الحلقة 7 - الحمد لله على أنه لم يعطني ما تمنيت!

<formatting_plan> The user wants to format an Arabic transcript of an Islamic educational video. I will structure it with headings and subheadings, break down paragraphs, correct minor transcription errors, and ensure all content remains in Arabic.

Here's a breakdown of the planned sections:

1. مقدمة: البلاء ومحبة الله (Introduction: Affliction and Love for Allah)
   • Explanation of how affliction affects the believer vs. the heedless.
   • Ibn Ata'illah Al-Sakandari's quote on understanding affliction.
2. فهم حكمة المنع (Understanding the Wisdom of Withholding)
   • The concept that withholding can be a greater gift.
   • Ibn Al-Qayyim's perspective on Allah's favor in what He withholds.
   • The key to understanding: certainty in Allah's wisdom and acknowledging one's own ignorance.
3. تجربة شخصية: الحمد لله على ما لم أتمنه (Personal Experience: Praise be to Allah for what I didn't wish for)
   • The speaker's personal journey through imprisonment and his initial wishes.
   • Realization that the prolonged affliction was more beneficial.
   • His current joy that his wishes were not granted.
4. آفات خفية في التعامل مع النعم (Hidden Afflictions in Dealing with Blessings)
   • Ibn Al-Qayyim's quote on disliking a blessing and seeking something else.
   • How Allah guides the servant to see the blessing in their current state.
5. البلاء يفتح آفاق الفهم (Affliction Opens Horizons of Understanding)
   • The practical understanding gained through experience (Muawiya's saying).
   • How affliction reveals the missing link in a da'ee's personality.
   • The spiritual openings for those imprisoned in Allah's path.
6. كلمات سيد قطب عن البلاء (Sayyid Qutb's Words on Affliction)
   • Quoting Sayyid Qutb on the necessity of affliction for nurturing souls and testing resolve.
   • The Quranic verse (Al-Baqarah 155) on trials.
   • The role of affliction in making faith precious.
7. حكمة الله في اختيار نوع البلاء (Allah's Wisdom in Choosing the Type of Affliction)
   • How hardships awaken hidden strengths.
   • The wisdom behind the affliction of callers to Islam (Du'at).
   • The impact of sacrifice on the words of a da'ee.
8. حدود إدراك الحكمة الإلهية (Limits of Perceiving Divine Wisdom)
   • Acknowledging that human understanding of divine wisdom is limited (Quranic verse: Al-Isra 85).
   • Allah's mercy in revealing some wisdom to reassure hearts.
   • The specific wisdom in the type of affliction chosen for a da'ee (e.g., imprisonment).
9. خاتمة (Conclusion)
   • Summary of the episode: trust in Allah's wisdom.
   • Teaser for the next episode.
   • Closing salutation.

I will ensure correct Arabic grammar and spelling, especially for Quranic verses and scholarly quotes.## مقدمة: البلاء ومحبة الله

البلاء يزيده البلاء يقيناً لحكمة الله. إذن البلاء ذاته يعكر على محبة الغافل لله، لكنه يزيد محبة المؤمن لله عز وجل. قال ابن عطاء الله السكندري: "متى فتح لك باب الفهم، عاد المنع عين العطاء. متى أعطاك أشهدك بره، ومتى منعك أشهدك قهره. فهو في كل ذلك متعرف إليك ومقبل بوجود لطفه عليك. إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه".

فهم حكمة المنع

إذن قد تُحرم من نعمة، فإن وفقك الله عز وجل للتفكر في حكمته عندما حرمك، فإن هذا التفكر سيعود عليك بعطايا هي أعظم بكثير مما حُرمت منه، وسترى أن الله تعالى يعرفك بأسمائه وصفاته من خلال هذا البلاء. أما الذي لا يرى البلاء إلا شراً محضاً، فمصيبته في قلة التفكر وقلة فهم حكم الله تعالى.

قال ابن القيم: "ولو أنصف العبد ربه، وأن له بذلك، لعلم أن فضل الله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها أعظم من فضله عليه فيما آتاه منها، فما منعه إلا ليعطيه".

المفتاح للتفكر والفهم هو أن توقن أن لله عز وجل في كل شيء حكمة. تجاوز الشك في وجود الحكمة، أيقن بحكمة الله ثم تفكر: ما هي هذه الحكم؟ وستفتح لك حينئذ كنوز عظيمة. والمفتاح الآخر أن توقن بجهلك في مقابل حكمة الله تعالى: ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.

تجربة شخصية: الحمد لله على ما لم أتمنه

كنت أتمنى أن يتوقف البلاء عند هذا الحد وأعود إلى حياتي كالمعتاد. قبل تحويلي إلى السجن كنت أتمنى أن لا أُحوَّل، وقبل المحاكمة كنت أتمنى أن لا أُحاكم، وقبل الحكم علي كنت أتمنى أن لا يُحكم علي، وقبل صدور قرار نقض الحكم الذي أُفرج عني على إثره كنت أتمنى أن لا تطول هذه المدة الفاصلة بين الحكم ونقضه، ولكنها طالت.

