→ عودة إلى كن عزيزا بإسلامك

الحلقة 9 - أجندات المسلمين الخفية

٢٦ يونيو ٢٠٢١
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم ورحمة الله

المسلم والآخر: العلاقة والنظرة

المسلم والآخر، ما العلاقة بينهما؟ ما نظرتي للناس من غير المسلمين؟ هل هم كفار ومشركون؟ لكن كيف كفار ومنهم من يعاملني معاملة لطيفة ويحسن إلي؟ هل أرضى أن يعرف عني أن ديني يعتبرهم كفاراً؟ إذا كنت فخوراً بديني كله فلماذا أخبئ عنهم؟ هل أنا بذلك منسجم مع نفسي؟ هل أنا كمسلم لدي ما أستحي من أن أظهره للناس؟

هذه تساؤلات تدور في ذهن كثيرين، وليست لديهم إجابات واضحة عنها. سنناقشها على ضوء مركزية الخالق التي تكلمنا عنها في الحلقات الثلاثة الماضية.

مركزية الخالق: العبودية والتوحيد

مصطلح المركزية هو تعبيرٌ آخر عن العبودية لله، الخضوع له سبحانه في كل شؤون حياتنا. أن تخضع لله في نظرتك لنفسك وللآخرين، أن تخضع لله في المواقف التي تتخذها من الآخرين وفي طريقة التعامل معهم إيماناً وثقةً بعدله سبحانه وحكمته ورحمته.

المركزية تعبيرٌ آخر عن التوحيد، أن يكون مصدرك الأوحد في الحكم على الأشياء والأشخاص والمبادئ هو الله تعالى. أن تكون معاييرك مستمدةً من الله تعالى وحده، فتعلم أن أمره هو الحق الأوحد وما عداه باطل.

الانحراف عن التوحيد والعبودية

كثيرٌ من المنتسبين للإسلام يُخلُّ بالتوحيد ويُخلُّ بالعبودية لله، ويحسبُ مع ذلك أنه على خير. ومن أوضح الأمور التي يحصلُ فيها هذا الإخلال، التفلُّت من الأحكام الربانية في النظرة للنفس والآخرين والتعامل معهم، والنفور من القسمة التي جاءت بها الآيات والأحاديث: إيمان وكفر، ومؤمن وكافر. والشك في صلاحية الإسلام لتنظيم العلاقات بين الأفراد والمجتمعات.

بدائل مركزية الخالق: العلمانية والإنسانوية

أصبح كثير من أبناء المسلمين لا يتقبل مركزية الخالق والعبودية له، والخضوع للخالق، وتوحيد الخالق في هذا كله. ويرى أنه لا بد من معايير بديلة، وأننا نحتاج أن نأخذ من الإسلام أخلاقياته وشعائره التعبدية، ونعيش حاضرنا بمفاهيم العلمانية والمواطنة العالمية والمساواة بين المواطنين في البلد الواحد أو بين سكان الأرض بغض النظر عن أديانهم.

وأن نعتمد المعايير الإنسانوية، فالإنسان الجيد هو الخلوق مع الإنسان بغض النظر عن معتقده وعلاقته برب الإنسان، والإنسان السيء هو الذي يسيء للإنسان بغض النظر عن معتقده وعلاقته برب الإنسان. وهذا من أوضح تجليات مركزية الإنسان كبديل عن مركزية الخالق تعالى.

رفض وصف "الكافر" وتأثيره على الحق

أصبح كثير من أبناء المسلمين يرى أن علينا أن نشطب من قاموسنا وصف الآخر بالكافر أو المشرك، لأن هذا يهدد النسيج المجتمعي في ظنهم، والوحدة الوطنية والتعايش بين سكان الكوكب.

ومع نقل المركزية من الخالق إلى الإنسان تحول الحق من مطلق إلى نسبي، فما عاد الحق عند هؤلاء هو ما يقوله الله تعالى عنه في القرآن أنه الحق، وما يقوله رسوله صلى الله عليه وسلم أنه الحق. بل يقولون لك: هذا حق بالنسبة لك لكنه ليس حقاً بالنسبة للنصراني أو اليهودي أو البوذي. أنت تراه حقاً لكنهم لا يرونه حقاً. وكأن إنكار الآخرين لكون الإسلام حقاً ينتقص من كونه حقاً بالفعل، وكأن إيمانهم بما هم عليه من باطل يجعل باطلهم هذا حقاً نسبياً. فما عاد هناك مركزية للحق بل تعدد له بتعدد الناس. وهم بذلك يحاولون التخلص من حقيقة أن منكر الحق الذي جاء به الإسلام كافر.

