بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أيها الكرام، السلام عليكم ورحمة الله. كلمتنا هذه هي بعنوان "مطاعيم كورونا" يعني كوفيد 19، المرض الناتج عن كورونا. إجابات علمية عن 20 سؤالاً. المطاعيم هي نفسها ما يتعارف عليه الناس أيضاً باللقاحات. في هذه الكلمة سوف نجيب عن 20 سؤالاً بإذن الله تعالى، أسئلة متعددة.
مقدمة وأسئلة الكلمة
بداية، ما هي مصادر معلومات الكلمة؟ ما هي أبرز المطاعيم؟ هل توجد دراسات منشورة عنها؟ هل الدراسات موثوقة؟ هل تمت الموافقة على المطاعيم؟ هل هي فعالة؟ حتى كم تبقى المناعة المكتسبة منها؟ هل من الممكن أن تخسر فعاليتها أمام الأشكال الجديدة من الفيروس؟ هل هذه المطاعيم آمنة؟ ما آلية عمل كل منها؟ هل تعمل تعديلاً في مادتنا الوراثية؟ ما قصة الألمنيوم في المطاعيم؟ هل المطاعيم آمنة في الحمل والرضاع؟ هل تمت دراستها في أشخاص لديهم أمراض مزمنة؟ هل تمت دراستها في عرقيات مختلفة من الناس؟ هل أجريت دراسات على عدد كافٍ من الناس؟ ألم نصل إلى قريبٍ من مناعة القطيع في كثير من البلدان ما يسمى بالـ "Herd Immunity" وبالتالي لا داعي للمطاعيم؟ كيف تم إنتاجها سريعاً؟ هل يمكن أن تتلف هذه المطاعيم أثناء النقل والتخزين؟ وأخيراً، هل يمكن أن أؤجل أخذ المطعوم إلى حين إصابتي بالمرض؟
نبدأ على بركة الله ونجيب عن السؤال الأول.
مصادر المعلومات ومنهجية التعامل معها
ما هي مصادر معلومات الكلمة؟
طبعاً قد يستغرب البعض لماذا أذكر المصادر في البداية أو أذكر هذه النقطة في البداية، ويقولون عادة تذكر المراجع في النهاية. حقيقة إخواني حصلت فوضى كبيرة إبان الكوفيد تسعة عشر، والكثير من الناس تناقل مقاطع أشكالاً وألواناً. وأنا شخصياً جاءتني مقاطع كثيرة وأسئلة كثيرة منوعة من الناس، مما جعلني أتحمس لنشر هذه الكلمة مع أنني كنت أفضل أن أتمهل قليلاً ريثما نرى خير هذه المطاعيم من شرها. ولكن مع ذلك قلت فلنتكلم في هذه الكلمة حتى نعطي منهجية في التعامل مع مثل هذه الأمور.
يعني إخواني كثير من الناس تناقل مقاطع لا يدرى من أصحابها وما مؤهلاتهم العلمية. وسبحان الله صدق من قال: "لو سكت من لا يعلم لرفع الخلاف". لو سكت من لا يعلم لرفع الخلاف، يعني لو فقط يقتصر الكلام على من يعلمون في المجال، وما أصبح كل واحد يتكلم من عنده لما حصل هذا الخلاف الكبير. لكن الكل يتكلم.
وكما قيل أيضاً، كما قال عبد الله بن المبارك: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء". هذا في علم الحديث وكذلك في العلوم الطبيعية. الإسناد من الدين أن تسند وتقول حدثني فلان عن فلان. وكذلك في علومنا هذه عليك أن تأتي بالدليل. نحن أمة الدليل. قال الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا}. فنحن أمة الدليل وينبغي ألا نتناقل شيئاً إلا بدليله.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع". كل شيء يسمعه ينقله وينشره ويحض عليه الناس. لا يا إخواني هذا يضيع الحقيقة. لما يكثر التناقل لأشياء لا نعلم مدى صحتها تضيع الحقيقة في وسطها، والناس في النهاية يصبح عندهم حالة ملل وتبلد أمام المعلومة حتى المعلومة الحقيقية.
ولدي يقول: وصلني هذا المقطع وقد يكون صحيحاً، علي أن أحذر المسلمين من هذا المطعوم، علي أن أحذر الناس من ذاك المطعوم، أحض الناس على هذا. يا إخواني المسألة يعني لا يتعامل معها بهذا الشكل، لأنها مسؤولية كبيرة. أنا عن نفسي ترددت كثيراً قبل الخوض في الموضوع، لأنها مسؤولية على الحالين. سواء قلنا للناس هذا المطعوم يبدو أنه آمن، وتوكلوا على الله، وأخذوه، أتحمل مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام الناس. وإذا قلت لا، ونفرتهم احتياطاً عن أخذ المطعوم، طيب، افترض أنك نفرتهم عن شيء يحتاجونه بالفعل، أو يحتاجه بعضهم، وبالتالي تضرر الذين لم يأخذوه، أيضاً تتحمل المسؤولية أمام الله عز وجل. وبالتالي لا يتكلم إلا من يعلم.
والله تعالى قال: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}. إذن علينا أن نتعلم أن لكل علم فنه وأهله الذين يستطيعون الاستنباط والاستنتاج وأن يخرجوا لنا بالحقيقة.
محدثكم بفضل الله تعالى أنا قد عدت إلى عشرات المصادر، عشرات المصادر يمكن مش كلها مذكورة حتى في هذه القائمة. وعدت أيضاً إلى بعض المختصين في المجال، الإخوة العاملين في هذا المجال، والعديد منهم في أمريكا وخارج أمريكا، وتوثقت من المعلومات غاية التوثق الممكن. وبالتالي إن شاء الله ما نقدمه لكم هو كله موثق وله مراجعه. {وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ}. هذا قصارى ما استطعنا الوصول إليه.
