→ عودة إلى مرئيات

كلمة بمناسبة الوصول إلى مليوني متابع على الفيسبوك و٥٠٠ الف مشترك على اليوتيوب

٢٤ مارس ٢٠٢٠
النص الكامل للمقطع

كلمة بمناسبة الوصول إلى مليوني متابع على الفيسبوك و٥٠٠ ألف مشترك على اليوتيوب

السلام عليكم ورحمة الله. أيها الكرام، هذه كلمة بمناسبة وصول عدد المتابعين للصفحة الرسمية على الفيسبوك إلى مليونين متابع، وكذلك وصول متابعين قناة اليوتيوب إلى نصف مليون متابع.

أولاً: شكر الله تعالى

بدايةً، أحمد الله تعالى الذي وفق وأعان ونشر هذه الكلمات. أحببنا الله وكلامه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم فدعونا إليه. فواجهتنا عراقيل فقلبها الله لصالح هذه الدعوة. "ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها". فيا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

ثانياً: الترحيب بالمتابعين

ثانياً، أرحب بكم جميعاً يا من تتابعون العبد الفقير، واعلموا أني أراكم بحق عائلتي الكبيرة التي أتشرف بها، فأنتم إخواني وأخواتي وعزوتي، "إنما المؤمنون إخوة"، وأنتم أوليائي، "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض".

ثالثاً: شكر من لا يشكر الناس لا يشكر الله

ثالثاً يا كرام، من لا يشكر الناس لا يشكر الله، كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم. فإني أشكر إخواني الذين ساعدوني دون أن يحبوا أن تظهر أسماؤهم، لأنهم أخفياء مخلصون فيما أحسبهم والله حسيبهم. وإني والله أرى لطف الله إذ هيأ لي هؤلاء الإخوة الذين يساعدونني تقنياً وعلمياً، ولا أستغني عن مشورتهم ودعمهم المتواصل.

لذلك يا كرام لا تظنوا أن هذا الجهد هو جهد إياد، فوالله لولا أن رزقني الله بهؤلاء الإخوة لما رأيتم المحاضرات والمقالات بهذا المستوى. والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، و"تعاونوا على البر والتقوى". وليس هذا من التواضع في شيء، بل حتى يحفظ الله بركة العلم الذي ننشره ويزيدنا من فضله. فمن انتفع بشيء مما ننشره وأراد أن يدعو للعبد الفقير فليقل: إياد ومن معه.

بل وأنتم يا كرام لكم فضلٌ عليَّ والله، بدعمكم المعنوي المتواصل وبنشركم لهذه المواد وبدعائكم لي بظهر الغيب، فإني والله أرى بركةً وحفظاً، وأحسب أن دعواتكم لها في ذلك نصيبٌ كبير.

رابعاً: الأرقام ليست المقياس

رابعاً أيها الكرام، من المهم جداً أن نتذكر أن الأرقام ليست هي المقياس لفضل الشخص. مليونان مشترك لا تعني أن قيمة فلان مليونان نقطة، وأنا الذي عنده ألف مشترك قيمته ألف نقطة. من الخطر يا كرام أن نقيم أنفسنا من خلال منصات ليست في أيدينا.

نحن كمسلمين، ممكن واحد عنده ملايين المتابعين يتكلم بكلمة حق مخالفة لمعايير مالكي منصات الفيسبوك واليوتيوب وغيرها، وتكون معاييرهم هذه باطلة، فلا يعجبهم الحق الذي قاله فيشطبون حسابه. شوف المصيبة إذا كانت نظرتنا لبعضنا نحن المسلمين مرهونة بأعداد ليست بأيدينا، وكأننا نقيم أنفسنا بنظارات غيرنا. يعني مشكلة مركبة: أولاً أن تصبح الأعداد هي المقياس، وثانياً أن تكون المعايير التي تهدد بنقص هذه الأعداد معايير باطلة أصلاً، ليست من الإسلام ولا بأيدي المسلمين.

ترى إخواني الشهرة بلاء، بلاء لأنك تسير بين الناس فيشار إليك بالبنان: أن هذا عنده كذا ألف، هذا عنده كذا مليون متابع، ويعاملونك بإعجاب على هذا الأساس. فإذا لم يراقب العبد نفسه ويجعل رضى الله بوصلته الوحيدة، فإن المسألة تتحول إلى عبودية لهذه الأعداد. ويصبح المتصدر عبداً للمتابعين. لكن المصيبة عندما يصبح العدد هو الموجه وهو البوصلة.

