الحلقة 3 - محبة النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال
.بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
تعليم الأخلاق كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه بالمواساة، وهذا كله الغاية منه هو تحبيب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قلوب أمته. والغاية من ذلك أن نحب الله، لقوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}. فجزء من محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي لأنه رسول الله ولأن الله سبحانه وتعالى يحبه. فحدثنا قليلاً عن محبة الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم أو مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه.
مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. الإخوة المستمعين السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. حقيقة في التعبير عن محبة الله لرسوله وجدت كلاماً بليغاً نفيساً في قناة دللت عليها مؤخراً بعنوان "غيث الوحي" على التليجرام. وأنا أنصح الإخوة اللي معنا أن يدخلوا لهذه القناة وينضموا إليها. يعني قلبت بين منشوراتها فوجدت فيها بلاغة وعمقاً، وأحسب أن صاحبها محب لله ولرسوله، سبحان الله لا أعرفه ومع ذلك أحببته لمحبته لله ولرسوله. فيها لطائف قرآنية وفيها أيضاً لفتات متعلقة بالسيرة.
فاستوقفني طويلاً كلام له عن محبة الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرجو أن يسمعني الإخوة بتدقيق وحرص حتى تروا عظم هذه المنزلة للنبي صلى الله عليه وسلم.
قال: "أكثر ما يملأني محبة وتعظيماً للرسول صلى الله عليه وسلم، وأدرك فيه شيئاً من قدره، هو التأمل في الآيات التي تكشف مقامه ومنزلته عند ربه عز وجل". هذا البشر عليه الصلاة والسلام الذي كان يمشي على الأرض، يصلي الله في عليائه عليه صلاة الرحمة ويثني عليه، ويقسم بحياته: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}. ويقسم بحياته، ويضم اسمه إلى اسمه، يواسيه عند حزنه، ويبرئ ساحته عند اتهامه، وينفي عنه الافتراءات، ويصفه بأجمل الأوصاف، ويعلم المؤمنين أدب التعامل معه، ويعاتبهم إذا ضايقوه.
طبعاً كل هذه لها شواهد من القرآن الكريم. يجعل طاعته من طاعته، من طاعة الرسول من طاعة الله عز وجل، ومخالفته من مخالفته، ويعلن أن عدوه عدوه - يعني عدو الرسول عدو الله - ووليه وليه. يبشر أنصاره - أنصار النبي عليه السلام - يبشر أنصاره بجنته، ويتوعد أعداءه بعذابه. يعيده بالنصر، ويتكفل له بالحفظ، ويحيطه بالملائكة والجند، ويبشره بمغفرة ما تقدم وما تأخر من الذنب. فيا لله أي بشر هذا الذي بلغ ذلك المقام عند رب السماوات السبع ورب العرش العظيم! فلا والله ما قدرناه حق القدر، ولا عظمناه حق التعظيم، ولا أحببناه حق الحب، صلوات ربي وسلامه عليه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
جميل هذا الملحظ، فكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم محبوب عند ربه، فتعلقنا بالنبي صلى الله عليه وسلم هو تعلق بالله جل جلاله. يعني هي من أكبر الدوافع لمحبة الله عز وجل. وهنا الأمر الأول لو أحد يستخرج الآيات التي تضمن هذا الكلام، يعني الشواهد والله بتكون فيها فائدة طيبة وجميلة.
الأمر الثاني: أنه لا يمكن أن يحب إنسان النبي صلى الله عليه وسلم فتوصله هذه المحبة للشرك بالله سبحانه وتعالى، أو توصله هذه المحبة لمخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى. كما بعض الناس يدعون أنهم يحبون النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذه المحبة توصل إلى اعتقاد أن النبي صلى الله عليه وسلم يتصرف في الكون والمغفرة والرحمة منه صلى الله عليه وسلم، وهذا ولا شك أنه خاطئ ومخالف.
ويريد بالنسبة للتكليف الأول استخراج الآيات الدالة على هذه المعاني، نعملها مسابقة ونرى أول من سيأتي بشاهد على كل كلمة خلالها. جميل جميل في التعليقات.
تفقد النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
الآن إحنا اللقاء الماضي تكلمنا عن تفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرت لي أنه بقي عندك شاهد تريد ذكره في هذه الحلقة. نعم، وفي الواقع يعني مهما حاولنا أن نحصر الشواهد على كل عنوان لا بد أن يشذ منا شيء، ننسى شيء، ثم بعد ذلك نقول يا ليتنا قلناه في الحلقة. فسبحان الله بعدما انتهت الحلقة الماضية وأنا يعني أنظر في المادة، مادة هذه الحلقة، وأحياناً بحب أضيف بعض الإضافات من هنا وهناك، تذكرت حديثاً مهماً جداً ألا وهو قصة جليبيب.
قصة جليبيب
هذا الحديث يعني القصة إذا وقفنا معها ترين أكثر من شيء أو أكثر من مبدأ تكلمنا عنه في المرة الماضية، ألا وهي أن الرسول عليه السلام يتفقد أصحابه، يتذكرهم، يظهر محبته لهم، يعرف الأعازب منهم، يزوجهم من بعضهم البعض. ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره، وأيضاً جزء منه في صحيح الإمام مسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فتاة من الأنصار، وخطبها قاصداً من؟ جليبيب. وجليبيب كان يعني ليس جميلاً. فذهب إلى والد الفتاة فقال: "إني أخطب ابنتك". فقال: "نعم يا رسول الله وكرامة ونعمة عين". فكر مين؟ النبي صلى الله عليه وسلم، النبي يخطب لنفسه. قال: "ليس لي". قال: "فلمن؟" قال: "لجليبيب". فالرجل سكت وما أحب الفكرة، قال: "حتى أستأمر أمها، معلش خلني أشاور أمها". فذهب إلى أم الفتاة فقال: "رسول الله يخطب ابنتنا". قالت: "نعم وكرامة ونعمة عين". قال: "إنه ليس له". قالت: "فلمن؟" قال: "لجليبيب". قالت: "جليبيب؟ إنه؟" طيب شماله جليبيب؟ يعني جزء من المشكلة فيما يبدو ما كان حسب دمامة الوجه، وكأنه أيضاً في مرحلة من المراحل كان يدخل على النساء يمازحهن، لكن واضح أن أمره استقام بعد ذلك والله تعالى أعلم. أنا بصراحة لم أدخل في عمق الموضوع، لكن كان عليه ملحظ ولا شك أن رسول الله يبدو أنه هو الدمامة كانت بارزة، ولابد أن رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يخطب فتاة الأنصاري لهذا الرجل إلا بعد ما استوثق من دينه والله تعالى أعلم. قد يكون مر بمرحلة يعني الله أعلم.
المهم فقالت: "جليبيب؟ إنه؟" ثلاث مرات، إنه هذه كأنها استفهام استنكاري يعني مش عجب. فرفضت. فأراد الرجل أن يقوم ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقرار الأم. سمعت من؟ الفتاة. فخرجت من خدرها قالت: "إلى من خطبني رسول الله؟" قالوا: "لجليبيب". قالت: "شوف ما أجمل هذا التعبير: أترداني على رسول الله أمره؟ ادفعوني فلن يضيعني". أترداني على رسول الله أمره؟ الرسول يحكي كلامه، يحكي كلام. "ادفعوني" يعني سلموني للرسول، "فلن يضيعني". الرسول عارف لمين بيسلمني، عارف لمين بيزوجني. شوف الفتاة الله أعلم كم كان عمرها، يمكن 14، 15، 13، 17، الله أعلم. كانت صغيرة حتى في الحديث أنها جارية، فتاة صغيرة. لكن مع ذلك هذا المفهوم راسخ وواضح في ذهنها أن رسول الله لن يضيعها، وأن رسول الله أولى بها من نفسها، وأنه أحرص عليها من حرص أبويها عليها. حقيقة هذه الجملة اللي حكتها يعني كنز تحتاج شروحات طويلة: "ادفعوني فلن يضيعني".
