موظفة حسنة المظهر: تسليع المرأة
السلام عليكم. "مطلوب موظفة حسنة المظهر"، هذه من العبارات المنتشرة التي تعني ببساطة: مطلوب أنثى نتاجر بأنوثتها، نكسب المال من جمالها، أنثى نستخدمها لترويج سلعتنا التجارية. أنثى لا يهمنا دينها ولا عقلها ولا أخلاقها، وإنما شكلها وقشرتها الخارجية.
هذا هو ما يسمى بالـ "Woman Objectification" أو تسليع المرأة، أي استخدامها كسلعة، كشيء للمتاجرة لا كإنسانة. وقد تحدثنا عن هذا في حلقة "تحرير المرأة الغربية"، وكيف أصبحت الغربيات يعانين منه ويحسسن بالعار والتفاهة والأمراض النفسية من تفشيه في مجتمعاتهن، وهو خطوة إلى التسليع الجنسي للمرأة.
عندما شرع الإسلام الحجاب، فالرسالة التي يحملها الحجاب يا إخواني الرجال هي: "أنا أختكم في الله، أتعاون معكم على البر والتقوى، يهمكم مني ديني وأخلاقي لا جمالي وأنوثتي، فهذه أحتفظ بها لزوجي". وهذا الحجاب يحمل رسالة لمرضى القلوب تقول: "لا تطمعوا فيّ، فأنا أعز وأكرم من عبثكم وتسليعكم الجنسي".
أمثلة ودعوة للتغيير
ما حملني على نشر هذه الكلمة هو رسالتان وصلتا اليوم:
الرسالة الأولى: منشور آلاء الشافعي
الرسالة الأولى هي منشور للأخت آلاء الشافعي تقول فيها: "من فترة شفت إعلان يبدأ بمرتب ست آلاف جنيه، وكان في شروط معينة. بعثت وطلبت تفاصيل أكثر، شرط أساسي: خلع الحجاب، اللبس الرسمي: ميني جيب وقميص مفتوح".
هذا موقف واحد من مئات المواقف التي تتعرض لها البنات يومياً للتحرش في سوق العمل تحت شعار "موظفة حسنة المظهر". ومؤخراً، الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم العقلة يقول إنه تلقى اتصالات عديدة من نساء يتعرضن للابتزاز الأخلاقي من مدراء في دوائر ومؤسسات.
الرسالة الثانية: تغريدة الأمم المتحدة
الرسالة الثانية هي تغريدة للأمم المتحدة الفرع العربي نشرت أول أمس تقول: "آن الأوان للتوقف عن محاولة تغيير المرأة والبدء في تغيير الأنظمة التي تحول دون تحقيق إمكاناتها". وكأن التغريدة تقول: "آن الأوان لعدم الاكتفاء بالمحاولات الناعمة لجعل المرأة المسلمة تتعرض لما تعرضت له الغربية، وإجبارها وإجبار المجتمع على ذلك بقوة القانون". وهو نفس ما تكلمنا عنه باستفاضة في حلقة "رامبو ينقذ مسلمة".
أيتها المطالبات بحقوق المرأة، إن كنتن تقدرن المرأة بالفعل ويهمكن حقها والدفاع عنها، فمثل هذه الإعلانات تشكل إساءة من أسوأ الإساءات، وينبغي مكافحتها وأن تقلن لأصحابها: "إيش بدك بحسنة المظهر ومظهرها يا قليل الحياء؟". المرأة ليست سلعة تتاجرون بها، المرأة إنسانة مكرمة كرمها ربها وليست سلعة تجارية. والله المستعان، والسلام عليكم ورحمة الله.