من المراجع التي اعتمدت عليها: الـ FDA (إدارة الغذاء والدواء الأمريكية)، ووثائق فايزر وبيونتيك. وأيضاً هناك أوراق علمية من "نيتشر" ومن مجلات أخرى متنوعة. وأيضاً هناك مواقع إخبارية تحدثت عن هذه المطاعيم. فبإمكانكم الرجوع إلى هذه المراجع.
أبرز المطاعيم المتوفرة
ما هي أبرز المطاعيم التي يتكلم عنها؟
عندنا ستة مطاعيم أو لقاحات:
- مطعوم فايزر بيونتيك: فايزر شركة أمريكية، بيونتيك شركة ألمانية.
- مطعوم موديرنا: شركة أمريكية. وكلا المطعومين يعتمد على تقنية الـ mRNA. طبعاً لن أدخل في التفاصيل التقنية كثيراً والعلمية الأكاديمية، ولكن سأذكر بعض الحقائق العلمية حتى تكون الكلمة إن شاء الله ممتعة ونافعة أيضاً للإخوة العاملين في المجال الطبي وليس فقط لعامة الناس. يعني هذه الكلمة لعامة الناس وللعاملين في المجال الطبي.
إذن عندنا مطعوم فايزر بيونتيك ومطعوم موديرنا. 3. مطعوم أكسفورد أسترازينيكا: الشركة البريطانية السويسرية. وهو معتمد على الـ DNA. 4. مطعوم سينوفاك: صيني. 5. مطعوم سينوفارم: صيني. وهما مطعومان صينيان معتمدان على الـ "Inactivated Virus" (الفيروس المضعف). 6. مطعوم نوفافاكس: وهو لشركة أمريكية ويعتمد على تقنية استخدام "سبايك بروتين" يعني جزء أو بروتين من بروتينات الفيروس.
إذاً هذه المطاعيم التي سوف نتكلم عنها إن شاء الله. المطعوم الأخير نوفافاكس لن أتكلم عنه لسبب بسيط أنه لم يصل إلى مرحلة التجارب الكلينيكية، وبالتالي لم يسوق بعد ولم يحصل على ترخيص باستخدامه. يعني قد يحصل ذلك في المدى المنظور بعد شهور، لكن حالياً ليس هناك دراسات كلينيكية وليس مستخدماً. وبالتالي نختصر في الحديث على المطاعيم الخمسة الأولى ونبدأ على بركة الله.
الدراسات المنشورة وموثوقيتها
هل توجد دراسات منشورة عن كل من هذه المطاعيم؟
أما مطعوم فايزر بيونتيك فنعم. مطعوم موديرنا نعم. مطعوم أكسفورد أسترازينيكا نعم. مطعوم سينوفاك نعم. مطعوم سينوفارم لا، لا توجد دراسات منشورة محكمة في دوريات أو مجلات عالمية عن مطعوم سينوفارم. وبهذا يختلف عن المطاعيم الأربع السابقة. طبعاً أذكر المطاعيم بأسماء شركاتها وإلا كل مطعوم له اسمه الخاص.
طيب مثلاً مطعوم فايزر بيونتيك، هذه الفاكتشيت من الـ FDA تتكلم بالتفصيل في ثلاثين صفحة، يعني هذه طبعاً صفحة من صفحاتها، في 30 صفحة عن المطعوم ونتائجه وأمانه وما إلى ذلك. مطعوم موديرنا كذلك هناك ورقة منشورة في BMJ تتكلم بالتفصيل عن هذا المطعوم. ومطعوم أكسفورد أسترازينيكا هناك ورقة منشورة في مجلة The Lancet من كبريات المجلات العالمية المعروفة تتكلم عنه، يعني عن الدراسة الكلينيكية التي أجريت على هذا المطعوم. نتكلم هنا عن دراسات الكلينيكية.
مطعوم سينوفاك الصيني هناك أيضاً ورقة منشورة في The Lancet Infectious Diseases، وهذه مجلة ذات معامل تأثير عالي، مجلة قوية، هناك أيضاً دراسة كلينيكية منشورة عنه. أعود فأقول أما مطعوم سينوفارم، معذرة هنا سينوفاك هذا بالغلط، سينوفارم، إحنا سينوفاك قلنا هناك دراسة منشورة عنه، أما سينوفارم وليس سينوفاك كما في السلايد. مطعوم سينوفارم لا توجد دراسة منشورة عنه.
معقول؟ نعم معقول. وهذه ورقة في نيتشر بعنوان "Arab nations were first to approve Chinese COVID vaccine despite lack of public data". يعني أمم عربية أو بلاد عربية كانت الأولى في الموافقة على المطعوم الصيني، على مطعوم صيني للكوفيد، على الرغم من عدم وجود معلومات ظاهرة لعامة الناس. ويؤكد هذا المقال على أن الدول التي هي طبعاً الإمارات والبحرين لم تتكلم عن أي نتائج علمية وكذلك الشركة المصنعة ولا عندنا معلومات واضحة عن فعاليته ولا عن مدى أمانه. إذن ليس هناك دراسات منشورة عن سينوفارم.
هل الدراسات المنشورة موثوقة؟
شوفوا إخوانا، هذا موضوع شائك للغاية، مسألة موثوقية الأبحاث العلمية المنشورة. فأقول يا كرام، من يتابعني يعرف أنني أدعو إلى عدم أخذ العلم الغربي كـ "باكج" بصالحه وطالحه وخطائه وصوابه. أنا أنقد مثلاً ما يسمى بنظرية التطور في سلسلة طويلة، وفي هذه السلسلة أستخدم أوراقاً من ساينس ونيتشر وسيل ومجلات عالمية أستخدمها لأنقد ما يسمى بنظرية التطور. أقول هذه النتائج تعالوا نرى النتائج وتعالوا نرى كيف فسروها. كثير من الأحوال تكون النتائج صحيحة ولكن التفسير خاطئ ومؤدلج ويقود الباطلة والمعلومات الصحيحة وكيف نفرز بين النتائج والاستنتاجات.