سلموني له. وجاءته الغنائم وفتح عليه وانتصر على أعدائه. فقال عليه الصلاة والسلام: "هل تفقدون من أحد؟" على سيرة التفقد. "هل تفقدون من أحد؟" قالوا: "نعم فلاناً وفلاناً وفلاناً". أعاد السؤال: "هل تفقدون من أحد؟" قالوا: "نعم فلاناً وفلاناً وفلاناً". يعني مش شايفينهم، الناس اجتمعوا في غنائم وفي انتصار بس وجوه مش موجودة. قال: "ولكني أفقد جليبيباً". شوف المشهد، يعني معركة وقتال وفرحة انتصار ومع ذلك النبي عليه الصلاة والسلام في باله جليبيب، ورجل ليس ذا مكان عند الناس، يعني ليس ذا مكانة عند الناس حتى أنه يعني مدفوع بالأبواب كما يقال. فبعث من يبحث عنه فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا رسول الله هو ذا بين سبعة قتلهم ثم قتلوا". طبعاً يعني قتلهم ثم قتلوا يمكن يكون مثلاً أثخن فيهم، جرح أحدهم أو ضربه ضربة قاضية، لكن قبل أن يموت ضربه مثلاً. فذهب النبي صلى الله عليه وسلم إليه فنظر وقال: "قتل سبعة وقتلوه، أنا منه وهو مني، أنا منه وهو مني، أنا منه وهو مني". يعني كامل الولاية، كامل الانتماء، كامل العلاقة. ثم وضعه على يديه وحفر له قبره، فأنزله النبي صلى الله عليه وسلم في القبر.
هذه الفتاة الآن يعني هي عروس مصغرة ورملت مبكراً. فالنبي صلى الله عليه وسلم دعا لها بالبركة قال: "اللهم صب عليها الخير صباً صباً". شوف التعبير: "صب عليها الخير صباً صباً، ولا تجعل عيشها كداً كداً، ولا تجعل عيشها كداً كداً". قال الراوي: "فما كان في الأنصار امرأة أنفق منها أو أي من أنفق منها". يعني مكان يتسابق الناس على خطبتها، تسابق الناس على خطبتها. فمحل الشاهد: "هل تفقدون من أحد؟" فالنبي عليه السلام تذكر هذا الشاب الصغير البسيط المدفوع بالأبواب الذي يعني الناس لا يحبون أن يزوجوه، لكن كان له مكانة عند النبي صلى الله عليه وسلم. ورد الجارية على أبويها: "كيف تردون أمر النبي صلى الله عليه وسلم؟" بطلق الثقة، بطلق التسليم، بطلق القناعة بكمال النبي صلى الله عليه وسلم وأمره. وأنا أتمنى دائماً من الإخوة أن يتأملوا الشواهد التي نذكرها واللطائف التي نقف معها، ويتأملوا أحياناً في أبعاد أخرى في ذات الحديث. هذا الحديث فيه أبعاد كثيرة جداً جميلة، فيها مسألة التزكية للخاطب، هل تزكي إنساناً مثلاً لا يصلي؟ هل تزكي إنساناً تقياً مؤمناً؟ هذا أيضاً مجال لابد أيضاً من الوقف معه، لكن المجال يطول فيه.
عوداً دكتور مهند عوداً على ما ذكرناه في أول حديث: لماذا لم يحب أن يزوجه؟ الآن قد يكون جليبيب كان فيه نقطة ضعف، لكن يعلم النبي صلى الله عليه وسلم منه أنه رجل محب لله ولرسوله، وأنه مستعد للتضحية والفداء، مستعد يقدم روحه في سبيل الله عز وجل. وهذا أثبته وبرهن عليه، عريس مع ذلك خرج في غزاة وقاتل بكل بسالة. وبالتالي هذا أيضاً لعل فيه ملمحاً أنه بالإنسان قد يكون فيه جوانب ضعف وجوانب قوة عظيمة، وبالتالي يعني ينظر إليه بحاله المجمل. جميل جداً.
النبي صلى الله عليه وسلم على دابته
طيب أنت اليوم دكتور وعدتني أنه الحلقة تكون قصيرة. نعم، لأنه يعني طالت الحلقات، الحلقة الماضية والتي قبلها ثلاث ساعات وربع، ولربما بعض الإخوة يعني ما يجد الوقت لإدراك الحلقات كلها. فهذه الحلقة ستكون قصيرة نوعاً ما مقارنة مع الحلقات، والحلقات القادمة بحسب نشاط الشباب. إذا تنشطوا ممكن أن نبدأ على بركة الله. اليوم نريد الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم على دابته، ركوب النبي صلى الله عليه وسلم على دابته. كان يركب وحده؟ يركب معه أصحابه صلى الله عليه وسلم؟ ما هي النصائح التي كان يقدمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه على دابته؟ نريد الحديث في هذا الموضوع. بسم الله.
طيب هو أصلاً قد يعجب المتابع أن نفرد عنواناً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على دابته. وقد يعجب أنه ما علاقة هذا بموضوعنا؟ الكل قرب الرسول عليه الصلاة والسلام. يعني من أردفهم خلفهم، استقصى الأشخاص الذين أركبهم النبي صلى الله عليه وسلم خلفهم على نفس الدابة، وماذا قال لكل منهم؟ أيضاً في كتاب "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" في الباب الثالث قال: "فيمن حمله صلى الله عليه وسلم وهم نحو الخمسين". تقصى في الأحاديث الصحيحة وبعضها ضعيف، نحن نذكر الصحيحة فقط. فبلغ خمسين صحابياً، هؤلاء الذين رووا أنهم ركبوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم.
الإرداف على الدابة
في "دليل الفالحين" لابن علان الشافعي قال أبيات الشعر منها: "لقد أردف المختار طه جماعةً فسن لنا الإرداف إن طاق مركبه" طبعاً تسمية النبي بطه عليه وسلم هذه ليست دقيقة لأنه طه في مطلع سورة طه أحرف مقطعة، الذي يظهر أنها أحرف مقطعة، لكن يعني هو اجتهد بهذا. قال: "لقد أردف المختار طه جماعةً فسن لنا الإرداف إن طاق مركبه". ثم ذكر أسماءهم شعراً واحداً واحداً يعني تلو الآخر، وختم بقوله: "أولئك أقوام بقرب نبيهم لقد شرفوا طوبى لهم يا مقرب" "أولئك أقوام بقرب نبيهم لقد شرفوا طوبى لهم يا مقرب".
بالمناسبة يعني سبحان الله أنا مراراً كتبت مقالاً أن حماراً أنفع من ملايين السيارات في عصرنا الحالي. كان الرسول عليه الصلاة والسلام يركب حماراً أو ناقةً أو حصاناً ويردف خلفه، فينفع المسلمين بهذه الدابة. بينما في زماننا هذا قل ما يخطر في بال إنسان أن يطلع أخاه في نفس السيارة. معنى النبي عليه الصلاة والسلام سن لنا ذلك: "من كان له فضل دابة فليتصدق بها على أخيه، فليعد على من لا ظهر له". اللي عنده مجال أن يركب معه أخاه على دابة، على حمار أو على ناقة، على حيوان، ومع ذلك يسن لك أن تجعل أخاك يركب خلفك أو أمامك بحسب. فتصور إحنا عندنا في هذه الأيام سيارات تمر سبع راكب وكذا وعالفاضي عالفاضي.
أنا أتذكر وأستغفر الله حتى ما أكون ممن يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، بصراحة ذهلت مؤخراً عن شيء كنت أفعله. يعني أتذكر أنني بعد قراءة هذه الأحاديث لفترة من الزمان كنت إذا مريت مثلاً أيام ما كنت أشتغل في جامعة العلوم التطبيقية من شفا بدران لسابع أو لديار مسافة طويلة، فأذكر أنه في منطقة ما كان أحياناً أناس ينتظرون وانتظارات طويلة، فأحياناً أطلع معي أحد. فأتذكر كيف مرة واحد نظر فيّ نظرة استغراب بعد ما قلت تفضل، قال لي: "تعرف أنا صار لي في البلد" حكالي رقم يمكن 15 سنة "أنت أول واحد يطلعني في سنة". يا الله! فقلت في نفسي: يا حسرة سنة مهجورة، سنة مهجورة. طبعاً وأنا في بعض آخر، البعض قد يقول: ولكن هناك ناس مجرمون ممكن يطلع معك ويأذيك، ممكن يتبلى عليك، ممكن يقول إنه هذا سرق مني، أعطيت فلوس. يعني ما راح ندخل في التفاصيل، لكن المفهوم نفسه هو سنة مغيبة. وبالتالي النبي صلى الله عليه وسلم كان يردف خلفه كثيراً من الناس. طبعاً هذا يمكن في بعض الدول يعملوا شارع معينة للي بيكون حامل بسيارته أكثر من شخص. يعني اللي بيكون لحاله بوقع في الأزمة، لكن إذا كانوا اثنين أو ثلاثة أو أربعة يدخل طريق معين، طريق سريع. فبيضطروا أنهم يركبوا في سيارتهم أكثر من واحد. طبعاً هو من باب تقليل الأزمة يعني مش من باب الشيء الشرعي، لكن هذا له شواهد شرعية كما تكلم سبحان الله. جميل جميل.
الآن طبعاً يعني أنا أريد الإخوة المتابعين يتصوروا وضعية الركوب على دابة واحدة، خاصة لو كان دابة صغيرة كالحمار. عادةً اللي يركب خلف الراكب الرئيس سبحان الله عشان ما يقع بده يمسك فيه، بده يمسك. فتصور الصحابي خلف النبي عليه الصلاة والسلام بتعبيرنا المحل المترتح فيه أو متمسكاً به بقوة حتى لا يقع. وفي حديث لكن ضعيف أنه أمسك بأبي هريرة ووقعه، هذا ضعيف فنحن ما بدنا نستدل بالضعيف. لكن هو معروف بداهة أنه في الركوب خاصة إذا كان صغيراً، خاصة إذا صار فيه شوية سرعة، أنه تحتاج تمسك بالذي أمامك. فقد يمسك الصحابة بالنبي عليه الصلاة والسلام حتى لا يقع. أكثر شيء تشبيه الآن الدراجات ممكن. أيوه؟ يعني اللي راكب خلف سائق الدراجة بيكون متشبث فيه تماماً. نعم نعم.
أحاديث تعلمها الصحابة على الدابة
اللطيف في الموضوع أن بعض أمهات الأحاديث التي صنفت فيها التصنيفات وشرحت شروحات مطولة، تعلمها الصحابة في هذه الوضعية، في وضعية الركوب خلف النبي عليه الصلاة والسلام.
حديث ابن عباس
الحديث العظيم الذي نعرفه عن ابن عباس، وهذا الحديث يعني نزل برداً على قلبي في أكثر من موطن. قال: "كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا غلام". كان ولد نعم طفل. "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك". طبعاً قد يكون صور ابن عباس ماسك بالنبي والنبي يعلمه. "إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف". يعني هذا قضاء لا يمكن تغييره، انتهى.
هذا الحديث العظيم الذي يجمع القلب على الله، القلب اللي بيكون مشتت خائف من هذا ويرجو نفع ذاك ويطمع فيما عند هذا ويخاف بطش ذاك، تنفض عنه كل هذه الأشياء ويجتمع القلب على الله سبحانه وتعالى بهذا الحديث العظيم. عبد الله بن عباس تعلمه وهو طفل، فنقله إلينا جزاه الله عنا خيراً وهو خلف النبي صلى الله عليه وسلم. خلف النبي صلى الله عليه وسلم يعلم هذه الكلمات للطفل. يعني ما مقدار الإيمان الذي يصب في قلب هذا الطفل وهو يتعلم هذا الحديث العظيم ذا الفوائد الكثيرة جداً جداً جداً كما ذكرت عن شروحات العلماء على هذا الحديث طويلة. وهو صغير في السن، كيف سيكون إيمانه؟ وكأنه النبي خصه حتى نتصور أنه النبي عليه الصلاة والسلام يخص عبد الله بن عباس ويشرب عبد الله بن عباس أنه هذا الحديث كنز لي أنا خصوصاً أتعلمه أنا وحدي وبالتالي بدأ أنشره. هذه بحد ذاتها تعطيه نوع من الثقة، نوع من الرجولة حتى في صغره. وكلمات قليلة حتى يستطيع حفظها بالمقابل. نعم هكذا كان كلامه عليه الصلاة والسلام، كلام قليل لكن درر، درر منظومة، جوامع الكلم.
حديث معاذ بن جبل
أيضاً في الحديث العظيم المعروف عن معاذ بن جبل، حديث في صحيح البخاري قال: "كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير". حتى له اسم، عفير أو عفير. وأيضاً في حديث يقول: "بينما بينما بينما أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل". اللي بيعرف الجمال بيكون فيه زي عمود أو زي عصاي قد يمسك فيها الشخص، هذه تسمى مؤخرة الرحل. فلا يفصل معاذ بن الجبل عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذه العصا. فقال: "يا معاذ". قال: "لبيك يا رسول الله وسعديك". ثم سار ساعة. طبعاً ساعة مش شرط يعني ستين دقيقة، وقتاً ما قال شيء عليه السلام. ثم قال: "يا معاذ". قال: "لبيك يا رسول الله وسعديك". ثم سار ساعة. ثم قال: "يا معاذ يا معاذ ابن جبل". في المرة الثالثة: "يا معاذ ابن جبل". قال: "لبيك يا رسول الله وسعديك". شوف كيف النبي عليه السلام يهيئه، يشد أعصابه، يعمل عنده حالة تأهب قصوى، يجفف التربة عشان لما ينزل عليها غيث كلام النبي عليه السلام تتشرب وتنبت أسليم أسليم أسليم النبوي عظيمة. قال: "هل تدري ما حق الله على العباد؟" فقال: "الله ورسوله أعلم". قال: "حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً". ثم سار ساعة. ثم قال: "يا معاذ بن جبل". قال: "لبيك رسول الله وسعديك". قال: "هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه؟" يعني إذا بالفعل عبدوا الله ولم يشركوا به شيئاً، ما أطاعوا العبيد في معصية الله، ونصروهم ضد أولياء الله، ولو أعداء الله، لا أطاع الله عز وجل ولم يشرك به شيء، لا شرك محبة ولا شرك طاعة ولا شرك تشريع ولا شيء. ما حقهم؟ قال: "الله ورسوله أعلم". قال: "حق العباد على الله أن لا يعذبهم". حق العباد على الله أن لا يعذبهم. وإذا الله عز وجل ما عذب عباده. هذا حديث مركزي في التوحيد، ويذكر في جميع كتب التوحيد تقريباً يذكر هذا الحديث وتفاصيله وشروحه. ويذكره النبي صلى الله عليه وسلم لصحابي وهو يركب معه على الدابة. سبحان الله.
زائد الأساليب التي ذكرت، يعني أسلوب السؤال، أسلوب التشويق الذي ذكره، أسلوب إعطاء بعض المعلومة وتأخير البعض الآخر، ثم أكمل المعلومة في الآخر عليه الصلاة والسلام.
أحاديث أخرى
أيضاً سلمة بن الأكوع رضي الله عنه يقول أيضاً من الصحابة الذين أردفهم النبي صلى الله عليه وسلم. ومن الذين ذكرهم كتاب معرفة أسامي أردف النبي: أبو بكر وعثمان وعلي وزيد بن حارثة وأسامة بن زيد وعبد الله بن الزبير وجابر بن عبد الله وأبو أمامة الباهلي وأبو هريرة رضي الله عنهم أجمعين. يعلمهم كلمات، وطبعاً وغيرهم قلنا بلغ الخمسين حسب بعض الكتب. يعلمهم هذه الكلمات التي أصبحت من أمهات الأحاديث ونستعين بها في ديننا ودنيانا وتثبيت قلوبنا.
استغلال الأوقات
اليومين هذا استغلال الأوقات، طريق مشوار ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يستغل هذا الوقت في تعليم أصحابه هذه المعاني العظيمة. وهذا قد يحدث معنا كثيراً، التنقل وأنت معك الأولاد توصلهم إلى المدرسة، ترجعهم من المدرسة، تنتقل مع الأهل إلى مشوار ما، إلى وجهة ما. الطريق لربما ربع ساعة، نصف ساعة، لربما أكثر. هذا وقت مهم للاستثمار في الحديث وبث الحكم واللطائف للأولاد والزوجة، دون إكثار لا إفراط ولا تفريط. مثل ما تفضلت أنا مثلاً طالع مع أولادي على أخار أبناء على مطعم على أي شيء، لأن إذا أحدهم طرح سؤالاً قد أعلمه حكمة واحدة وتبقى في ذهنه ويعلمها لأولاده. كما كان عليه الصلاة والسلام. المسألة ليس بإكثار النصائح وإنما بنوعيتها وبأن يكون فعلك مصداقاً لها. فكما تفضلت هي كسب للأوقات، استغلال الأوقات. يعني قد يستغرب المرء كيف النبي عليه السلام علم وأقام دولة وفعلها وفعلها، هي بركة سبحان الله، بركة قد يؤتي الله عز وجل شيئاً منها لعبد من عباده. جميل جداً.
طيب في شواهد أخرى كذلك على النبي صلى الله عليه وسلم؟ نقتصر على هذا الحد. معنا طبعاً الكتاب مليء بالشواهد الأخرى.
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال
طيب خلينا ننتقل إلى موضوع آخر وهو تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال. سمعنا في الحلقة السابقة تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه مجملة، لكننا ما سمعنا تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال. النبي صلى الله عليه وسلم هل كان يمازح الأطفال؟ يلاعب الأطفال؟ يحدث الأطفال؟ وأقصد هنا بالأطفال سنتين وأقل ربما وأكثر كل هذا العمر. هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخالطهم؟ يتعامل معهم؟ ولا مشاغل النبي صلى الله عليه وسلم كونه قائداً ومربياً ومعلماً وأباً وإماماً كل هذا ألا يشغله عن التعامل مع الأطفال؟
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالعيال
نعم هو سبحان الله أحياناً بتحس أن طريقة التعامل مع الأطفال هي مقياس لمدى رحمة الإنسان وإنسانيته، صح التعبير، صدق عاطفته، رطوبة قلبه. فالنبي عليه الصلاة والسلام على الرغم من مشاغله الكثيرة لكن كان دون تكلف لأنه خير البشر في كل شيء، خير البشر حتى في عواطفه الجياشة، في رحمته، في محبته، في مشاعره. فكان هذا كله لا يشغله عن ملاطفة الأطفال، مع أنه هذا قد يعني لو إنسان قائد دولة وقائد جيوش ومعلم قد يعتبرها استثمار في غير مكانه إن فاق بعض الوقت مع الأطفال. أنا هذا الطفل شو بدي يحقق لي الآن من مكاسب عسكرية وسياسية ومالية؟ لكن النبي عليه السلام ليس كذلك، هو يتصرف على سجيته الطيبة، على سجيته العظيمة. ولذلك في الحديث الذي رواه أنس في رواه مسلم أو البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني وغيره عن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالعيال". شايف التعبير: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالعيال". يعني أكثر الناس رحمة بالأطفال. "وكان له ابن مسترضع في ناحية المدينة". له مين؟ إبراهيم ابن ماريا عليه السلام. "وكان ظهره قيناً". يعني كان أبو أو يعني زوج مرضعته حداداً. "وكنا نأتيه". كان أنس ينطلق مع النبي عليه الصلاة والسلام إلى ناحية المدينة. النبي يقطع المسافات ليش؟ علشان يقبله ويشمه ويضمه إلى صدره ثم يعود. جميل. فالنبي يقطع مشوار خاص لأنه إبراهيم مسترضع، لأن هناك من ترضعه. كان من عادة العرب الإرضاع، فيرضعه عند هذه المرأة. فيقطع له المسافات يضمه يقبله يشمه ثم يعود عليه الصلاة والسلام. فالنبي عليه السلام كان فرحان به وبشر الناس به وبيروح خصيصاً علشان يشوفه يقبله يضمه ثم يعود.
حزنه على وفاة أبنائه
لكن ماذا قدر الله عز وجل أن يموت هذا الولد؟ ونعلم جميعاً أنه عليه الصلاة والسلام توفي كل أبنائه وبناته في حياته إلا فاطمة عليه السلام. ونسمع ابن السطر: توفي أبنائه في حياته. بعدين انتقل للنقطة. طيب معلش خلنا نوقف عند هذه الجملة. ستة ستة. والرسول عليه الصلاة والسلام أعظم الناس عاطفة، أرق الناس قلباً، أرحم الناس بالعيال. وبالتالي ألمه وحزنه على فقد أطفاله كان عظيماً، ولكن مع ذلك يصبر بوجه الله سبحانه وتعالى ويحتسبهم عند الله. طبعاً يضاف إلى هذا وفاة زوجته خديجة، يضاف إلى هذا وفاة عمه، يضاف إلى هذا فقده لأمه وهو صغير، يضاف إلى هذا أنه لم يرى أباه. كل هذا يعني بيكتمل عندك المشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس ابتلاء. نعم النبي صلى الله عليه وسلم ابتلي ابتلاء عظيماً. "يبتلى المرء على قدر دينه، الأمثل فالأمثل فالأمثل". فالنبي صلى الله عليه وسلم ابتلي ابتلاء عظيماً، ولا يلخص هذا الكلام أن نقول فقط أنه توفي أولاده في حياته فقط. نعم. يعني أيضاً البلاء يزيد كلما كان حس الإنسان أكثر إرهاباً. النبي عليه السلام عاطفة جياشة، رحمة مهداة، يعني قلبه قريب من الأطفال جداً، يتعلق قلبه بهم. ومع ذلك يموتون أمامه. فكلما رقى قلبه أكثر كلما كانت بلوى الموت أشد على المرء.
لما حانت ساعة موت إبراهيم عليه السلام قال أنس: "ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه". يعني يحتضر، واضح أنه كان مريضاً مرضاً صعباً وفي الرمق الأخير. "فجعلت عينا رسول الله تذرفان". صار يبكي عليه الصلاة والسلام. فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه: "وأنت يا رسول الله؟ حتى أنت تبكي يا رسول الله على الأطفال؟" فقال ابن عوف: "إنها رحمة". ثم أتبعها بأخرى، يعني ذرفت عيناه مرة أخرى. فقال: "إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون". نعم يحزن عليه الصلاة والسلام، ولكن في النهاية يسلم لأمر ربه سبحانه وتعالى. لا تعارض بين البكاء وبين الصبر والرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى. فقد يبكي الإنسان وقد يحزن الإنسان ولكنه لا يتعارض هذا مع الإيمان والتسليم بقضاء الله سبحانه وتعالى. نعم. والبكاء ظاهرة صحية ينبغي أن لا نمنع أبناءنا منها. كنت قد كتبت مقالاً عن موضوع أنه للأسف هناك من يلقن أبناءه: "الرجل لا يبكي". لا، الرجل يبكي، سيد الرجال عليه الصلاة والسلام بكى. فما تعقدوا أولادكم بهذه الفكرة، هذا الكلام يقسي القلب. خليهم يعبروا عن فرحهم بالبكاء، عن حزنهم بالبكاء. لكن الرجل لا يجعله حزنه يقعد عن واجباته ولا يجزع كما يجزع بعض الناس.
وعفاء القلوب أيضاً عن أنس رضي الله عنه قال: "شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله جالس على القبر فرأيت عينيه تدمعان". فرأيت عينيه تدمعان. والحديث رواه البخاري. طبعاً من هذه البنت لم تعين، لكن الأظهر والله تعالى أعلم أنها أم كلثوم، أم كلثوم زوجة عثمان رضي الله تعالى عنهما. فالنبي جلس على قبرها وعيناه تدمعان. وبالمناسبة يعني الذي يتتبع مواطن فرحة النبي عليه الصلاة والسلام يرى أن كثيراً منها المواطن الرئيسية كان فيها ما يشبه يعني مثل هذا الموطن. متى توفيت أم كلثوم زوجة عثمان؟ بعد أحد أتوقع. والنبي قادم من بدر. فالنبي عليه السلام قادم من معركة انتصر بها على هؤلاء المجرمين الذين أذاقوه الويلات في 13 عاماً في مكة. لحظة انتصار، نشوة انتصار عظيمة، تكسر هذه اللحظة بشيء من الحزن بوفاة ابنته. والنبي عليه السلام عند قبرها يبكي عليها. ما الفائدة من هذا؟ وكأن الله عز وجل أراد أن يمحص قلب نبيه له سبحانه وتعالى، وأن لا يتعلق النبي بالدنيا. الدنيا يعني فيها الأكدار طبيعي جداً. فلا يسلم الإنسان وسبحان الله الراحة الكاملة هي في الجنة. فإذا ما دخل الإنسان للجنة خلاص يرتاح تماماً. لكن في الدنيا يبقى الإنسان دائماً يعني يراكض خلف الدنيا والهموم تأتي عليه من كل جهة. سبحانه.
ملاعبة النبي صلى الله عليه وسلم لأحفاده
نعم أيضاً عن أبي قتادة لأن تصور هذا المشهد اللي هي don't even god اللي هي أيضاً بنت زينب لأنه زينب رضي الله عنها كانت قد تزوجت أبا العاص وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صبية يحملها على عاتقه على ظهره. فصلى رسول الله وهي على عاتقه. صور النبي عليه السلام البنت أمامة وماذا بـ pray يصلي ويؤم الناس وهي يصلي وهي على عاتقه. يضعها إذا ركع ويعيدها إذا قام. يضعها إذا ركع ويعيدها إذا قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها. السؤال الآن مش كان ممكن النبي عليه الصلاة والسلام يسلم أمامة لأحد لإحدى النساء في المدينة؟ ممكن صح؟ على بال ما يخلص الصلاة. ولكنه قلبه متعلق بها مش حابب يفارقها من ناحية ومن ناحية أخرى يعلم الناس الرحمة، يعلم الناس الحنو على الأطفال. والحديث صحيح أيضاً كان يحب أمامة ويخصها بالهدايا. قدمت عليه صلى الله عليه وسلم حلية من عند النجاشي أهداها النجاشي للنبي. فكان في الحلية خاتم من ذهب. فالنبي عليه السلام نادى دعا أمامة بنت زينب وقال: "تحلي بهذا يا بنية، تحلي بهذا يا بنية". برضه مرة أخرى استحضار الشعب، استحضار الأفراد الذين حوله وأنه هذه تذكر لما تتكلم المرة الماضية عن لمن ترون هذه الخميصة لأم خالد. طبعاً حتى في أحفاده ابتلي صلى الله عليه وسلم ببلاء الموت. في الحديث الصحيح احتضرت حفيدة له عليه الصلاة والسلام فأخذها رسول الله فضمها إلى صدره ثم وضع يده عليه. طبعاً أنا أذكر الحديث بمعناه يعني لأنه فيها بعض الألفاظ الصعبة: تقعقع نفسها كأنها في شم إلى آخره. لكن محل الشاهد أنه ذهب إليها ويفنزل أخير فضمها إلى صدره وضع يده عليها فتوفيت وهي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبكى فقال له سعد بن عبادة: "أتبكي؟" فقال: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء". "إنما يرحم الله من عباده الرحماء". طبعاً بكى هذه رحمة أرحم بها حفيدتي هذه. فبلاؤه حتى في حفيداته عليه الصلاة والسلام. هذا يعني خلنا نحكي الجانب الذي كان فيه بعض الألم، لكن هناك صورة جميلة جداً جداً ألا وهي صورة تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع مين؟ مع الأطفال. مع الحسن والحسين بالذات. مجموعة أحاديث كثيرة وجميلة جداً تصور لك هذا المشهد الجد محمد صلى الله عليه وسلم الحفيدين الحسن والحسين. ودخل معهم على الخط مين كمان؟ اللي كان النبي يعامله كما يعامله حفيديه لأنه يحب أباه، أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه. كان يعامله كما يعامل الحسن والحسين. فمشاهد كثيرة لو ترسم منها صورة تجد كيف النبي عليه السلام أحبهما وتعلق قلبه بهما جداً.
حديث "أين لكاع؟"
منها مثلاً أن النبي صلى الله عليه وسلم اتكأ على يدي أبي هريرة ذات يوم منه انطلق به في سوق ثم احتبى في المسجد ويبدو أنه كان هناك خباء لفاطمة رضي الله عنها قريب من ذلك. احتبى يعني ضم ركبتيه إلى صدره وجلس هكذا ضم الركبتين وقال: "أين لكاع؟ ادعوا لي لكاعاً". إيش يعني لكاع؟ طفل صغير، صغير العقل، صغير العقل لصغير السن. يعني إحنا ما بدي طبعاً إجلالاً لمن قام سيدنا الحسن ابن علي لكن إحنا في لغتنا العادية مرة نمزح مع أبنائنا: "تعالي هبول" مثلاً ولا تشبيه ولا تشبيه. لكن النبي عليه السلام يلاطف أنه آت الطفل صغير السن، صغير العقل لأنه يعني عقله على مستوى سن، كناية عن صغر السن، كناية عن صغر السن وعدم المعرفة. يعني "أين لكاع؟" و"ادعوا لي لكاعاً". شوف الحديث ما أجمله. قال: "فأتى وعليه سخاب". سخاب يعني قلادة موضوع فيها زعفران والعنبر والمسك، أشياء عطرية في عنقه. سخاب كان يحل بها الأطفال وطلع ريحة جميلة. فقال النبي باديه هكذا. فقال الحسن هكذا. قال: "فاشتد حتى وثب في حبوة النبي". ما أجمل المشهد. "فاشتد" يعني صار يركض الحسن "حتى وثب في حبوة النبي". قفز على جدهم الرسول الله عليه الصلاة والسلام. "فاعتنقه رسول الله وقبله". اعتنقه وقبله وقال: "اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه. اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه. اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه". ثلاث مرات. ونحن نشهد الله عز وجل أننا نحب الحسن بن علي لمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم له، ونسأل الله أن يحبنا لأجل ذلك. قال أبو هريرة أو الحديث: "فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعدما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال". وأيضاً قال أبو هريرة: "ما رأيت الحسن إلا فاضت عيني بذكر هذا المشهد الجميل". الرسول "أين لكاع" واضحك والحسن يأتي جميلاً كان وسيماً جميلاً ولابس القلادة الجميلة ويقفز على رسول الله يعانقه ورسوله يدعو له ويدعو لمن يحبه.
