بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
الإخوة المستمعين والمستمعات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله في هذا اللقاء الخامس من سلسلة "كيف أحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم" مع ضيف البرنامج الدائم الأستاذ الدكتور إياد قنيبي. حياك الله دكتور.
حياك الله وبياك دكتور محمد، الله يعطيكم العافية.
إن شاء الله هذه الحلقات الطيبة النافعة تقبل منا جميعاً. يعني في كل حلقة سبحان الله نقف على مشاهد جديدة، نقف على مواقف لربما سمعنا بها سابقاً، لكن عرض المواقف مع هذا السياق، مع سياقات أخرى متعلقة بالواقع من ناحية، متعلقة بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم من ناحية، متعلقة بالظروف التي كانت من ناحية، كله له أثر طيب، فجزاك الله خيراً وباسم المشاهدين يعني نشكرك على لقاءاتك السابقة.
وجزاك وإخواني القائمين على المشروع معنا أيضاً خيراً، الإخوة في التجهيزات الفنية أيضاً، الله يبارك فيكم.
وفاء النبي صلى الله عليه وسلم (إضافة)
طيب، نحن في المرة السابقة ختمنا بالكلام عن وفاء النبي صلى الله عليه وسلم. هل تريد إضافة شيء في وفاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن ندخل في عنوان اليوم؟
في الواقع خطر لي إضافة مهمة. نحن في المرة الماضية تكلمنا باستفاضة، بعد بسم الله وصلاة وسلام على رسول الله، تكلمنا باستفاضة عن وفاء النبي عليه الصلاة والسلام للأنصار ونماذج عظيمة من ذلك، وكيف أنه في أيامه الأخيرة عصب رأسه بخرقة وصعد على المنبر يوصي الناس بالأنصار، يقول: "إنهم كرشي وعيبتي، اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم، أدوا ما عليهم وبقي الذي لهم".
النبي عليه الصلاة والسلام عندما أوصى بالأنصار هذه الوصايا الكثيرة وأظهر الوفاء العظيم لهم، كم كانت نسبتهم في المسلمين؟ الأقل بعد دخول العدد الهائل من الناس في الإسلام. تقديرات أنه عندما توفي النبي عليه الصلاة والسلام كان عدد المسلمين يناهز الـ 120 ألفاً تقريباً. فنسبة الأنصار يعني هم قد يكونوا حوالي 1000، فنسبة الأنصار أقل من 1%. ومع ذلك هذه الأعداد الضخمة التي لحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم لم تحجبه عن رؤية الأنصار والوفاء لهم وتذكر مواقفهم. وهذا أيضاً ملمح مهم.
جميل جداً. نحن نحكي حجة الوداع كان فيها 100 ألف، وبالتالي بعد ذلك كمان دخل عدد من المسلمين في دين الله سبحانه وتعالى. ومع ذلك الأنصار قلة. سبحان الله. والنبي صلى الله عليه وسلم يعني يفي لهم بما بذلوا وقدموا لدين الله. جميل جداً.
عفو النبي صلى الله عليه وسلم: قوة لا ضعف
طيب، عنواننا اليوم: "عفو النبي صلى الله عليه وسلم". ومع الأحداث العظيمة التي تحدث هذه الأيام لأمتنا، نسأل الله عز وجل عاجل الفرج لإخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين. الحديث عن الوفاء، الحديث عن العفو، هل الحديث عن العفو مناسب الآن؟ أم أن العفو له مكانة وظروفه؟ أم أن العفو في كل الأوقات وكل الأزمان وبالتالي لابد أن نضع ضوابط لهذا العفو؟
طيب، هناك نقطتان: النقطة الأولى أننا سنتكلم عن العفو وقد طلبت من الإخوة يعني أن يضعوا عنوان "عفو النبي صلى الله عليه وسلم قوة لا ضعف". نبين بعدما نسرد أمثلة من عفوه العظيم كيف أن هذا لا يعني أبداً لا الذلة ولا المهَانة ولا الخور ولا الاستكانة أبداً، وإنما هو من منطق قوة، وأن المسلمين يحسن بهم أن يعفوا عن الآخرين بعد أن يكسروا شوكتهم وينتقموا ممن أساء لهم، والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون. هذه نقطة.
النقطة الثانية، سبحان الله يعني نحن في المرة الماضية تكلمنا عن غيرة النبي صلى الله عليه وسلم على أعراض المسلمات، وكيف أنه سيّر جيشه واقتلع بني قينقاع من جذورهم وأجلاهم عن المدينة لأجل امرأة كُشفت. وتكلمنا عن المعتصم كيف أنه حرك جيوشه وكسر الروم لأجل امرأة استغاثت به. وعن الحاجب المنصور كيف أنه أيضاً ثارت ثائرته لأجل ثلاث نسوة عند الروم، حرك جيشه وقهر الروم أيضاً انتصاراً لهؤلاء.
فسبحان الله بعد هذا الكلام نسمع خبراً قبل ثلاث أيام تقريباً عن أخوات لنا مسلمات في سجن الديمون في فلسطين يتم مصادرة حجابهن وجلابيبهن، ويعطين بدلاً من ذلك بدلات رياضة، ويقال لهن: "هذا هو القانون من الآن فصاعداً، ما لكم حجاب". يعني نحن لما نتكلم عن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء من بعده، حتى من كان عنده مظالم مثل المعتصم والحاجب المنصور، ولكن كانوا بالجملة أناس معظمين للشريعة قائمين بها، عندما نتكلم عن هذه السير يعني ليس للتسلية، وإنما حتى نستروح، وحتى يعني نتقمص هذه الصفات، صفات الغيرة على المسلمات، الغضب للمسلمات، لأعراض المسلمين. وإذا لم يكن بيدنا أن ننصرهم الآن نصرة كاملة كما ينبغي، فليس أقل من أن تكون في قلوبنا المشاعر الصادقة وتنعكس على أفعالنا أننا نريد حقاً أن ننصر أمتنا ونعزها ونستعيد مجدها، وأن لا نتركها في أيدي المجرمين من نسوة القردة والخنازير، وأن نفاصل أهل الباطل الذين يساعدون المجرمين على ذلك مفاصلة كاملة، ونتبرأ ولا نتماهى معهم ولا نُداهنهم ولا نُنافق إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. لعل الله سبحانه وتعالى يستعملنا في نصرة أخواتنا المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها.
