→ عودة إلى "كيف أحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم"

الحلقة 4 - سيد الأوفياء

٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤
النص الكامل للمقطع

بسم الله الرحمن الرحيم.

خفيف هو خالص مسكر تمام تمام. صوت وصورة لمن انضم إلينا للتو، نحن الآن نختبر الصوت والصورة بانتظار تعليقاتكم أن كل شيء تمام ولا مش تمام.

طيب بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه. الأخوة المستمعين والمستمعات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حياكم الله في اللقاء الرابع من بودكاست "كيف أحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم" مع ضيف البرنامج الدائم الأستاذ الدكتور إياد قنيبي. حياك الله دكتور. حياك الله. الله يعطيك العافية.

مقدمة: أهمية السيرة النبوية في تصحيح المعايير

طيب هذه الحلقة الرابعة، ثلاث حلقات مضت تحدثنا فيها حديثاً تفصيلياً جميلاً شيقاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقف متعددة. ذكرنا في الحلقة الأولى أن هذه السلسلة ليست لتخدير المشاعر ولا للبعد عن الواقع. وحتى نتصل أكثر بالواقع. اليوم الواقع أليم جداً يفرض نفسه. إخواننا في غزة وفي غيرها من بلاد المسلمين يتعرضون لألوان من التنكيل والتعذيب والقتل.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم والكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إجابة عن سؤالك أخي دكتور مهند، يعني سبحان الله استعراض السيرة وقبل ذلك قراءة القرآن الكريم تعيد الإنسان المعايير المنضبطة وتصحح الميزان. لأنه إذا إحنا بننظر إلى أنفسنا من عدسات أعدائنا أو إذا حاولنا أن نقيم الفرد المسلم في سياق التاريخ الحالي المعاصر سوف نستهين بدمائنا كثيراً. لذلك نلي كلمة بعنوان "ما الذي جعلنا نستهين بدماء المسلمين؟" الإعلام له دور كبير، الإخطاء التربوي له دور كبير، المدارس لها دور كبير في أن نستهين بقيمتنا كمسلمين. لذلك علينا أن ندمن ونعتاد على قراءة القرآن ومطالعة السيرة النبوية حتى نستعيد الميزان الصحيح.

قيمة الفرد المسلم في الإسلام

تنظر في سيرته صلى الله عليه وسلم وترى أنه ينتفض لا لقتل مجموعات من المسلمين، بل ولأفراد من المسلمين. والشواهد على ذلك كثيرة ونحن نعرفها، لكن تعالوا نستظهرها معاً.

شواهد من السيرة النبوية

عندما كشفت امرأة تعمد يهودي أن يكشفها في سوق بني قينقاع، فغار عليها مسلم فقتل اليهودي، فاجتمع اليهود على المسلم فقتله. ماذا فعل عليه الصلاة والسلام؟ تحرك. تحرك بجيش وكاد أن يقضي عليهم، لكن نزل على حكمه صلى الله عليه وسلم وأمر بإجلائهم جميعاً. هو في المحصلة قتل رجل مقابل رجل، وكان بالإمكان أن يقضي عليهم، لكن يعني تساهلاً معهم أخرجهم هم وأعوائلهم جميعاً من المدينة. فهذا كان غضبة لامرأة ولفرد مسلم قتل.

مثال آخر: نبينا صلى الله عليه وسلم لما اقترب من مكة وأرسل عثمان ليفاوض المشركين، وشاع خبر أن عثمان قد قتل. ماذا فعل عليه الصلاة والسلام؟ البيعة! البيعة، بايع الصحابة رضي الله عنهم بيعة الرضوان، ثم تبين أنه لم يقتل.

في مؤتة، سبب غزوة مؤتة أن مبعوثه صلى الله عليه وسلم إلى بصرى قتله الغساسنة. فلأجل هذا الفرد حرك النبي جيشاً كاملاً، جيش مؤلف من ثلاث آلاف يقابله كم؟ 200 ألف! بالمعايير الدنيوية قطعاً ليس هناك أي تساوي في القدرات، أي تساوي في العدة والعدد، والهزيمة تبدو محققة. معلش النبي عليه الصلاة والسلام أرسل هذا الجيش يوصل رسالة للبشرية إلى يوم الدين: كم قيمة الفرد المسلم؟ من أجل فرد، من أجل فرد، كم قيمة الفرد المسلم؟

قبل وفاته عليه الصلاة والسلام أمر بإنفاذ بعث أسامة. إيش قصة بعث أسامة؟ معلوم أن فروة بن عمرو الجذامي كان والياً للروم على معان فيما أذكر، وأسلم. أسلم فقتله الروم. رجل لتوه أسلم. النبي عليه الصلاة والسلام اعتبره جزءاً من الأمة، ولابد أن يقتص لدمائه. فأيضاً أمر عليه الصلاة والسلام بإنفاذ بعث أسامة، وكان هذا من آخر أوامره قبل وفاته عليه الصلاة والسلام. تحريك جيش كامل من أجل ماذا؟ من أجل فرد.

وبالتالي الفرد في الدولة المسلمة معظم الشأن، رفيع القدر، له كرامة عظيمة منقطعة النظير. نحن ما نغتر بأن الدول الغربية والكيان الغاصب أحياناً تلاقيه بحرك الإعلام ويطمئن على صحة الرهينة أو المختطف ويجيب لك آخر أخباره، وإذا كان يا ترى هو أصابه مرض أم لم يصبه، يظهرون أنهم يعظمون أفرادهم. بينما رأينا مثلاً في هذه الأحداث مؤخراً إسرائيل لم تقم وزناً لمخطوفيها وأصرت على المضي في المعركة قدماً وقتلت بعضهم، بل وفي بداية الأحداث الظاهر أنها قتلت عدداً منهم حتى ترتب عليه خطتها المبيتة.

وبالتالي الفرد معظم حقيقة في ظل الدولة الإسلامية. فتقول قائل: طب هذا في الدولة الإسلامية، نحن عندنا في أيامنا هذه ليس هناك دولة إسلامية تصون الفرد وتحفظ كرامته. فنقول: مهم أن تبقى هذه القضية حية في أنفسنا، تبقى المعايير منضبطة في قلوبنا، وعلينا أيضاً أن نسعى لإقامة هذه الدولة، لإقامة هذا الكيان الجامع للمسلمين الذي ينتفض لأفرادهم والذي يحرك الجيوش من أجلهم. مش دماء تسيل أنهاراً كل يوم نسمع سبعين ميتين أمبارح أو الليلة قبل الماضي ثلاثمائة ثلاثمائة في غزة ما بين قتيل، نسأل الله أن يتقبلهم في شهداء، وجريح نسأل الله أن يشفيهم. الأرقام صارت يعني ويتعمد الإعلام العالمي أحياناً أن يضخ هذه الأخبار ويريك صور الأشلاء والدماء، بينما في الدول الغربية ممنوع تظهر صور الضحايا. لماذا؟ لأن هذا يكسر هيبة الدولة. أما لنا كمسلمين ما في حد ولا قيد ولا ضبط على أن نرى صور الأشلاء والدماء والعذابات والآلام والصراخ حتى يشعروك بهوانك على الناس. حتى ربما في بداية الأحداث والآن كنا في فترة من الفترات نعد مثلاً سبعين، ثمانين، تسعين شهيد في غارة واحدة. اليوم لما نسمع خمسة ستة شهداء لا الحمد لله الأمور بسيطة. صار الواحد منا نوعاً ما يتساهل بقتل اثنين ثلاثة أو أكثر بقليل بينما لا يعد بالعشرات أو بالمئات للأسف الشديد. هذا نتاج الإعلام كمان.

نعم، ولذلك احنا لما نقول الدولة الإسلامية، الشريعة، الحكم الإسلامي، طبعاً من التشوهات الفكرية والنفسية التي نشأت لدى كثير من المسلمين نتيجة لعبث الإعلام والمناهج الدراسية لآخره وجهلنا للأسف، تتكون لديه صورة مسمع شريعة يتصور الحدود الإسلامية. الحدود: جلد الزاني، رجم الزاني المحصن، قطع يد السارق إلى آخره. هذا جزء من المنظومة الإسلامية وهو علاج لحالات استثنائية، لحالات مرضت على الشريعة أو خرجت عنها أو فسقت. لكن نحن نقول شريعة إسلامية، دولة إسلامية، فمن أخص المعاني في ذلك أن يكون لك قيمة، يكون لك هيبة، يكون لك كرامة. ولذلك يجب أن تتشوق نفوس المسلمين إلى أن يكون هناك لهم كيان جامع يحكم بشريعة الله سبحانه وتعالى.

ولهذا نعود فنقول: الإنسان حتى تعتدل له الموازين عليه أن يدرب نفسه على مطالعة القرآن والسنة وتأملهما. وكفى بنا حاسبين هذا المسلم الذي قتله صهيون المجرم المدعوم للأسف عالمياً ودولياً وإقليمياً. هذا المجرم عندما قتل المسلم لو قبله استهزأ به، لو ركله، لصفعه كفاً، كله سيحاسب عليه. نتذكر أن الله عز وجل لن يضيع شيئاً. نتذكر هذا الكلام مش عشان نحكي معلش خلص احنا ما علينا ننقذهم ولا نساعدهم ولا ننصرهم، معلش الله عز وجل سوف يعوضهم. أعوذ بالله! وأيضاً نحن سنحاسب ولن يغفل الله عز وجل عن مثقال ذرة من تخاذلنا إذا تخاذلنا عن نصرتهم بما نستطيع. لكن نستحضر هذه المعاني عشان إنسان ما يسوي الظن بربه سبحانه وتعالى. لم يجعل هذه الدنيا دار جزاء بل دار بلاء واختبار يتصارع فيه الحق مع الباطل.

نتذكر قول الله عز وجل: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}. تكون مخلوعة خلع من الخوف. نتذكر قول الله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}. إذن نستحضر هذه المعاني علشان مرة أخرى ما يهون في حسنا دم المسلم.

حتى خلفاء المسلمين ترى الذين كان عندهم بعض الجور، عادت بقول لك خلفاء الدولة الأموية، بعض خلفاء المسلمين في الدولة العباسية بيتكلموا عن ظلمها، حتى هؤلاء على ظلمهم وجورهم كان عندهم غيرة على دماء المسلمين وحرمات المسلمين إذا وقعت في أيدي الكافرين. معروفة قصة المعتصم عندما علم باستغاثة امرأة لدى الروم قالت: "وامعتصماه!" فحرك لها جيش وفتح عمورية. وقال الشاعر: "رب وامعتصماه!" طبعاً الشاعر المتأخر لهو عمر أبو ريشة: "رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتّمِ، لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصمِ. فاحبس الشكوى أيها الأمة، فاحبس الشكوى فلولاك لما كان في الحكم عبيد الدرهمِ".

الحاجب المنصور رحمه الله كان به فسق وكان به خير. لما سمع بثلاث أسيرات في مملكة نافار أيضاً حرك جيشاً وأسقط المملكة وحرر المسلمات. وبالتالي يعني البعض يعقد مقارنة بين الظلام من أمراء المسلمين وحكام المسلمين في الزمن الغابر والمتحكمين بالمسلمين في هذه الأيام، وشتان شتان والله شتان شتان.

لذلك يا كرام نعود فنقول: المسلم عليه أن يعيد الموازين الصحيحة وينظر في ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في تعاطفنا نحن كمسلمين فيما بيننا. الحديث في ذلك كثير طبعاً. نعلم قوله عليه الصلاة والسلام: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" وشبك بين أصابعه. إذن كما كانت قيمة المسلم عند النبي، لازم قيمة المسلم عندك تكون لأخيك المسلم كالبنيان. قوله صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم" هذا الحديث الذي يجب أن يربى عليه الأبناء من سن أربع خمس سنوات. "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه". "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته". طبعاً البعض فهمها خطأ إنه إذا أنت بتحتاج أخاك المسلم الله بيحتاجك. لا، من كان في حاجة من كان يسعى في حاجة أخي، كان الله عز وجل ينجز له حاجاته. "ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" كما رواه البخاري. وبالتالي نستحضر هذه المعاني حق المسلم علينا.

أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم قال: "أهل الجنة ثلاثة". وأهل الجنة ثلاثة: "ذو سلطان" يعني حاكم، "إنسان له رعية مقسط موفق متصدق أو مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربة ومسلم". إنسان عنده رحمة بالمسلمين. أنت لما ترى أحوال المسلمين وتشفق عليهم وتتقطع ألماً وتحس بالقهر وتتمنى أن تساعدهم بكل ما تستطيع، تؤجر على ذلك. تؤجر على رحمتك. ولكن لا تدع ذلك يكسرك. أتحول هذا الألم إلى عمل، عمل دؤوب حالي وأيضاً بنفس طويل. "والثالث وعفيف متعفف ذو عيال". وبالتالي النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الرحمة بالمسلمين، يعلمنا الرأفة بالمسلمين والاهتمام بحالهم.

مرة أخرى يا كرام نقول: هذه الدنيا ليست دار جزاء. نحن نتذكر هوان الدنيا على الله عز وجل. هي فقط فترة اختبار ثم يقول الناس إلى مصائرهم. وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان. ونحبه تتعلق قلوبنا به. أهم شيء ترتب على ذلك أن نتقمص أخلاقه، نتقمص طريقة تفكيره. وبالتالي من أخلاقه وطريقة تفكيره أن نعظم شأن أخينا المسلم وأن نسعى لنصرته ونحس بوحدة الحال ونتخلص من كل زبالات الأفكار التي علقت بأذهان ونفسيات البعض لما يقول لك البلد الفلاني أولاً، البلد العلاني أولاً، أمننا وأماننا قبل أمن. ما في شيء اسمه أمن بلد لحاله أولاً أو أمن أو تقديم بلد على بلد أولاً. المسلمون تتكافأ دماؤهم. المسلمون كما قال عليه الصلاة والسلام: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر". وبالتالي هذه الحدود المرسومة بين بلاد المسلمين إذا انعكست على قلوبنا فلا والله مصيبة.