أو تجد بعضهم يطلق عبارة: نحن كفار في دينهم وهم كفار في ديننا، قاصداً بها أن لفظ الكفر لا يعيبنا ولا يعيبهم وكأننا سواء. وهذا كله إخلال بمركزية الخالق، إخلال بالعبودية له، وبتوحيده برد الأمر كله إليه سبحانه.

الشرك: مفهوم أوسع

نحن عندما نتكلم عن الشرك فعادة ما يطرح التوجه للبشر أو الحجر بالركوع والسجود والاستغاثة والدعاء، أو شرك التشريع بتنحية أوامر الله على مستوى الحكم. لكن يغيب عنا أن هناك شركاً يمارسه أفراد يتوجهون لله في صلاتهم، لكن قبلة قلوبهم وعقولهم مختلفة تماماً. وهذا مرض شائع بين عدد من أبناء المسلمين.

قال الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. تشمل تحكيم رسول الله المستمدة طاعته من طاعة الله في كل شيء، في الحكم على الأشياء أنها حق وباطل، صواب وخطأ، ظلم وعدل، والحكم على الناس كافر ومسلم. الحكم في هذا كله لله ورسوله لا للمعايير الإنسانوية. فالمسلم ينطلق في هذا كله من تقديم حق الله وتعظيم الله، مؤمناً بأنه أحكم الحاكمين، وأن في حكمه الحق والحكمة والرحمة والعدل بين جميع البشر.

علاقة المسلم بالآخر: نظرة متوازنة

على ضوء هذه المقدمة تعالوا نناقش علاقة المسلم بالآخر. تجذر في نفوس كثيرين قسمة ثنائية في علاقة المسلمين بغيرهم: إما أن تقول بأنهم كفار وبالتالي تسيء معاملتهم وربما تستحل دماءهم وأموالهم، أو أن تقول بأنهم ليسوا كفاراً فتحسن معاملتهم وتنصفهم. وهي قسمة باطلة سببها جهلنا وتجهيلنا بديننا.

وصف الكفر: حكم رباني ورحمة

الوصف بالكفر حكم رباني ليس لنا أن نتلاعب به. وفي الوقت ذاته نؤمن بأنه حكم الرحمن الرحيم الرؤوف الودود الحليم الذي هو أرحم بعباده من الوالدة بولدها، فلن نكون أرحم منه سبحانه بعباده.

وهنا ملاحظة مهمة: وصف كافر لا يعارض أن بعض الكفار قد لا تكون بلغته الرسالة وبالتالي لا يحكم له بناء على حاله في الدنيا بنار ولا جنة. طيب ماذا يفعل الله بهؤلاء؟ هذه الحالة تكلمت عنها بالتفصيل في حلقة "غير المسلمين هل كلهم في النار؟". حديثنا اليوم عن تعاملك أنت مع الكفار في الدنيا.

الكفر دافع للرحمة والدعوة

هذا الحكم الرباني على أناس بالكفر لا يدعونا ابتداء إلى ظلمهم والكبر عليهم، بل يدعونا إلى الرحمة بهم والإشفاق عليهم. فيجعلنا حريصين على هدايتهم حتى نكون وإياهم إخوةً في الدين، ندخل وإياهم جنة الله التي وعد بها عباده المؤمنين.

لذلك انظر في الناس الذين اهتدى على أيديهم خلق كثير في زماننا. كلهم يؤمنون بحكم الله في الآخرين أنهم كفار. الشيخ أحمد ديدات، الدكتور ذاكر نايك، الدكتور عبد الرحمن السميط، وغيرهم كثير. عندما نحرص على ترجمة السلاسل والمحاضرات لنصل إلى الكفار على اختلاف لغاتهم، ما دافعنا إلى ذلك إلا الرحمة بهم وإرادة الخير لهم وأن نتقي الله فيهم بدعوتهم إلى دينه.

انظر في المقابل في الذين يشمئزون من تسمية كفار وينكرونها، من منهم يهتدي على يديه أحد من هؤلاء؟ إذا كان لا يراهم مرضى بالكفر أصلاً فلماذا يسعى في علاجهم منه؟

وصف الكفر ثقيل ليس لأن الإسلام منفر، ولكن لأن واقع الكافر خطير. فهو وصفٌ يشعرك بمدى حاجة هؤلاء إلى إنقاذهم من الكفر.