يعني هو دكتور الكلام في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بأوصافه الكثيرة، هي هذه الأوصاف مجتمعة يجب أن تكون في الموقف الواحد أحياناً. فقوة النبي صلى الله عليه وسلم مع عفو النبي صلى الله عليه وسلم مع رأفته مع غيرته على أعراض المسلمات، كل هذا بموقف واحد قد تجد. وهذا في الواقع المعاصر اليوم نحتاج كل هذه الأخلاق في موقف واحد. ولذلك يعني نسأل الله عز وجل أن يفرج عن أخواتنا الأسيرات وأن يرزقنا سبيلاً لنصرتهن يا رب العالمين. آمين.
عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي سفيان بن الحارث (ابن عمه)
طيب، دعنا ننتقل إلى عفو النبي صلى الله عليه وسلم ونتحدث عن شخصيتين: الشخصية الأولى ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم سفيان، والشخصية الثانية أيضاً أبو سفيان الذي كان زعيم الكفار في مكة. حدثنا عن عفو النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن عمه وعفو النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً مع الكفار عموماً ومع زعيمهم قبل ذلك.
طيب، بداية كثير من الناس عندما يسمع "أبو سفيان"، كلمة أبي سفيان، ينصرف ذهنه مباشرة إلى أبي سفيان بن حرب وهو زعيم الكفار في قريش والذي عادى النبي صلى الله عليه وسلم فترة طويلة ثم أسلم رضي الله تعالى عنه وحسن إسلامه. هناك شخصية أخرى قلما نسمع عنها ونتكلم عنها إلا وهي أبو سفيان بن الحارث ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا له قصة عجيبة مع النبي. نحن كنا أشرنا لها في أول حلقة لكن الآن استطرد قليلاً في الحديث عنها، وأيضاً مع الالتزام بما اشترطنا على أنفسنا في البداية أنه لازم تكون الآثار صحيحة. لأن هناك تفاصيل كثيرة وجميلة لكنني أعرضت عنها لأنها لم تصح.
أبو سفيان بن الحارث هذا كان شبيهاً بالنبي صلى الله عليه وسلم في خلقته. كان الذين يشبهون بالنبي في الخلقة جعفر بن أبي طالب وأبو سفيان بن الحارث. وقال عنه الحاكم، معروف الحاكم النيسابوري، قال: "وأبو سفيان بن حارث أخو رسول الله من الرضاعة" مش هو أخوه من الرضاعة، "أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، رضعتهما حليمة، وابن عمه، ثم عامل النبي ثم عامل النبي صلى الله عليه وسلم بمعاملات قبيحة وهجاه غير مرة" أو "وهجاء غير مرة". هذا السطر أو نص السطر يختزل الكثير من الإساءات التي أساءها أبو سفيان بن الحارث للنبي عليه الصلاة والسلام وسنوات وسنوات حتى أجابه حسان. نحن نسمع قصيدة حسان لما قال: هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء هجوت محمداً براً حنيفاً رسول الله شيمته الوفاء فإن أبي وعرضي لعرض محمد منكم لعرض محمد منكم وقاء طبعاً عرضي يعني سمعتي، شرفي، لما يقال حتك عرضه، عرضه، عرضه أساء إلى سمعتي. "فإن أبي ووالده وعرضي يعني شرفنا وحسبنا وسمعتنا لعرض محمد منكم وقاء". هذه القصيدة قيلت في الرد على أبان بن الحارث. سبحان الله. يعني إيميل أنه انظروا ماذا يقول الكفار في ديننا، كيف يتعاملون مع مصحفنا، كيف يهينون قرآننا. انشر لا لا تنشر لا تنشر هذه الأشعار التي قالها أبو سفيان الحارث للنبي عليه الصلاة والسلام. أين هي؟ هل سمع؟ لم تحفظ خلاص. على الأقل إن حفظ منها شيء لم تتداول. لا نعرفها. وهكذا ينبغي أن تُرى هذه الأشياء. فلهذا نحن نعرف أنه هجاه كثيراً، هجاه كثيراً. بماذا هجاه؟ والله أعلم. حتى رد عليه أبو سفيان بن الحارث.
في ملاحظة فنية، في شكوى من صوت الشاحنة. هل يا ترى الشباك فاتح؟ طب زني ممكن يكون الميكروفونات أيضاً يعني في أكيد مسكرة مع بتتحمل ولا نقرب شوي كمان من الميكروفونات؟ 5 سم ونص. بسم الله. أفضل صوتك إخوان ولا مش أفضل؟ هل تحسن الصوت بعد ما قربنا من الميكروفونات من الخارج؟ واضح. خلص بدنا نجيب عوازل صوت يا أبو. ماشي الحال لحد الآن تعليقات إيجابية بالنسبة للصوت. إن شاء الله بكون أحسن شوي.
طيب، ونعم بالله. أنا قلت في النداء هاي عشان كنت مشتت الانتباه فرد عليه أبو سفيان، رد عليه حسان بن ثابت. المهم أبو سفيان هذا يعني كان موقفه مستغرباً. لماذا يا أبا سفيان وأنت أخو النبي من الرضاعة؟ أنت ابن عمه، أنت نشأت معه، لكم ذكريات مشتركة. لماذا هذا الموقف العدائي؟ ما كان موقف مفسر حقيقة، تعصباً وجهالة. فهجاه غير مرة كما قلنا.
وسبحان الله بعد سنوات طويلة من المعاداة وقع في قلب أبي سفيان الإسلام، أبي سفيان بن الحارث. بعد كم؟ بعد حوالي 18 سنة. 10 سنوات طبعاً كان في دعوة سرية ثلاث سنوات مش مشكلة بس في 10 سنوات من العداوة بعد الدعوة الجهرية في مكة، بعدين في عندنا ثمان سنوات قبل فتح مكة. 18 سنة من العداوة الشديدة. وعند في الطبق في طبقات ابن سعد أنه كان يحرض قريشاً على أن تضغط على الأنصار يقول: "حتى يموت محمد جوعاً وعطشاً في الصحراء". خلينا نتذكر هذه النهاية التي كان يطمع بها للنبي عليه الصلاة والسلام أنه النبي يموت جوعاً وعطشاً في الصحراء. المهم بعد هذه السنوات أوقع الله الإيمان في قلب أبي سفيان. سبحان الله العظيم. وأوقع الإيمان في قلب من أيضاً؟ عبد الله بن أبي أمية. وكان ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخاً لأم سلمة أظن من أمها. مم هو أخو زوجة النبي عليه الصلاة والسلام وابن عم النبي عبد الله بن أبي أمية.