وله ليش ليش نسمع السيرة النبي؟ يعني بس علشان نستأنس ويعني ننبسط ويترق قلوبنا؟ لا والله. إذا كان أنت ما تنظر بعين النبي وتتقمص شخصية النبي عليه الصلاة والسلام أو معايير النبي عليه الصلاة والسلام، لا ما تسمع السيرة. هذا اللي ذكرت أنت إخواننا في غزة هو ينطبق على كل مسلم في شتى بقاع الأرض. كل مسلم في أي مكان، في أي مكان في العراق والتي الآن أيضاً يعاني فيها المسلمون إعدامات لأهل السنة للأسف، في شمال سوريا، في لبنان، في السودان، في بورما، في أي مكان. المسلمون تتكافؤ دماؤهم. وكل ما ذكرت من الشواهد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعد ذلك ما كان الشخص من قريش. النبي صلى الله عليه وسلم يحرك الجيش لأن هذا الرجل مقتل من قريش. لا. حتى ما ذكرت عن المعتصم ومن بعده شخص مجهول. من هي هذه المرأة؟ ما مكانتها؟ بغض النظر طالما أنها تدين الله عز وجل بالإسلام فهي داخلة تحت سلطان الإسلام. هذه نقطة مهمة.

أمر آخر: نحن الآن نذكر 50 ألف. عندما أفكر 50 ألف يساوي 50 ألف قصة، خمسين ألف مستقبل، خمسين ألف طموح وآلام كثيرة ومآسي حدثت مع كل فرد من هؤلاء. والله سبحانه وتعالى لا يغيب عنه شيء من الخمسين ألف كلهم بجميع تفاصيل قصصهم. الله سبحانه وتعالى يعلمها. كم واحد تألم لموته؟ كم واحد يعني كم واحد قتله؟ كما قال سيدنا عمر: "لو أن أهل صنعاء تمالأ أو اجتمع على قتل رجل لقتلتهم به كلهم". اجتمع على قتل واحد. فالله عز وجل يعلم هذا المقتول لماذا قتل وكيف قتل ومن القاتل ومن المساهم في القتل. وكما تعلم أن المساهم في القتل هو كالقاتل. حديث تذكرت سبحان الله لازم برضه أن نستحضر في ذهننا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا". والحديث حسنه. "لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا". رح يقول لك طب إذا كان هيك لا أوقف الله ما يحصل. لا لا لا. مرة أخرى ليست دار جزاء. هذا المؤمن إذا قتل فهو عند الله عز وجل أهم من الدنيا كلها. وسوف ترون ذلك يوم القيامة عندما توضع الموازين للقسط.

طيب دكتور يعني استطراد بسيط. الآيات القرآنية المتحدثة عن وعد الله سبحانه وتعالى بالنصر لعباده المؤمنين هذا لازم دائماً يبقى أيضاً في أذهاننا أن وعد الله حق. {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}. وبالتالي النصر آت آت. لكن الفكرة هل نكون نحن ممن يحصل بهم النصر؟ هل نكون ممن شارك في النصر؟ أم نكون لا سمح الله في طرف أعداء الله سبحانه وتعالى؟ {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}. {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}. لا يأتي الأمن إلا بعد الخوف. الآن أحداث مرعبة لكن بعدها إن شاء الله أمن. إن شاء الله بعدها بإذن الله فتح من الله سبحانه وتعالى وتمكن للمؤمنين ولو طال الأمر. ولما ما يأتي النصر ما نتهم وعد الله والعياذ بالله حاشا لله عز وجل. {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}. نقول نحن إذن لا زال عندنا أسباب للنصر لم نأخذ بها. لا زال هناك موانع من نزول النصر علينا أن نتخلص منها. سبحانه.

في شيء ضل على دماء المسلمين قبلها بالنسبة لدماء المسلمين ورقة قلب النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين وحرصه عليهم. هذا ينقلنا إلى العنوان الذي بعده لهو تعبير النبي صلى الله عليه وسلم عن حبه لأصحابه وحزنه لفقدهم وأنسه برؤيتهم.

وفاء النبي صلى الله عليه وسلم وحبه لأصحابه

احنا ذكرنا سابقاً كيف كان الصحابة يعبرون عن حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. حدثني حبي وخليلي كل هذه الأوصاف ذكرناها من الصحابة. نعم. النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان يصف أصحابه؟ كيف النبي صلى الله عليه وسلم يعبر عن محبته لأصحابه صلى الله عليه وسلم؟ تلمس من السيرة أنه كان في نوع من الصداقة. كيف هي صداقة بيننا نحن المسلمين؟ بتلاقي أحد تروح معه وتيجي معه وتطلع معه. كان هذا موجوداً بين النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة أصحابه كأبي بكر وعمر.

صداقة النبي مع أبي بكر وعمر

وفي ذلك حديث عظيم رواه البخاري عن عبد الله ابن عباس صلى الله عليه وسلم عنه قال: "وضع عمر على سريره" يعني على منصة تهيئة للموت، تهيئة للتكفين والدفن. "فتكنفه الناس يدعون ويصلون". حاط به الناس يدعون له الفاروق رضي الله تعالى عنه فيثنون عليه ويصلون يعني يدعون له. "قبل أن يرفع وأنا فيهم" كان فيهم عبد الله بن عباس. "فلم يروني إلا رجل أخذ منكبي" واحد أمسك بكتفي. في رواية أخرى أنه متكئ على كتفي. "فإذا علي بن أبي طالب" يعني علي رضي الله تعالى عنه كأنه وسط زحام الناس يمسك بكتف عبد الله بن عباس. هو على اعتبار ابن عمهم. "فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحداً أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك". يقول لعمر علي يقول لعمر وهو متوفى رضي الله عنهما: "ما خلفت أحداً أنت مشتارك براك يا عمر. أحداً أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك". يعني أنا أكثر واحد الآن في من تركت يتمنى لو أني ألقى الله بمثل عملك يا عمر. "وأيم الله" يعني والله "إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك". يعني أرجو لك أن تكون في الجنة معه. نعم. "وحسبت أني كثيراً كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر". النبي ماخذهم صحابي. يعني النبي يروي يعني ذكرياتي أو الأحداث التي تحصل معه: رحت أنا وبكر وعمر، جيت أنا وبكر وعمر، طلعنا أنا وأبو بكر وعمر. فتصور هذه الصداقة والحالة الجميلة التي كانت بينهم.

ولاحظ من راوي الحديث عبد الله بن عباس ومن الذي قال هذه الكلمات الجميلة في حق الفاروق سيدنا علي بن أبي طالب. هذا طبعاً رد على الأفاكين الكذابين الذين يجعلون هناك خصومة بين آل البيت كعبد الله بن عباس وعلي رضي الله عنهما وبين الأجلة الصحابة أسيادنا أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين. والحديث رواه البخاري. وبالتالي كان هناك حالة من الاحترام المتبادل والمودة والتوقير بين الصحابة.

حزن النبي على عثمان بن مظعون

تلاحظ لفتة حالة الصداقة التي كانت بين الرسول عليه الصلاة والسلام وصاحبه أبي بكر وعمر. أيضاً لما توفي عثمان بن مظعون. عثمان بن مظعون طبعاً غير عثمان بن عفان رضي الله عنهما. عثمان بن مظعون لم يأخذ حظه من الحديث بين المسلمين مع أنه صحابي جليل له مكان عظيم في قلب النبي عليه الصلاة والسلام. كان من المسلمين الأوائل وكان أول من توفي ودفن في البقيع في السنة الثانية الهجرة فيما أظن والله تعالى أعلم. فتقول ستنا عائشة رضي الله تعالى عنها وكان مهاجري نعم كان مهاجراً نعم نعم. فتقول أم عائشة رضي الله عنها أنه لما توفي عثمان بن مظعون قبله النبي وهو يبكي. هذه رسالة التذكير. لما توفي عثمان ابن مظعون قبله النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي. نبي يقبل عثمان وهو متوفى والنبي يبكي. حتى في رواية أضعف من هذه الرواية أن كانت دموع النبي تسيل على خد عثمان ابن مظعون. مهم المشهد. النبي يقبله ويبكي عليه الصلاة والسلام. قالت: "قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان ابن مظعون وهو ميت فكأني أنظر إلى دموعه تسيل على خديه".

عند دفنه أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً أن يأتي بصخرة أو يأتي بحجر. فقام الصحابي حاول أن يحمل الحجر فلم يستطع. فشمر النبي صلى الله عليه وسلم عن ساعديه. عثمان بن مظعون. "وادفن إليه من مات من أهلي". يعني بكون بادفن بجوار هذه هذه المنطقة.

محبة النبي لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة

أيضاً ذكرنا سابقاً مدى محبة النبي صلى الله عليه وسلم لزيد ابن حارثة وأنه كان الحب وكان يعامله كابن. ونعرف محبته لجعفر ابن أبي طالب. اسمح لي دكتور بمقاطعة يسيرة على موضوع سيرة زيد بن حارثة. ذكرنا سابقاً في إحدى الحلقات لما جاء عم زيد ووالده إلى رسوله صلى الله عليه وسلم. البعض فهم أن هذه القصة كانت بعد النبوة. هي كانت قبل النبوة. سيدنا زيد اختار النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يكون رسولاً. وهذا من تمام أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. تمام في أخلاقه قبل النبوة. فما بالكم كذلك بعد النبوة؟ زادته النبوة رونقاً وجمالاً لا شك. فهذا إشارة سائلين لأنه سئلت عن هذا الأمر. جميل نعم.

الآن قلنا تكلمنا عن محبة النبي لزيد وطبعاً محبته لجعفر. جعفر نشأ مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عمه أبي طالب. أبو طالب هو والد جعفر. ونعرف محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة الذي كان شاعراً يدافع النبي عليه الصلاة والسلام بشعره ويثني على النبي ويمدحه وشهد معه المشاهد وجاهد معه في المواطن. المعهود عننا أننا إذا أحببنا أناساً نحب أن نستبقيهم حولنا نأنس بهم نجلس معهم. لكن حسابات النبي عليه الصلاة والسلام مختلفة. النبي يجعل الدين مقدماً على كل شيء.

متى عاد جعفر من الحبشة؟ في السنة السابعة الهجرية. متى جاء وقت معركة مؤتة؟ اقتصاصاً لمبعوث النبي صلى الله عليه وسلم إلى بصرى. ثمانية هجرة سنة. يعني النبي دوب استأنس بجعفر سنة. وإذا به عليه الصلاة والسلام يؤمر على الجيش هؤلاء الثلاث الحبيبين إلى قلبه. قال: "عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب" يعني إن قتل "فإن أصيب زيد فجعفر، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة". هو بيعلم جيداً وهذه مهمة خطيرة جداً. ثلاث آلاف طالعين لمقابلة جيش عرمرم. ما كان يعرفونه 200 ألف. لكن يعرف منهم الروم ومنهم حلفاؤهم. فمعروف رح يأتوا بجيش كبير جداً. يعلم كم هي المهمة صعبة. وبيضع في الاحتمالات إنه إذا أصيب زيد يعني إذا قتل بيجي جعفر. إذا قتل بيجي عبد الله بن رواحة. على الرغم من محبته الشديدة.

الآن طبعاً النبي عليه الصلاة والسلام لما بلغه بالوحي ما كان الجيش قد رجع بعد وإنما في خضم المعركة. يروي النبي ما يحصل الآن في ساحة المعركة على بعد مئات الكيلومترات إذا مش أكثر من دلائل النبوة. في الحديث الذي رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال: "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح له". يعني أنا ما أمرت لكن المسلمين طبعاً أعطوه الإمرة. ففتح له. الفتح كان أن يعود بهؤلاء الثلاث آلاف اللي كانوا في فم الحوت. ثلاث آلاف و200 ألف. إرجاعهم رضي الله تعالى عنه هذا انتصار.

في الحديث البخاري وقال عليه الصلاة والسلام بعدما أخبر هذه الأخبار بالوحي قال: "وما قال ما يسرنا أنهم عندنا". "ما يسرنا أنهم عندنا وعيناه تدريفان". شوف هذا اللي هنا في وقفة مهمة. "ما يسرنا أنهم عندنا وعيناه تدريفان". يعني ما كنا نتمنى أن يعودوا إلينا سالمين. لأن ما هم فيه الآن من الكرامة عند ربهم عز وجل أحسن لهم. ومع ذلك إيش؟ عيناه تدريفان. هو حزين عليهم عليه السلام. لا يتعارض هذه النقطة. ترى أحياناً مثلاً إذا استشهد أحد في أيامنا هذه بتلاقي أهله مثلاً بيقيموا له عرس. مرة تسموه عزة. الناس بتضار بالمشاعر. طب لازم تسميه عرس ولا نسميه عزة؟ طب هل يجوز أن نقول لهم أعظم الله أجركم ولا ما بصير؟ لأن هذا نحتسبه شهيداً. ترى ما في تعارض يا جماعة. أهله قد يحزنون عليه وقد يبكون عليه ويفرحون من جهة أنه قتل في سبيل الله عز وجل وترجى له الشهادة. وقد تهنئه من هذه الجهة وتعزيه من جهة الفقد.