التعامل مع الكافر المسالم: الصراحة والإحسان

وبالتالي إذا سألك أحد الكفار المسالمين بالفعل، الذين لا يعادون المسلمين من أجل دينهم، ولا يطعنون في الإسلام، ولا يستقوون بالسلطات ولا بالدول الغربية على إيذاء المسلمين، ولا يقتلون من يسلم من بني دينهم. إذا سألك: ماذا يقول دينك عني؟ قل له: يقول أن عليك أن تسلم.

طيب، وإذا لم أسلم أكون كافراً؟ يعني تستحل أذيتي؟ بل نقول لك: الله سبحانه وتعالى الذي حكم عليك بالكفر هو الذي أمرني بالإحسان إليك. أن تبرّهم وتقسطوا إليهم، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. أمرني ربي أن أحسن إليك فقال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} هكذا بإطلاق. أمرني ربي أن أعدل معك وأكون أميناً معك فقال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} بين الناس، كل الناس. وأن أقول لك قولاً حسناً: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} للناس هكذا بإطلاق.

وأمرني أن أتعامل معك بالوفاء لجميلك والوفاء بعهدك فقال: {وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا} فجعل معاهدتي معك من أشكال عهد الله، فنسب العهد لنفسه سبحانه لتعظيم واجب الوفاء به.

حقوق الكافر في الإسلام

أمرني ربي إن كان لي أب كافر أو أم كافرة أن أعاملهم بالمعروف فقال: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.

أنت يا من تسألني، أمرني ربي أن أصل رحمك إن كنت قريباً لي كافراً. فكما قال ابن القيم: "وقد ذمَّ الله قاطعي الرحم وعظَّم قطيعتها وأوجب حقها وإن كانت كافرة لقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} وفي الحديث: "لا يدخل الجنة قاطع رحم". وقد جعل الله للقرابة حقاً وإن كانت كافرة، فالكفر لا يسقط حقوقها في الدنيا". قال ابن القيم: "فالكفر لا يسقط حقوقها في الدنيا".

أمرني ربي يا من تسألني أن أحسن إليك وإن كنت كافراً، والداً كنت أو قريباً أو يتيماً أو مسكيناً أو جاراً. فقال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}. وكما قال ابن القيم: "وكل من ذكر في هذه الآية فحقه واجب وإن كان كافراً".

أنت أيها السائل ما دمت غير محارب لديني فقد نهاني ربي عن الامتناع عن الإنفاق عليك من مال الصدقة المندوبة لكونك كافراً. فلما امتنع مؤمنون عن التصدق على كافرين قال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ}. أنتم صدقاتكم تبتغون رضا الله، والله الذي حكم على هؤلاء بالكفر يحضكم على أن تنفقوا عليهم وتنالوا رضاه بذلك.

الدكتور السميط رحمه الله وخيره، كثير من الجمعيات وأهل الخير كانوا في إفريقيا يحفرون الآبار ويفتحون المدارس ويبنون المراكز الصحية للكفار ويخبرونهم عن الإسلام، لكن لا يشترطون عليهم أن يسلموا قبل أن يفعلوا لهم هذا كله، فهم يتذكرون قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "في كل كبد رطبة أجر".

أنت يا من تسألني، أمرني ربي أن أخصص من مال زكاتي لك إن أحسستك قريباً من الإسلام لأتألف قلبك إلى الإسلام، والمؤلفة قلوبهم من مصارف الزكاة. أنت أمرني نبيي أن أرحمك فقال: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". من في الأرض بعموم.

علي أن أنصرك إن كنت مظلوماً وأن أسعى في أخذ حقك إن استطعت حتى وإن كان ظالمك مسلماً. فنبيي صلى الله عليه وسلم أثنى على حلف الفضول الذي قام على نصرة المظلوم كل مظلوم. وحذرني ربي من ظلمك وأخبرني نبيي أن دعوة المظلوم لا ترد، أي مظلوم ولو كانت دعوة مظلوم كافر على ظالم مسلم.

أنت يا من تسأل ما دمت لا تحارب ديني، أمرني نبيي أن أكون أميناً مستأمناً معك بحيث تأمنني على دمك ومالك فلا أغدر بك ولا أغشك فقال: "المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم" هكذا الناس بإطلاق.