الشهرة وكثرة المتابعين لا تعني أني أفضل من غيري ممن أتباعهم أقل. وإنما هي مسؤولية، ونبينا صلى الله عليه وسلم قال: "إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة"، قالها في المال لأنه مسؤولية، وكذلك الشهرة وكثرة المتابعين مسؤولية، من لم يقم بحقها فإنه يكون الأقل يوم القيامة، الأقل نصيباً من رحمة الله، والأقل فرصة في النجاة والعياذ بالله.

ليس شرطاً أن تكون الكثرة دالة على محبة الله للعبد، ولا أن الله عز وجل وضع له القبول في الأرض لأنه يحبه، وإنما تكون كذلك إذا اقترنت بالعمل الصالح واتباع السنة وحسن النية. والحي لا يؤمن عليه الفتنة، فنسأل الله أن يختم لنا ولكم بخير.

فيا كرام والله إني لأرى أن في أصحاب الحسابات المغمورة أو ممن ليس له اهتمام بمواقع التواصل أصلاً من هم خير من العبد الفقير المتكلم. ولا نريد أن نقيم بعضنا البعض بأرقام ليست في أيدينا أصلاً. كما أؤكد وأعيد: من الخطر يا أحبة أن تتحول الأعمال الصالحة في نظرنا إلى مرقمنة بالأرقام. ينشر أحدنا منشوراً ثم ينظر في عدد التفاعلات: مشاركة، إعجاب، تعليق، وتصعد المعنويات وتهبط مع هذه الأعداد.

والله إنها حينئذٍ لعبودية وذل للناس بدل رب الناس الذي أظهر المحاسن وستر العيوب. فاعمل رضوانه إلى يوم يلقاه ويرفعه بها درجات ما كان يتصورها. يمكن في الوقت اللي تكتب فيه منشور ويصبح حديث الآلاف الملايين، يمكن واحد جالس عند رجلي أمه يغمسه ماء أو يسليها أو يذهب ليقضي حاجاتها، وما أخذ على هذا الفعل لا مشاركة ولا إعجاب ولا تعليق، ومع ذلك يكون عمله عند الله أعظم بكثير من صاحب المنشور ولا الفيديو المشهور. لذلك يا كرام قيمتنا ليست بهذه الأرقام، وعزة العبودية والإخلاص لله تحميك من ذل العبودية للجماهير ومنصات التواصل واللايكات والشيرات والكومنتات.

خامساً: الاعتذار عن عدم القدرة على الرد على كل التعليقات

خامساً، أرجو أيها الكرام أن تعذروني على عدم القدرة على الرد على كل التعليقات، فوالله الانشغالات كثيرة. والله ما هو عن يعني ترفع عن الرد على الأسئلة، وأنا أتضايق كثيراً لما يأتيني أسئلة لا أستطيع الرد عليها. فالانشغالات كثيرة، وكما تلاحظون فقد تأخرت في السلاسل التي بدأنا بها. لكني يعني أقرأ بعض التعليقات، بعض الإخوة يقول لي: انتبه لهذا التعليق، حاول ترد عليه. فتروني أني أحياناً بين فترة وأخرى أقول: بعض الإخوة سألوه والجواب كذا وكذا. لكن سامحوني بالله عليكم لأنه والله يا جماعة الوقت يضيق.

وعلى سيرة السلاسل والتأخر في السلاسل، فأبشركم أنه بإذن الله تعالى القادم يعني إن شاء الله يكون أجمل من الفائت. فعندنا آخر حلقة في سلسلة المرأة مميزة ومهمة بإذن الله تعالى، ثم بعد ذلك نستأنف رحلة اليقين ونبدأ بحلقة من أهم الحلقات بإذن الله تعالى. لكن أخوكم يطلب منكم الدعاء بالبركة في الوقت وبالقبول. ومرة أخرى أقول: حياكم الله وجزاكم عني خيراً، واجزى إخواني الذين يعينونني عني خيراً، وأسأل الله أن يجمعنا في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.