شوف لفظ الحديث قال: "ما يسرنا أنهم عندنا". تنطوي الآن صفحة الذكريات معهم. والنبي كان أرق الناس قلباً، أكثرهم إرهافاً في مشاعره. وبالتالي هي سيستحضر هذه الذكريات. فأكيد في ألم. ستنا عائشة التقطت التقاطة تعبر عن هذا الألم. في الحديث الذي أيضاً رواه البخاري تقول رضي الله تعالى عنها: "لما جاء قتل زيد بن حارثة بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة جلس النبي صلى الله عليه وسلم يعرف الحزن". يعرف فيه الحزن. "وأنا أطلع من شق الباب". جلس النبي صوروا عليه الصلاة والسلام جالس يعرف فيه الحزن وأنا أطلع من شق الباب. هيك رصدته وهو حزين. جالس حزين. مع أنه مرة أخرى بيعرف أنهم الآن في مكان أفضل. فرح من هذه الناحية. لكنه حزين على فقدهم صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهم.

إذن حتى محبة الناس لبعضهم لابد أن تكون فيها ضابط رئيسي والذي هو ضابط الشرع. إذا الشرع كان يرى أن الشهادة شيئاً معظماً، فأنت المفروض أن تحب لأخيك هذا الأمر وتحب لمحبوبك هذا الأمر. فاضبط حتى المحبة بضوابط الشرع كذلك. نعم. وهذه رسالة للآباء للأمهات الأزواج أن لا تمنع أحبابكم من أن يقدموا تضحيات لله عز وجل. نعم. سوف تحزنون على فراقهم ولكن في الوقت ذاته افرحوا لما هم فيه من الأجر والغنيمة الأخروية إن شاء الله.

بكاء النبي صلى الله عليه وسلم

نتابع أيضاً عن البراء رضي الله عنه قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس على شفير القبر" على حافة القبر. "فبكى حتى بلت ثراه". بكى بشدة. طبعاً ما كان النبي يرفع صوته في البكاء لكن تنهمر دموعه. "ثم قال: يا إخواني لمثل هذا فأعدوا". وأكيد جزء منها إشفاق على من مات والفقد. وفي الوقت ذاته أيضاً هول الموت. أيضاً يعني سبحان الله من المواطن الملفت للنظر أن النبي عليه السلام بكى خوفاً على صحابي مريض مرضاً شديداً قبل أن يموت. هو عليه الصلاة والسلام القائد الشجاع مكتمل الرجولة والقوة والجلد والصبر. ومع ذلك ما كان يتكلف أن يكتم مشاعره ويرى أن هناك عيب في أن يظهر مشاعره في الخوف على أصحابه حتى في حالة المرض.

وفي ذلك حديث أيضاً رواه البخاري عن أن سعد بن عبادة. طبعاً سعد بن عبادة بيكون مين؟ سيد الخزرج. له مكان في قلب النبي عليه الصلاة والسلام. هذا وقف مع النبي وجاء في بيعة العقبة الثانية واستعد ضحى بكل شيء نصرة لهذا الدين. وبإسلامه أسلم كثير من قومه. وبالتالي لما مرض سعد، النبي عليه الصلاة والسلام خاف عليه من شدة المرض وأشفق عليه. فروى الإمام بخاري أن سعد بن عبادة اشتكى يعني مرض. "فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده" يزوره. من مع النبي عليه السلام؟ صحابة أجلاء: عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهم. "فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله" محيطاً به أهله. "فقال: قد قضى؟" يعني هل توفي؟ "فقالوا: لا لا يا رسول الله. قال: فبكى النبي صلى الله عليه وسلم". كأنه يعني إشفاقاً على سعد بن عبادة. "فلما رأى القوم بكاء النبي بكوا معه". علماً بأن سعد شفي من هذا المرض وعاش بعدها وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم ومات سعد بعده بفترة. لكن شوف رقة قلب النبي عليه السلام أنه يشفق على صاحبه ويبكي عليه حتى في حالة المرض الشديد.

طبعاً هنا أود أن أذكر فائدة. أنا كنت مرة نشرت مقال معرفة إذا شفتها دكتور مهند بعنوان "علموا أبناءكم أن يبكوا". رجاءً. نعم. لأن هذا خطأ نشأ عليه كثير منا. وأنا يعني ما قيلت لي مثلاً في عائلتي بهذا النص لكن نشأت في هذه البيئة التي ترى أن بكاء الرجل أو الولد حتى مش مقبول. هذا يا جماعة قتل لإنسانية الأولاد في مرحلة مبكرة. بل علموهم أنه عبر عن مشاعرك. ممكن الولد يتدلع ويطلب شيء مش مناسب ما تعطيه. ولكن لا تقول له لا تبكي، الرجال لا يبكون. لا لا. هذه عبارة غير سوية. إذا سيد الرجال أفضل الرجال أكمل الرجال صلى الله عليه وسلم بكى في مثل هذه المواطن. كل أولادنا لا تبكوا. هناك فرق بين البكاء وما بين الصراخ. نعم. ناتج عن البكاء. ما فيش داعي لتبكي. نعم. بالضبط. يعني ملمح جميل جداً. لأنه مع النواح والعويل وما إلى ذلك هذا ينافي كمال الأخلاق. لكن كظم البكاء هذا قد يتحول إلى مشاعر سلبية، غضب في غير محله، قهر، انكسار. يعني كان مما كتبته في هذا المقال أقول: علموا أولادكم يبكوا إذا حزنوا، إذا خافوا، إذا تألموا، إذا فرحوا. لا تكبتوا بكاءهم. إياكم هذه العبارة الظالمة التي تقتل إنسانيتهم: "لا تبكي، الرجل لا يبكي". بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد الرجال. وبكى أصحابه حتى ابتلت لحاهم كما سنذكر في موقف اليوم إن شاء الله.

إذا بكى ابنك ليستدر عطفك وتسمح له بما يؤذيه فلا تتجاوب معه ولكن لا تمنعه من البكاء. دعوا أبنائكم ينفسون عن مشاعرهم بالبكاء. لا تعلموا أبنائكم أن يحبسوا دمعتهم فتنقلب مشاعرهم غضباً أو انكساراً من الداخل.

كيف كان بكاء النبي صلى الله عليه وسلم؟

طيب كيف كان بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يعني هل البكاء هو مجرد نزول الدموع ولا البكاء يصاحب شيء من الصراخ؟ يصاحب شيء من شق الثياب؟ حاشاه صلى الله عليه وسلم. لذلك مثل ما تفضلت التنفيس عن مشاعر بالبكاء مطلوب ولا عيب فيه. لكن مطلوب من الإنسان أن يضبط نفسه فلا يبالغ. كما كان عليه الصلاة والسلام أكثر ضحكه تبسماً. قال لما يضحك حتى تبدو نواجده في حالات معدودة. كان يقول لما ضحك حتى بدت نواجده ما في قهقهة طبعاً. ما في قهقهة أبداً. فكما كان ضحكه صلى الله عليه وسلم تبسماً كان بكاؤه يعني تنهمر دموعه ويسمع له أحياناً أزيز كأزيز المرجل. شوف لما أنت مثلاً تحط مي تغلي يعني صوت يحس أنه في شيء مكظوم في داخله عليه الصلاة والسلام. مع القراءة مثلاً في قراءة القرآن فيسمعون أزيزاً كأزيز المرجل أو كأزيز الرحى المطحنة. لكن أكيد لم يكن يبكي عويلاً عليه الصلاة والسلام. يبكي خشية من الله، أنساً بالله عز وجل، شوقاً لما أعده الله له، إشفاقاً على أصحابه، حزناً على فقدهم لأسباب متنوعة. لكنه كله بكاء منضبط ومعرفة كامل بقضاء الله وقدره بلا شك. نعم.

وهذه نقولنا أننا نحب أن نوسع الدائرة. نحن لا زلنا نتكلم في لمحات من إنسانية النبي عليه الصلاة والسلام. جانب الرحمة، المحبة، عدم التكلف. لو وسعنا شوي في دائرة البكاء حقيقة يعني البكاء سبحان الله نعمة. نعمة أن الإنسان يستطيع يعبر عن مشاعره بسهولة ويبكي في مواطن الفرح والحزن وما إلى ذلك. ونعمة هذه محروم منها كثير من الرجال في زماننا لأسباب عديدة. فلو وسعنا الدائرة ورأينا مواطن بكاء النبي عليه الصلاة والسلام.

مواطن بكاء النبي صلى الله عليه وسلم

مثلاً عندما يرجو ربه ويستغيثه ويخاف من أن تحيط بجماعته أو بأمته الدوائر. عن علي رضي الله عنه قال: "ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد. ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم". يعني الصحابة ناموا مسيرة طويلة وتعبانين من السفر. كلهم ناموا. فسيدنا علي رضي الله عنه يبدو أنه حانت منه التفاتة إلى النبي صحي له شوية. فرأى الجميع نائماً. قال: "إلا رسول الله تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح". كل ما كان يصحى سيدنا علي يشوف النبي عليه السلام يصلي ويبكي. مع أنه كان إيش؟ موعوداً بالنصر. {إِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ}. كان موعوداً. لكن مع ذلك من أدبه عليه الصلاة والسلام وعظيم إجلاله لربه يبكي ويتضرع إلى الله عز وجل أن ينصره.

أيضاً عن عبد الله بن مسعود أي من مواطن البكاء الرقيقة والجميلة. قال: "لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي القرآن". قال: "يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟" أنا أبدأ أقرأ عليك أنت علمت القرآن. أنا أبدأ أقرأ عليك القرآن. قال: "إني أشتهي أن أسمعه من غيري". ممكن حتى الآن وإذا نكون واحد قارئ وعالم بالتفاسير وصوته جميل لكن يا أخي بيحب يسمعه من غيره. قال إنه طبيعي. قال: "إني أشتهي أن أسمعه من غيري". فقال عبد الله بن مسعود: "فقرأت النساء حتى إذا بلغت: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا}". هذا الموقف العصيب العظيم يوم القيامة اللي الناس بتتمنى حتى لو نروح على النار طبعاً، لكن نخلص من هذا الموقف المهول، مش عارفين طبعاً أهوال النار، لكن موقف مهول. قال: "رفعت رأسي أو غمزني رجل". يعني كان عبد الله بن مسعود وكأنه مثل مطرق من رأسه ويقرأ. "فإذا بواحد بدقه. فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل عليه الصلاة والسلام". "فرأيت دموعه تسيل". وفي رواية البخاري: "حتى أتيت إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا}". فقال عليه الصلاة والسلام: "حسبك الآن". "فالتفت فإذا عيناه تدريفان" عليه الصلاة والسلام. تأثراً بكلام ربه سبحانه وتعالى.

أيضاً من مواطن البكاء عن أبي هريرة قال: "زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى". فقال: "استأذنت ربي أن أزور قبر أمي. استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي. فاستأذنت أن أزور قبرها فأذن لي. فزوروها فإنها تذكر الآخرة".

أيضاً من مواطن بكائه عليه الصلاة والسلام حيث أنه يحث أصحابه على البكاء. يعني "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، عين باتت تحرسه في سبيل الله". فهو يحث أصحابه على البكاء في سبيل الله. البكاء يجد تأثر بالقرآن، يجد تأثر بالدعاء، بالابتهال إلى الله سبحانه وتعالى. ومن لم يجد بكاء كما قال عمر رضي الله عنه في حادثة لما رآه عليه الصلاة والسلام وبكر من الشجرة يبكيان في أخذ الفداء من أسراه. قال: "فإن لم يجد بكاء أنت باكيته". أيضاً هذا تعليم سيدنا عمر. الإنسان إذا كان مش قادر يبكي يتباكى. ليس على سبيل الرياء ولا التصنع. وإنما على سبيل أنه بيكسر هذا الحاجز أنه لا استحياء من البكاء في مواطنه المناسبة. وكأنه يعني يطبع نفسه على طبع البكاء في مواطنه.

أيضاً من المواطن المؤثرة اللي تحبب شخص النبي الكريم عليه الصلاة والسلام إلى قلوبنا لأن تشوف كيف النبي كان حاسب حسابك أنت يا اللي تسمعني الآن. حاسب حسابنا جميعاً إلى يوم القيامة. تلا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث مسلم تلا النبي صلى الله عليه وسلم ما حكاه القرآن عن إبراهيم عليه السلام: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. وما حكاه القرآن عن عيسى عليه السلام: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. ثم رفع يديه عليه الصلاة والسلام وقال: "أمتي اللهم أمتي أمتي". وبكى. مش اللهم أصحابي اللي معي. اللهم أمتي امتداد إلى يوم القيامة. اللهم أمتي أمتي. حاسب حسابنا عليه الصلاة والسلام جميعنا. وبكى عليه الصلاة والسلام. فقال الله عز وجل في عليائه لجبريل: "يا جبريل اسأل محمداً ما يبكيك". وربك أعلم. ربنا عز وجل يستنطق عباده أحياناً بأمور يعلمها سبحانه وتعالى. لكن يستنطقهم. فنزل جبريل وقال: "يا محمد ما يبكيك؟" فأخبره. وجبريل يعلم. فأخبر جبريل رب العزة عز وجل وهو يعلم. وقال: "قل يا محمد إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك". هذه بشارة عظيمة والله إخواننا. بشارة عظيمة. "إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك". خافش يا محمد. الله سيجبر خاطرك في أمتك. الله سيقر عينك في أمتك. الله سيفرح قلبك يوم القيامة في أمتك. وبالتالي يعني هذا شوف هذا الحديث النبي استعطف ربه، استدر رحمة ربه عز وجل. وربنا سبحانه وتعالى أكرمه أجاب طلبه. وما تقر قلص يوم القيامة راح يصير خاطرك بما تراه في أمتك من الرحمة منه سبحانه وتعالى. أنه يتذكر أمته في جميع التفاصيل. يدعو لهم. يكثر من الدعاء لهم. يتذكر دائماً أحوالهم. يوم القيامة يذكروا ما سيحدث معهم. يذكروا شفاعته لهم. يذكروا إقبالهم على حوضه صلى الله عليه وسلم. حساب إلنا لا يوم القيامة.