تقبيل الأطفال
أيضاً عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحسن ابن علي وعنده الأقرع ابن حابس. وكان الأقرع من الجفا يعني من الأعراب الجفا. فقال الأقرع: "إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً". شوف يعني وكأنه يفاخر بغلظته. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "من لا يرحم لا يرحم". النبي مستغرب يعني متأسف على حاله. قال: "من لا يرحم لا يرحم". والحديث متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تقبلون الصبيان وما نقبلهم". أنت شايفكم معناش الحكي معناش هذا الكلام كيف تقبلوا صبيانكم؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟" شو أعمل لك إذا أنت عندك شرحمة؟ "أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟" وأيضاً هذا الحديث البخاري مسلم. لذلك قلنا يا جماعة ما في داعي نبحث عن أحاديث الضعيف والموضوع والتي لا أصل لها. الصحيحان مليئان بالأحاديث الجميلة.
دكتور ممكن هناك إشارة لطيفة في كثير من الأحيان الناس تبحث عن أوقات طويلة يقضونها مع أبنائهم. الفكرة ليس بالكثرة الوقت أو بالوقت نوعية الوقت. ربما تجلس مع الطفل خمس دقائق لكنها تؤثر فيه. ربما تجلس وتلعب مع الطفل خمس دقائق عشر دقائق لكنها مؤثرة. أنت ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي من أطراف المدينة يصل إلى إبراهيم ابنه إبراهيم يقبله يشمه وثم يعود. قصير جداً لكنه نوعي. ودائماً ننظر إلى نوعية التصرفات لا إلى كثرة التصرفات. حين بعض الآباء يجلسوا في بيته كثيراً كثيراً كثيراً لربما عملوا في البيت يعني أونلاين أو كذا ويجلس في البيت في أغلب الوقت ثم لا يلعب مع أولاده أبداً. ثم يكثر الصراخ ثم يكثر الضرب والإيذاء. طيب ما الفائدة؟ ولما تيجي بنته تصير مكلفة بالحجاب يقولها ألبسي حجاب وتتوقع أنها تسمع كلامه. طبعاً لا يوجد علاقة، لا يوجد مودة، لا يوجد تقبل. لذلك ما تفضلت، يعني هو المفتاح قبل الأمر والنهي والتربية أن يكون هناك علاقة أصلاً. يكون في الذكرية الجميلة تجمعك بأبنائك حتى يتقبلوا منك.
أيضاً في الحديث الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدلع لسانه للحسن فيبهش له. يدلع لسانه يعني كيف نقول بالجلقم عليه. فهو يمازح الحسن يدلع لسانه له فيبهش له يعني يعجب فيسرع إليه عليه الصلاة والسلام. يقالوا أب هشل الشيء إذا أعجبه فأسرع إليه. يعني العام مع الأطفال أحياناً يتوسع فيها الإنسان. يعني ما يبقى دائماً متقيد بالهيبة والجلال ولا يمزح مع أي طريقة معينة. أنا هذا طفل بالأخير ممكن يتسلق عليك ممكن ينط ممكن مثلاً يخبط برجله ممكن كذا. هذا طفل طبيعي جداً هذه التصرفات. فما في داعي للهيبة مع الأطفال مع بقاء الاحترام.
اللعب على الظهر في الصلاة
أيضاً في الحديث تصور هذه الصورة الجميلة سنتلوه بنصه ولكن نرسم الصورة بداية. الرسول عليه الصلاة والسلام يخطب يخطب على المنبر والناس أمامهم الرجال أمامهم. ثم يأتي من بعيد الحسن والحسين لابسين ثياباً حمراً. والثياب يبدو طويلة شوية عليهم فيمشيان ويتعثران. يكون هذا في أي سن؟ يعني يكون أربع سنين ثلاث سنين أقل والله أعلم. يكون هذا بداية المشي سنتين ونصف. فالنبي عليه الصلاة والسلام مش قادر يتحمل هذا المشهد. يعني يراهم يتعثران رحمهما واشتاق إليهما. فنزل من على المنبر ورفعهما وقال: "صدق الله {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} إني حين نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويتعثران لم أطق حتى نزلت فرفعتهما". في الحديث الصحيح قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمرا". قميص فيما أعلم في لغة الحديث هي دجداشة في زماننا بيكون قطعة واحدة كدجداشة. مش قادر أصبر عليهم رحمهما واشتقت إليهما.
حملهما على عاتقه
أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه حسن وحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة". إيش يعني يلثم؟ يقبل. تصور المشهد حامل حفيديه على كتفيه يقرب رأس الحسن يقبله هذا المقبل رأس الحسين يقبله ويمشي عليه الصلاة والسلام. محبة عاطفة جياشة جداً وعدل حتى في القبلات. نعم عادل حتى في القبلات. وأيضاً فقال له رجل: "يا رسول الله إنك تحبهما؟" قال: "من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني. من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني".
أيضاً كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره. تصوره الآن يؤم الناس فيسجد فيأتي الحسن والحسين يركبان على ظهره. فإذا أراد أحد أن يمنعهما أشار إليهما أن دعوهما. فإذا قضى صلاته وضعهما في حجره ودعا لهما وقال: "من أحبني فليحب هذين. من أحبني فليحب هذين". تصور هذا المشهد يركبان على ظهره يقضي صلاته يجمعهما في حجره يعانقوهما: "من أحبني فليحبها". أنا بتخيل اليوم إمام مسجد يحدث معه مثل هذا بعد الصلاة شو حيصير فيه؟ شو الناس حتسوي فيه؟ يا شيخ ما تطلعوا الأولاد، يا أخي ليش جبتوا الأولاد، يا أخي خلوا أولاده في البيوت، يا أخي الله المستعان. غير المحاضر اللي تعطى: احترم الصلاة، ما بيصير لا تنط على والدك وهو يصلي، لا تقفز على كذا. يعني كل هذا الموشح بيطلع. طبعاً لا إفراط ولا تفريط، مردكم فيه جلبة وضجيج وتشويش عن المصلين غير مقبول. لكن الولد يركب بيعمل حركات هادية خليه يحب المسجد وأهل المسجد. خاصة في البيت إذا الأب يصلي في البيت شيء طبيعي إنه ممكن يأتي الطفل ويركبه على ظهره. هذا شيء طبيعي جداً.
أعرف لي صديقاً عزيزاً لبناني الأصل الله يفرج عن أهل لبنان تعرف عليه في أمريكا فأراد أن يترك أمريكا ويذهب إلى بلاد المسلمين. جرب يذهب إلى أحد الدول بدناش الآن نحكي اسمها الدول عشان ما حدش يزعل منه. جرب يذهب إلى إحدى الدول ومعروف في هذه الدولة أنه يعني الناس مش فرندلي كما يتوقع، مش اجتماعيين كفاية. قال: "فابني عبد الفتاح لما قضى صلاته يجي وقال دادي أي بريد". والولد مسكين كان لسه لكن الأجنبية ولسه اللغة الإنجليزية عالقة بلسانه. فما السرور الولد أنه صلى. قال: "فنظر إلي أحدهم شزراً وقال: ليش يجيبوا الأولاد على المسجد يعملوا ضجة؟" قال: "فسبحان الله لم يطل بقاه في هذا البلد وغادر". للأسف الشديد أنا أقول الإنسان عليه أن يصبر ويحاول يبقى في بلاد مسلمين ما استطاع ما يرجع لموقف مثل هذا. لكن بشكل عام لم تسعفه الحياة هناك.