الآن عبد الله بن أبي أمية كان له مواقف كثيرة أيضاً في العداء للنبي عليه الصلاة والسلام. وكان جرح النبي جرحاً عميقاً لأنه ممن ثبت أبا طالب على الكفر عند وفاته. أبو طالب النبي عليه الصلاة والسلام يقول له: "يا عماه قل كلمة أحاج لك بها عند الله، قل لا إله إلا الله". طلع الكل أبو طالب مقتنع من الداخل. "قل لا إله إلا الله بلك أنا يعني أحاج ربي يعني أطلب من ربي أترجى ربي أن يرحمك". فكان يقف عند رأسه أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية ابن عمته. "رغبان عن ملة عبد المطلب". فقال آخر ما قال على ملة عبد المطلب. فكان مؤلماً جداً. وأيضاً هو الذي لما يعني جاء النبي برسالته صار يتحدى ويقول عبد الله بن أبي أمية يقول: "لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً أو تسقط السماء علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً" إلى آخر ما رواه عنه القرآن أو حكى عنه القرآن. "كما زعمت علينا أو أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرأه".
فهذان جاءا يريدان الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنا عليه. النبي كان في ثنية العقاب فيما بين مكة والمدينة. النبي متوجه لفتح مكة ومعه جيش كامل. طبعاً بإمكان النبي عليه الصلاة والسلام لما علم بقدومهما ايش يعمل؟ ما يستقبله في ذاك الوقت. بإمكانه أيضاً يأتي بهما ويضرب عنقيهما. ما يستقبل الإسلام. بإمكانه. نعم. هو يبدو أنه لم يقل له أننا أنهما سيسلمان. هما يستأذنان في الدخول عليك. كان بإمكانه أن يضرب عنقيهما لكنه عليه الصلاة والسلام قال: "لا حاجة لي فيهما. أما ابن عمي فهتك عرضي" يعني انتقص من كرامتي كما قال الشاعر: ويسرع بخل المرء في هتك عرضه ولم أر مثل الجود للعرض حارسا فهتك العرض يعني بمعنى أساء إلى سمعتي، سبني، شتمني، أغلظ في ذلك. "وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال". مجروح منهم النبي عليه الصلاة والسلام. عليه الصلاة والسلام. يعني اختزل التاريخ كاملاً عليه الصلاة والسلام بهاتين الكلمتين اليسيرتين. سبحان الله. يراني عن شيء كثير. لاحظ الآن الإنسان الحليم مرات بيظل مجروح. يعني نحن الواحد ممكن إذا ما كان حليماً كفاية مرات يفش غله يسب ويضرب يشتم يؤلف شعر في الشتيمة. النبي لم يكن كذلك عليه الصلاة والسلام. كان حليماً لكن طبعاً بلا شك أن مجروحاً عليه الصلاة والسلام منهما. 18 سنة من العداوة ومن قريب مش من بعيد. يعني الرجلين قريبين جداً على النبي صلى الله عليه وسلم كنسب. نعم. نعم.
في إضافة في الرحيق المختوم أنا اشترطت أنه نحن رح نقول بس الأشياء صحيحة لكن هذه يعني يخليها استطراد لم تصح كرواية وإنما رويت في السير أن أم سلمة بدها تحنن قلبه على الرجلين فقالت: "يا رسول الله لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك". يعني أنت حلمك وسع كل الناس مش واقفة على ضمهم. ضمهم تحت جناحك. مشي لهم إياها كمان. فلما خرج الخبر، نرجع الآن للرواية الصحيحة، فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بن الحارث ابن له فقال: "والله لأذنين رسول الله أو لأخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشاً وجوعاً". يا الله. وعطشاً وجوعاً هذه كان يتمناها لمين؟ للنبي عليه الصلاة والسلام. فصار يعني بده يمسك النبي عليه الصلاة والسلام من من جانب الحلم والرحمة التي يعلمها في شخص النبي الذي نشأ معه وأخوه من الرضاع. ما هدد أنه بدي بدي أحاربه. ما قال إذا لم يأذن لي سأهجوه مرة أخرى. سأنصر الكفار عليه. لا. "والله لأذنين رسول الله أو لأخذن بيد ابني هذا حتى نموت عطشاً وجوعاً". فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لما رحمهما فدخل عليهم يعني اللي هو أبو سفيان وعبد الله بن أبي أمية ومعهم هذا الطفل وأسلم. وأسلم.
فأنشد أبو سفيان اعتذاراً عما كان منه. طبعاً أيضاً في رواية استطراد ليس لها سند لكنها جميلة وأنا بدي أنبه عليها عشان ما ما تدخل ضمن أن علي بن أبي طالب أراد أن ينصح أبا سفيان بن الحارث فقال له: "ائت رسول الله من قبل وجهه وقل له: تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين. فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولاً منه". يعني زي ما يوسف عليه السلام رد راح يرد. فقال: "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين". يا الله. نعود الآن للرواية الصحيحة. هذه برضه كانت في السير. فدخل أبو سفيان بن الحارث فأنشد في إسلامه واعتذاره عما كان منه في الماضي فقال: لعمرك إني يوم أحمل راية لتغلب خيل اللاتي خيل محمد لك المدلج الحيران أظلم ليله فهذا أوان الحق أهدى فاهتدي أنا كنت ضايع الآن سأهتدي. فقل لثقيف لا أريد قتالكم. وقل لثقيف تلك عندي فأوعي. هداني هاد غير نفسي ودلني إلى الله من طردت كل مطرد. هداني هاد غير نفسي ودلني إلى الله من طردت كل مطرد. وهناك أبيات أخرى. فلما أنشد هذا البيت ضربه رسول الله عليه الصلاة والسلام في صدره. ط مش ضربة مؤلمة، ضربة عتب. وقال: "أنت طردتني كنت كل مطرد". يا الله. يعني بالفعل أنت آذيتني. أنت طردتني كل مطرد. هذا الرجل حسن إسلامه جداً بعد ذلك حتى يروى عنه أنه قال: "لا تبكوا علي إن مت فوالله ما ما تلطفت أو ما تلطخت بمعصية مذ أسلمت". حسن إسلامه جداً.
سبحان الله. نحن بس قبل ما نتكلم عن مواقفه بعد إسلامه، تصور أن عداوة 18 سنة مع أبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية خلص النبي عليه الصلاة والسلام غفرها في لحظة. محاها في لحظة. عتب هالعتبة هذه السريعة: "أنت طردتني كل مطرد". خلص أُقفل الملف. الملف على 18 سنة من المعاناة معهما. هذا الرجل من دلالات حسن إسلامه. نحن تكلمنا في المرة الماضية عن معركة حنين والمفاجأة التي فضت جيش النبي عنه ولم يبق معه إلا عدد قليل. طبعاً أكابر الصحابة أبو بكر وعمر والعباس اللي كان دائماً يعني يحف النبي عليه وكان ينادي في الناس. وأيضاً من ثبت معه أبو سفيان بن الحارث. وهذا صح في البخاري. سبحان الله. أنه يعني عن البراء بن عازب وقال: "وأبو سفيان بن الحارث أخذ برأس بغلته البيضاء". ليش قلنا عشان النبي كان مندفع نحو الكفار. والعباس وأبو سفيان يمسكان بالبغل حتى خوفاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورسول الله يقول: "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب". فكان من القلة القليلة التي ثبتت مع النبي صلى الله عليه وسلم.
طبعاً أيضاً في كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب أنه لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم بكاه بكاءً مراً أبو سفيان بن الحارث. عاش بعد النبي ورثاه بأبيات. ورثاه بأبيات فقال: أرقت فبات ليلي لا يزول وليل أخي المصيبة فيه طول فأسعدني البكاء، ريحني البكاء شوي. فأسعدني البكاء وذاك فيما أصيب المسلمون به قليل. لقد عظمت مصيبتنا وجلت عشية قيل قد مات الرسول. وأضحت أرضنا مما عراها تكاد بنا جوانبها تميل. فقدنا الوحي والتنزيل فينا يروح به ويغدو جبرائيل. وذاك أحق ما سالت عليه نفوس الناس أو كادت تسيل. نبي كان يجل الشك عنا بما يوحى إليه وما يقول. ويهدينا فلا نخشى ضلالاً علينا والرسول لنا دليل. أفاطم بكلم بنت عمه هي بنت ابن عمه فاطمة رضي الله عنها. أفاطم إن جزعت فذاك عذر وإن لم تجزع ذاك السبيل. فقبر أبيك سيد كل قبر وفيه سيد الناس الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. فهذه قصة مختصرة لموقف النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي سفيان بن الحارث ابن عمه.
والله موقف عجيب جداً. يعني النبي صلى الله عليه وسلم يتجاوز عن 18 سنة مضت. من فرق له النبي ثلاث كلمات. سبحان الله. يعني هذا التاريخ الحافل بمعاداته عليه وسلم يتجاوز عنه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يريد لهما الهداية. أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم لما علم أنهما يقدمان عليه يريدان الإسلام، خلاص انقلب الموضوع تماماً. في سورة التوبة: "أم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة أولئك هم المعتدون فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين". بمجرد أن يقبل الإنسان على الله سبحانه وتعالى فينقلب التاريخ وتنقلب العداوة إلى أخوة دين ومحبة الدين. ثم بعد ذلك يكتب أشعاراً في رسول الله صلى الله عليه وسلم حباً ووفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والله قصة عجيبة جداً. ويضحي بروحه من أجله. ثابت معه في غزوة حنين. وهذا كان موقف يعني خطر جداً جداً. مع ذلك يضحي في سبيل النبي عليه الصلاة والسلام. وحنين ما كانت بعد إسلامه بكثير يعني سنة تقريباً أو أقل. نعم. ومع ذلك هو يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. سبحان الله. كذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب. نعم. نعم. نعم.
عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي سفيان بن حرب (زعيم الكفار)
حدثنا كذلك عن قلنا سفيان أو أبا أبا سفيان. أبو سفيان الثاني مين؟ ابن حرب. ابن حرب. وهذا أيضاً كان عدواً لدوداً للنبي صلى الله عليه وسلم. وأيضاً لنا أن نتصور انقلاب موقف النبي منه بمجرد إسلامه. الآن يعني طبعاً أيضاً في الأحاديث الصحاح أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو متوجه لمكة وكان يوري. النبي كان عنده أخذ بالأسباب إلى أقصاها. وما كان واضح إلى أين هو متجه. العباس رضي الله عنه أشفق على أهل مكة أن يدخل عليهم النبي عنوة فيحدث فيهم مهلكة. فحاول أن يستميل ساداتهم لعلهم يقنعون القوم بعدم القتال. فانطلق على بغلة النبي البيضاء. انطلق على البغلة وأصبح يتلمس لعله يجد أحداً من سادات قريش. فإذا به بأبي سفيان بن حرب وبديل بن ورقاء الخزاعي ورجل ثالث. فصار يحرضهم أنه يعني رسول الله ترى قادم إليكم انجوا بأنفسكم. فانفصل رجلان وبقي معه أبو سفيان بن حرب. ما العمل في ذاك؟ أبي وأمي. قال للعباس. نعم. قال: "تقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم". خاف على نفسه. آمنه العباس. فلما اقترب من معسكر المسلمين كان يبدو ملثماً من أبو سفيان فلم يعرفه المسلمون. قالوا: "من هذا؟" قالوا: "العباس ومعه رجل على بغلة النبي صلى الله عليه وسلم". اقترب اقترب اقترب. مين لمح الملامح وعرفه يمكن من عينيه حتى سيدنا عمر رضي الله عنه. فقال: "هذا عدو الله". اه بده الآن يستأذن النبي أن يضرب عنقه. فسبحان الله ذهب إلى النبي وقال: "يا رسول الله هذا عدو الله قد أمكن الله منه من غير عهد ولا ذمة. مرني فلأضرب عنقه". والعباس قال: "يا رسول الله أنا آمنته". خلاص. فالنبي عليه الصلاة والسلام أمره أن يذهب به إلى رحله. "خذه للخيمة وجيبني ثاني يوم". بجيب لي ثاني يوم. يعني بده ينام بين المسلمين أو بده يجلس بين المسلمين. نعم. نعم. وأكيد لنبي الله في ذلك حكمة معينة. سبحان الله. فقال: "يا عباس اذ به إلى رحلك فإذا أصبحت فائتنا به". ذهب به إلى خيمته إلى رحله. فلما أصبح في اليوم التالي جاء. فلما رآه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا سفيان ويحك ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله". شوف الأمل في إسلام هذا الرجل مع أنه عدو لدود للنبي عليه الصلاة والسلام برضه لمدة كم؟ 18 سنة عداوة شديدة. والنبي طمعان في إسلامه. فبماذا رد أبو سفيان على هذا الكلام؟ قال: "بأبي أنت وأمي ما أحلمك ما أكرمك وأوصلك". ما أحلمك ما أكرمك وأوصلك. يعني تصل الناس وأعظم عفوك. "لقد كاد أن يقع في نفسي أن لو كان إله غيره لقد أغنى شيئاً بعده". يعني أصلاً لو كان في غير الله آلهة كان أعاننا، نفعنا، كانت نفعتنا. ما نفعتنا ها. "قد أظهرك الله علينا". فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله". فرد قال أبو سفيان: "ما أحلمك وما أكرمك وأوصلك وأعظم عفوك. أما هذه فإن في النفس منها شيئاً". حتى الآن هو أقر أن لا إله إلا الله. لم أحب أنه خلص أن هذه مقتنع بها. أما لما قالوا إني رسول الله خلص بيسلم. "أما هذه فإن في النفس شيئاً منها". حتى الآن لسه في كبر الكفر. قال العباس: "فقلت ويلك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قبل أن تضرب عنقك". قد يقول القائل يعني هو بالتهديد بده يسلم. اه بالتهديد يسلم. معلش. هذا أصلاً كان أولى به أن تضرب يعني يعني كان كان يمكن أن تضرب عنقه بكل بساطة. لكن النبي عليه الصلاة والسلام بدلاً أن يدخل عنوة ويضرب عنقه ويجعله عبرة لمن يعتبر أعطاه هذه الفرصة ودعاه برحمة: "ويحك ألم يأن لك". فنعم خليه معلش خليه يخاف ويسلم. فأسلم وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
شوف الآن العباس قال: "قلت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر". يعني بده نكبر له رأسه. "فاجعل له شيئاً". كبر رأسه بكلمتين هيك يعني خليه أعطيه حاجة ميزة لعله يعني يدخل إسلامه. أشبع ما عنده. فقال: "نعم". قال نبي الله صلى الله عليه وسلم. شوف نعم. يعني مباشرة. هذا هذا الذي كان عدواً حريصاً على قتل النبي صلى الله عليه وسلم قبل لحظات. الآن النبي عليه الصلاة والسلام بيكرمه بإعطائه ميزة. يكرمه بإعطائه ميزة. مسلماً خلاص صار مسلماً. خلاص. قال: "نعم. من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. ومن أغلق بابه فهو آمن". فبالتالي انطلق أبو سفيان فرحان أن النبي أعطى له هذه الميزة. ثم قبل ما يرجع للكفار النبي عليه الصلاة والسلام عمل حركة فيها حكمة عجيبة. قال للعباس: "احبسه بمضيق من الوادي عند حطم الخيل حتى تمر به جنود الله". هو الرجل هذا بتأثر بالأبهة. بتأثر بالزعامة. فحاب أنه أبو يعني النبي حاب أنه يورجي أبا سفيان جيوش الإسلام حتى يقع في نفسه شيء كما سنرى قوة الإسلام. قوة الإسلام. هو النبي حريص أنه أبو سفيان يقتنع ويروح يقنع قومه حتى لا يقتلهم حتى لا يحاربهم. رحمة بهم. رحمة بالذين آذوه وعذبوه وكذبوه واستهزأوا به وكفروا به وقتلوا أصحابه وطردوه. لكن مع ذلك رحمة بهم. بده يحاول يكسب قلب سيدهم وزعيمهم أبي سفيان. طبعاً هو الكلمة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان يعني هو ميزة لفظياً. "من دخل داره فهو آمن. ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن". إذا كل من دخل بيته فهو آمن. ومن دخل دار أبو سفيان فهو آمن. ما الميزة لأبي سفيان؟ هو تمييز لفظي في الحقيقة. لكن سفيان يحب هذا التمييز. يحب هذا التميز عن غيره من الناس. كما يقول مثلاً المعلم لطلابه: "فلان مميز وأنتم مميزون". هو ميزه لفظياً عليه الصلاة والسلام. وأيضاً يعني فيها شرف له أن يذكر على لسان النبي صلى الله عليه وسلم له خصوصية. حتى لو كان في النهاية المال واحد. لكن بلا شك لها فخرها يعني. نعم. نعم.
الآن مرت الكتائب وأبو سفيان ينظر. كتائب عظيمة. النبي كان بـ 10 آلاف. نعم. حتى مرت كتيبة رسول الله الخضراء فيها المهاجرون من الأنصار. لا يرى منهم إلا الحدق فقط. أعينهم. كانوا بالحديد. لا يبدو بالحديد والله أعلم. كلهم حديد مستعدين يعني لمعركة ضروس. والأصح من ذلك والله أعلم النبي عليه الصلاة والسلام جهز تجهيزاً حتى يعني تفتح البلاد. تفتح البلاد. اه يخاف من المناظر. فقال أبو سفيان: "من هذا؟" فقال العباس: "هذا رسول الله في المهاجرين والأنصار". شوف الفخامة والعظمة والأبهة. النبي عليه الصلاة والسلام محاط بأسود وكلهم مترس. فقال: "ما لأحد بهؤلاء قبل". يعني ما راح حد يستطيع وقف أمامهم. "والله لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم لعظيم. والله لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً". فقال العباس: "ويحك أبا سفيان إنها النبوة". أبو سفيان قال: "فنعم إذا". اه هنا دخل الإسلام قلبه بالفعل. قال: "فنعم إذا". اه واضح أنها النبوة. النبوة هي اللي عملت من الذي حاربناه وطردناه أمس عملت منه هذا يعني أصلت لهذه المواصل. ففقال للعباس: "انن جاء إلى قومك". انن جاء إلى قومك. "نروح الحق قومك". خليهم ينجوا من سطوة النبي صلى الله عليه وسلم. فخرج حتى أتاهم بمكة فجعل يصيح بأعلى صوته: "يا معشر قريش هذا محمد قد أتاكم بما لا قبل لكم به". ثم قال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. ومن دخل دار زوجته هند بنت عتبة كانت مشركة فصارت تحرض عليه". فقال يعني سيبكم منها الآن. روحوا الحقوا حالكم. انجوا بأرواحكم. المهم أنه بالفعل فتحت مكة دون قتال يذكر. فانظر مرة أخرى إلى هذا النموذج كيف النبي عليه الصلاة والسلام في لحظة مش بس قبل إسلام عدوه اللدود بل وأعطاه فخراً وأعطاه شرفاً وميزة. جميل. جميل جداً.
عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن المنافقين (عبد الله بن أبي بن سلول)
إذا سفيان بن الحارث في البداية قبل النبي صلى الله عليه وسلم إسلامه وجاهد مع رسول الله. وأبو سفيان بن حرب كذلك قبل النبي صلى الله عليه وسلم منه ما أتاه به ودخل في دين الله سبحانه وتعالى وأعطاه الفخر. وهذا كله تحت عنوان وعنوان حلم النبي صلى الله عليه وسلم وعفو النبي صلى الله عليه وسلم عمن آذاه ومن عاداه لسنوات طويلة. طيب هل كان هناك عفو من النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين؟
كان هناك عفو عجيب. يعني أنا أتصور أن عفو النبي عليه الصلاة والسلام عن كفار بعيدين عنه أسهل. أسهل. خلص سبحان الله أنت بتدخل في حياتك اليومية تنخرط مع المجتمع. ما كان قد يحصل ما كان قد حصل لك في السنوات الماضية تبدأ آثاره تزول وتخف شيئاً فشيئاً. لكن المشكلة لما يكون في شوكة في الحلق أو خنجر في الظهر. وهؤلاء كانوا هم المنافقين. وهكذا كان رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول. وكان ذكياً ماكراً يعرف كيف يطعن وكيف ينغص عيشة النبي صلى الله عليه وسلم بدهاء ومكر مستمرين. فإن يعفو النبي عن شخص هذا حاله بصراحة أعجب من عفوه عن أبي سفيان وأبي سفيان. حدثنا حدث أحدثك يا سيدي. وها بالمناسبة الأحاديث الواردة في إيذاء عبد الله بن أبي للنبي عليه الصلاة والسلام وعفو النبي عن عبد الله بن أبي تقريباً كلها في البخاري. يا الله. جميل. صحيحة غاية الصحة. جميل.
الآن دعونا نحشد بعض المواقف نبين من كان عبد الله بن أبي وكم كان أذاه للنبي عشان نشوف بعدها كيف عمله النبي صلى الله عليه وسلم. في البداية طبعاً لما النبي قادم إلى المدينة لم يسلم جميع أهلها. كانوا أخلاط مسلمين ومشركين ويهود. فالنبي عليه الصلاة والسلام قيل له: "لو أتيت عبد الله بن أبي يعني تحدثه عن الإسلام". فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم وركب حماراً. تواضع النبي عليه الصلاة والسلام وسهولة طبعه. ركب أي شيء. فالنبي بجلالة قدره رسول الله مكلف حاله يروح يزور هذا الرجل يدعوه إلى الإسلام. فانطلق المسلمون يمشون معه موكب يعني. فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم اقترب منه ماذا قال قليل الأدب هذا؟ قال: "إليك عني والله لقد آذاني نتن حمارك". شوف قلة الأدب. "إليك عني والله لقد آذاني نتن حمارك". فقال رجل من الأنصار: "والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحاً منك". وكلامه صحيح. "والله لحمار رسول الله أطيب ريحاً منك". يعني يا قليل الأدب. فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتمه. فغضب لكل واحد منهما أصحابه. فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال. صار يضربوا بعض بأوراق النخيل وبنعلهم وبأيديهم. فبلغنا أنها أنزلت في ذلك: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما". بالمناسبة الله سمى الذين غضبوا لعبد الله بن أبي مؤمنين. يعني كان هناك مؤمنون لا زالوا يرون عبد الله بن أبي سيداً ينتصر له. ما كانت الأمور واضحة لسه. هذا في بداية. هذا في بداية. نعم. يعني كانوا يحبون رسول الله يعظمون رسول الله يؤمنون برسول الله عليه الصلاة والسلام. ولكن مع ذلك كان في تعلقات من تعلقات الجاهلية منها تعظيم وتوقير عبد الله بن أبي. كان رجل له كاريزما ترى. وكان المفروض أن يتوج أميراً على المدينة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم. قبل البيعة. نعم. يعني لذلك كان له شخصية فريدة. كان له شخصية لها كاريزما ولها ثقلها. لها حضورها. نحن مرات بنصور الكافر أنه يعني سيء من كل وجه. هو أحياناً الكافر يكون في صفات نخوة وصفات شهامة وصفات كرم وجود ممكن يكون. لكن مع ذلك سبحان الله يؤتى من قبل رفض الحق فتضيع تلك الصفات الأخرى.
فأيضاً في حادثة أخرى طبعاً هذه الحادثة كانت كافية لأن النبي عليه الصلاة والسلام يهجر عبد الله بن أبي ويقاطعه ويعني حتى يحاول أن يكيد له. لكن ما فعل عليه الصلاة والسلام. لذلك في الحديث الآخر أيضاً في البخاري. السابق في البخاري ومسلم كمان. أيضاً في الحديث الآخر أن عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب على حمار وأردف أسامة خلفه. وانطلق انطلقاً يزوران سعد بن عبادة قبل وقعة بدر. لما برضه لسه كان عبد الله بن أبي على كفر فيه المعلن. فسار حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن أبي ابن سلول. ما ما بيعرف يعني لم تحدد الروايات إذا كان هذا قبل الحادثة الأولى ولا بعدها. الله أعلم. وفي المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين واليهود. فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة يعني يبدو أنه ثار بعض الغبار. خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه. قال: "لا تغبر علينا". شوف قلة الأدب. "لا تغبر علينا". يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام. فسلم النبي وواقف ودعاهم إلى الله فقرأ عليهم القرآن. النبي بده يزور سعد بن عبادة شاف هؤلاء مجتمعين نزل سلم عليهم بأدبه النبوي ودعاهم إلى الله وقرأ عليهم قرآناً. فقال له عبد الله بن أبي: "أي هذا المرء أو يا أيها المرء إنه لأحسن مما تقول إن كان حقاً". لكلامك حلو إن كان حقاً. شوف يعني استهزاء مبطن وتكذيب مبطن. "فلا تؤذنا به في مجالسنا وارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه". أنت ما تؤذينا بهذا الكلام. تيجي عندنا تسمعنا هذا الكلام. بتروح على بيتك اللي بيحب يسمع منك بيجيك لعندك. قمة قلة الأدب أو حضيض قلة الأدب حقيقة يعني.
من كان جالس في المجلس؟ عبد الله بن رواحة. نعم. فقال: "بلى يا رسول الله فغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك". يعني بده ينتصر للنبي عليه الصلاة والسلام. فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون. فما زال النبي صلى الله عليه وسلم يسكتهم عليه الصلاة والسلام حتى سكتوا. فركب النبي دابته حتى دخل على سعد بن عبادة. طبعاً مجروح النبي عليه الصلاة والسلام. فقال له: "أي سعد تسمع إلى ما قال أبو حباب؟" تسمع ما قال أبو حباب. حتى شوف بتكلم عن عبد الله بن أبي بكنيته. يعني شوف الأدب النبوي. "تسمع ما قال أبو حباب؟" قال سعد: "يا رسول الله اعف عنه واصفح فقد أعطاك الله ما أعطاك. ولقد اجتمع أهل هذه البحرة على أن يتوجوه ويعصبوه". يعني معلش يا رسول الله تحملوا طول بالك عليك. هذا الرجل أنت لما جيتنا على المدينة وربنا أكرمنا بيك رسولاً عندنا يعني هذا الرجل ترى قبلها كنا بتعرف متقاتلين. هذا الرجل كان سيد الخزرج. وكانوا بدهم يتوجوه ملكاً عليهم. أنت جئت فخربت عليه. فصار يشرق بما جئت به. شرق بما جئت به. واقف في حلقه. زور مغيوظ أنه هو كان محضر حاله يصير ملك. وإذا بك لما جاءت شمسك طمست ما عنده. فصار واحد من الناس. طبعاً كان لو أنه أسلم لكان نال بذلك شرف أن يكون واحداً من الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقال عنه إلى يوم القيامة رضي الله عنه. لكن يا حسرة زي سعد بن معاذ. وكان سيكون سادات الصحابة سعد معاذ وغيره. لكنه أبى إلا أن يتكبر ويحسد النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا الموقف رقم اثنين.
الموقف رقم ثلاثة يوم أحد لما انسحب بثلث الجيش في أحلك الأوقات. النبي عليه الصلاة والسلام متوجه اقترب من لقاء عدوه فقال يعني: "لو نعلم قتالاً لاتبعناكم". خرج على غير رغبة مني. أنا كنت ممن أشار بالبقاء في المدينة. ليش ما يسمع كلامي؟ وانسحب بثلث الجيش. وليسوا جميعاً منافقين. بل كان كما قلنا لسه في أخلاط وفي ناس لسه إيمانهم لم ينضج كفاية. تأثير المنافقين بالمجمل يعني. نعم. بلا شك.
موقف آخر رابع. النبي عليه الصلاة والسلام لما حاصر بني قينقاع انتصاراً للمسلمة والمسلم. نعم. الذي قتل اليهودي وقتل النبي يريد حربهم عليه الصلاة والسلام. يريد إفناء إفناء المقاتلين منهم يعني. فمن دافع عنهم عبد الله بن أبي لأنهم كانوا أحلاف في الجاهلية. نعم. فقال فصار يطلب النبي عليه الصلاة والسلام أن أن لا يقتلهم. والنبي عليه الصلاة والسلام مصر. فأدخل يده في درع النبي عليه الصلاة والسلام. يعني زي اللي بيمسكوا عنوة. فقال: "أرسلني". قال: "لا أرسلك حتى تعطيني إياهم". قال: "ويحك أرسلني". قال: "لا والله لا أرسلك حتى تحسن في مواليه. إن هذول أوليائي 400 حاسر و300 دارع قد منعوني من الأحمر والأسود. تحصدهم في غداة واحدة. هذول جيش كامل على رمرم مدرعين وفرسان. بدك تخلص لي على أوليائي". ثم قال: "إني امرؤ أخشى الدوائر". يعني أنا خايف بكره يصير معي أي حتقلب عليه. تنقلب عليه الأمور. فمحتاج هذول جماعتي. هذول زلامي. طبعاً نزل في ذلك قول الله عز وجل: "يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة". "يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم لك". الرسول بده يقصر الشر وبده يصير في فتنة في المسلمين. فلم يقاتلهم وإنما أجلاهم عن المدينة جميعاً. فهذا أيضاً من المواقف الخبيثة لعبد الله بن أبي.
موقف كم؟ خامس. وهذا من أسوأ المواقف. عن زيد بن أرقم رضي الله عنه والحديث في البخاري قال: "كنت مع عمي سمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا". يعني اعملوا حصار اقتصادي تجويع لمن حول النبي. ما تعاملوهم. ما تعطوهم. على شان ينفضوا عنه عليه الصلاة والسلام. وقال أيضاً: "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل". وهذه سنقف معها لقدام شوي إن شاء الله. "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل". طبعاً يعرض بالنبي وأصحابه. قال زيد: "فذكرت ذلك لعمي فذكر عمي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فأرسل رسول الله لعبد الله بن أبي". ما مشال له إياها. هذه كلمة كبيرة. "فأرسل إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا". لا والله. تصور لما واحد طويل عريض وشوارب ولحية وق لا والله. أعوذ بالله يا رسول. نحن نقول. لا والله يا رسول الله. يحلفون بالله ما قالوا. اه أعوذ بالله. اه والله يا رسول الله نحن نقول هذا الكلام. طبعاً صاروا يحلفوا يحلفوا. "فصدقهم النبي صلى الله عليه وسلم". يقول زيد: "فصدقهم النبي وكذبني". يعني يبدو أنه مال إلى تصديقهم وقال يمكن مثلاً الغلام هذا كان طفلاً صغير أو يعني غلام مش قصدهم كذا يمكن وهم يمكن يمكن خصوصاً أن العبارة تحتمل. اه يعني ممكن يكون مثلاً سمع هو النبي عليه الصلاة والسلام ما شكك في مدلول العبارة وإنما أنه في نفس الرواية أنه قد تكون مطعون فيها أو مش دقيقة. فقال: "فأصابني هم لم يصبني مثله قط". يا الله. "لم يصبني مثله قط". "فجلست في بيتي فأنزل الله عز وجل إذا جاءك المنافقون إلى قوله تعالى: هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا إلى قوله ليخرجن الأعز منها الأذل". "فأرسل إلي رسول الله". بده يجبر خاطر الولد. "فقرأها عليه ثم قال: إن الله قد صدقك". وفي الحديث الآخر برضه الصحيح النبي قبل ما يحكي الكلمة فرك أذنه مبتسماً. طلع فيه وفرك أذنه وكأنه ذهب إلى الصلاة ويعني لحاجة ثم دعاه وتلا عليه الآيات. فهذا موقف رقم كم قلنا؟ خمسة. كلام قبيح يعارض به بالنبي صلى الله عليه وسلم.