هذا ينقلنا يعني سبحان الله المواطن الرحمة لما حكينا مثلاً أن النبي عليه السلام حزن أو خاف على سعد بن عبادة هذا فيه رقة قلبنا وفيه وفاء النبي. ما نسي لسعد بن عبادة مواطن النصرة والفداء بالنفس والمال والعشيرة. وبالتالي كان وفياً له. وهذا ما افتح لنا موضوع كبير وجميل جداً جداً من أكثر المواضع التي يرق قلبي لها وهي وفاء النبي صلى الله عليه وسلم. وبها سمينا الحلقة "سيد الأوفياء" عليه الصلاة والسلام.

وفاء النبي صلى الله عليه وسلم: سيد الأوفياء

نحن اليوم يعني في زمان قل فيه الوفاء وكثرت فيه المصالح وصارت علاقة الناس مع بعضهم علاقة مصلحية بحتة. حتى يعني صار يكثر بين الناس مقولات أنه لا يوجد وفاء الآن لا يوجد وأن يعني سبحان الله مقولات كثيرة تنتشر بين الناس خاطئة ولا شك. نعم.

وفاء النبي لأم أيمن

وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه هذا الخلق العظيم مع أصحابه كيف كان؟ نبدأ بالتقاطة بسيطة. وفاء لشخصية مغمورة بالنسبة لكثير من المسلمين لا يعلمون عنها. اللي هي أم أيمن رضي الله تعالى عنها. يمكن كثير من يقول من أم أيمن؟ أم أيمن هذه لها قصة غريبة شوي. نعرف أن النبي عليه السلام يتم من الوالدين مبكراً ثم حرم الأمة أيضاً مبكراً. فمن احتضنته أم أيمن. هذه كانت أمة لأبي طالب فيما أذكر. كانت أمة لأبي طالب. فبالتالي احتضنت النبي صلى الله عليه وسلم ثم أعتقها عليه الصلاة والسلام. ولما كبر زيد بن حارثة زوجها من زيد بن حارثة. ترى زمان كان في مرات فروقات في السن كبيرة بين الأزواج. يعني أم أيمن أكبر بكثير سناً من زيد بن حارثة. فتزوجته وأنجبت له أسامة بن زيد. مرت الأيام ثم يخبرنا البخاري بموقف أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أم أيمن من حائطه يعني من بستانه. منحها أرضاً فيها نخلات من بستانه. أنا حسبت حسبة أن هذا الكلام كان بعد كم؟ يعني تقريباً بعد أربعة وخمسين عاماً. النبي عليه الصلاة والسلام حافظ المعروف لأم أيمن. ولما ربنا فتح عليه وأعطاه من المال أعطى أرضاً وفيها نخل لأم أيمن وفاء لها عليه الصلاة والسلام. فهذا موقف بسيط لكن حقيقة هناك موقف عظيم جداً اسمحوا لي أن نطيل النفس فيه. نطيل النفس فيه. وحتى اسمحوا لي أيضاً أن هذا يعني نطمح أنه إن شاء الله يوم الأيام يكون كتاباً أقرأه في هذا الكتاب لمشروع المستقبل لأنني سطرته بأسلوب أدبي بعض الشيء.

وفاء النبي للأنصار في غزوة حنين

بسم الله أيها الآن قبل ما أذكر هذا الموقف اللي بيعبر عن وفاء النبي عليه السلام لابد من شرح الملابسات. ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة وعفى عن أهلها طاوياً بذلك صفحة من الآلام والعذاب والإيذاء الذي تعرض له هو وأصحابه في مكة عشر سنوات. وكان في ثلاث سنوات من الدعوة السرية بعد عشر سنوات معاناة شديدة من الضرب والاستهزاء والتكذيب والسخرية والتعذيب والقتل لأصحابه عليه الصلاة والسلام. لكن هو عليه الصلاة والسلام فتح مكة وهناك أفراد معينون كان لابد من التخلص منهم مجرمون. لكن ما عدا ذلك طوى صفحة من هذه العذابات والآلام في زائد ثمان سنوات بعد الهجرة كذلك في الحروب. نعم. في الحروب كان عليه الصلاة والسلام حريصاً أن يفتح قلوب أهل مكة كذلك للإسلام. مش بس فتح الأراضي بس نفتح القلوب. وكان يتحين الفرص لذلك.

وكانت غزوة حنين التي تحالفت فيها قبائل العرب الباقية على الشرك محاولة القضاء على الإسلام في آخر محاولة لهم. قال أصدر الطلق الأخير. ربنا ما حاولوا يجمعوا كل طاقتهم حتى يتخلصوا من النبي صلى الله عليه وسلم. فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين والأنصار. طب من خرج معهم؟ وخرج معهم أهل مكة الحديثو العهد بالإسلام. مسلمو الفتح. ومن لم يسلم بعده أيضاً. كان هناك أناس بقوا على شركهم. والنبي عليه السلام لم يجبرهم على الإسلام. لكنهم خرجوا هذا المتوقع بمدافع عن مكة. وكانت الواقع وفوجئ رسول الله وجيشه بهجمة شرسة مباغتة من المشركين. طبعاً المشركين كانوا على طرفي الوادي. فهم سائرون وإذا بالرماح والنبل والسهام تنهال على جيش المسلمين من كل حد وصوب. وانهالت رماح المشركين وسهامهم على المسلمين في بطن وادي حنين. فانتشر الرعب في صفوف المسلمين وتخلخلت صفوفهم. ففر المسلمون في كل اتجاه.

لكن ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلب المعركة كالجبل الأشم. لما نتكلم عن أحداث غزة وأحداث المسلمين أيضاً نستقي الشجاعة وقوة القلب ورباطة الجأش من سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في مثل هذه المواطن. لكن ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلب المعركة كالجبل الأشم. الكفار يعني باتجاه الكفار. الجيش جيش المسلمين منفضل عنهم. والآن في كفار من جنبين وفي أيضاً في الواجهة. والرسول مندفع إليهم. وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله أكفها. وبحاول يوقف البغلة. موقف خطير جداً. يعني الرسول رايح للموت. كان هو موت محقق. قال وهو لا يألو يسر نحو المشركين منطلق السهم. يعني فيقول البراء بن عازب: "فما رؤي من الناس يومئذ أشد منه". يعني ما رؤي أحد أثبت ولا أشجع من النبي صلى الله عليه وسلم. قال: "كنا والله إذا حمر البأس نتقي به". الله. كنا والله إذا حمر البأس لما يجتمعوا علينا مجموعة كبيرة ومسلطين سيوفهم وهاجمين علينا نتقي به يعني بيحتموا بالنبي عليه السلام. كم كان عمر عليه الصلاة والسلام؟ نحن نحن نحن نحن نحن واحد وستين سنة. واحد وستين سنة قبيل وفاته عليه السلام بسنتين. سبحان الله. وإن الشجاعة منا للذي يحاذي به. يعني أقدع واحد فينا اللي مش بيكون وراء اللي بيكون على مستوى بس محدش قادر يتقدم. الموقف عصيب ورهيب جداً. فأشجع واحد في الصحابة على شجاعتهم فيهم ثابت فيهم علي فيهم عمر يعني فيهم المقداد. شجعان الصحابة. لكن مع ذلك الموقف عصيب للغاية. فأشجع واحد في الصحابة اللي بيكون يدوب محاذي النبي عليه الصلاة والسلام. وهذا في حديث رواه مسلم. ويقول علي بن أبي طالب اللي هو الفارس الفارس المغوار: "قال لما حضر البأس يوم بدر نتقينا برسول الله. وكان من أشد الناس". طبعاً هاي يقولنا دائماً مش شرط إن كان هناك من هو أشد منه لكن يعني هو أشد الناس. "ولم يكن أحد أقرب إلى المشركين منه". أقرب واحد للمشركين النبي عليه الصلاة والسلام. بسيوفهم ورماحهم وسهامهم. ومع ذلك مندفع نحوهم عليه الصلاة والسلام.

وهكذا ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثباتاً لم يقدر عليه الأبطال والفرسان في هذه اللحظات المروعة المفزعة التي تشيب لها مفارق الولدان. والمسلمون في هلع وجزع يفرون في كل اتجاه ولا يعرفون ماذا يصنعون. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أين أيها الناس؟" وهاجم. قل: "أين أيها الناس؟" تعالوا. والناس لا يلتفتون إلى شيء. فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهذه اللحظات العصيبة. مدام حدش سامع في شيء مؤثر فيهم. أنا رح أحكي كلمة أجيب الأبطال عن جد. فقال لعمه العباس: "اشمع العباس؟" كان صوتاً جهورياً. كان جهوري الصوت. "يا عباس أصرخ" يعني أصرخ قائلاً. "أصرخ يا معشر الأنصار يا معشر أصحاب السمرة". ليش السمرة؟ الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان. بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الموت. "معاك يا رسول الله على الموت". فبده يذكرهم. بده يرميلهم هذه الكلمة اللي حطوها في آذانهم تذكير. أمره أن ينادي: "يا معشر الأنصار يا معشر أصحاب السمرة". ونادى العباس بأعلى صوته. فما أن سمع الأنصار النداء حتى عطفوا دوابهم واتجاههم باتجاه الصوت. تصور أنت واحد منطلق هارب سمع النداء 180 درجة. تأثير الكلمة عجيب. تأثير كلمة يعني في خوف لكن هناك ما يحكم الخوف. ما يضبط هذا الخوف. ما يعلو على هذا الخوف طاعة الله ورسوله والنخوة والنجدة والشهامة والكرامة اللي كانت فيهم. لذلك تربية على هذه المعاني هي تربية على الإسلام. مثلما تربي ابنك على رفض الظلم، على النخوة والنجدة، واحترام الكلمة. أنك أنت ما تقول كلمة وتخالفها على الإسلام فعلياً. النبي صلى الله عليه وسلم يذكرهم ببيعة تمت تحت الشجر. فيذكرهم بعقد. فهم يعني استجابة لهذا العقد أخلاقياً وشرعياً يرجعوا إلى رسول الله. نعم عليه الصلاة والسلام.

فعطفوا دوابهم ورجعوا بالاتجاه وهم يقولون: "لبيك لبيك لبيك لبيك". ذكرهم النداء بالعهد الأول الذي أعطوه لرسول الله عند الحديبية أن لا يفروا. وعادت إلى ذهن كل منهم تلك اللحظات التي مد فيها يده إلى يد رسول الله مبايعاً إياه على ألا يولي ظهره إذا التقوا العدو. فهذا أوان الوفاء بالعهد. الله فيها موت. فإن فيها موت فيها قتل فيها أترك أبناء أيتام. المهم في عندنا عهد يجب أن نفي به. فإذا بالمنهزم الخائف المنطلق ببعيره أو حصانه بعيداً عن ساحة المعركة فراراً من الموت. إذا به تهيج ذكريات السمرة في قلبه وتدب الحماسة. لكن حتى الدواب أصابها الهلع فلم يكن بعضهم يستطيع أن يثني بعيره. فكان يأخذ سيفه وترسه وينزل عن ظهر البعير ويسرع باتجاه صوت العباس. إذا حصاني مش مطاوعني بنزل من هالحصان بأخذ الترس بأخذ السلاح. ما أستطيع على رجلي بروح باتجاه الصوت. وهكذا أوفى الأنصار وبقية أصحاب السمرة من المهاجرين وغيرهم بالعهد الذي عاهد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

طبعاً لغة نقول: وهكذا أوفى الأنصار وبقية أصحاب السمرة من المهاجرين وغيرهم لأن أصحاب السمرة كانوا إما أنصاراً أو مهاجرين. لكن غيرهم من مثلاً أبو سفيان ابن الحارث كان قد أسلم حتى قبل الفتح. وكان ممن ثبت مع النبي عليه الصلاة والسلام. وعادوا ليساندوا رسول الله ويناصروا وقاتلوا معه ببسالة وثبات حتى أنزل الله نصره على رسوله وعلى المؤمنين. وفل جموع الكفر من هزيمة مخلفة وراءها النساء والصبيان والأموال والأنعام. كان المشركون قد أخذوا هذا كله ليشجعهم على الثبات دفاعاً عن أموالهم وذراريهم. مش يكون قالوا لك خلص هذه آخر فرصة. آخر فرصة أن نقضي على محمد. هذا دولته تكبر شيئاً فشيئاً. تقوى شيئاً فشيئاً. هذه يا إما إحنا يا إما هو. وبالتالي نأخذ كل دنيانا. نأخذ دنيانا بحيث إذا فررنا دنيانا نخسرناها. فليس أمامنا إلا القتال حتى ننتصر على محمد عليه الصلاة والسلام.