أيضاً عن شداد بن الهاد الليثي يتكلم كيف خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء، يعني يا المغرب العشاء تسمى صلاة العشاء وهو حامل حسناً وحسيناً. فتقدم رسول الله فوضع الحسن أو الحسين ثم كبر فصلى. بعد النبي عليه الصلاة والسلام سجد وأطال السجود. فوالد شداد رفع رأسه رفع رأسه فإذا الحسن أو الحسين على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قضى صلاته قال الناس: "يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك". خفنا ليكون صار معك شيء. أو لعله نزل عليك الوحي. فماذا قال عليه السلام؟ قال: "كل ذلك لم يكن. ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته". "ولكن ابني ارتحلني" يعني عاملني كأنه بدير كبليا. "فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته". قد يقول القائل: طيب يا رسول الله معلش ما وراك إزلام يعني. وراك رجال يروحوا على بيوتهم يروحوا على أشغالهم. ليش أطول السجدة؟ ممكن مثلاً نفطر بقية دقيقتين ثلاثة. لكن هذه أول شيء رحمة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم كره أن يعجل على الولد. وأيضاً هي تعليم لأمته إلى يوم الدين. مليارات سيسمعوا هذا الحديث ويتأثروا به ويحدثوا ويورثوا في قلوبهم رحمة بالأطفال. لا ينبغي دائماً أخذ هذه الحديث وتطويقها تطويقاً مباشرة. أنت لو ربما كإمام مسجد لو حدث معك مثل هذا أنت تعرف ردة فعل الناس ستكون لربما سيئة. فراعي هذا الأمر. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هذا والصحابة يعني ينظرون له مكانة في قلوبهم.
أيضاً عن سعد بن أبي وقاص قال: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان على بطنه. فقلت: يا رسول الله أتحبهما؟ فقال: وما لي لا أحبهما وهما ريحانتاي وهما ريحانتاي". يعني في هذه الدنيا. طبعاً الأطفال زمان ما كان في بامبرز كان ممكن يضعوا خرق وحتى لو وضعوا الخرق والخرق يعني كان فيه شح في الموارد إجمالاً. بامبرز مقاطعاً أنا استزعى لي قصد يعني الأشياء. نعم نحن الآن حالياً ما عنديش أطفال حتى أوقاتها. لكن قصد ما يوضع من فوات الأطفال. فوضع مرة الحسن في حجر النبي فبال فضربته لبابة بنت الحارث زي ضربته في ظهره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرفقي بابني رحمك الله أوجعت ابني". رحم الولد وحتى نصيحته للمرأة كانت نصيحة لطيفة: "أرفقي بابني رحمك الله أوجعت ابني". شوي شوي عن الولد.
تعامله مع أسامة بن زيد
أيضاً عن أسامة ابن زيد. الآن قلنا هذه المعاملة الخاصة الحسن الحسين دخل فيها أيضاً أسامة ابنه الذي كان في يوم من الأيام يعني عبأ النبي عليه السلام وكان هو بالتبني قبل تحريمه. نعم قبل تحريمه. طيب أسامة كان مختلفاً تماماً عن الحسن الحسين كشكل. كان أسود رضي الله عنه بينما الحسن الحسين أبيضاني زهراوان كأمهما فاطمة رضي الله وكجدهم عليه الصلاة والسلام. والنبي عليه الصلاة والسلام يعامل جميع نفس المعاملة. النبي ينظر إلى جمال الأخلاق وجمال القلوب. في البخاري عن أسامة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الأخرى ثم يضمهما ثم يقول: اللهم ارحمهما فإني أرحمهما". تصور هذا المشهد ما أجمله. يجلس الطفل على الفخذ والثاني على الفخذ الأخرى ثم يضمهما ويقول: "اللهم ارحمهما فإني أرحمهما". طبعاً تخيل دكتور مع هذا المشهد المشهد الغربي لفترة قريبة جداً كانت المدارس مفصولة ما بين البيض والسود. في مدارس البيض ومدارس للسود في بعض الدول. سبحان الله هذا النبي صلى الله عليه وسلم يجمع الأبيض والأسود على حجه صلى الله عليه وسلم ويضمهما ويدعو لهما. نعم نعم. وجايين يعلمونا حقوق الطفل هو التعاون مع الطفل. سبحان الله الرحمن.
تعامله مع أبناء أقاربه
نحن نريد أن نطول أكثر منك دكتور. نحن قلنا بدناش نطول الحلقة فبدنا كمان شاهد أو شاهدين فقط. نحن كم معنا قطعنا خمس وأربعين دقيقة. أبو سامي خمس وأربعين. طيب أعطونا يمكن بس خمس دقائق. أيضاً عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: "أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي فبال على ثوبي فدعا بماء فأتبعه يابو سعطة". جاب ميه سكب عليه ميه انتهت المشكلة. وأيضاً من الشواهد على محبة أسامة رضي الله عنه أنهم قال: "من أحبني فليحب أسامة". أيضاً كما قال في حق الحسن والحسين: "من أحبني فليحب هذين". قال في حق أسامة: "من أحبني فليحب أسامة". والحديث ثابت عنه صلى الله عليه وسلم.
الآن نتعدى دائرة أحفاده إلى دائرة قبل أطفال المسلمين عموماً أطفال أقاربه. طبعاً نعلم أنه كان لجعفر مكانة عظيمة عند قلب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه مع ذلك أرسله لغزوة مؤتة وأصيب جعفر وتوفي رضي الله تعالى عنه وتقبله في الشهداء. فالنبي الآن بده يرعى أبنائهم. فمن يروي الحديث عبد الله بن جعفر. عبد الله بن جعفر قال أن النبي أمهل آل جعفر ثلاثاً. تركهم يعني الحزن العادي. ثم أتاهم فقال: "لا تبكوا على أخي بعد اليوم". طبعاً هذا ليس تكليفاً بما لا يطاق إذا دمعت العين رغماً عن زوجته عن أبنائه. ولكن يعني كانوا يقول لهم الآن ننتقل نتجاوز المرحلة الآن بدنا نستأنف الحياة. لا نتكلف البكاء لا نتكلف البكاء وخلص نستأنف حياتنا. ثم قال: "ادعوا لي أبناء أخي". أبناء ابن عمه جعفر. قال: "فجيء أبناء كأننا أفراخ زي صيصان صغار". فقال: "ادعوا لي الحلاق". لأن أمهم يعني مهمومة مشغولة عنهم يخاف أن يصيبهم آفات في رؤوسهم. فأتى الحلاق فأمره فحلق رؤوسهم. لأن بده يلاطفهم ويجبر خاطرهم. قال: "أما محمد هو ابن جعفر فشبيه عمنا أبي طالب. اللهم اخلف جعفراً في أهله". يعني اكفهم حاجاتهم، آنسهم بعد وفاة أبيهم، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه أن تكون صفقاته مباركة أفعاله مباركة. قال: "أنا سأسد مكانه سأكفلهم". عليه الصلاة والسلام.
