زوجي خير الناس لأهله.

وإني أسعى في التحديث بنعمة الله علي في زوجي، والفخر بطاعتي لأمره واحترامه واستئذانه في كل أموري.

بالمناسبة، زوج الأخت أخبرني أنها كانت قد استأذنته في أن ترسل هذه الرسالة لي، رسالة شكر فقط على أن كنت سببًا في الجمع بينهما، وهو ما كان يعرف التفاصيل أنها ستثني عليه بهذا الشكل. لكن محل الشاهد أنها استأذنته في مراسلة رجل أجنبي عنها، وهذا هو الأصل يا كرام حتى ولو كان داعيًا، هذا هو الأصل.

نتابع رسالة الأخت تقول: "وإني أسعى في التحديث بنعمة الله علي في زوجي، والفخر بطاعتي لأمره واحترامه واستئذانه في كل أموري. وأقول أمام كثير من صديقاتي أن الله أكرمني بأعظم نعمة بعد الإسلام وهي نعمة زوجي المعين لي على طاعة الله. وقد كنت أشرق قبله بغربة في الدين شديدة، وكنت أدعو الله دائمًا أن يرزقني الله برجل يحب الله ورسوله بصدق ويحبه الله ورسوله، وأحسب أن الله قد آتاني سؤالي. وأدعوه سبحانه وبحمده أن يُديم ولاية زوجي علي، أن يُديم ولاية زوجي علي إلى أن يجمعنا سبحانه في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

وبيّان آثارها على الفتاة خاصة أمام من استشعرت فيهن نزعات نسوية والإعراض عن الزواج وتشويه صورة القوامة والتقليل من شأن الزواج وبناء الأسرة، وأسأل الله الهداية لي ولهن. وعيد قالت: كما أني أكثر من الحديث عن هذه النعمة وبيان أثرها على الفتاة خاصة أمام من استشعرت فيهن نزعات النسوية والإعراض عن الزواج وتشويه صورة القوامة والتقليل من شأن الزوج وبناء الأسرة، وأسأل الله الهداية لي ولهن.

هذه الشهادة لله أولًا ثم لعلها تكون من رد المعروف لأهله، وأنك كنت سبب خير في بناء تلك الأسرة التي هدفها ودعوتها: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 128]. وأسأل الله أن يتم النعمة بتمام استجابة الدعوة وأن يكتب لك الأجر. والسلام عليكم ورحمة الله."

خاتمة وتأملات

بالمناسبة يا كرام، الأخ المذكور هو ممن يحمل هم الأمة ويتابع أخبارها ويتحرق لنصرتها، لكن مع ذلك فهو على الصفات التي سمعتموها من الأخت الكريمة. وهذا نموذج جميل يحتذى، أن عيشك لهموم أمتك وسعيك في نصرتها يجب أن لا يمنعك من إحاطة أسرتك بالحنان والرفق والإكرام. ففي مثل هذه المحاضن تنشأ النفوس السوية التي يعول عليها بإذن الله أن تنقذ الأمة مما هي فيه.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكرم هذين الزوجين ويديم عليهما الراحة والطمأنينة والسكينة والمودة والرحمة، وأن يجعل ذلك عامًا في بيوت المسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله.