.السلام عليكم ورحمة الله.
مقدمة
فاكرين هذا الشاب اللي اعترض علينا لما عبرنا عن رفضنا لقانون الطفل؟ كثير من اعتراضاته تم الإجابة عنها في الحلقات الستة اللي نشرناها حتى الآن. تعالوا نجيب عن باقي اعتراضاته في هذه الحلقة.
الرد على الاعتراضات حول قانون الطفل
مفهوم الضرب في القانون
"إيش ما له قانون الطفل؟ زعلانين عشان بيمنع ضرب الأولاد؟ هلأ عاد بدكم الآباء المجرمين يضرب اللي واحد فيهم ابنه لحد ما يتصبغ وجهه ولا يمكن يكسر إيده ولا رجله؟"
لا لا، الضرب هذا أنتم بتذكروه للتهويش. القانون بيحاول بحيث إذا قربت عليها تقفز كل ضباع وذئاب وثعالب الأرض لتتدخل، وبتحولك أنت وابنك وبنتك إلى أعداء. وبعدها بيجوا ذئاب الأرض يحكموا بينك وبين ابنك.
ركزوا معي جيدًا إيش اللي بيعمله القانون؛ لأنه هذا بينسحب على باقي النقاط اللي راح نناقشها.
تحويل الأبناء لقنابل موقوتة
أول خطوة: تحويل الابن والبنت لقنابل موقوتة. بيقول القانون في المادة عشرين: "للطفل الحق في حمايته من كافة أشكال العنف أو إساءة المعاملة أو الإهمال أو الاستغلال أو الاعتداء على سلامته البدنية أو النفسية أو الجنسية أو احتجازه أو القيام بأي عمل ينطوي على القساوة ومن شأنه التأثير على توازن الطفل العاطفي أو النفسي."
أيوه! مين اللي له الحق حسب القانون يعرف هذه المفردات ويعرف إذا أنت عرّضت ابنك لأي من هذه الأشياء؟ بيكمل البند: "وتتخذ الجهات المختصة الإجراءات الوقائية لذلك." مين؟ "وتتخذ الجهات المختصة الإجراءات الوقائية اللازمة لذلك."
الجهات المختصة ومرجعيتها
الجهات المختصة هذه العبارة اللي تقطر سمًا كما بيّنا. علشان تعرف مين هي الجهات المختصة اقرأ المادة اثنين في أول القانون: "تعني عبارة الجهات المختصة حيثما ورد النص عليها في هذا القانون كل جهة عامة أو أهلية أو خاصة معنية بالطفل أو مكلفة بتقديم خدمات له وفقًا للتشريعات النافذة."
كل جهة عامة أو أهلية أو خاصة، هكذا على الإطلاق بلا أي قيد أو شرط وبلا أي مرجعية من شريعة رب العالمين. وإيش دخل هذه الجهات الخاصة المجهولة بيني وبين ابني وبنتي؟ هذه العبارة "كل جهة عامة أو أهلية أو خاصة" إيش بتعني؟ تعني أنه أنت كأب وأنتِ كأم أقل ناس على وجه الأرض إلكم حق في تربية أبنائكم.
مين أول ناس إلهم الحق؟ طبعًا الأمم المتحدة وتفريخاتها ومؤسسات المجتمع المدني الممولة منها ومن الدول الغربية والمنح الكندية والنرويجية والإسبانية وأركس فونديشن داعمة الشواذ. هذه الجهات المانحة اللي لا دينهم دينك ولا أخلاقهم أخلاقك.
الجهات المختصة تشمل كل هذه الجهات اللي راصدة ميزانيات وصار لها سنوات طويلة بتعمل وبتؤسس وبتنعقد مؤتمرات من تحت إشرافها وبتشتري ذمم، بينما حضرتك مش داري ويمكن مكسل تعرف أكثر عن القانون.
كل جهة عامة أو أهلية أو خاصة تشمل المؤسسات والمكاتب اللي بتفاخر بعدد القضايا المقدمة ضد الآباء في المحاكم؛ لأنها بتقبض المزيد عليها من المال المسموم. وشفنا كيف أنه الأمم المتحدة، اللي هي طبعًا على رأس الجهات المختصة حسب تعبير قانون الطفل الفضفاض، بتحرّض بنات الخمسة عشر سنة أنهم يهربوا من بيوت أهليهم وما يرجعوا إليها أبدًا عشان تعيش لوحدها مع عشيقتها تمارس الفاحشة معها في نفس البيت مع الشواذ الذكور كمان.