أيضاً عن عبد الله ابن جعفر. قال كان رسول. هذا رواه الإمام مسلم. قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته". يعني بيطلعوا أقارب ويرسلون الصبيان. يعرفوا أنه عليه الصلاة والسلام سيسر برؤيتهم. "تلقي بصبيان أهل بيته". قال: "وإنه قدم من سفر فسبق بي إليه". كان أمه انطلقت سريعاً أو أحد أقاربه انطلق به سريعاً. تعالى شوف الرسول هل هي قديمة من سفر. "فحملني بين يديه ثم جيء بأحد بني فاطمة الحسن أو الحسين فأردفه خلفه فأدخلنا المدينة ثلاثة على دابة". خل عبد الله بن جعفر في الأمام والحسن أو الحسين خلفه ودخل المدينة ثلاثة على دابة.
تعامله مع أطفال المسلمين عموماً
الآن تجاوز دائرة أحفاده وأبنائه وأبناء أقاربه إلى أبناء المسلمين. شوف كما تفضلت قبل قليل يا دكتور مهند أنه مرات إحنا بنكون في لحظات بينية في أوقات بينية قد يعني إذا كان عندنا حضور ذهن نستغلها بطريقة لطيفة تترك أثراً عميقاً جميلاً في نفس من حولنا. شوف هذه اللفتة البسيطة التي لم تأخذ من رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا يمكن ثلاث ثواني وحفرت في خلد مين؟ محمود بن الربيع. ورواه البخاري. قال محمود بن الربيع رضي الله عنه: "عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجه في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو". يعني النبي عليه السلام مثلاً يتوضأ أو يشرب مسك الدلو وضع ماء في فمه ثم رشقه في وجه محمود بن الربيع. قد يقول قائل: بس يعني هذه هانة. لا مش هانة. يا ريت الرسول عليه السلام بركة وريقه المبارك وبالتالي يداعب ويمازح هذا الطفل. هذا الطفل حفرت في ذاكرته هذا الموقف هذه المجة منه وكان عمره خمس سنوات ويحدث بها.
أيضاً عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم. يدعو لهم البركة. يحنكهم يمضغ التمر ثم يعني مراعاة لحال الطفل يأخذ من ريقه الشريف وعليه التمر ويضعه في الحنك. هذا مجلب للبركة وأيضاً يتقوى بها الطفل عليه الصلاة والسلام. معي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحملت تمراً فأتيت به رسول الله وعليه عباءة. فقال: "هل معك تمر؟" تفحة لمقالك وعليه عباءة. أنس يتصور المشهد وجمال المشهد. يعني يروي الحديث بتفاصيله. تفكر مرة من قال لك مثلاً أتذكر لما كنت عايش مع جدك وكان يومها لابس قميص أخضر. فأنس يرسم المشهد بتفاصيل حنين للتفاصيل. فقال النبي عليه الصلاة والسلام لأنس: "هل معك تمر؟" قلت: "نعم". فأخذ التمرات فألقاهن في فيه فلاكهن ثم جمع لعابه ثم فغر فاه فما الطفل فأوجره أطعمه. فجعل الطفل يتلمظ صار الولد بده يأكل زي لك بحرك ثمه بده يأكل كمان. فقال رسول الله: "حب الأنصار التمر". يعني عمال الولد بده يأكل كمان بحب التمر الأنصار. فحنكه وسماه عبد الله. وترى النبي عليه السلام سمى العديد من أبناء الأنصار وأبناء الصحابة. قال: "فما كان في الأنصار شاب أقضل منه من بركة تحنيك النبي عليه السلام".
يقول أنس: "إن كان رسول الله ليخالطنا". شوف هذا التعبير: "يخالطنا" يزورنا يتفقدنا يتنفينا. "حتى إن كان ليقول لأخي لي صغير: يا أبا عمير ما فعل النغير؟" لما توفي عصفوره. أيضاً من رحمته وحنانه وإشفاقه بعموم أبناء الصحابة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الصلاة إن يريد أن يطيلها، يطول في الصلاة ويسترسل في القراءة. ولكنه يسمع بكاء فيشفق على أم الصبي ويخاف أن تحزن عليه. يخاف أن تجد في نفسه عليه أو تحزن عليه فيختصر الصلاة. ولذلك سبحان الله هذه الرحمة يعني أعود أختم بمسألة هذه الرحمة معيار للخيرية في الناس. حقيقة الإنسان إذا رأيت أن تعرف أنه جلف قاس الطباع انظر إلى تعامله مع أطفاله. وإذا رأيت فيه حنواً ورأفة ورحمة فهذا معيار لرقة قلبه ورحمة قلبه. ولذلك في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خير النساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناهن على ولد في صغره وأرعاهن لزوج في ذات يده". "أحناهن على ولد في صغره" يعني في حنان. وأيضاً "أحناهن على ولد في صغره" في حنان في شفقة في محبة في ذكريات جميلة في ملاعبة. هذا أحرى أنك تغرس القيم الجميلة في ابنك وفي بنتك وأنك تموني عليه وعليها بكرة إذا أراد أن يضلا عن طريق الله عز وجل بترديهم بهذه الذكريات الجميلة بإذن الله تعالى.
الاعتدال في التعامل مع الأطفال
فهذا شيء طبعاً آسف على المقاطعة. شيء من الصورة الجميلة لذكريات النبي صلى الله عليه وسلم وتعامله ورحمته بالأطفال لن تؤدي حقه عليه الصلاة والسلام. ولكن ترسم جزء من الصورة ينبئك عما خلفه من من الأيام الطويلة التي قضاها عليه الصلاة والسلام ومن الصحابة الصغار والكبار الذين عاملهم وراعاهم وأظهر عاطفتهم معهم عليه الصلاة والسلام. وأنه هو اعتدال لذلك ما نذكره من آثار يحتاج أن يوضع في قالب الاعتدال والتوسط والفهم السليم للمسائل والنظرة التربوية العامة حتى فعلاً تؤتي ثمرة مناسبة. البعض قد يفهم هذه الأحاديث على دلال مفرط، دلال زائد لربما يؤدي إلى خلل في الأبناء نتاج أنهم كل ما يطلبوا يأخذوا. وهذا ليس دقيقاً ولا صحيحاً. بالمقابل البعض قد يفهم أنه معنى هذا الكلام الجفاء والغلظة. والأمر لا هكذا ولا هكذا. {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. الله يفتح عليك. وأني تعقباً على ما ذكر دكتور مهند أنا حصل أكثر مرة يعني أعلق أنه يا جماعة دللوا بناتكم. طبعاً الأبناء ولكن تدليل البنات. البنت بحاجة إلى من يثني عليها على جمالها يلاطفها. إذا لم تجد ذلك في المحضن الأسري ممكن تطلبه في الخارج. وأيضاً مرة أخرى لما بنتك تصير مكلفة وينبغي طبعاً لباس الساتر فلو الحجاب قبل سن التكليف. ولذلك يا جماعة إحنا لما نقول ملاطفة البنات مثل ما تفضل الدكتور مهند مش معناته أنه إشباع كل الحاجات المادية. إشباع الحاجات المادية مفسد الأبناء والبنات. الزيادة الإفراط في المصروف، الإفراط في الطعام، الإفراط في التنقلات والرحلات وما إلى ذلك هذا مفسد. لكن {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. هذه الملاطفة والمداعبة وإظهار العاطفة الصادقة هو ما نقصده بالتدليل.
خاتمة
أسألكم الله خيراً ونبارك فيكم وعلى أمل إن شاء الله اللقاء في الأسبوع القادم بإذن الله تبارك وتعالى مع الحلقة الرابعة. أدركوا الحلقات السابقة احضروها جيداً تأملوا في ثنايا التفاصيل التي ذكرت. أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعني وإياكم بما ذكرنا. بورك الدكتور وأنا فعل الله بكم على أمل اللقائي بكم في الأسبوع القادم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.