وفي كل مرحلة كنت أظن أن الأَنفع لي أن يقف البلاء عند هذا الحد، لكني في كل مرحلة كنت أكتشف أن استمرار البلاء كان أنفع لي من توقفه. والآن لو سُئلت: لو أن كل هذا الذي حدث لك لم يحدث، هل تتمنى يا إياد لو أن كل هذا الذي حدث لك لم يحدث؟ فجوابي: لا والله، بل أنا سعيد والحمد لله. أنا سعيد أن الله تعالى لم يحقق لي ما تمنيته ودعوت به من الخروج المبكر من الأسر، بل اختار لي سبحانه وتعالى بحكمته ورحمته أفضل من اختياري لنفسي. أحمد الله تعالى على أن استمرت نعمة البلاء هذه المدة الطويلة لأقطف منها الهدايا الربانية العظيمة التي أحدثكم عنها.

آفات خفية في التعامل مع النعم

قال ابن القيم: "ومن الآفات الخفية العامة أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له، فيملها العبد ويطلب الانتقال منها إلى ما يزعم لجهله أنه خير له منها، وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه".

ثم قال: "فإذا أراد الله بعبده خيراً ورشداً، أشهده أن ما هو فيه نعمة من نعمه عليه، ورضاه به، وأوزعه شكره عليه". والحمد لله وصلت إلى هذه المرحلة في أواخر بلاء السجن. لم تعد المسألة صدراً فحسب، كنت أفهم بعض الحكم من ذلك لكني كنت أتمنى أن يطمئن قلبي أكثر. كنت أفهم جانباً من الحكمة نظرياً لكني بتجربة البلاء فهمتها عملياً.

البلاء يفتح آفاق الفهم

إذا ابتليت ووفقك الله تعالى للفهم، فسترى مصداق قول معاوية رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري: "لا حكيمة إلا ذو تجربة، لا حكيمة إلا ذو تجربة". سترى كيف أن من يعمل للإسلام تبقى في شخصيته حلقة مفقودة لا تكتمل إلا بالتضحية عندما يقدم الثمن دعوته. سترى كيف أن الله تعالى يفتح على الأسير في سبيله فتوحات ما كانت تخطر بباله خارج السجن. ستفهم حينئذ كل كلمة من كلمات سيد قطب التالية، كلمات عظيمة جداً.

كلمات سيد قطب عن البلاء

سيد قطب الذي حُبس وأُعدم في سبيل الله تعالى قال: "فلا بد من تربية النفوس بالبلاء، ومن امتحان التصميم على معركة الحق بالمخاوف والشدائد وبالجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات". قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.

لابد من هذا البلاء ليؤدي المؤمنون تكاليف العقيدة كي تعز على نفوسهم لمقدار ما أدوا في سبيلها من تكاليف. والعقائد الرخيصة التي لا يؤدي أصحابها تكاليفها لا يعز عليهم التخلي عنها عند الصدمة الأولى. فالتكاليف هنا هي الثمن النفيس الذي تعز به العقيدة في نفوس أهلها قبل أن تعز في نفوس الآخرين. وكلما تألموا في سبيلها وكلما بذلوا من أجلها كانت أعز عليهم وكانوا أظن بها. كذلك لن يدرك الآخرون قيمتها إلا حين يرون ابتلاء أهلها وصبرهم على بلائها.

حكمة الله في اختيار نوع البلاء

انظروا ماذا قال رحمة الله عليه؟ قال: "فالشدائد تستجيش مكنون القوى ومدخور الطاقة، وتفتح في القلوب منافذ ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن إلا تحت مطارق الشدائد". إذن هذه من حكم الله تعالى في ابتلاء الدعاة. صحيح أنهم لو بقوا خارج السجن لربما تمكنوا من مخالطة الناس وقراءة المراجع وبث المؤلفات أكثر، لكن الله تعالى يريد أن يخلص نياتهم ويبث الحياة في كلماتهم. فكما قيل: "فعل رجل في ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل في رجل". إذا بقي الداعية ينظر ويتكلم ولم يضحي لن يكون لكلماته الأثر المرجو.

حدود إدراك الحكمة الإلهية

لا يعني هذا أنك ستحيط بحكمة الله تعالى كلها في البلاء أو أن لك أن لا تحسن الظن حتى تدركها، فالله تعالى قال: ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾. فلم تدرك إلا قليلاً من حكمة الله تعالى، لكنه سبحانه وتعالى بحكمته ورحمته أطلعك على شيء من هذه الحكم ليطمئن قلبك.

انظر إلى حكمته سبحانه وتعالى في اختيار نوع البلاء. الداعية قد يظن أن الأنسب له أن لا يُحبس حتى لا يضيع وقته وحتى يوظف طاقاته في دعوة الناس، لكن الله تعالى اختار نوعاً مناسباً لهذا الداعية: السجن، وفيه فوائد عظيمة جداً التي أحدثكم عنها. يسهل علينا فهم هذه المعاني في البلايا الخفيفة نسبياً، لكن القلب قد يساوره الشك عندما يرى أناس يُبتلون بلايا عظيمة جداً. سنتكلم عن هؤلاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى.

خاتمة

خلاصة هذه الحلقة: ثق بحكمة الله في ابتلائك وستفتح لك حينئذ كنوز عظيمة.

والسلام عليكم ورحمة الله.