وبالتالي يا كرام، يعني أنا حقيقة أستغرب من بعض الإخوة الذين يتخذون مثل هذه المواضيع مواضيع ولاء وبراء وحق وباطل ويهاجمون من يتكلم بالدراسات الغربية وكأنه يهرطق بباطل. إخواني فلنكن منصفين متوازنين ونفرق بين الصالح والطالح من العلم الغربي. هناك معلومات حقيقية وهناك نتائج جيدة وهناك نتائج قد تكون مزورة وهذه كثيراً ما تكشف في عجلة العلم، وهناك نتائج صحيحة واستنتاجات باطلة وهنا نستخدم عقولنا حتى نفرق بين النتائج والاستنتاجات.
أقول يا كرام، الدراسات التي صدرت بخصوص المطاعيم حقيقة يصعب فيها التزوير، يصعب فيها التزوير. هي مراقبة من الحكومات، من الأكاديميين، من المنافسين، من الدكاترة، من الناس، من الإعلام. فالتزوير أن تصغى تجربة مزورة هذا صعب. وأنا ممن ينبه على سوء توظيف العلم وقد نشرت قبل أشهر عنوان أو كلمة بعنوان "تجريب الأدوية على الناس: حقائق وتحذيرات". وتكلمت عن ضرورة التجارب الكلينيكية ولكن عن محاذير فيها وكيف أحياناً يحصل استغلال للبشر ولفقرهم تحت ذريعة التجارب الكلينيكية، ولكن مع ذلك لا نستطيع أن نرفضها جملة وتفصيلاً.
وأيضاً يا كرام، نشرت من شهور ملاحظة عن بحث مثلاً نشر في مجلة "ذا لانسيت" وهي مجلة عالمية من أقوى المجلات الطبية في مجالها، ومع ذلك هناك بحث نبهت أن هذا البحث أتوقع أن يسحب لأنه يظهر عليه علامات التزوير، وليس هذا استنتاجي بل استنتاج آخرين وأنا مقتنع باستنتاجهم للأسباب التالية. ثم بالفعل سحب البحث خلال أسبوع تقريباً. فيا كرام لا إفراط ولا تفريط. حقيقة هنا يصعب التزوير، ومدام عندنا دراسات منشورة وهناك "دبل تشيك"، هناك عيون أخرى تركز على الموضوع، من الصعب أن نرفض هذه الدراسات جملة وتفصيلاً.
الموافقة على المطاعيم وفعاليتها
هل تمت الموافقة على هذه المطاعيم؟
نقول يا كرام، المطاعيم لم تتم الموافقة عليها بمعنى مثل ما يحصل مع الأدوية عادة، وإنما يعني ممكن نقول مصرح باستخدامها بحذر. مصرح باستخدامها بحذر هذه المطاعيم. هذه المطاعيم صدر لها ما يسمى بالـ "Emergency Use Authorization" (EUA). يعني التصريح الحذر باستخدامها لأجل الحالات الطارئة. يعني لأن الحالة الآن طارئة، بما أننا في حالة طارئة، فيصرح باستخدامها بحذر.
الـ EUA هذه تختلف عن الـ "Approval" مثلاً في أمريكا وغيرها من الدول. "Approval" خلاص الدواء موافق عليه ويستخدم ويباع. أما في حالة الـ EUA فلا، هناك تركيز أشد، مطالبة للشركة بأن تقدم تقريراً شهرياً عن فعالية الدواء، عن أي أعراض جانبية ظهرت له، وفي أي لحظة يمكن أن يوقف استخدام هذا الدواء أو المطعوم في حالتنا. وبالتالي هي لم يتم الموافقة عليها بمعنى الكلمة وإنما ما يسمى بالـ "Emergency Use Authorization" التصريح الحذر باستخدامها نتيجة للظرف الطارئ. ولهذا يا كرام ما ستسمعونه هو عن معلومات الفعالية وكذلك معلومات الأعراض الجانبية ليس نضوجاً تاماً. لماذا؟ لأن المطاعيم حديثة الاستخدام نسبياً. لازلنا نتكلم عن بضعة أشهر وبالتالي لا نعرف أمانه على المدى البعيد.
هل هذه المطاعيم فعالة؟
حسب الدراسات المنشورة:
- مطعوم فايزر بيونتيك: بنسبة 95% تقريباً.
- مطعوم موديرنا: 94-95%.
- مطعوم أكسفورد أسترازينيكا: 70-90%. إيش قصة الـ 70 أو 90؟ استخدمت جرعات اعتقدوا فيما بعد أنها جرعات منخفضة "Low Dose". فهذه الجرعات التي استخدمت في البداية في الشوط الأولى في التطعيم الأول ثم تليت بالجرعة المناسبة لم تعطِ النتائج المرضية مثل ما لو استخدموا الجرعة المناسبة ثم الجرعة المناسبة. يعني هذه المطاعيم التي نتكلم عنها الثلاث الأولى على الأقل تعطى جرعتين. فلما استخدموا الجرعة المناسبة في المرة الأولى والمرة الثانية قفزت النسبة إلى 90%. وبالتالي أسترازينيكا أوكسفورد مطعومه قد يكون أقل فعالية بعض الشيء من فايزر بيونتيك وموديرنا وإن كان المقارنة طبعاً ليست بهذه السهولة لأن ظروف التجربة تختلف في كثير من الأحوال والعلاقات وما إلى ذلك.