تأثير القانون على حماية الأبناء
هذه هي الجهات المختصة اللي مش راح نتكهن ولا نحلل عشان نعرف كيف راح توظف نصوص قانون الطفل، وإنما بنعرف من سجلها اللي عرضناه لكم وصدمكم. هذه الجهات المختصة وبالتدريج إذا شافتك بتحمي ابنك أو بنتك من الزنا فراح تيجي تدخل لحمايتهم؛ لأنها بتعتبر عملك هذا اعتداء على السلام النفسية والجنسية لأولادك، خاصة وأن منظمة الصحة العالمية بتأكد أنه من حقهم الحصول على تجارب جنسية ممتعة. فكيف بدك تحرم ولادك من حقهم؟
عند هؤلاء الأولاد العاقين فتُلغى فكرة الزواج وإنشاء أسرة. إذا شافتك الجهات المختصة بتحمي أولادك من الذهاب إلى أماكن الفجور وفعاليات تلويث الفكر ونشر السعار الجنسي فراح تعتبر هذا احتجاز لابنك. إذا علّمت أولادك أن العلاقات بين الجنسين لازم تكون شرعية وأن العلاقات الغرامية دون زواج مضرة ومهلكة في الدنيا والآخرة فرح تقفز الجهات المختصة وتقول لك هذا من شأنه التأثير على توازن الطفل العاطفي أو النفسي.
إذا لما ينتشر البزنس تاعهم للتحول الجنسي، حبت بنتك بعد ما تسمم فكرها بسمومهم وأقنعوها أنه أنت ذكر محبوس في الجسم الغلط، وأقنعوها أنها تعمل عملية جراحية وتاخذ هرمونات تدمر صحتها، فممنوع تدخل أنت وتمنعها؛ لأنك بذلك تخل بتوازنها النفسي. لا تنسوا أن الجهات المختصة راح تشمل سيكاس والإي بي بي أف اللي مرجعيتهم كنزي مغتصب الأطفال. هذه من الجهات المخوّلة أنها تتخذ الإجراءات الوقائية اللي بتحمي ابني وبنتي مني إذا حاولت أحميهم من سعار هذه الجهات المختصة وأمراضها.
ولاحظ هذه الجهات مش راح تستنى على بال ما تقوم أنت بأي من هذه المخالفات، لا يمكن شايفتك أب متزمت فمن حقها تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة لذلك، يعني لحماية طفلك منك كما ينص القانون. وبنصير زي السويد اللي ممكن تسحب الولد أو البنت من الوالدين إذا اكتشفوا إنهم بعلموهم ثقافة الشرف.
المجلس الوطني لشؤون الأسرة
كل هذه السموم ما كفت اللي وضعوا القانون فراحوا أضافوا في المادة ثلاثين: "يتولى المجلس الوطني لشؤون الأسرة إعداد التقارير الدورية المتعلقة بحقوق الطفل الواردة فيه، وله في سبيل ذلك تشكيل اللجان المختصة والفرق الوطنية والاستعانة بأي جهة، ويتم تقديم تلك التقارير إلى مجلس الوزراء."
اللجان المختصة وأي جهة، يعني كل ذئاب وضباع الأرض ممكن إشراكهم حسب القانون في الرقابة لمتابعة تنفيذ القانون. فلا تيجي تهوشلي بموضوع الضرب المبرح للأبناء.
التربية الإسلامية كحل
طبعًا مجتمعاتنا فيها مشاكل، لكن سبب المشاكل هو البعد عن شريعة رب العالمين والغرقان في النجاسة. ما بيجي يطهرنا من هذه المشاكل واللي بيصوغوا الاتفاقيات الدولية وعرابوها من بني جلدتنا هم جزء من المشكلة مش جزء من الحل. كل مشاكلنا كمسلمين بنحلها من داخل منظومتنا الإسلامية، بـ "قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم" مش بتدخل الجهات المختصة اللي بدها تدمر الأسرة وتحول المجتمع إلى أفراد بحيث يسهل تحويل الأبناء والبنات إلى عبيد للسعار الجنسي، سلع أو مشترين كما رأينا.
حل مشكلة الآباء المتجاوزين للحد في تأديب الأبناء بيكون بالتربية على الخضوع لله في كل علاقاتنا: حاكم ومحكوم، أب وابن، أخ وأخت، زوج وزوجة. التربية على ذلك في البيت والمسجد والمدرسة والجامعة والإعلام، مش بتدمير المناهج والتضييق على الدور التربوي للمساجد وشغل الإعلام بالرقص. بعد ذلك يأتوا بقانون الطفل.
مقارنة بالاستعانة بغير المسلمين
حصل ظلم لبعض الأفراد في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، فتصور لو أن أحدًا قال: الحل هو في أن نستعين قريشًا والأحزاب ويهود بني قريظة وبني قينقاع وخيبر والنضير والغساسنة والفرس والروم، يعني نستعين الأمم المتحدة ليضعوا تشريعات بديلة عن التشريعات التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم حتى نساعد هؤلاء الذين ظلموا من المسلمين. لو واحد قال هذا الكلام بماذا سوف يوصف؟
مسؤولية الآباء
ومع هذا كله، سوء خصومنا لا يعني أبدًا أنه الآباء يأخذوا راحتهم في الإساءة للأبناء على اعتبار أنه "يا ولد ما إلك غيري" وأن "أحسن لك من الأمم المتحدة وأذيالها". بل على العكس تمامًا، هذا الذي رأيناه من خطورة أجنداتهم لازم يخلينا حريصين جدًا جدًا فوق ما كنا حريصين أنه ما نظلم أبنائنا ولا أزواجنا ولا زوجاتنا. المظلمة بتمثل ثغر في حصن الأسرة يتسلل منها هؤلاء.
قضية الحوار والإقناع
"وإذا إيش بتحب تهبد كمان يا شب؟ زعلانين عشان مشروع الطفل اللي بيمنع الأب يضرب بنته إذا شافها بتراسل شب ولا بتطلع مع شب؟ يعني هو الحل في الضرب ولا في النقاش والحوار والإقناع؟ ولا بدكم تطلعوا بنات منافقات؟"
الحوار والإقناع هذه بنحكيها فيما بيننا كآباء متناصحين، مش اللي بيدفع بناتنا نحو الفساد وبيزيل كل العوائق من طريقهم نحو هاوية الانحراف وبيجي يخدرنا بمثل هذا الكلام. علشان نشوف لوين بدهم يروحوا ببناتنا لازم نشوف الصورة الكلية كيف الكلمات الملغومة في قانون الطفل بتمهد لشبيهات بها في اتفاقية الأمم المتحدة اللي نعمل القانون علشانها، وإيش الناتج النهائي في المجتمعات الغربية اللي طبقت فيها هذه القوانين.
غياب الدين والأخلاق في القانون
قانون كامل ما في أي بند عن التربية على الدين والأخلاق، بينما في بند عن حق الطفل في المشاركة في النوادي الترفيهية. المادة 18: "للطفل الحق في المشاركة بالتجمعات والنوادي التي يمارس من خلالها نشاطاته الاجتماعية والثقافية والترفيهية ومزاولة الألعاب والرياضة والفنون بما يتناسب وسنه ودرجة نضجه وفقًا للتشريعات النافذة." بعدها "تكفل الجهات المختصة للطفل ما يلي: واحد اثنين ثلاثة: وضع أسس اختيار وتدريب العاملين في المجالات الترفيهية والتثقيفية أو الثقافية والفنية والعلمية للأطفال."
طيب شفنا عينات من هذه النوادي مثل الجمعية اللي كانت تاخذ أبنائنا من سن ثلاث عشرة لثمان عشرة إلى مسابح ومراقص في الكيان الصهيوني، مع أنه في الظاهرية جمعيات ثقافية واشتكى عليها مدير إحدى المدارس مرارًا ولا تجاوب. حسب القانون بصير الأب ممنوع من أنه يحرم ابنه من الذهاب مع هذه الجمعيات. ما في دين ولا أخلاق بينما هناك إثارة غرائز. إيش النتيجة؟ دفع نحو الفاحشة.