ويأتي دور توزيع الغنائم. الآن انتصر النبي وفر الكفار ووقعت الأموال والأولاد والنساء في قبضة النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثبت معه من أصحابه. كل أحد كان يخرج للقتال من الكفار ويأخذ معه كل أمواله. ذهب، نقود، أي شيء يأخذه معه إلى أرض المعركة حتى يكون وراءه. فإذا هزم فر من المعركة وترك الأموال وراءه. ترك الأموال. ويأتي دور توزيع الغنائم. الآن نحن قلنا في البداية النبي عليه السلام كان حريص ليس فقط يفتح أرض مكة بل يفتح قلوب أهلها للإيمان. ويتحين الفرص لذلك. منتظر أي فرصة. لكنهم فروا عنه. استاهلوش بصراحة. وتوقع الآن يعاقبهم. يعاقبهم لما يرجع لمكة. أخير ما فيها يعني يعاتبهم أن تركوه بين هؤلاء الألوف المؤلفة وحده هو والقليل من أصحابه. أنا عفوت عنكم بالأمس وتركتكم ولم أعاقبكم. والأصل فيكم شهامة ونخوة ومروءة. اللي مش مسلم فيكم اللي أسلم إسلاماً كمان تنصروني تتركوني وأنا رسول الله بين الكفار. ولا حكالهم كلمة عليه الصلاة والسلام. لا عاقبهم ولا عاتبهم. لا وين المفاجأة كمان؟

فهل عاقبهم عليه الصلاة والسلام؟ أي عاقبهم وهو قد عفى عنهم يوم فتح مكة مع أنهم صنعوا به وبأصحابه من قبل ما هو أشد وأسوأ من الفرار. لم يعاقبهم. فهل عاتبهم؟ ولا هم. بل أعرض عن ذلك صفحاً وكأن شيئاً لم يكن. فهل حرمهم من الغنائم لأنهم ما قاتلوا حتى يستحقوا الغنائم بل ولوا مدبرين؟ توقع طبعاً أن يطلع لهم شيء. على العكس تماماً. على العكس تماماً. فإنك ستعجب إذا علمت أن رسول الله وزع أكثر الغنائم عليهم ليشرح صدورهم للإسلام. الغنائم الضخمة التي كانت بين يديه وزعها على هؤلاء الذين عافى عنهم بالأمس. من أسلم ومن لم يسلم بعد. ليشرح صدورهم للإسلام. ليعلموا أنه حين فتح مكة ما فتحها ليحتل أرضهم ويسلب أموالهم. بل ها هو يعطيه من المال الذي أفاء الله به عليه. كم يعني هذا المال الكثير؟ يعني ظاهر من طبعاً أنا عناصر هذه القصة من الأحاديث الصحيحة والأشياء اللي مهياش أقوال النبي عليه الصلاة والسلام وإفعال النبي عليه الصلاة والسلام جئت بها من ابن كثير ومصادر أخرى. لكن أحد الأشياء اللي هي فعل النبي لم أرى له رواية بإسناد متصل صحيح وإنما هو موجود في سيرة ابن هشام يذكر أعداد الأنعام اللي وزعها على قال: "أعطى فلاناً مئة من الإبل، فلاناً مئتين من إبل، فلاناً خمسين من إبل". وهذا ثروة. تتكلم عن مئات آلاف نعم. مئات الآلاف لأفراد. طبعاً هو كان يعطي أولئك السادات أقوامهم. وهم يعطونها لمن تحتهم. وبالتالي يكسب قلب الزعيم ومن تحتهم يعطيهم وادي من الغنم، وادي من كذا. عطاء من لا يخشى الفقر. نعم. نعم. ليعلم أنه حين فتح مكة ما فتحها ليحتل أرضهم ويسلب أموالهم. بل ها هو يعطيهم من المال الذي أفاء الله به عليه في حرب لم يكن لهم فيها دور إلا الفرار والتولي. أعطاهم وأعطى غيرهم من المؤلفة قلوبهم معطيات عظيمة حتى ذكر ابن هشام في سيرته عدداً من هؤلاء أعطى رسول الله كل منهم مئة بعير. مئة بعير يعني تحكي عن مثلاً مئة ألف مئة دينار. وآخرين أعطى كل منهم خمسين من الإبل. فكان ذلك خيراً وبركة عليهم وعلى أقوامهم. وانشرحت صدورهم للإسلام بعدما كانوا أعداء أداء له. وأعطى عدداً من فقراء المهاجرين قسماً من الغنائم ليسد به فقرهم. عندنا أناس هاجروا تركوا كل أموالهم في مكة. فأعطاهم ليسد فقرهم.

لكن لحظة، ذكرنا كل أحد إلا قوماً من؟ الأنصار. الأنصار أبطال الميدان. ماذا كان نصيب الأنصار الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستبسلوا في الوفاء بعهدهم له؟ كم أعطاهم من الغنائم؟ كم؟ لم يعطهم من الغنائم شيئاً. صفر. هم اللي ثبتوا معه. هم اللي دافعوا عنه. هم اللي أنزل الله النصر عليه وعليهم. أعطاهم صفر غنائم. بل ماذا كان نصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ثبت في بداية المعركة هو وعدد قليل من خاصة أصحابه وأقربائه وبقية الجيش فارون خائفون؟ ماذا كان نصيب هذا القائد الشجاع الذي احتمى بظهره فرسان المسلمين وأشداؤهم وبشجاعته عاد بعض جنده وألهبت قوته في صدورهم الحماسة فقاتلوا وقاتلوا حتى فتح الله عليهم؟ ماذا كان نصيب رسول الله من الغنائم؟

إذا أردت أن تعرف نصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسمع إلى ما قالته أمنا عائشة رضي الله عنها. هل يا ترى رسول الله ادخر من هذه الأموال إشي يكفي عمر أبناء وأبناء أبناء؟ لا نقدر على ذلك. لا نقدر عليه السلام. اسمع الآن عشان تعرف ماذا ترك رسول الله عليه الصلاة والسلام.

زهد النبي صلى الله عليه وسلم

الحديث الذي رواه البخاري قالت أمنا عائشة: "توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونةٌ عند يهودي". بستخدم مذل. توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونةٌ عند يهودي بستخدم بستخدم Psalms. يعني راح اقترض من هذا اليهودي ثلاثين صاعاً من شعير. عساس لما يجيله مال يسده. طب. بديه شيء. اليهودي بديه حقه. بديه شيء ضمان. قال اتفضل هي درعي. هنا فقط وقفة بسيطة. البعض يرد الأحاديث دراية يعني. أو نكارة متن بيعتبرها. بقول لك لا مستحيل. وين؟ ليش النبي يأخذ هذا الدرع من يهودي؟ أو ليش يأخذ الشعير من يهودي؟ وكان هناك في المسلمين أصحابه أموال وثروات. أنا كنت عامل في هذا المقال. وأنصحه بالعودة له. ممكن نضعه في التعليقات إن شاء الله تعالى. لكن فقط لمحة بسيطة. الإنسان ما يرد الأحاديث بهذه الطريقة بل يسأل أهل العلم. يسأل أهل العلم يجد تخريجاً لهذا الأمر. والله تعالى أعلم.

كان من الرسائل التي يوصلها النبي بهذا الفعل أنه بإمكانه أن يقهر هذا اليهودي ويأخذ أمواله رغماً عنه ولن يكون اليهودي قادراً أن يصنع شيئاً. هو يهودي في دولة مسلمة يعيش كذمي محمي بك فيك أنك محمي بك فيك أننا نمنع الاعتداء عليك من مسلمين ومن غيره. لكن ما لك نريده. كان بإمكاني عليه السلام نفعل ذلك. لكنه يعلم أصحابه وأمته من بعده إلى يوم القيامة أننا الشداء في الحرب نقتل أعداء الله عز وجل ونقاتلهم ولا تأخذنا بهم رأفة. ولكن إذا خضع لنا أناس منهم وكانوا أهل ذمة وعاشوا بيننا كمسلمين نحفظ أعراضهم وأرواحهم وأنفسهم وأموالهم ولا نعتدي عليها. نبرهم ونقسطوا إليهم. كفى بهذا الدرس العظيم درس العدل والإنصاف والرحمة في هذه الرمزية في هذا الذي فعله عليه الصلاة والسلام.

دائماً دكتور رد الأحاديث بمسألة العقل يعني إشكال خطير لأن عقل هذا الرجل الذي رد الأحاديث لم يفهمه. لكن عقول كثيرة فهمت الحديث. وأنت ذكرت تخريج. هي تخريجات للمسألة تكون. لكن للأسف قلة النظر أحياناً الجرأة على رد الأحاديث من ناحية أخرى تجعل الإنسان ينكر بعض أحاديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة أنها غير منطقية وغير عقلية. مع أنها منطقية تماماً وعنها عقلية تماماً. لكن الرجل لم يستوعبها. رد الحديث بالعقل من قلة العقل. إنسان يظن أن علماء الإسلام 14. الآن نأخذ رواية خارج البخاري. رواية صحيحة عند الترمذي والنسائي. "وأمد رزقاً لعياله". رزقاً لعياله بيطعم عياله. وبالتالي احتاج أن يأخذ هذا الشعير.

طيب الآن أيضاً حتى تعرف ما الذي كان يدخله النبي لنفسه. قلنا احنا النبي الفارس المغوار الشجاع الثابت المقدام الذي ألهب الحماسة في جيشه. ماذا كان نصيبه؟ عشان تعرف نصيبه انظر إلى هذا الحديث العظيم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: "أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلى أحد جبل أحد على جلالة قدره جبل كبير فقال: والذي نفس محمد بيده ما يسرني أن أحداً يحول لآل محمد ذهباً أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدعو منه دينارين إلا دينارين أعدهما لدين إن كان". يعني والله لو أنا بتحول لي هذا أحد إلى ذهب نفسي بس تحولي إلى ذهب وأنفق في سبيل الله عز وجل ما أخلي ولا شيء إلا بس فقط كم دينارين عشان إذا كان في دين أسد الدين. ماذا قال ابن عباس: "فمات وما ترك ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا وليدة وترك درعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعاً من شعير". هذا الذي غنمه النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا. خرج من الدنيا ولا ترك لا درهم ولا دينار ولا شيء. ترك درعه مرهونة عليه السلام. لكرتني بسيدنا عمر رضي الله عنه عندما دخل على رسوله صلى الله عليه وسلم يوماً قال: "فما رأيت في بيت رسوله صلى الله عليه وسلم شيئاً يرد البصر". يا شو ملاقي ولا شيء أتفرج فيه أستمتع بالنظر إليه لجماله. قال: "يا رسول الله فارس والروم يعني عندهم من القصور وأنت يا رسول الله هكذا". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أولئك قوم أجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا". هؤلاء نالوا ما أرادوا في الدنيا ولكن هي لنا إن شاء الله في الآخرة. نعم. وهذا التخفف هذا معنى التخفف من الدنيا بيساعد الإنسان العزة والكرامة. كثير من الناس ما يكبلهم عن مواقف الشهامة والإقدام ونجدة إخوانهم ونصرة المستضعفين انه خايف. خايف في فورا فوتير في بيت ما أخذه بالقرض الربوي يريد يسدد أقساطه. في سيارة ما خذها بسد أقساطها. في برستيج حاطه لحاله. فمستعبد للدنيا وبالتالي لا يستطيع اتخذ المواقف الشجاعة.

نعود إلى القصة. قلنا احنا إيش كان نصيب الأنصار والغنائم؟ صفر. صفر. نصيب النبي عليه السلام رأيناه. هذه كانت حصة النبي. لكن ألم يفرض الله له خمس الغنائم؟ بلى. لكن رسول الله كان يدخر حصته عند من لا يضيع أجر من أحسن عمله. كان ينفق أمواله على المسلمين أولاً بأول. كل ما رزقه الله شيئاً. بالمناسبة لما حكينا عن رسول الله على دابته في حديث عظيم ما ذكرنا وإحنا يعني شو ما نحاول في هذه السلسلة نستقصي كل الحديث إلا يعني إلا يعني لما أبو هريرة رضي الله عنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم والنبي أمامه فقال: "يا أبا هريرة أو يا أبا هر". قال: "أبيك يا رسول الله وسعديك". قال: "إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا وهكذا". يعني بعزق أمواله في سبيل الله. نشر أمواله في سبيل الله. هذا اللي بيكون يوم القيامة ناجي. بينما اللي غني كثير في الدنيا محرص عليهم ومستمتع فيهم طول عرض هو الأقل يوم القيامة. الأكثرون مالاً الأقلون نجاة من عذاب الله سبحانه وتعالى. إلا من قال يعكس الآية فينفق هذا المال حتى يكون إن شاء الله من القلل الذين ينجيه ينجيه.

طيب إذن كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق أمواله أولاً بأول. كل ما رزقه الله شيء كان أحياناً دخل لآل بيته يعني مونة لفترة. وانظر الإحسان حتى إلى من حاربوه. الآن حتى إلى من حاربوه. يعني بدنا الآن قبل من نتكلم عن الأنصار وماذا صار مع الأنصار. احنا قلنا نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام. فيجي تقارن بهذا الواقع الأليم المريض. يعني أنا بصراحة أحياناً أستفز. أنت عدت مرات الواحد بيكون بدي يرد تطرح أمامك ما يسميه أنه شبهة لكن بيكون في يعني تتملكك عناصر أو مشاعر الغضب وبالتالي لا تستطيع أن

ترد من كثر ما هي تشوفها سخيفة. يقول لك الإسلام انتشر بحد السيف. بيصير أنك أنت تستخدم السيف لفرض قناعاتك على الآخرين. جملة مليئة بالمشحونة بالمغالطات. لا إحنا لم يفرض الدين على الآخرين لكن نفرض هيبة الإسلام. شوف الآن وضع البشرية لما غاب سلطان الإسلام عنها. شوف التعاسة اللي تعيشها البشرية. وانظر الآن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم مش بس بأهل مكة. مش بس من مسلمات الفتح. بل وحتى في الذين اجتمعوا لمحاربته في حنين. وهذه من الشريعة اللي نحن نطالب بتطبيقها. نحن نطالب بالشريعة برحمتها وشدتها أو شدة ما يراه الناس وشدة أحكام. نطالب بالعدل. نطالب بالضوابط الشرعية للمعاملات المالية والحالة الاجتماعية. كل هذا نطلبه. كل هذا تحت مسمى تطبيق الشريعة أو تنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى. نعم نعم.