- مطعوم سينوفاك: المصرح به حسب أكثر من موقع أنها تجاوزت الـ 50%. طيب تجاوزتها بكام؟ 60، 70، 80؟ مش واضح، مش واضح.
- مطعوم سينوفارم: كما قلت لكم ليس هناك دراسات منشورة حتى نقبل وتتكلم هنا عن أن الفعالية تجاوزت الـ 50%. وكذلك أيضاً هذا الموقع "بلومبرغ" يتكلم عن أن الفعالية تجاوزت 50% لكن لا نعرف 60-70-80% لا نعرف.
إذاً واضح أن المطاعيم الأمريكية إلى الآن هي المتصدرة من حيث الفعالية.
المناعة المكتسبة وتطور الفيروس
حتى كم تبقى المناعة المكتسبة منها؟
الجواب يا كرام بصراحة ليس واضحاً، مش واضح كم ستبقى. الآن حسب "Global News" يعني وبناء على "Data" منشورة أو معلومات منشورة أنه "Months" أشهر. في حالة مطعوم فايزر نتكلم على الأقل شهرين، في حالة موديرنا على الأقل ثلاثة أشهر. طب لماذا نقول شهرين ثلاثة أشهر؟ لأن الذين دخلوا في الدراسة ولا زالوا يتابعون من حيث الفعالية ووجود الأجسام المضادة "Antibodies" في دمهم يعني لم يمر عليهم أكثر من بضعة أشهر أيضاً. وبالتالي لا نعلم، نقول على الأقل شهرين، على الأقل ثلاثة أشهر، ممكن تكون ستة أشهر، سبعة أشهر. هناك مواقع تقول ستة أشهر وهذا قد يكون معتمداً على "Phase One Studies" الدراسات المرحلة الأولى اللي كان فيها عدد محدود من المرضى. المهم أننا نتكلم عن أشهر على الأقل ولكن ليس واضحاً كم سيستمر المفعول.
لاحظوا إخواني بالمناسبة حتى الذي يصاب بالكوفيد 19 بمرض الكورونا يمكن أن يعود له المرض بنسبة ضئيلة نعم لكن ممكن يعود له المرض. هناك ورقة علمية تنص على أنها أجرت تحليلاً على نتائج حوالي مئة ألف مريض وجدت أن عودة المرض تحصل بنسبة فاصل اثنين ستة بالمئة يعني 26 شخص من كل عشرة آلاف. نسبة قليلة ولكن حصلت خلال فترة الدراسة. وبالتالي ممكن أن يعود المرض، ممكن يعود المرض. فمن باب أولى إذا واحد تعرض للمطعوم أيضاً ممكن أن يعود له المرض بعد المطعوم بكم؟ الله أعلم لا نعرف حتى الآن.
هل من الممكن أن تخسر هذه المطاعيم فعاليتها أمام الأشكال الجديدة من الفيروس؟
وهذا سؤال مهم حقيقة. يعني الآن نحن نسمع أن الفيروس يتطفر، بيحصله "Mutations" بيتخذ أشكال جديدة مثل "سبايك بروتين" اللي هو من أهم البروتينات حتى يتمكن الفيروس من دخول الخلايا حصل فيه تطفرات الآن. هل هذه المطاعيم ستبقى فعالة مع هذه الأشكال الجديدة من الفيروس أم ستفقد فعاليتها؟
هناك خبر منشور من أيام تقول فيه طبعاً بدايةً دعونا نقول أن الدكتور التركي اللي هو من مؤسسي شركة بيونتيك الألمانية قال أنه على الأرجح أنه يرجح أن المطعوم، مطعوم فايزر بيونتيك، سوف يكون فعالاً حتى مع الأشكال الجديدة منها الشكل الذي ظهر في بريطانيا من أيام. لكن الشركة تقول حتى إذا كان مش فعال فسوف نستطيع إنتاج مطعوم فعال خلال ستة أسابيع. إذن الاحتمالية واردة حقيقة أن المطعوم يفقد فعاليته.
أمان المطاعيم وآلية عملها
هل هذه المطاعيم آمنة؟
شوف يا إخواني، ما دام هناك دراسات منشورة وليس أخبار عارضة بلا دليل، فنستطيع أن نعود لهذه الدراسات. الآن الفاكتشيت التي أصدرتها منظمة الغذاء والدواء الأمريكية عن مطعوم فايزر بيونتيك مثلاً تذكر لنا بالتفصيل، هذه إحدى الجداول، تذكر لنا بالتفصيل الأعراض الجانبية وفي كم حصلت من المجموعة المعالجة وفي كم حصلت من المجموعة الضابطة. المجموعة الضابطة يعني الناس اللي بياخذوا كل ما في المطعوم إلا المادة الفعالة. يذكرون لنا بالتفصيل الأعراض الجانبية.
هنا نتكلم في الأعراض الجانبية عن ألم في موضع الحقن، "فتيج" اللي هو حالة إعياء عام، صداع، ألم في العضلات، ألم في المفاصل. وهذه تحصل بنسبة عالية، يعني أغلب الناس الذين يأخذون المطعوم سوف يتعرضون لهذه الأعراض الجانبية، أغلبهم. حالات في حالة الفايزر بيونتيك المطعوم الأول، هناك حالات من ما يسمى بالـ "Anaphylaxis". "Anaphylaxis" معروف بأنه تفاعل تحسسي شديد يحصل فيه انقباض في القصبات الهوائية وتمدد في الأوعية الدموية أحياناً يتطور لأنافيلاكتك شوك وهذا أخطر. لكن لماذا نقول هذا الكلام؟ نعم حصلت حالات، حالات محدودة. وهذا يؤكد على ضرورة أن تعطى المطاعيم في مراكز صحية مؤهلة. أولاً ممكن بعض الناس يطلب منه أنه قبل ما يأخذ المطعوم يأخذ وقاية مثلاً بالستيرويدات حتى لا يحصل هذا التفاعل معه إن كان معروفاً أنه يتعرض لمثل هذه التفاعلات. وإذا صارت مع إنسان بشكل غير متوقع لازم يكون فيه علاج مباشرةً. فمحل الشاهد أنه حصل "Anaphylaxis" وهو يعتبر عرض جانبي مهم، لكن لم تحصل وفيات حتى الآن مسجلة عالمياً فيما أعلم.
لماذا أقول يا إخواني كل المعلومات لازالت غير ناضجة؟ مثلاً خرج خبر قبل أربع أيام أو ثلاث أيام عن مطعوم موديرنا، المطعوم الثاني الأمريكي، مطعوم موديرنا أنه ممكن أن يسبب أعراضاً جانبية في الناس الذين تعرضوا لفيلرز أو البوتوكس في الوجه، بيعمل "Inflammation" بيعمل انتفاخ والتهاب. التهاب تذهب آثاره لكن بيعمل هذا العرض الجانبي. محل الشاهد أنه ممكن تحصل أعراض جانبية غريبة غير محزورة عليها وغير متوقعة لأننا لازلنا نتكلم عن مطاعيم جديدة نسبياً.
ما آلية عمل كل من هذه المطاعيم؟
تلاحظون المطعومان الأولان، مطعوم فايزر بيونتيك وموديرنا، هما "mRNA vaccines". هنا لن أخوض في التفاصيل حتى ما يمل إخواننا من خارج الحقل العلاجي والطبي، لكن أقول باختصار: الـ RNA يدخل الخلية، تقرأه الريبوسومات فتخرج منه "السبايك بروتين" اللي هو البروتين الموجود عادة على سطح الفيروس حتى يمكنه من دخول الخلية. وإذا أحد يحب يفهم أكثر هذه التفاصيل كنت قد عملت حلقة من رحلة اليقين بعنوان "الشيفرة الوراثية المذهلة". الشيفرة الوراثية المذهلة، لو كتبت "قنيبي الشيفرة الوراثية المذهلة" بيطلع لك الحلقة بتفهمك ماذا يحصل داخل الخلية.
فمحل الشاهد هنا "RNA vaccines" تدخل الخلية تقرأها الريبوسومات بتطلع منها بروتينات فالجهاز المناعي في الجسم يشكل الأجسام المضادة ضد هذه البروتينات وبتكون عندنا خلايا ذاكرة.
الآن عندنا اللي هو مطعوم أكسفورد أسترازينيكا، الفكرة منه أن نضع الـ DNA في هذه الحالة الـ "viral DNA" داخل فيروس اللي هو "أدينو فيروس"، فيروس معين يسمى أدينو فيروس، ونحقن الفيروس داخل الجسم وأيضاً سوف يسلم الفيروس هذه المادة الوراثية اللي تقرأ داخل خلايا الجسم.
عندنا الـ "Weakened or Inactivated Vaccines" يعني الفيروسات كاملة ولكن كاملة خارجية على الأقل ولكنها ضعيفة غير قابلة للانقسام داخل جسم الإنسان. هذه هي التقنية التي استخدمت في المطعومين الصينيين سينوفارم وسينوفاك. إذن هي فيروسات كاملة ولكن ضعيفة، ضعيفة غير قابلة لإحداث العدوى.
والنوفافاكس اللي لسه ما نزل على الأسواق اللي هو عبارة عن البروتينات نفسها، نفس "السبايك بروتين" كـ "Subunit" يحقن في جسم الإنسان. في كل هذه الأحوال إخواني في المحصلة سينتج عندي "السبايك بروتين" أو يعني باستثناء حالة المطاعيم الصينية قلنا السبايك بروتين وغيره أيضاً موجودات. المهم أنه سيتكون أجسام مناعية. هذه الأجسام المناعية تبقى في الجسم لفترة اللي قلنا مش متأكدين كم هي، تبقى في الجسم لفترة بحيث إذا تعرضت أنت للفيروس الحقيقي سيكون الجسم على أهبة الاستعداد. إذن هذه فكرة المطاعيم بأي من الأشكال التي ذكرناها، تكون عندي أجسام مضادة وخلايا ذاكرة مناعية، خلايا ذاكرة مناعية تكون على أهبة الاستعداد بحيث إذا دخل الفيروس الحقيقي تتم مهاجمته مباشرةً والتخلص منه.
التعديل الوراثي والألمنيوم
هل هذه المطاعيم تعمل أو تجري تعديلاً في مادتنا الوراثية إذا أخذتها؟
الجواب باختصار لا، لا تجري تعديلاً في المادة الوراثية. للأسف يعني من الأشياء اللي انتشرت إن قيل لك هذه المطاعيم سوف تغير في محتواك الجيني وبالتالي إذا حدث فيك مرض فلن تتخلص منه مدى الحياة لأنه بقي عالقاً بجسمك. يا إخواني هذا كلام مش علمي. وأنا حتى لا أطيل أيضاً على غير المختصين سأقول في عجالة حتى تكون المحاضرة ممتعة للمختصين أيضاً.
تعالوا نتناول أول شيء مثلاً المطعومين الأمريكيين اللي هما فايزر مع بيونتيك ومطعوم موديرنا. هذان المطعومان معتمدان على المسنجر RNA. إذن شريط RNA. هذا الـ RNA إخواني لن يغرز في المادة الوراثية خاصتك. لماذا؟ الذي يحصل عادة فيه فيروسات المحتوية على شريط الـ RNA أنها تدخل هذا الـ RNA ويدخل معه أيضاً أو يتكون معه أنزيم، أنزيم اسمه "Integrase" وأنزيم اسمه "Reverse Transcriptase". الـ "Reverse Transcriptase" بيعمل نسخة DNA من الـ RNA، والـ "Integrase" بالفعل يحشر الـ DNA في مادتك الوراثية.
الآن في حالتنا هذه في حالة المطاعيم لا "Reverse Transcriptase" ولا "Integrase". الـ RNA وصيدلة في السايتوبلازم، يعني خارج النواة. الآن مادتك الوراثية موجودة في النواة. المطعوم يبقى في السايتوبلازم في السائل الخلوي. لا يدخل إلى النواة أصلاً. هو لا يدخل إلى النواة أصلاً. يعني كما قلنا ما في عندنا الـ "Integrase" وكذلك ما عندناش حاجة معينة نسميها "NLP" أو "Protein". هذه مش موجودة حتى تساعد على دخول الـ DNA إلى النواة. وبالتالي المطعوم يبقى في السايتوبلازم لا يدخل أصلاً إلى النواة. لا يدخل أصلاً إلى النواة حيث توجد المادة الوراثية. كأنك تتكلم عن غرفتين منفصلتين. أيضاً هذا الـ RNA المطعومي "Fragile" يعني هش ولا يعمر طويلاً. يعني مش راح الحلقة أصلاً إنه يدخل وبالتالي هو فقط يتشكل منه ثم يتحطم.
طيب هذا بالنسبة لأول مطعومين. ماذا عن الأدينوفيروس اللي هو فيروس أكسفورد أسترازينيكا؟ الآن بالفعل هنا عندنا DNA وليس RNA. وبالفعل الفيروس يدخل الخلية ويحقن مادته الوراثية الموجودة، يحقن المادة الوراثية إلى داخل النواة. إذن لاحظوا ما الذي فعلناه؟ أخذنا الـ DNA الخاص بالـ "Spike Protein" اللي هو يعني بروتين خاص من بروتينات الكورونا فيروس، وضعناها في فيروس آخر اسمه أدينو فيروس. هذا الفيروس يدخل إلى الخلية ويحقن الـ DNA الخاص بالكورونا فيروس في النواة. آها ستقولون طب هذه مشكلة إذن ها قد وصل الـ DNA إلى نواتنا حيث المادة الوراثية تاعتنا. فأقول لكم الأدينوفيروس لا يحشر مادته الوراثية في الخلايا التي يدخلها. الأدينوفيروس يا إخواني تستخدم لأكثر من ثلاثين عاماً، لحوالي ثلاثين عاماً أو أكثر، ولم يحصل أن تحشر مادة وراثية في الجينوم الإنساني.
ما قصة الألمنيوم في المطاعيم؟
سمعنا عن أن هذه المطاعيم محتوية على الألمنيوم. لأن بالفعل مثلاً أنا قرأت في المطعوم الصيني أنه محتوي على ألمنيوم هيدروكسايد "Adjuvant". إذن في معه ألمنيوم. لا أدري بصراحة ما قرأت بالتفصيل عن المطاعيم الأخرى لكن عرضاً قرأت أنه موجود في السينوفاك ألمنيوم هيدروكسايد. الآن هل بالفعل هذا الألمنيوم سوف يترسب في الدماغ ويعمل عاهات وأمراض وما إلى ذلك؟
ليكن في علمكم يا إخواني هذا الألمنيوم ليس شيئاً جديداً. يستخدم لأكثر من مئة عام. واستخدمه يعني استخدم في المطاعيم لما قد يتجاوز مليار إنسان كما تقول هذه الورقة المنشورة في 2015 قبل الكورونا فيروس. تقول حتى الألمنيوم وهو مستخدم بكثرة لحوالي قرن من الزمان يعني مئة سنة. أعطي لمليارات البشر، مليارات البشر. ولكن مع ذلك "has no answer the questions regarding its potential connection to conditions such as MF and Alzheimer's disease". يعني ليس عندنا إجابات. هذا هو الجواب. ليس عندنا إجابات عما إذا كان يتسبب الـ MF وهو مرض عصبي معين، أو مرض الألزهايمر. طيب كيف ما عندنا إجابات؟ نعم ما عندنا إجابات. لأنه إخواني مطعوم أخذ في الصغر. إنسان صار معه في الكبر. هل هذا المطعوم له علاقة؟ لا نعلم حقيقة. هل الألمنيوم يمكن أن يصل إلى الدماغ؟ نعم ممكن يصل إلى الدماغ. هل يسبب مشاكل؟ لا نعلم. هل يمكن أن يسبب مشاكل واضحة وسريعة لما يعطى فيه مطعوم؟ لا. هو لا يسبب مشاكل واضحة وسريعة بحيث نقول نعم هذه المشكلة نتجت عن الألمنيوم في هذا المطعوم. لكن هل يمكن أن يكون له دور ما في حصول مرض ما في الدماغ على المدى البعيد؟ ليس عندنا إجابة.
محل الشاهد إخواني. أن قصة الألمنيوم في المطاعيم ليست قصة جديدة ولا مختصة بالكورونا فيروس ولا أنها مؤامرة أنه يوضع الألمنيوم عمداً علشان يسمم الناس ويتلف في عقولهم. لا يا إخواني. هو "Adjuvant" يساعد المطعوم على أن يستثير الجهاز المناعي حتى تتكون الأجسام المضادة بشكل جيد. فهو لازم للمطاعيم. هو أو بدائله تلزم للمطاعيم. وليس عندنا إجابات واضحة عما يمكن أن يفعله. مش مسألة أنه وضع عمداً للإضرار بالناس. هذا كلام غير علمي حقيقة.
فئات خاصة وتجارب المطاعيم
هل المطاعيم آمنة في الحمل والرضاع؟
الجواب لا نعرف. لا نعرف. كما في الفاكتشيت عن مطعوم فايزر مثلاً وبيونتيك. لا نعرف إذا كانت آمنة في الحامل والرضاع وهي غير مصرح بها للإعطاء حالياً في الحوامل والرضاع. هناك دراسات حيوانية لم يظهر فيها مشاكل لكن مع ذلك ما عندنا معلومات.
هل تمت دراستها في أشخاص لديهم أمراض مزمنة؟
نحن نعرف أنه اللي معهم ضغط مثلاً واللي عندهم مرض تنفسي، بعض الفئات من الناس ومعهم سكري، بعض الفئات من الناس أكثر تضرراً من الكورونا فيروس يعني الكوفيد. يعني يهمنا نعرف إذا كان الناس الذين عندهم أمراض مزمنة جرب عليهم المطعوم. الجواب نعم. نعم. مثلاً هذا بالنسبة لمطعوم فايزر بيونتيك تلاحظون أنه تقريباً النصف إلا شوية من الناس معهم يعني أمراض معينة، معهم أمراض تعاطوا المطعوم. والنصف الآخر أو أكثر من النصف شوية 53-54% لم يكن معهم أمراض. بل وفي تفاصيل لأنواع الأمراض ونسبة كل منها بالتفصيل. من معه سكري كم نسبة، اللي معه ضغط كم نسبة، اللي معه "Heart Failure" فشل العضلة القلبية وهكذا. كذلك الحال في موديرنا أيضاً هناك خمسة آلاف شخص دون الخامسة والستين كان معهم أمراض مزمنة. إذن هذا المطعوم جرب على الأشخاص الذين معهم أمراض كالسكري والضغط وما إليهما.
هل تمت دراسة هذه المطاعيم في عرقيات مختلفة؟
لماذا يهمني هذا السؤال؟ لربما هذه المطاعيم تكون فعالة مثلاً في الـ "White Americans" الـ "Caucasian Americans" في عرقيات معينة موجودة في أمريكا وليس في العالم العربي. وبالتالي يهمنا أن نرى إذا ما كانت جربت على عرقيات متنوعة. والجواب نعم جربت على عرقيات متنوعة كما هو مبين هنا في هذا الجدول. لكن فيما رأيت لم أرَ أنها جربت على أناس من منطقتنا شمال إفريقيا أو مثلاً ما يسمى بالشرق الأوسط مع الاعتراض على هذه التسمية. جربت في بعض الـ "Asians" اللي هم الآسيويين من عرقيات مختلفة لكن لربما لم يجرب على منطقتنا ضمن التجارب الكلينيكية بعد والله تعالى أعلم. إنما هو مجرب على عرقيات كثيرة.
هل أجريت دراسات على عدد كافٍ من الناس؟
لماذا أسأل هذا السؤال؟ البعض يقول يا أخي الدراسة المنشورة تتكلم عن مئة شخص. هناك عدة دراسات إخواني. دراسة تتكلم عن مئة شخص أو أقل من مئة هذه "Phase One" دراسات المرحلة الأولى. لكن بعد ذلك صار في عندنا دراسات المرحلة الثانية والثانية على الثالثة والمرحلة الثالثة. فمثلاً في مطعوم فايزر بيونتيك نتكلم عن 44 ألف شخص جرب عليهم المطعوم. طبعاً الآن بعد البدء بالتطعيم وهناك لربما وصلنا إلى خانة مئات الآلاف من الناس جربوا مطاعيم مختلفة فأصبح عندنا عدد كبير. وبالتالي الدراسات أجريت على عدد كبير من الناس.
مرة أخرى إخواني أقول هذا لا يعني أننا في المستقبل في الأسابيع الأشهر السنوات القادمة لن نرى أعراضاً جانبية لم تظهر في مئات الآلاف الذين استخدموا المطعوم حتى الآن. لا نقول ذلك ولا نعلم الله أعلم. لكن من قبيل تصحيح المعلومة جرب المطعوم على عدد كبير، دعونا نقول بدال العدد الكافي عدد كبير من الناس حقيقة بالآلاف أو عشرات وفي بعض الأحوال يصل إلى مئات الآلاف.
مناعة القطيع وسرعة الإنتاج
ألم نصل إلى قريب من مناعة القطيع وبالتالي لا داعي للمطاعيم؟
إيش فلسفة هذا السؤال؟ البعض يقول يا أخي خلاص يعني أصلاً اللي صابوا صابوا، اللي تعافى تعافى، واللي مات مات، واللي شوفي شوفي. خلاص يعني صابت أكثر الناس. لا لم تصب أكثر الناس. وهذا المقال مثلاً يتكلم عن أمريكا كيف أنه في أمريكا لم نصل ولا اقتربنا حتى من الوصول إلى "Herd Immunity" اللي هي فكرة مناعة القطيع أنه يعني انكسرت الحلقة، حلقة العدوى. ويبين هذا المقال أنه حتى نصل إلى فكرة مناعة القطيع نحتاج أن يصاب 60 إلى 70% من الناس. هذا لم يحصل في أمريكا، لم يحصل مثلاً في الأردن، لم يحصل في الدول العربية فيما نعلم. وبالتالي لم نصل إلى هذه المرحلة حتى نقول أن هذا يغنينا عن أي مطعوم من أي نوع.
كيف تم إنتاج هذه المطاعيم سريعاً؟
بصراحة هنا في تفاصيل تقنية لا أخوض فيها كثيراً. لكن تذكروا مرة أخرى إخواني أننا لا نتكلم عن أدوية تم الموافقة المطلقة عليها وهذا يأخذ وقت طويل طبعاً، وإنما تصريح حذر كما ذكرنا. نقطة أخرى أن بعض الشركات غامرت وعملت التجارب وليست هما بالعادة يعملونها بتجرب مجموعة من الأدوية المرشحة أو المطاعيم المرشحة لما تكون أنت في حالة مش حالة طوارئ. إذا نجحت نجحت ما نجحت بتجرب دفعة أخرى وهكذا. هنا بعض الشركات مثل التوليف الجينية للفيروس. نشرت مباشرة والمديرنا لقطتها وأصدرت مطعوماً بدأت تجربه على الحيوانات خلال حوالي شهر. وبالتالي هناك تقاسم كبير للمعلومات. وتفاصيل تقنية أخرى لا أريد أن أخوض فيها.
تلف المطاعيم وتأجيل أخذها
هل يمكن أن تتلف هذه المطاعيم أثناء النقل والتخزين؟
قد يرى هذا السؤال متقدماً تفاصيل لكن يعني أطرحه عمداً هنا لسبب إخواني. الآن الآن ممكن يكون هذا المطعوم في بلده يستخدم بطريقة مناسبة بعد وقت قصير من إنتاجه ممكن يكون فعال وآمن. لكن مع ذلك الآن هذه المطاعيم أثناء النقل. إذا لم تنقل في ظروف صارمة فإنها قد تتحطم وتخرب. وإذا صار فيه خراب يعني نواتج الخراب لا ندري أيضاً مدى أمان هذه النواتج. وبالتالي حقيقة يعني ينبغي الحديث عن موضوع هنا بحذر. لأنه مثلاً في حالة مطعوم فايزر يجب أن ينقل ويخزن تحت درجة حرارة ناقص 70 درجة مئوية. ناقص 70 درجة مئوية. وهذا مش سهل أبداً. هذا بيحتاج "Ultra Cold Freezers" وهذا مش متوفر طبعاً في العيادات ويمكن حتى بعض المستشفيات والمراكز الصحية. ولازم يوضع "Dry Ice" عليه كل خمسة أيام. هناك ظروف معقدة للنقل والتخزين.
الآن صحيح أنه بعدما تحل الفيال أو العبوة للمطعوم يمكن أن تستخدمه لحد خمسة أيام لكن النقل والتخزين لازم يكون هناك ظروف صارمة. هل يا ترى الدول العربية عندما تستجلب هذه المطاعيم سوف تلتزم بهذه الظروف الصارمة؟ هذا سؤال مهم جداً أن يطرح حقيقةً، مهم جداً أن يطرح. شروط المطعوم موديرنا أسهل من حيث النقل والتخزين، درجات الحرارة المطلوبة ليست بهذا العمق يعني مش سالبة لهذه الدرجة. فهذا السؤال المهم هل سيتم تطبيق هذه الشروط أم لا؟
هل يمكن أن أؤجل أخذ المطعوم إلى حين إصابتي بالمرض؟
بالنسبة للعاملين في المجال يعني يبدو سؤالاً غريباً جداً لكن بعض الناس قد يسأل هذا السؤال. قد يقول يا أخي أنا مش هاخذ مطعوم إذا أصبت بالمرض ما أخذ مطعوم. إخواني المطعوم أو اللقاح يختلف عن الدواء. فكرة المطعوم كما ذكرنا أنه يهيئ الجسم ويجعل جهاز المناعة ينتج أجسام مضادة وخلايا ذاكرة علشان إذا دخل الفيروس الحقيقي ينقض عليه. إذا أصبت بالمرض فإعطاء المطعوم سيزيد الطين بلة. لأن الجهاز المناعي الآن يحاول أن يتفرغ لهذا الغاز الجديد أو يركز على هذا الغاز الجديد أنت بتروح تعطي مطعوم فهو كأنك تلهي جهاز المناعة عن الفيروس الحقيقي. فطبعاً لا، طبعاً لا يمكنك أن تقول سوف آخذ المطعوم لما أصاب المرض.
الخلاصة والتوصيات
طيب بعد كل هذا العرض ما النتيجة؟ هل أنصح بأخذ المطعوم أم لا أنصح؟ والله إخواني أنا أترك الجواب عندكم. أنا لست هنا لأقول لكم خذ المطعوم الفلاني أو العلاني. ولكن أنا هنا معكم اليوم حتى نرتب أفكارنا ونتكلم بعلم ونتعلم منهجية التعامل مع هذه الأمور وأعرض لكم الحقائق ثم كل واحد منكم يختار بناء على هذه المعلومات. علشان لما تتخذ قرارك تتخذه على نور تكون على بصيرة. مش بناء على شائعات وفيديوهات من هنا وهناك.
فأترك لكم القرار وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا وإياكم إلى اتخاذ القرار الصحيح. وإذا يسر الله عز وجل ممكن نصدر فيديو آخر أنا أؤجله حقيقة من فترة للانشغال وحتى يعني فترة الهمة عنه، فيديو يعطي نصائح بالنسبة لعلاج الكورونا بطريقة طبيعية يعني بعيداً شوي عن الأدوية لأنني تكلمت عن الأدوية في مقطع خاص نضعه لكم في التعليقات إن شاء الله، تكلمت عن الإرشادات العالمية أو بين الـ NIH والـ CDC تكلمت عنها. أما النصائح التي يتحمل فيها المرء مسؤولية أقل فلعلي أتكلم عنها لاحقاً. محل الشاهد اختر أنت وأسأل الله أن يوفقك لاتخاذ القرار الصحيح.
بالمناسبة ما ذكرت أن المطاعيم غير مصرح بها لمن هم دون الستة عشر لبعض المطاعيم أو دون الثمانية عشر لمطاعيم أخرى. أما الأعمار العالية فوق الخمسة والسبعين فوق الخمسة والستين لا مصرح بها. ونسأل الله عز وجل أن يعافينا جميعاً وأن يجنبنا الوباء والبلاء وأن يجعلنا رائدين في العلم سادة في هذا المجال يحتاج إلينا الأمم في ديننا ودنيانا. والسلام عليكم ورحمة الله.
إجابات علمية عن ٢٠ سؤالا