بيجي قانون الطفل يحكي له: "من إيش خايف؟ من إيش خايفة؟ تكون بتعمل إشي غلط؟" الغلط هو اللي بيعرفه القانون على إنه غلط، مرجعيتك مش الإسلام طبعًا. لاحظت كلمة إسلام، دين، قرآن، سنة ما وردت في قانون الطفل بالمرة.
الصحة الجنسية في القانون
كمان إذا تصرفتوا بحريتكم ووقعتوا في الزنا، اللي لسه القانون بيجرمه بشكل عام تجريم ناعم، فأنتم لسه أطفال بتعريف القانون ما دام سنكم دون الثمان عشرة وما عليكم مسؤولية. "خايف حد يطلع لمراسلاتك؟ هيعدلنا لك القانون وخلناها سرية. وإذا أبوك أو أمك أو أخوك الكبير أو أختك حاولوا يطلعوا بس اتصل علينا وبنمرمط لك إياهم. خايف أبوك يعاقبك؟ بنكسر إيده القانون راح يعاقبه. مش عارف كيف تغري الطرف الآخر؟ إحنا بنعلمك في دروس الصحة الجنسية اللي خلناها من حقوقك حسب القانون. وها قد أعددنا برامج برعاية صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن للتعليم الجنسي الشامل، برامج تدريب الأقران بحيث يعلم الشباب والفتيات بعضهم البعض عن الجنس. خايف تحملي؟ ولا يهمك ابنك هذا بنسجله زي ما عدلنا في القانون مؤخرًا ويا ويل اللي بيوقف في طريقك في هذا كله ولا بيفتح ثمه. أبوكي بس دوره يطعميك ويشربك ويصرف عليك."
إذا ردت البنت: "لأ أنا حابة أتزوج بالحلال." ممنوع، ممنوع الزواج تحت الثمان عشرة، ممنوع أنت قاصر. هذه الطريقة هي اللي بتطلع بنات منافقات بل ومجاهرات بالمعصية على طريقة الفتيات الضايعات في الغرب. وبتيجوا بعدها تقولوا لنا حوار وإقناع. أي حوار إذا بدكم تلوثوا أبنائنا وبناتنا بأفكار مسمومة وبتحرضوهم على رفض مرجعية الشريعة وتحليل ما أحل الله وتحريم ما حرم الله بحيث ما بيعود في لغة مشتركة للحوار. بتزرعوا السم بعدين تحكولنا انزع السم بالحوار. أي حوار أنتم بتحرضوا الأبناء على آبائهم وبتخلوها علاقة تحدي ومعاداة.
"إيش بتحب تهبد كمان يا شب؟ زعلانين عشان القانون بيطلب تثقيف الأولاد والبنات عن الحياة الجنسية؟ هلأ عاد بدكم يطلعوا الشاب والبنت لما يتزوجوا يكونوا هبوا بلا مؤاخذة مش عارفين إشي عن الحياة الجنسية فما ينجح زواجهم؟"
ولكم لاحظوا حتى اسمها الصحة الجنسية، يعني بدنا نساءنا يا أخي إيش دخلنا فيهم؟ هم يقصدوا اللي بدهم إياه، إحنا بنفسر الصحة الجنسية في القانون على كيفنا. لأ معلش هذه السذاجة شديدة. الجهات المختصة اللي بيشير لها القانون مجهزة كوادر ومناهج وكتب ومقاطع وإرشادات لتعليم الفواحش، وعندها خبرة طويلة في دخول البلدان المختلفة والتأثير على أهل الأديان المختلفة بالتخفي والتدرج كما رأينا بشكل مباشر ومن خلال وسطاء من منظمات المجتمع المدني المدعومة منها وهي راح تتابع تطبيق القانون وتتأكد من أنه الولد والبنت اتعلموا الجنس بالطريقة اللي بدهم إياها اللي وضعوا القانون. هل عندهم منهاج للصحة الجنسية منبثق من الشريعة ويحقق مقاصدها؟ إذا عندهم يورجونا إياه بدل ما يظلوا يحيلوا على الجهات المختصة اللي شفنا حقيقتها وأخلاقها.