أن أعاملك بالإحسان والبر والعدل والمعروف والوفاء والأمانة، وحرم علي دمك ومالك وغشك والغدر بك. وبالتالي فأنا أحسن لك من ابن دينك بالتزام أمر الله فيك. أنا أحسن لك من ابن دينك بالتزام أمر الله فيك. وأحسن ما أرحمك به وأقدمه لك وأحسن به إليك هو أن أدعوك لتؤمن بالله وتترك ما أنت عليه من كفر وشرك، فأنا أخاف عليك من عاقبة كفرك ضياعاً في الدنيا وناراً في الآخرة.

أتعامل معك بمثل حرص نبي صلى الله عليه وسلم إذ قال، والحديث في البخاري: "إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، وهم يقتحمون فيها".

وهذا كله لا يمنعني من أن أكون صريحاً واضحاً معك يا أيها السائل في إبطال عقيدتك ما دمت على غير الإسلام. أنا لن أنافق لك وأخادعك بأن أوهمك أنك على خير وأنت على كفرك. فأنا همي ليس أن تتقبلني كمسلم ولا أن تكف شرك عني أو أستفيد منك مالاً أو إحساناً. أنا هذا في أنت، أريد الخير لك أنت لأني أخرجت لك أنت {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.

وخد بالك، خد بالك أهم شيء تعرف أني أفعل هذا كله معك تديناً لوجه الله تعالى، مش على شان الوطنية والإنسانوية وهذه المعاني العائمة التي لا تضمن الاستمرار ولا تدفعني للتضحية، لأن هذه المعاملة فيها مشقة أحياناً وتكليف. لما أصل رحماً كافرة تقطعني، ولا أصاحب والدين بالمعروف وهما يجاهدانني على الكفر، ولا أعطيك من مالي صدقة وأنا بسيط الحال. ليس لدى الوطنية جنة أدخلها إذا فعلت هذا ولا نار أهرب منها، ولا لدى الإنسانوية جنة ولا نار، لكن عند ربي الذي أمرني أن أعاملك بهذا جنة ونار.

التحديات والمسؤولية

ليس في العالم الآن يا كرام مجتمعات إسلامية تمثل نموذجاً صالحاً لمن يعيش فيها من أهل الملل، وليس أهل الملل هؤلاء في دول تحميهم وتسند ظهرهم إذا أسلموا وتحميهم من المتعصبين المعتدين من أهلهم. هل هذا كله عذر في ألا يسلموا؟ يقيناً ليس بعذر، لكنه يضع علينا مسؤولية أن نعوض عن هذا بحسن أخلاقنا معهم وتعاملنا المنضبط بضوابط الشريعة لنتألفهم ونسهل لهم مهمة الدخول في الإسلام.

أقول هذا وأنا أعرف حالات من إخوة وأخوات أسلموا وهم خائفون من ظلم أهلهم لهم. ما ذكرناه سيفتح باباً لأسئلة كثيرة: هل هذا يعني أن أعامل الكافر غير المحارب كما أعامل المسلم؟ هل هذا يعني جواز المودة للكافر؟ طيب، وماذا عن الكافر المحارب؟ سنجيب بإذن الله في الحلقات القادمة.

أجندات المسلمين: الشفافية والرحمة

وختاماً يا كرام، المسلم أطيب الناس، وأصدق الناس، وأصرح الناس، وأرحم الناس بالناس. علينا أن نفاخر بديننا كله، ليس عندنا ما نخبئه. أجنداتنا الخفية هي أجنداتنا المعلنة، رحمةً للعالمين، خير أمةٍ أخرجت للناس. بينما أعداء المسلمين لديهم أجندات مبطنة هي تكفير المسلمين وهم لا يقولونها صراحة، بل يستخدمون كل أسلوب لممارسة هذا التكفير بتزيين الكفر وتحقير الإسلام في نفوس المسلمين. وينشرون التشكيك في ديننا تحت ستار العمل الإنساني أحياناً، التبادل الثقافي، التنوير الفكري. ويحاربون الفطرة وينشرون الخبث تحت ستار الحرية الشخصية والثقافة الجنسية وغيرها من الشعارات.

أصحاب الأجندات المبطنة الخفية الخبيثة خوانة غدارون، بينما نحن صريحون مكشوفون. فحق لهم أن يدسوا رؤوسهم في الرمال، وحق لنا أن نرفع رؤوسنا عالية بديننا.

والسلام عليكم ورحمة الله.