معاملة النبي لأعدائه

طب بالمناسبة كان برضه في مقال بعنوان "قولوا إقامة الشريعة بدل تطبيق الشريعة". إذا إخواننا يحبوا يكتبوها على النت. إقامة الشريعة أراها تعبيراً أدق لأسباب مذكورة في المقام. قديم جداً قديم جداً. نعم. الآن حتى أيضاً ننظر كيف النبي عامل مش بس الذين أسلموا بالأمس ومن بقي حتى على الكفر من أهل مكة. بل كيف عامل اللي توهم كانوا حريصين على قتله من كفار الذين اجتمعوا له حنين. عن عبد الله بن عمرو قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتته وفد هوازن". هوازن كانت من القبائل خرجت لتحاربه. فقالوا: "يا محمد إن أصل وعشيرة". صار يعني يسترحم يتودد به على رسول الله صلى الله عليه وسلم. هو لسا مبارح من قاتلني. مبارح مطلع كل أهلك وأموالك عشان تحرص على قتلي وأقتل أصحابي. "يا محمد إنا أصل وعشيرة وقد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك". نحن انهزمنا وتركنا كل دنيانا وأخذتوها. "فمن علينا من الله عليك". فمن علينا يعني اعمل معنا المعروف عشان الله عز وجل يرحمك. فقال: "اختاروا من أموالكم أو من نسائكم وأبنائكم". أنه عليه السلام عنده جيش وبدأ يعطي غنائم وهؤلاء يحتاجون تأديباً. ماشي. بدأوا يرحمهم عليه السلام لكن مع تأديب. وبالتالي من رحمته بهم خيرهم. ممكن نعطيكم الأموال اللي هي الذهب والفضة والما أخرجتموه معكم من متاع والأنعام الأخيرة. أو تأخذون نسائكم وأبنائكم. فقالوا: "قد خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا. بل نختار نسائنا وأبنائنا". إن كانوا لابد. لا خلص ناخد نسانا وأبناءنا. شوف النبي عليه السلام بده يعلمهم كيف يساعدوا يستردوا بأيدي بقية المسلمين. فقال رسول الله: "أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم". خلص اللي عندي أنا اللي طلع لي أنا من نصيب وقرابتي من بني عبد المطلب أولاد عمومتي هذا برجع لكم يا. "فإذا صليت الظهر فقوموا اتحينوا الفرصة. فإذا صليت الظهر فقوموا فقولوا إننا نستعين برسول الله على المؤمنين أو المسلمين في نسائنا وأبنائنا". يعني قوموا بعد صلاة الظهر قولوا نحن بنطلب أن الرسول يشفع لنا أن يا مسلمين رجعوا لنا نسائنا وأبنائنا. الحديث له تتمة يعني وبالفعل الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال ما لي ولي بني عبد المطلب خلاص ما تنازل فيه. الصحابة تنازلوا بعض حديثي الإسلام وجفاة الأعراب رفضوا. فالرسول عليه الصلاة والسلام أمرهم أن يسلموا لكن يعطيهم من أول فيء يأتي إلي حتى يعوضهم.

الآن أيضاً موقف قبل توزيع الغنائم عشان كله بدور حوله ماذا كان نصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه المعركة التي كان فيها ثابتاً كالجبال. أيضاً نأخذ التقاطة موقف معين عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال: "وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا قبل توزيع الغنائم. وركب راحلته واتبعه الناس". بتتبعه الناس بدهم يعني طامعين في الغنيمة. أكثرهم سيكونون على الأغلب من حديثي عهد بإسلام أو ممن بقي حتى على كفره مع أنه ما نصر الرسول لكن بدهم غنائم. فقالوا: "اقسم علينا فيئنا. اقسم علينا فيئنا". حتى ألجوه إلى شجرة فخطفت رداءه. الناس تجمعوا حوله وهو راكب عليه الصلاة والسلام. فضطر يلجأ إلى شجرة وأغصانها طالعة فالشجرة نتشت سحبت رداءه عليه الصلاة والسلام. فقال: "يا أيها الناس ردوا علي ردائي. أعطوني ردائي. فوالله لو أن لكم بعدد شجر تهامة نعماً لقسمته بينكم ثم لا تلفوني جباناً ولا بخيلاً ولا كذوباً". ثم مال إلى راحلته فأخذ منها وبرة فوضعها بين أصبعين. وبرة ما لها وزن يعني ولا حتى مليجرام. يعني هذه النقطة اللي حاب أوصلها. والخمس مردود إليكم. يعني حتى ما كان يفئه الله على رسوله من المعارك اللي هي خمس وهذا مبلغ كبير. شو كان يساوي في النبي عليه الصلاة والسلام؟ مصالح المسلمين. يعني يخلي الدخل لأهله أحياناً شيئاً لكن بقيها السلاح المتاع الفقراء يوزع على المسلمين عليه الصلاة والسلام. سبحان الله لما يكون القائد زاهد في الدنيا ويكون القائد لا يريد متاع الدنيا يفهم الجنود هذا الكلام وبالتالي يزهد الجنود كذلك في الدنيا. لذلك "عففت فعفوا ولو رتعت لرتعوا". إذا كان القائد يطلب الدنيا سيطلب الجنود الدنيا. لكن إذا تعفف القائد فتلقائياً الجنود يعفون كذلك. أثر القدوة.

الآن احنا أوردنا كل هذه التفاصيل لماذا؟ حتى نتكلم عن نصيب النبي صلى الله عليه وسلم في حنين وثم بعد ذلك كله عن الوفاء. نرجع على الوفاء. وقولنا تذكروا في بداية القصة قلنا ورسول الله كان أوفى الناس. فما كان لينسى موقف أصحابه وفداءهم له بأرواحهم وأموالهم.

وفاء النبي للأنصار

طيب ما هو هذا الموقف؟ الأنصار لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء. صفر. وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة. وجدوا في أنفسهم يعني حزنوا عاتبوا. حتى كثرت فيهم القالة. بدأوا يحكوا حتى قال قائلهم: "لقي والله رسول الله قومهم". لقي والله رسول الله قومهم. يعني بما أن رسول الله فتح مكة ودخل أهلها في الإسلام فسيفضلهم علينا نحن الأنصار. خلص ذول أهله. صحح. نحن كان معنا الرسول عليه الصلاة والسلام هذه السنوات كلها. لكن ذول أهله وعشيرته من زمان. وها قد فضلهم علينا فأعطاهم ولم يعطنا. فماذا يريد بنا بعد اليوم وقد اجتمع شمله بأهله وعشيرته؟ نحن طلعنا خلص برات الحسبة. كان يساور قلوب الأنصار حزنان. كان يساور قلوب الأنصار حزنان. حزن لما فعله رسول الله بالغنائم. وقبل هذا وأكثر من هذا حزنهم لأنهم ظنوا أن رسول الله سيتركهم ويبقى عند أهله وعشيرته. يبقى في مكة. فتظلم المدينة التي كانت قد أنارت بنور رسول الله ثمانية أعوام. ويعلو ربوعها السعيدة كآبة الفراق. وظنوا أن توزيع الغنائم بهذه الطريقة هو أول علامة على ذلك. بدي أحس أنه إذا تغير رسول الله علينا بحب أهل القدامة وعشيرته أكثر منا شكله حيسيبنا ويتركنا. هذا كان محزناً بالإضافة لأنه طمعنا ونصيبنا.

فدخل عليه سعد بن عبادة. لكل مين له أيضاً كان حبيباً إلى نبي الله وبكى لما كان في مرضه الشديد. فدخل عليه سعد بن عبادة سيد الخزرج فقال: "يا رسول الله إن هذا الحي قد وجدوا عليك". يعني عتبوا عليك. زعلوا منك. "إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الغنائم. لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت. قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب. جمل ومئة جمل وخمسين. ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء. ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء". طبعاً هو من أدبه ما قالوش إحنا عملنا وسوينا وثبتنا. من أدبه لم يقول هذا الكلام. قال رسول الله: "فإن أنت من ذلك يا سعد؟" يعني أنت بتقولي هم بيحكوا. أترى رسول الله هم بيحكوا. أنت شو رأيك؟ قال: "يا رسول الله ما أنا إلا مرؤ من قوم". ما أنا إلا مرؤ من قوم. يعني بصراحة أنا عتبان زي زي زي زي زي. فقال رسول الله: "فاجمع لي قومك في هذه الحضيرة". الحضيرة يعني المكان الذي يحاط بسياج أو بجدار. مش يعني حظيرة الحيوانات. لا مكان كبير واسع. فخرج سعد بن عبادة فجمع الناس في تلك الحضيرة. فلما اجتمعوا أتى سعد إلى رسول الله فقال: "يا رسول الله اجتمع لك هذا الحي من الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم".

طيب انتظروك. الآن قبل أن نذكر ما قاله رسول الله وما رد به على رسول الله حاب نرجع شوي للوراء عشان نستحضر في أذهاننا من هم الأنصار وليش ليش اتبعوا النبي عليه السلام. ألا نتذكر هيك يمكن ثلاث مواقف.

بيعة العقبة الأولى والثانية

الموقف الأول ما قبل الهجرة. موقف بيعة العقبة الأولى والثانية. وعن جابر ابن عبد الله رضي الله عنه لما النبي عرض عليهم الإسلام وقبلوا. فقلنا يا جابر يقول عن نفسي وعن الأنصار اللي معهم: "فقلنا يا رسول الله نبايعك". قال: "تبايعوني". شوف البنود الآن اللي هي فعلياً لازم تكون بنود مأخوذة على كل مسلم. يعني إحنا مش نحسد الأنصار وحدهم. هذه بيعة الإسلام. بيعة النصرة للرسول ولسنته ولدينه. قال: "تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل". حتى لو كنت كسلان. بايعتك تسمع وتطيع. "والنفقة في العسر واليسر. وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". أمام الحاكم والمحكوم والوضيع والشريف والذكر والأنثى والجميع. تكون أمر معروف النهي عن المنكر. "وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم. وعلى أن تنصروني فتمنعوني". تمنعوني يعني تحموني. "إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبنائكم ولكم الجنة". تصير واحد منكم فيكم تحموني كما تحمون أنفسكم وعيالكم ولكم الجنة. فعلياً رسول عليه الصلاة والسلام أخذ منهم كل شيء مقابل الجنة. يعني أخذ ما يستوعب عمر الإنسان وطاقته وجهده مقابل الجنة. قال: "فقمنا إليه فبايعناه". وأخذ بيده أسعد بن زرارة. الصحابة قاموا حاضرين. هيا يا رسول الله نبايعه. بدهم يسلموا عليه واحد واحد يصافحوا واحداً واحداً ويعطوا البيعة. جاء واحد شب صغير لكن شوف هذا الشب ما أجمل كلامه وما أرجح عقله. سعد بن زرارة وكان أصغر لقومي أو من أصغرهم. فأخذ بيد النبي عليه الصلاة والسلام. استنوا شوي. استنوا. شوف الكلام. شوف الكلام اللي بيفهمنا إيش يعني الإسلام. ما هي تبعات وضريبة وثمن أن تكون مسلماً. تبدأ الجنة مش ببلاش. قال: "رويدني أهلاً يثرب". لا لا مش على طول مد إيدك حاضرين. "رويدني أهلاً يثرب. فإن لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله تمام. وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة". ألا حرب. ألا حرب. أنتم عارفين العرب كلهم عباد أصنام. كلهم عباد أصنام. وبالتالي أنتم سوف تقطعون علاقاتكم مع العرب كافة. أنتم راح تئتوا بالشيء جديد عليهم جميعاً. يحدث العداوة معهم جميعاً. "وإن إخراجه اليوم" يعني من مكة للمدينة "مفارقة العرب كافة. وقتلوا خياركم". السادة اللي مبسوطين على جاهم وفي حرب آه راح راح يقتلوا. "وأن تعضكم السيوف". السيوف راح تأكل من لحمكم. "فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله". إذا أنتم عارفين هاي التبعات المخيفة. فاضلوا مدوا أيديكم وقولوا تفضل معنا يا رسول الله هاجر إلى أرضنا. وأجركم على الله الجنة اللي حكى عنها عليه الصلاة والسلام. "وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبناً فبينوا ذلك فهو عذر لكم عند الله". إذ خايفين إنكم تجبنوا في بعض المواطن. معلش قولوا له والله يا محمد التحكي أنت كثير هاي الخمس بنود بصراحة كثير. فبينوا لهم هو عذر لكم عند الله. الآن يا جماعة الآن يتخذوا قرار حاسم. يتمندوا أيديكم صافحوا مصافحة الرجال وتتحملون التبعات الثقيلة أو اعتذروا من الآن. يا جماعة طب ليش يكسوا سيدنا أسعد بن زرارة مروءة حتى ما يقطع الرسول في نص الطريق. فصول أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج معه ثم انفضوا عنه بيكون لم يوفي بعهده. وبالتالي هو يوقفهم على عظم المسؤولية. يعني بيعاتهم تكون تتحملوا تبعات هذه البيعة بجميع ما فيها من قساوة. تبعات عظيمة جداً عظيمة جداً.

الآن ماذا قال الأنصار؟ قالوا: "أمط عنا يا أسعد". زيحيدك. "أمط عنا يا أسعد. فوالله لا ندعو هذه البيعة أبداً ولا نسلبها أبداً". قال: "فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة". بذكركم كما مرة شروط الخمسة مقابل الجنة. حاضرين يا رسول الله. خلي هذا في ذهنك لما تشوف الرسول كمان شوية إيش قال لهم بعد غزوة حنين وبما ردوا عليه.

موقف آخر. أبو الهيثم ابن التيهان يوم بيعة العقبة الثانية قبل الهجرة أيضاً قال: "يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالاً وإننا قاطعوها". إحنا بيننا وبين قوم قريش ومن حولهم في علاقات وتجارة ونسب ومودة. "وإننا قاطعوها. لا ترى بتسيبنا وترجع لهم". فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "بل الدم الدم والهدم الهدم". يعني دمي دمكم. اللي بهدمكم بهدمني. أنا واحد منكم وفيكم. لا أنفك عنكم. "بل الدم الدم والهدم الهدم. أنا منكم وأنتم مني. أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم". خلص نحن الآن قطعة واحدة. ما في مجال أنفك عنكم. طيب هذا ليس كلاماً يقال وإنما حقيقة. يعني اليوم نسمع نحن في الإعلام نسمع كلاماً كثيراً من تأييد عبارات استنكار وكذا. كله لا وزن له. لكن هنا كلام حقيقي له أبعاده له مراميه له مقاصده. والنبي صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى إلا وحي يوحى. ونبي صلى الله عليه وسلم صادق في قوله صادق في فعله. سيد الرجال عليه الصلاة والسلام. فلذلك خلي موقف الأول تبعي تبع أسعد بن زرارة وإصرار الأنصار على البيعة. موقف أبي الهيثم بن التيهان لما قالوا ليكون بك تسيبنا يا رسول الله. وموقف سعد بن معاذ لما قالوا أنت على البحر وإحنا معك. خليها الآن هذه المواقف العظيمة عشان نعرف الأنصار إيش كانت دوافع عندهم. تضايقوا تضايقوا بعد كل هذه التضحيات أن النبي عليه السلام كأنه نسيهم وأعطى غيرهم.