حرية التعبير
"إيش عندك كمان؟ مش عجبكم حرية التعبير اللي بتنص عليها مسودة قانون الطفل؟ بدكم الولد يظل مخروس مكبوت مقموع عشان تظلوا تنفسوا عقدكم النفسية وشعوركم بالنقص فيه المسكين؟"
بيّنا مرارًا وتكرارًا أن الإسلام يكرم الطفل، وفي الوقت ذاته الإسلام مش قائم على الحرية المطلقة بل قائم على طاعة الله تعالى. وبيّنا إنه الدول اللي بترفع شعار الحرية المطلقة كذابة، في النهاية لابد من حدود وممنوعات، لكن الفرق إنه الحدود هذه إما بتكون من البشر فبتصير المسألة استعباد بشر لبشر، أو من رب البشر الحكيم العليم. الفرق إنه في الإسلام هناك مقدسات حقيقية تستحق التقديس ولا يسمح لأحد بانتهاكها، بينما في المنظومات البشرية تصطنع مقدسات وتحدد الحريات للمحافظة عليها.
في الدول الغربية بتلاقي المعلم في المدرسة حر يسمم أفكار الأولاد لإقناعهم بالتحول الجنسي، بينما لما يرجع الولد من المدرسة إذا الأب حاول ينزع هذه السموم يجرم بالقانون وببطل في حرية التعبير. بتلاقي حرق المصاحف والإساءة إلى الإسلام مسموحة باسم حرية التعبير، بينما الحديث عن الشواذ مجرم وببطل في حرية التعبير. وهذا اللي بدها توصلنا الجهات المختصة إله، وشفنا فيديوهاتها الموجهة للمسلمين باللغة العربية كيف أن حرية التعبير عندهم هي تعبير الولد ولا البنت عن كونه شاذ ولا شاذة أو عن رغبته أو رغبتها في تغيير الجنس بعدما لعبوا بعقولهم.
لو في بلد عربي أو مسلم شخص قل أدبه مع مقدسات الدين فممكن يتجاوز عنه باسم حرية التعبير، بينما إذا عبر عن رفضه لنظام الحكم في بلده ببطل في حرية التعبير. فلا تحاولوا تضحكوا علينا بموضوع حرية التعبير.
خصوصية الطفل
"إيش عندك كمان تهبد يا شب؟ مش عاجبكم أن القانون بينص على احترام خصوصية الطفل في مراسلاته؟ بدكم تتجسسوا عليها وتعتبروا خصوصية أطفالكم مستباحة؟ مش التجسس حرام؟"
على حساب مرة أخرى هذا الكلام لما يجي من اللي بيدفع ابني نحو الفساد فهو مسموم. بدك تفسد أبنائنا وتدمر أخلاقهم وتسرقهم منا وتمنعنا نحميهم منك. شفنا كيف الأمم المتحدة بتنتج مواد إعلامية علشان تستدرج بنات المسلمين وتضحك عليهم لحد ما تطلعهم من بيوتهم عشان يصيروا سلعة جنسية بأيدي تجار الجنس، وما بدهم إيانا نطلع على المراسلات الخاصة اللي بيستدرجوا بها أبنائنا وبناتنا.
شفنا كيف أن الجهات المختصة حسب تعبير قانون الطفل الفضفاض تعتبر الأفلام الإباحية جزء من الصحة الجنسية. من سنوات والعقلاء في البلد بيطالبوا بحجب المواقع الإباحية ولا يستجاب لمطالباتهم، بينما إذا الولد دخل مواقع غير مرغوب بها سياسيًا وعلق تعليق مش عاجبهم تيجي جهات معينة وبتمرمطه هو واللي خلفه وبتطلع مراسلاته وحساباته وعلاقاته واتصالاته وما في خصوصية في هذه الحالة. لا تضحك علينا ببند الخصوصية اللي جاي في قانون الطفل ضمن منظومة إفسادية كاملة. من واجبي أحمي ابني وبنتي من مافيات الجنس ومن غسيل الدماغ الممنهج عملاً بقول الله تعالى.
مرجعية القانون للإسلام
"إيش عندك كمان يا شب؟ هاتونا نص واحد في القانون في مخالفة صريحة لديننا الإسلامي وقيمنا الأصيلة. نص واحد."
كل القانون مصادم لديننا ما دام بيجعل المرجعية للجهات المختصة، هذه العبارة المسمومة المكررة في كل مكان من القانون. الجهات المختصة اللي بتحرض البنات على الهروب من مجتمعاتهم المحافظة ومن آبائهم شديدي التدين. كان السر هو أن لي حبيبة زوج أمي كان شديد التدين وكنا نعيش في مجتمع صغير محافظ حيث كان علي إخفاء حقيقتي كنت بحاجة للهرب.
رب العالمين يقول يعني لما يكون هناك أناس لا يقصرون ولا يتوانون ولا يوفرون جهدًا عن إيصال الضرر والمشق إليكم ويريدون دماركم، هؤلاء لا تتخذوهم مقربين تطلعونهم على أموركم وتسندون إليهم بعض المهام. فكيف لما القانون يخلي هذه الجهات المختصة هي المرجعية ويخليها صاحبة قرار وصاحبة حسم ووضع للمناهج وحكم بيننا وبين أبنائنا؟ مش بس بطانة لا، متحكم في حياتنا. هل هناك جريمة أكبر من ذلك؟ هل هناك مخالفة لديننا أكبر من ذلك؟
استهداف المسلمين
"إيش عندك كمان يا شب؟ يعني أنتم فاكرين أنه العالم بيستهدفكم كمسلمين وجاي يحارب دينكم ويدمر أخلاق أولادكم؟ يا أخي العالم مش سائل فيكم ولا شايفكم ولا خايفكم من كثر ما أنتم ضعاف ومتخلفين."
طبعًا رأينا أدلة كثيرة على أن العالم الإسلامي مش بس مستهدف بل وأولوية للمنظمات المعادية للدين والأخلاق مثل وأنه على رأس أولويات مؤسسة أركس ذات الميزانيات الضخمة. وفي دول عديدة تنشر في الشوارع رسومات لنساء محجبات شاذات، وبيعْلَن في وسائل الإعلام الألمانية عن أول مسجد في المنطقة الفلانية يحتفل بالمثليين، وبتنعم المقاطع من الأمم المتحدة وغيرها بتروج للشذوذ بين المسلمين بلغتهم.
أمتنا ضعيفة الآن نعم ضعيفة، لكن بيميزها إنها عندها المسطرة اللي بتذكر البشرية بالفطرة. زي ما قوم لوط قالوا: "أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون." فالعالم الآن قرية صغيرة والحرب العالمية على الفطرة شعارها: "أخرجوهم من عالمكم إنهم أناس يتطهرون." وبما أن إخراج المسلمين من كوكب الأرض غير ممكن، فلازم يقتلوا الفطرة اللي في نفوسنا. المسلمون بالوحي المحفوظ بين أيديهم هم الأمل الأخير للبشرية، هم الملاذ الأخير، فلا بد من تحطيم هذا الأمل وهدم هذا الملاذ وتحطيم معيارية الحق المطلق الهائلة بيننا وبينهم في الأخلاق والكرامة الإنسانية. ولذلك فهو يشكل تهديدًا لخططهم حول العالم مش بس في بلادنا.
نظرية المؤامرة
"إيش عندك كمان يا شب؟ كل إيش بتعملوا منه نظرية مؤامرة، نظرية مؤامرة. الأمم المتحدة عندها قناعات شايفة هي أنه خير للبشرية، مش متفق مع هذه القناعات أنت حر، لكن لا تتهمها بالتآمر علينا."
عرضنا بالتفصيل وبالأدلة الدامغة من مصادرهم أنه المسألة مش قناعات خاطئة بل خطة ممنهجة يستخدم فيها الخداع والتضليل والعلم الزائف والاتجار بالبشر وشراء الذمم والترغيب والترهيب والابتزاز، كل أشكال الغدر والخيانة لصالح الرأسمالية. فالمسألة مش اختلاف قناعات ونوايا حسنة. لا. المسألة مؤامرة بالفعل.
