→ عودة إلى مرئيات

سوريا .. للقصة بقية

٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم.

الوضع الراهن في سوريا والمكر الخفي

فلول الفأر الهارب في سوريا، مدعومين من قوى عربية وعالمية، يعملون الآن على محاولة تدمير البلاد من جديد. وستجد كثيرين يمدون اليد لمصافحة النظام الجديد، ويعملون على طعنه من وراء الكواليس. المكر شديدٌ شديد، وكل قوى الاستعباد، وهي أنظمة العالم عموماً، مصلحتها أن تسخط النظام الجديد أو تبتزه لتضمن تبعيته.

أمام هذا كله، لا ينجي أهل الشام إلا أمور.

سبل النجاة لأهل الشام

أولاً: الاعتصام بحبل الله والمرجعية الشرعية

أولها: اعتصامهم بحبل الله، وأن تكون كل تحركاتهم بمرجعية شرعية متجردة، تبحث عن مراد الله لتلتزم به، وليس اتخاذ القرار أولاً ثم تطويع النصوص الشرعية لتناسبه. "إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده، وعلى الله فليتوكل المؤمنون".

ثانياً: إدراك صعوبة المرحلة واستمرار التحديات

ثانياً: إدراك صعوبة المرحلة، وأن المشكلة ليست محصورة في الفأر الهارب، وأنه وإن كان قد سقط إلا أن قوى العالم التي كانت تدعمه بشكل علني أو ضمني لا زالت موجودة وحريصة على إعادة الشام لقيود بشار جديد. فالحرب لم تنتهِ بعد.

لكن فرقٌ كبير بين أن يكون الأصل البحث عن الحكم الشرعي بصدقٍ لالتزامه، والتوسيع حيث يوسع، والتقييد حيث يقيد، وفي المقابل أن يحس المسلم بالتحلل الكامل من الضوابط الشرعية تحت عنوان المصلحة والمسايسة.

فرقٌ كبير بين أن تُستجلب معية الله تعالى الرحيم الحكيم القوي النصير في كل خطوة تخطوها، وفي المقابل أن تعفي نفسك من استجلاب هذه المعية وتودعها مرحلياً بذريعة حسن المقصد. وكلٌ في ذلك حسيب نفسه، يعلم منها على أي الحالتين هو، "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".

والله يا إخواننا، أنتم في أمس الحاجة إلى معية الله، وأن لا يكلكم إلى أنفسكم طرفة عين. "إذا لم يكن من الله عونٌ للفتى، فأول ما يقضي عليه اجتهاده".

أنظار كل المسلمين تتعلق بكم، وترجو أن تكونوا بداية مجد جديد يخلصهم مما هم فيه، وقوى كل الكفر والمنافقين تمكر بكم.

ثالثاً: التزام أمر الله عصمة من الاستعباد

إدراك أن التزام أمر الله ليس تكليفاً ثقيلاً نضطر لدفعه ولو أضاع حالة الحرية، بل هو العصمة الوحيدة من عودة الاستعباد. يعني البعض يتكلم وكأنه يقول: "معلش خلينا نعمل بعض الأشياء التي قد تكون مرفوضة شرعاً حتى لا نخسر مكتسبات التحرير". والحق أن التحرير لن يستمر بغير معية الله تعالى والتزام أمره.

مرة أخرى، لا يعني هذا أن نشق على أنفسنا وعلى الناس ونفتح علينا جبهات شر لا قبل لنا بها، لكنه يعني الصدق في تحري مراد الله تعالى.

رابعاً: الاتعاظ بنماذج التنازل

خامساً: الاتعاظ بنماذج ممن تنازلوا وحاولوا استرضاء قوى الشر ولو على حساب دين الله، فطمعت بهم وانقلبت عليهم كما حصل في مصر وتونس.

سادساً: الرحمة مع إخوانكم المسلمين

سادساً: الرحمة مع إخوانكم المسلمين، سواء الموافقين منهم أو المخالفين. "فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم". "أشداء على الكفار رحماء بينهم".

وصوتٌ قد يكون فيه حقٌ يعصمكم من التمادي في الأخطاء، فإياكم أن تفرطوا فيهم أو تقسوا عليهم أو تعاملوهم بأسوأ مما تعاملون به الأسافل المنادين بالعلمانية ويريدونها عوجاً وعبوديةً للنظام الدولي وأذياله من جديد.

هذه هي الأمور التي بها نجاتكم ممن يريد أن يتخطفكم في هذه المرحلة الحرجة يا أهل الشام.

خاتمة وتذكير

وأذكركم ختاماً بقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف".

وأقول لعموم المتابعين: لا تركزوا الآن على سؤال هل حقق القائمون على الأمر في سوريا ذلك أم لا مما ذكرناه؟ وإنما على التواصي بهذه المعاني والحض عليها. نسأل الله أن يوفق إخواننا في سوريا للعمل بها، ولطاعته وتطلب مرضاته، وأن يقيهم شر كل ذي شر، وأن يكتنفهم برحمته، ولا يكلهم إلى أنفسهم طرفة عين.

والسلام عليكم ورحمة الله.