خطاب النبي للأنصار بعد حنين

نعود إلى هذا الموقف. جاء النبي عليه السلام والأنصار أمامهم في الحضيرة. فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله. ثم قال: "شوف الآن في نبرة في حزمة". قال: "يا معشر الأنصار ما قالت بلغتني عنكم". يعني إيش اللي سمعت عنكم؟ "وجدة وجدتموها في أنفسكم". يعني أزعلتم مني؟ أعتبتم علي؟ "ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟" "ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله" يعني به. "وعالة فأغناكم الله". الله عز وجل أفاء عليكم من المعارك السابقة واغتنيتم. "وأعداء كنتم متناحرين فألف الله بين قلوبكم". يعني كل هذا كان بي من خلالي. يعني طيب لم يقل بي لكن يعني في هذه الرواية على الأقل لكن هو يعني يذكرهم بفضله عليهم عليه الصلاة والسلام. إيش كان رد الأنصار بأدب شديد؟ قالوا: "بلى الله ورسوله أمن وأفضل". تذكروا الفضل. "بلى الله ورسوله أمن وأفضل". يعني لله الفضل والمن ولا تكلم أي كلمة غيره. الله ورسوله وأمنه أفضل. فقال عليه الصلاة والسلام: "ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟ ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟" مش ترد عليه. ترد عليه. قالوا: "وبماذا نجيبك يا رسول الله؟ ولله ولرسوله من ونفضل". شوف unconscious نحكي لك. "وبماذا نجيبك يا رسول الله؟ ولله ولرسوله المن والفضل". فقال: "أما والله لو شئتم لقلتم فلا صدقتم ولا صدقتم". يعني في كلام بإمكانكم تردوا بي عليه لكن منعكم الأدب منعكم الإيمان. "أتيتنا مكذباً". النبي بيقول لهم: "والله لو شئتم لقلتم فلا صدقتم ولا صدقتم. أتيتنا مكذباً فصدقناك ومخذولاً فنصرناك وطريداً فآويناك وعائلاً فأغنيناك". وعائلاً فأغنيناك. وأنت برضه جيتنا قومك طردوك فإحنا آويناك. قومك كذبوك ولكننا صدقناك. كنت مفتقراً لأنهم أخذوا منك أموالك فأغنيناك وأعطيناك. ثم قال: فماذا ردوا عليه عليه الصلاة والسلام؟ قالوا: "المن لله ورسوله". المن لله ولرسوله. ما تقول هيك يا رسول الله. لا لا أعوذ بالله. جميل إلك أنت يا رسول الله. ما تقول هذا الكلام. كأنهم يقولون هذا. قالوا: "لله ولرسوله المن والفضل". استحوا. قالوا ليش هالكلام يا رسول الله؟ احنا شوف شو أفضلنا بالنسبة لأفضل لك. احنا ما عملنا شي شي معك. ثم قال عليه الصلاة والسلام: "أوجدتم في أنفسكم". شو بعد ما كان في نبرة حازمة ثم نبرة رقت الآن. أرق الكلام. أرق الكلام. ووصلهم رسالة مطمئنة عظيمة. قال: "أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم". أنتم زعلانين على شوية شياه وبعير ومش عارف إيش. هذا عطيتها للناس عشان يسلموا ومساكين هذولا. هذولا مش حابين الهداية. مش داخل قلوبهم. فأنا بدي أدخل الهداية لقلوبهم بهذه الدنيا التافهة. "ووكلتكم إلى إسلامكم". أنا عارف مين الأنصار. عارف مين إيش قلوب الأنصار. وبالتالي أنا أركنت أنه أنتم ما بدكم دنيا. فمعلش منت عليكم. أجيت على طرفكم. معلش أنا تسامحت في حقكم نيابة عنكم. لأن يأولى بكم منكم. "ألا ترضونا الآن". رسالة الطمأنينة العظيمة اللي نزلت على قلوب الأنصار. بردن وسلم الأشكال الثاني لأنه فسر لهم ليش ما أعطاهم. أنت قلوبكم تعلقت بالآخرة. أنا مش خايف عليكم. أنا خايف على ذول المساكين. هذول المساكين بدنا نرغبهم في الإسلام. طب الخوف الثاني أنك رح تظل لك عند هذول الجماعة. طب وتظلم المدينة من غير رسول الله. قال: "أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله في رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده لو للهجرة لكنتم رأى من الأنصار. ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار. اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار". اللهم آمين.

شوف الرسائل ما أجملها. أنتم بكفيكم مش الناس رايحين مسكين بشغلات هذه الدنيا للدنيا. لعاعة من الدنيا. كلام فاضي. وأنا شخصياً هاكون معاكم. ترضوش برسول الله يكون معاكم. وأكد لهم أنه أنا ترى مش ناسي. لو الناس كلها تروح جيها والأنصار راحوا جيها أنا معاكم. "اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار". فماذا قال الأنصار؟ "فبكى الأنصار واختلطت بدموعهم دموع الفرح". أنه آه هم كانوا يعني الآن خايفين لا رح يرجع معنا النبي عليه الصلاة والسلام. وقالوا: "رضينا بالله قسماً وحظاً. رضينا برسول الله قسماً وحظاً". إذا أنت ستكون نصيبنا والله بدنا نصيب أكثر منك. "رضينا برسول الله قسماً وحظاً". فبكى الأنصار واختلطت دموعهم بدموع الفرح لما عرفوا أن رسول الله لن يفارقهم ويبقى في مكة. بل سيعود معهم ويلازمهم. لما عرفوا أن هذا النبي الوفي لم تضعف محبته لهم باجتماعه بأقربائه وعشيرته. بل لزال على عهد المحبة والوفاء لأنصاره الذين فدوه بأرواحهم وأموالهم وبكل ما يملكون. بكوا لأنهم عرفوا أنه سيفي بكلمته. عدى ما سأله أبو الهيثم: "لعلك فتركنا". قال: "بل الدم الدم والهدم الهدم. أنا منكم وأنتم مني. أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم". ووفي عليه الصلاة والسلام. هكذا كان وفاء رسول الله للأنصار وهكذا كان حبه لهم. بل ويقول عليه الصلاة والسلام: "الأنصار شعار والناس دثار". شان الأنصار شعار والناس دثار؟ ناس إليه. الشعار هو ما يلي البدن من الثياب. كيف أنت حكي أنت قميصك الداخل. فالأنصار هم أقرب الناس إليه وباقي الناس دثار. ما هو بعد. نعم.

أيضاً من شوف من وفائه عليه الصلاة والسلام مش بس يعني بيطمنهم ويترضاهم أو يعني بيأكد لهم أنه أنه وفي لهم. بل وبيعطي وصية. بيوصي بالأنصار إلى يوم الدين. إلى يوم الدين. قال عليه الصلاة والسلام كما روى البخاري: "أوصيكم بالأنصار". هذا الكلام لمن حوله في زمنه عليه السلام واليوم القيامة. لذلك اللي بيعرف أنصاري يدير باله عليه. هذا وصية النبي يدلله. اللي بيعرف أنصاري في هذه الدنيا يدلله. قال: "أوصيكم بالأنصار فإنهم كريشي وعيبتي". يعني بطانتي وخاصتي. ثم قال: "وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم". اللي عليه عملوه. هل لهم مرحلة عليه الصلاة والسلام؟ والله مرحلة بين قوسين يدللوا. مرحلة الناس يديروا بالهم عليهم. "فقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم". فقبلوا من محسنهم. طيب من فيه مناسح يسئهم. معلش تجاوزوا عن مسيئهم. مش هؤلاء الأنصار. شوفوا الوفاء اللي يقتر من كل كلمة من كلمات هذه الأحاديث. هذا كان وفاء النبي عليه السلام لمن؟ للأنصار.

احنا أبو سامي طولنا طولنا. عادي في مواقف جميلة جداً من الوفاء. احنا ما عنا مشكلة نكمل الحلقة وتكون أطول من ذلك. لكن حتى ما يمل المشاهد وحتى أن هذه الكنوز العظيمة يمكن احنا القائل قادم نكمل في باب الوفاء. طب نعمل تصويت ولا نكمل ولا إيش رأيك؟ موقف إيش دكتور محمد؟ أعجب الموضوع فأشوف لك أول عشر تعليقات. الموضوع بده شوي توقف فلس. وحد يعلق العشرة كلهم بعد حقيقة دكتور أن هذا الموقف يعني قرأته عشرات المرات ولا مرة كان بهذا الشعور. قرأته كثيراً ما عمل استحضرت الصورة كاملة بهذا الشكل. حقيقة مشهد والله عظيم جداً عظيم. خاصة لم تأخذ الخلفية التاريخية للأنصار والمواقف. أبو سامي كم واحد من أول عشرة؟ يعني في فاوة وخمسين أكبر أكبر بك. أبشروا ما نطولنا.

وفاء النبي لأبي بكر الصديق

طيب الآن نتكلم عن هيك نعمل زوم كما يقال. نحن كنا على الأنصار نتكلم عن فرد من أحب الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. أبو بكر رضي الله تعالى عنه. الآن أيضاً مواقف الوفاء لأبي بكر كانت عظيمة ومؤثرة. روى الإمام البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً بين أصحابه. "فأتى أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه". يعني واضح أنه في أمر جلل. مسرع مسرع بركض. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما صاحبكم هذا فقد غامر". يعني واضح أنه وقع خصومة بينه وبين أحد. ثم أتى فأقبل على النبي أبو بكر خايف يشلم خوفه. يا ترى هل جاء عدو؟ لا. قال: "يا رسول الله أنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت له بكلمة فقلت له ردها علي فلم يردها". سيدنا عمر احتراماً لأبي بكر سكت. فأبو بكر قال له طب خلص احكي لي زي ما حكيت لك. سيدنا عمر رفض وذهب إلى بيته. وأبو بكر بيترجى تبرد علي احكي لي زي ما حكيت لك. فأغلق بابه على أبي بكر. فأبو بكر خايف بده السجل ينظف على طول. بده هذه الخطيئة تمسح على طول. بدهش ولا بقع سوداء في سجله. فأسرع للنبي عليه السلام. فرد عليه النبي قال: "يغفر الله لك يا أبا بكر. يغفر الله لك يا أبا بكر. يغفر الله لك يا أبا بكر". قال الراوي: "ثم إن عمر ندم". شوف القلوب الطيبة. عمر الفاروق الرجل الذي يفرق بين الحق والباطل الذي يهرب منه الشياطين. هو عاود رق لأبا بكر. "ثم إن عمر ندم". ندم اللي ما سامحش أبا بكر في لحظتي. طب سامحني أورد عليه. لا سامحه ولا رد عليه. فندم. فذهب إلى بيتي أبا بكر. فقال: "أثم أبا بكر؟" قالوا له. "فذهب إلى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم". فلما أقبل عمر ظهر في وجه النبي الغضب. الغضب من مين؟ من سيدنا عمر. طب من اللي كان أصلاً أخطأ في البداية؟ سيدنا عمر بكر. قال: "فجث أبو بكر على ركبتيه وقال: يا رسول الله والله لا أنا كنت أظلم". يعني يا رسول أنا غلطان غلطان. تغضبش على عمر. شوف الرقة في قلوب الصحابة. سيدنا أبو بكر أخطأ. يعني استرحم عمر. عمر زعلان. بعدين ندم الذي لا سامحش أبو بكر. بعدين أنا أبو بكر دافع عن عمر. خايف من غضب رسول الله على عمر. ندعو عليه. قال: "يا رسول الله لا أنا كنت أظلم". الله لا أنا كنت أظلم. هو جاثن على ركبتيه بيترجى ما تزعل من عمر. ما تغضب على عمر. عمر. فقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله ابتعثني. فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق. إن الله ابتعثني. فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق. وواساني بنفسه وماله. فهل أنتم بتاركوا لي صاحبي؟ فهل أنتم بتاركوا لي صاحبي؟" يعني أبو بكر محدش يقرب عليه. أبو بكر له مكان خاصة. محدش يزعل أبو بكر. قال الراوي: "فما أغضبه أحد بعد ذلك". ما حدش قرب على جناب على الجناب أبي بكر رضي الله تعالى عنه. أو باللفظ بالتحديد في البخاري: "ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر". هذا أيضاً يذكره أمام الصحابة. فبكى أبو بكر وقال: "وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟" أنا على حسابك ومالي على حسابك. كل ما أملك على حسابك.

عن عبد الله بن عباس أيضاً طبعاً لاحظ من الراوي مرة أخرى عبد الله بن عباس والحديث البخاري اللي هو من آل البيت. انظر إلى سفاهة وتفاهة وجهالة من يضرب خصومة بين آل البيت وبين الصحابة. وأصلاً كثير من أحاديث تبجيل وإكرام أبي بكر وعمر جاءت عن طريق آل البيت. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه". مرض مشتد عليه. عاصب رأسه بخرقة من شدة الألم. شاد خرقة عشان يوقف الألم بعض الشيء. فقعد على المنبر. واضح أنه في شيء مهم جداً جداً سيقوله النبي عليه الصلاة والسلام. فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن قحافة". شوف الخبر العظيم. "إنه ليس أحد من الناس أمن علي بنفسه وماله من أبي بكر بن قحافة. ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً. ولكن خلة الإسلام أفضل. سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر". الآن هذا الخبر المهم اللي بيبين فيه النبي عليه الصلاة والسلام مكانة أبي بكر. وفاء لأبي بكر. وأنه أنا لو كان من كثر ما أنا بحب أبو بكر من كثر ما هو له معروف عندي لو كان بإمكاني أن أتخذ خليلاً لاتخذته. طب ليش ما اتخذه خليلاً؟ أنه الخلة استصفاء وانقطاع وتفرغ. وهذا في حق النبي صلى الله عليه وسلم هو لله عز وجل. الانقطاع والتفرغ وتفريغ القلب هذا ينبغي أن يكون الله عز وجل. لكن لا يمنع أن يكون أبو بكر اتخذ النبي خليلاً والصحابة يتخذون النبي خليلاً. أما لمكانة النبي من الله فهو منقطع لله عز وجل. ثم حتى يبرز مكانة أبي بكر. الصحابة شو كانوا عاملين؟ فاتحين أبواب إلى المسجد. يعني تلاقي مثلاً هذا بيته قريب فعمل زي ممر باب صغير إلى المسجد. فالنبي عليه السلام أمر أن تسد هذه الأبواب إلا باب أبي بكر. وهذا أيضاً فيه تنزيه للمسجد عن أن يكون مثلاً ممر طريق للأناس وما إلى ذلك. لكن أبو بكر له خصوصية. فإذا هذا الكلام الذي قاله النبي في أيامه الأخيرة في لحظات ألم شديدة هي وفاء أولاً لأبي بكر. بياناً لفضله. وأيضاً طبعاً فيها إلماح بماذا؟ بالخلافة من بعد. إلماح بالخلافة من بعد يوم يوم جعله يصلي بالناس. النبي صلى الله عليه وسلم تخلف عن الصلاة. قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس". قال: "يا رسول الله أبا بكر فجل أسيف يكثر البكاء". قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس". قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس إنكم صواحيبات يوسف". لأنه ساءت أنا عائشة أظن. يخافت أن يتشائم الناس بتقدم أبي بكر أبيها بدل النبي صلى الله عليه وسلم. فنبي لا يريد أن يفهم الصحابة والأمة منه أبو بكر.

وفاء النبي لخديجة رضي الله عنها

الآن هذا وفاء النبي عليه السلام قلنا مع من؟ مع أبي بكر. مع فرد آخر كان له دور كبير في صدر الدعوة الإسلامية. امرأة وقفت مع النبي وآزرته عاونته. مرة أخرى هذه الكلام يا جماعة حتى نستلهم هذه المعاني ونطبقها في واقعنا. حتى النساء يدعمن أزواجهن في الطريق إلى الله عز وجل بمثل هذا الدعم. خديجة رضي الله تعالى عنها. شوف الآن ستنا عائشة اللي كانت صبية صغيرة في السن ومحبة لزوجها جداً وعندها عواطف جياشة. مع هذا كله تروي لنا فضاء خديجة. وهذا بحد ذاته ملمح عظيم. ملمح جميل في شخصية ستنا عائشة رضي الله تعالى عنها أنها تروي حتى الأحاديث اللي فيها تفضيل لخديجة من جانب جوانب عنها هي رضي الله تعالى عنها. كمال صدق. كمال شفافية وأمانة في تبليغ هذه الأحاديث. ففي الحديث الذي رواه البخاري مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما غرت على نساء النبي إلا على خديجة". أنا لم أغار من حد إلا خديجة. "وإني لم أدركها". قالت يعني معنها ما شافتهاش. لكن مع ذلك غيرانة منها. الله يجزيك خير يا بوسعني. يا إما أشرت إشارة مش عاجب. يعني خلص بكفي خديجة خديجة خديجة. أو قالت كلمة عنها. فقال رسول الله: "إني قد رزقت حبها". يعني غصباً عني أنا رزقت. خلص الله جعلني أحبه. هذا بعد وفاتها بسنوات رضي الله تعالى عنها.

أيضاً عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله إذا أتي بالشاة أو إذا أتي بالشيء قال: اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة. اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها كانت تحب خديجة". الوفاء فاض إلى درجة أنه مش بس بيتذكر خديجة. بيتذكر صاحبات خديجة. وبده يكرم صاحبات خديجة كرمال خديجة. هذه ترى كان صاحبة خديجة بيعطوا لها القطعان. بيعطوا لها اللحمة أو القلادة والأشياء الثانية. أين كان هذه ترى كانت تحب خديجة. كان في مودة بينها وبين خديجة. ابعثوا لهذه الهدية. شوف الوفاء الجياش. شوف الوفاء العظيم.

أيضاً في حديث آخر يعني أيضاً مطلع نفس المطلع لكن تتمته مختلفة. قالت عائشة: "ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة. وما رأيتها. ولكن كان النبي يكثر ذكرها. وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة. فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة". كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة. فيقول: "إنها كانت وكانت وكان لي منها الولد". يعني صار يذكر فضائلها رضي الله تعالى عنها. المتحدث هي أم المؤمنين عائشة. يعني هي أكثر الناس أكثر شخصية يحبها النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة. ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك عائشة تذكر حب النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة. كان حباً عظيماً جداً لدرجة أن أحب الناس إلى قلبه كان تغار منه. تغار سبحان الله.

أيضاً عن عائشة: "كان النبي إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء". قالت في غيرتها يوماً فقلت: "ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق". حمراء الشدق يعني الآن اللي بكت أسنانها بطل فيه بياض في فمها. بمينش إلا اللحم الأحمر. طبعاً خديجة لم تكن كذلك لكن عائشة من شدة الغيرة قالت هذه عجوز وسقطت أسنانها وبين لثتها. هي لم تكن كذلك لكنها غيرة. "قد أبدلك الله عز وجل خيراً منها". ينشبتك خديجة خديجة خديجة. طبعاً أنا موجودة أنا أحسن لك منها. قال: "ما أبدلني الله عز وجل خيراً منها. قد آمنت بي إذ كفر بي الناس. وصدقتني إذ كذبني الناس. وواستني بمالها إذ حرمني الناس. ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء". صار يعدد فضائلها. غيرها مش أحسن منها. مرة أخرى من يروي هذه الأحاديث؟ عائشة رضي الله عنها.

أيضاً عن عائشة رضي الله عنها قالت: "استأذنت هالة بنت خويلد". اليمين يعني؟ هالة بنت خويلد أخت خديجة. "استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعرف استئذان خديجة". يعني مثلاً قالت نفس الطريقة نفس الصوت مثلاً. قالت: "ائذن لي أن أزور رسول الله وأن أدخل على رسول الله". فارتاح لذلك. سمع صوت ذكره بصوت خديجة. فقال: "اللهم هالة بنت خويلد". يعني الله يجعلك المستأذن تكون هالة عشان يتذكر خديجة ويتكلم يخلي معنا خديجة. بل أكثر من ذلك. امرأة من عامة الناس كبيرة في السن كانت تأتي لخديجة. يعني في إحدى الروايات يبدو أنها كانت تمشط خديجة رضي الله عنها. قالت أيضاً الحديث رواته أمنا عائشة: "جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما هو عندي". فقال لها رسول الله: "من أنت؟" قالت: "أنا جثامة المزنية". جثامة يعني البليدة. العرب كان مرة يسموا أسماء مش حلوة. فقال لها: "بل أنت حسامة المزنية". غير الاسم. جميل. "كيف أنتم؟" الرسول بيقول لها: "كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟" يعني بيتبسط معها وبيأخذ بيعطينا على أحوالها. فقالت: "بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله". فلما خرجت قلت يعني عائشة قالت: "يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟" يعني من هذه الستة لنت مهتم فيها لهذه الدرجة. فقال: "إنها كانت تأتينا زمان خديجة. وإن حسن العهد من الإيمان". إنها كانت تأتينا زمان.

وصية النبي بالصحابة

نجعل العموم أصحابه صلى الله عليه وسلم يكفيهم أنهم كسبوا شرف مرافقته وسيكونون معهم في الجنة عليه الصلاة والسلام. مع ذلك بيوصي عليهم باقي أمته. باقي أمته. فيقول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: "لا تسبوا أصحابي". ويل لهؤلاء اللي بيتفننوا في سب الصحابة. "لا تسبوا أصحابي. فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفهم". لو الواحد فيكم جبل أحد ذهب ينفقه في سبيل الله ما بيكون في المكان عند الله عز وجل كما أنفق أحد الصحابة. طبعاً لأنهم جاءوا في وقت حرج جداً. نصروا رسول الله في هذا الوقت الحرج. وبفضلهم بعد فضل الله ورسوله انتشر لهذا الدين وبقي إلى يوم الدين. يعني الإنسان قد يدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كأعمال لكنه لا يدرك فضلهم. فما فعلوا لا يستطيع هو الآن فعله. يعني هم نصروا النبي صلى الله عليه وسلم. أنت الآن لا تستطيع نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أي مواساته أي أن تكون معه. ولذلك يجب أن هم خير الناس بعد الأنبياء. ولذلك أفضل أنبياء النبي صلى الله عليه وسلم. وأفضل الصحابة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأفضله أبو بكر رضي الله عنه.

وفاء النبي حتى مع الكفار

نعم. لاحظ مش بس وفاء مع الصحابة بالوفاء حتى مع الكفار. النبي عليه الصلاة والسلام لما انتصر في معركة بدر ووقع في أسره بعض الكفار ماذا قال؟ قال: "لو كان المطعم ابن عدي حياً واستشفعني في هؤلاء أو ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له". هذا رفض البخاري. "ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له". لأن المطعم كان أجار النبي صلى الله عليه وسلم. وكان فيه من سعى في فك الحصار وإبطال الوثيقة الظالمة وثيقة المحاصرة القطيعة. فالرسول حفظ له هذا الجميل مع أن المطعم توفي كافراً. لو كان المطعم. شوف يعلمنا بهذا الكلام. طيب هو المطعم مات. ليش يا رسول الله تقول هذا الكلام؟ يعلمنا الوفاء حتى مع كفار.

تعليم الوفاء للوالدين

أيضاً من تعليمه الوفاء عليه الصلاة والسلام أنه مش بس هو وفي بذاته بل يعلمنا الوفاء لمن لهم حق علينا وخصوصاً آباؤنا وأمهاتنا. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله". قال: "فهل من والديك أحد حي؟" قال: "نعم بل كلاهما حي". قال: "أفتبغي الأجر من الله؟" قال: "نعم". قال: "فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهم". بدك أجر؟ رح لوالديك.

حقيقة أنا أختم بأنه كان من طموحاتي وأحلامي حياتي وأسأل الله عز وجل إذا في ذلك خير يوسره لي أعمل مساق جامعي. كيف عندك ثقافة عامة ومثقافة عامة. طبعاً المساقات الجامعية المتعلقة بالإسلام للأسف كثيراً ما تكون للأسف للأسف. نعم. وما أبرئ المساقات التي أخذتها في الجامعة. كان فيه مساق تاريخ الحضارة الإسلامية ويا حسرة. المهم من طموحاتي وأحلام حياتي أن أعمل مساق أشرح فيه أمزية شوقي. إيش اللي جاب السير في بيت عن الوفاء؟ لأن كل بيت من أبيات أمزية شوقي له شواهد عظيمة وجميلة معروفة. طبعاً أنا أذكر أبياتاً منتقاة منها. وإذا ربي يسر في ختام سلسلة نستعرضها عشان نشد خيوط هذه القصص المتنوعة. نجملها في قصيدة شوقي. أنتقي أبياتاً لما قال: "ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء بك بشر الله السماء فزينت وتضوعت مسكاً بك الغبراء وبدى محياك الذي قسماته حق وغرته هدى وحياء وعليه من نور النبوة رونق ومن الخليل وهديه سماء يا من له الأخلاق ما يتهوى العلا منها وما يتعشق الكبراء لو لم تقم ديناً لقامت وحدها ديناً تنير بضوئه الآناء فإذا ابتنيت فخير زوج عشرة وإذا ابتليت فدونك الآباء" "إذا صحبت، هنا محل الشاهد، وإذا صحبت رأى الوفاء مجسماً في بردك الأصحاب والخلطاء، وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء". محل الشاهد: "وإذا صحبت رأى الوفاء مجسماً في بردك الأصحاب والخلطاء". كتلة وفاء عليه الصلاة والسلام. لا، سيد الأوفياء عليه الصلاة والسلام.

أنا كنت حاب أنه ننتقل إلى خاتمة متعلقة بكلام نفيس جداً لأحد التائبين المعاصرين لكن أطلنا كثيراً على أحبابنا ومتابعينا. فعلى أمل أنه نبدأ بهذه الخاتمة الحلقة القادمة إن شاء الله تكون بداية إن شاء الله إن شاء الله. رأيك يا دكتور؟ بارك فيك وجزاك الخير على هذه الحلقة اليوم العجيبة الجميلة جداً جداً جداً. أثارت أشواقاً عظيمة وفتحت لنا آفاق في النظر إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وتعمل سيرته. فجزاك الله وعنا خير الجزاء. الأخوة الكرام 4 من هذه المواقف وإنما الحلم بالتحلم والعلم بالتعلم الصبر بالتصبر وكذلك التخلق بمحاولة بذلي والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً. أسأل الله أن يرزقني وإياكم ورؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا وأن نكون معه صلى الله عليه وسلم في جنان الخلد والنعيم. على أمل دنيا لك في من Erfahrung من الصوف المضموم في المناء. نعم. وفي الآخرة نكون معه صلى الله عليه وسلم على أمر لقائكم في الأسبوع القادم بإذن الله تعالى مع الحلقة الخامسة من بودكاست "كيف أحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم". السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله. كيف أحببتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.