دور الدول المسلمة في الأمم المتحدة
"إيش عندك كمان؟ كمان تعالوا. مش دول المسلمين هي أعضاء في الأمم المتحدة؟ يعني هذه القوانين اللي بيصيغوها مش الكفرة. اللي بيصيغوها زي ما بتدعوا وبتحرضوا الناس. لا. هاي القوانين تصاغ بالتفاهم والتشاور بين ممثلين مسلمين وغير مسلمين من كل دول العالم."
والله عاد بعد اللي شفناه بصير من حقنا نسأل مندوبي دول المسلمة: أنتم شو بتعملوا في الأمم المتحدة؟ وين كنتوا من كتبت هذه الاتفاقيات؟ "إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أكبر." أنتم إما مشاركين في الجريمة أو أنكم بتقضوها نايمين أو على الواتس في جلسات الأمم المتحدة وبتجروا أجيال نحو جهنم وأنتم ما معكم خبر. إيش كنتوا تعملوا؟ ولا دوركم بس أنكم لما تستجوبكم الأمم المتحدة أنه وين وصلتوا في تنفيذ الاتفاقيات تجاوبوهم كالتلميذ الخاضع. هذا عاد عن إن بينا حقيقة الأمم المتحدة ومن يتحكم بها وأنها ما زادت المسلمين في مآسيهم إلا وبالًا.
هشاشة الدين
"إيش عندك كمان يا شب؟ ليش مش عاجبك قانون الطفل؟ خايف على ولادك منه؟ إيش هذا الدين الهش اللي بتربي ولادك عليه ومش قادر تحميهم من شوي التغيير في القوانين؟ ربيهم على الدين واتركهم ويا جبل ما يهزك ريح."
هذا الكلام بيكون تخدير لما يكون طالع من اللي بيقتل عوامل المناعة العقدية والفكرية لدى الأبناء، وبيشغل الأب والأم بالغلاء ولقمة العيش بحيث يتقلص دورهم كثيرًا في التأثير على الأبناء، وبيجي بعديها يسن قوانين بتمنع الآباء والأمهات من تربية الأبناء وبقول لهم ربوهم. المدخلات إلها تأثير وبتغير الأفكار، وإلا فليش بتلاقي الدول بتضبط وبتقنن ما يقال في الإعلام وبتحاسب على المقال وعلى الفيديو؟ قولولها للدول: شو هالدولة الهشة اللي مقالة بتهزها وبتخليها تعاقب؟ أنت يا الدولة الفلانية ربي الناس على اللي بدك إياه ولا تحاسبي اللي بيقول ضد سياساتك ويا جبل ما يهزك ريح. ترضى الدول هذا الكلام؟ طبعًا لا.
الوضع الراهن والقوانين الوضعية
"كمان يعني أنتم وقفت معاكم على مشروع قانون الطفل هذا بالذات؟ مش أنتم نفسكم بتقولوا أنه القوانين وضعية ومخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية؟ إيش اللي جديد في الموضوع؟ حسب كلامكم خربانة خربانة."
طبعًا إحنا مرجعيتنا الوحيدة هي الشريعة، لكن كنا على الأقل نحكي بنسكر الباب على حالنا وبنربي أولادنا ونقيم ما نستطيع من شريعة الله في خاصة أمورنا مستفيدين من وجود بقايا منها في قانون الأحوال الشخصية. قانون الطفل بيكسر الباب علينا وبتدخل في حياتنا الشخصية وفي أولادنا، يعني هو مرحلة متقدمة على العلمانية اللي ممكن تتيح شيء من البيئة الخاصة للتربية. في هذه الحالة باب نقول خربانة خربانة بل نقول هذه آخر تسكوتنا وكسلنا وتخاذلنا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنه صاروا يدخلوا في بيوتنا وبدهم يسرقوا منا أبنائنا، فهذا لازم يخلينا نصحى ومش بس نرفض القانون بل ونعمل على إصلاح الأوضاع وإعادة بناء الحصون اللي كانت مهدومة بما مكنهم إن يدخلوا لحصننا الأول.
انتصار الإسلام
"شو عندك كمان يا شب؟ كمان مش دين الله منتصر والله متم نوره؟ هي شوي التغييرات في القوانين راح تمحوا الإسلام من الوجود يعني؟"
طبعًا الإسلام منتصر لا محالة بعز عزيز أو بذل ذليل، لكن السؤال هو أين سنكون وسيكون أولادنا يومئذ؟ في صف الأعزة أم في صف الأذلة؟ في سفينة النجاة أم في الطريق إلى مزبلة التاريخ؟ إذا سكتنا عن إفساد الأجيال فكم منهم سيهلك ويضيع قبل أن ينتصر الإسلام؟ هل سيكون أبناؤك ممن سيفاخر بهم محمد صلى الله عليه وسلم أم حسرات عليك يوم تدرك أنك سمنتهم للنار؟ فلا تضحكوا علينا بمسألة الإسلام منتصر إحنا عارفين.
المساعدات الأجنبية
"إيش عندك كمان يا شب؟ بدكم الأردن وباقي بلاد المسلمين يرفضوا أي تعديل في القوانين حتى ولو أدى ذلك إلى حرماننا من مساعدات صندوق الأمم المتحدة؟ يعني حضرتكم مستعدين تدفعوا ملايين الدنانير بدل هذه المساعدات الإنسانية يلي الواحد فيكم مش لاقي يأكل؟"
بعد الذي رأيناه من أخلاق ومخططات الذين يسنون المعاهدات الدولية، فالذي يقول لابد من تنفيذها وإلا فقدنا المساعدات الأجنبية هو فعليًا يقول لابد من بيع الدين والأخلاق والكرامة لأجل المال. إذا كنت كذلك فأنت لا تمثل إلا نفسك. أما نحن وعامة الشعب المسلم الأبي ذو الكرامة والمروءة والشهامة والاعتزاز بدينه وتاريخه، فبنقول لك بنبيعك أنت وأشكالك ولا بنبيع ديننا وأخلاقنا وكرامتنا ومستقبل أولادنا. وإحنا كشعب مسلم ما نسينا أن الرزاق هو الله والمعطي والمانع هو الله سبحانه وتعالى.
الرد على المدافعين عن القانون
"إيش عندك كمان؟ الاتفاقيات والأجندات والأخبار والتاريخ الماضي والحاضر عدا عن القراءة الشرعية في الكتاب والسنة. فإذا شيخ أو محجبة أو أي واحد ينتسب للإسلام بدافع عن قانون الطفل بعد كل هذا الكلام فأظن إنه إما جاهل بكل اللي حكيناه وجاي يتفلسف على الآخرين هم ما بيقرأوا، أو إنه من الذين حذرنا الله منهم كثيرًا في القرآن بأنهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 11-12]. والذين قال الله فيهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} [النساء: 60-63]."
اللي بدافع عن قانون الطفل بعد ما بان من أمره فهذا مطعن فيه مش إنه دفاعه حجة لقانون الطفل. وإحنا شفنا كيف مؤسسة آركس مثلًا بتنص على دعم رجال الدين اللي بدافعوا عن الشذوذ، وراح نشوف إن شاء الله كيف اليو أس إيد بتنص على توظيف وتصدير النسويات الإسلاميات لإحداث التغيير اللي بدها إياه الأمم المتحدة. بهذا نكون قد رددنا على هذا الشاب فروح الله يهديك.
خاتمة
وأنا أقول يا كرام هذه سابع حلقة ننشرها في الموضوع. الحلقات الستة الماضية مليئة بالمعلومات والحجج. ليش ما سمعنا واحد من أنصار قانون الطفل بيطلع بيرد على أي من هذه الحلقات وبناقش الحجة بالحجة وبيضحض أدلتنا؟ أو بيقبل بمناقشتنا في مناظرة تبث على كل وسائل الإعلام كما عرضنا؟ "قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟" علم مش شخصنة واجترار أكاذيب وافتراءات على المتكلم. ننتظر جوابكم.
وأقول إخواني وأخواتي قول الحق لا يقصر أجلًا ولا يباعد من رزق لكنه يرفع قدرك ويعظم أجرك. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ} [النساء: 135]. وفي النهاية الحق منتصر بعد أن يثبت من يثبت في هذه البلايا ويفشل من يفشل. فاختر لنفسك مكانًا بين الفريقين. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].
والسلام عليكم ورحمة الله.