الآن كل هذه المواقف قليلة مقابل أسوأ وأبشع وأنجس موقف لعبد الله بن أبي اللي هو أنو موقف؟ أيوه. حادثة الإفك. حادثة الإفك. طبعاً حديث طويل معروف مليء بالعبر والعظات. لكن معروف أن عبد الله بن أبي لما رأى الصحابي اللي هو صفوان بن المعطل صح؟ نعم. ممسكاً بخطام دابة عليها أمنا عائشة رضي الله عنها والتي كانت قد استأخرت لأنها قضت حاجتها ثم عادت ولم تجد جيش. وكان صفوان هو اللي ماخذ مهمة أنه يعني يعين الضعيف أو إذا كان قد سقط شيء من متاع المسلمين. القصة المعروفة. لما رآهما عبد الله بن أبي قال: "والله ما سلم منها ولا سلمت منه". كلمة عامة اللي تحته صرحوا بالفاحشة. اه وصرحوا بالفاحشة. وبل وبعض المسلمين يعني وقعوا في هذا الذنب وصرحوا بالفاحشة والعياذ بالله. فبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يوحى إليه في الأمر شهراً. تصور الحالة النفسية النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه. تصور الأذى الشديد الذي لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر. يطعن في عرضه. عرضه. وفي أحب الناس إليه أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها. وهو الذي يعلم أنها طاهرة مطهرة. طبعاً في هذه الفترة يعني من من الملابسات التي حصلت النبي عليه الصلاة والسلام متألم جداً. بده بده يعني يفضفض أو بده يعني بده يأخذ يتصرف تصرفاً. بده يقتص من هذا الذي بدأ الحادثة أو بدأ الإشاعة. فصعد المنبر وخطب في الناس قائلاً: "من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي. قد بلغني عنه أذاه في أهلي". مش مكفية كل اللي عمله في الأيام الماضية. وصل يؤذيني في عرضي كمان. في في زوجتي. "والله ما علمت على أهلي إلا خيراً. ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً. وما يدخل على أهلي إلا معي". وما يدخل على أهلي إلا معي. اللي هو صفوان. اللي هو صفوان رضي الله تعالى عنه. رجل ما علم عنه النبي صلى الله عليه وسلم إلا خيراً. رجل من من أفاضل الصحابة. فالنبي عليه الصلاة والسلام من الداخل متضايق جداً. فقام سعد بن معاذ سيد الأوس فقال: "أنا يا رسول الله أعذرك. فإن كان من الأوس ضربت عنقه. وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك". إذا منا أعطوي يا رسول الله بقتله. إذا من إخواننا القبيلة الثانية الخزرج. أنت بس أعطينا الأمر وأنا ونحن نقتل لك إياه. فغضب بس سيد الخزرج. وكان رجلاً فاضلاً سعد بن عبادة. لسه لسه النعرة الموجودة أنه أنتم ونحن. نعم. فقال فرد عليه وثار. فصار الحيان ثاور. فالنبي عليه الصلاة والسلام على المنبر يخفضه ويسكت حتى سكتوا. ولم يقتص من مين؟ عبد الله. من عبد الله بن أبي. لم يستطع أن يعني يعاقبه. سبحان الله.
طبعاً قبل أن نذكر أي بعد كل هذا كيف تصرف معه رسول الله. كان في لفتة غريبة شوي. ابن عبد الله بن أبي اسمه عبد الله ابن عبد الله. مرات الرواة بيستغربوا بيختصروها بيقول لك عبد الله بن أبي يقصدون بذلك الولد. سبحان الله. هو اسمه الكامل عبد الله ابن عبد الله بن أبي. كان على النقيض من أبيه تماماً. صحابي. كان صحابياً فاضلاً. كان صحابياً فاضلاً يغار على النبي صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام. فقال: "والذي أكرمك بالحق". لما سمع من أبيه بعض المقالات الفاسدة قبل حادثة الإفك. لعله: "لا يخرجن الأعز منها الأذل". اه نعم. نعم. قال: "لئن شئت لآتين برأسه". قال: "والذي أكرمك بالحق يعني يا رسول الله لئن شئت لآتين برأسه". فقال النبي: "لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته". الصحابي يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مستعد لقتل أبيه فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودفاعاً عنه. نعم. عجيب. نعم. عجيب. والنبي عليه الصلاة والسلام بماذا يرد عليه؟ "لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته". ترى في رواية أيضاً في السير تفسر العملية النفسية اللي حاصلة مع عبد الله بن عبد الله أنه يقول للنبي: "يا رسول الله قد علم الأنصار أنه ليس أحد أبر بأبيه مني. وإني أخشى أن تأمر أحداً فيقتل أبي فلا تطيق نفسي أن ترى قاتل أبي يدب على الأرض فأقتله فأكون قد قتلت مؤمناً بكافر فأدخل النار. فإن شئت أن تقتله فمرني فلأقتله". الله أكبر. هذا في السير مذكورة أن يعني خايف أنه حدا ثاني يقتل أباه. وإذا حدا ولا بد أنا بدي أقتله لأنه بيستاهل. وما بدي أنا تثور الحمية أروح أقتل قاتل أبي. المهم أيضاً أخرج الحميدي في مسنده عن أبي هارون المدني قال: قال عبد الله بن عبد الله ابن أبي لأبيه. طبعاً النبي قاله ما تقتلوه بس هو غيران عن النبي لسه ما زال مغيوظ من كلمة أبيه. فقال: "والله عبد الله يقول لأبيه المنافق: والله لا تدخل المدينة أبداً حتى تقول رسول الله الأعز وأنا الأذل". يعني منعه من دخول المدينة. وكان هذا الكلام خارج المدينة. خارج المدينة. وعبد الله بن أبي راجع للمدينة. فابنه وقف على باب المدينة: "والله والله لا تدخل المدينة أبداً حتى تقول رسول الله الأعز وأنا الأذل". أنت بتقول: "لا يخرجن الأعز من الأذل". احكي أنك أنت الأذل يا أبوي. الله. خرج الطبراني عن أسامة بن زيد لما رجع رسول الله من بني المصطلق قام ابن عبد الله بن أبي فسل سيفه على أبيه. فسل على أبيه السيف. طل على السيف وقال: "والله علي ألا أغمد حتى تقول محمد الأعز وأنا الأذل". ماشي رسول الله سامحك بس أنا ما بسامحك بالنبي. أنا كابنك ما بسامحك بالنبي. فقال: "ويلك محمد الأعز وأنا الأذل". خلص ماشي بدك إياها بحكيها. هي حكيتها بس دخلني. سبحان الله. "لا تجدوا قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم". نعم. حتى لو كان في محبة فطرية لكن مع ذلك يغالب بالمحبة الشرعية لرسول الله صلى الله عليه وسلم والبغض لأبيه من هذا الجانب. وهذا الذي جعلهم حزب الله في نهاية الآية. أولئك حزب الله. نعم. "ألا إن حزب الله هم المفلحون". هم المفلحون.
وفاة عبد الله بن أبي
طيب الآن بعد هذه المعاملات بعد هذه المكائد. أنت بتحس يعني سبحان الله يعني في روايات أخرى برضه لأنها في السير لم أجدها مصححة أعرضت عنها. مثلاً أنه حرض بني النضير. لا أعلم إن كان في رواية صحيحة. المهم هذا الرجل الذي كاد للنبي عليه الصلاة والسلام على مدى كم؟ تسع سنوات منذ الهجرة. يعني دعنا نقول أنه إذا بدنا بعد بدر صار قبل بدر كان قلة أدب ووقاحة صريحة. بعد بدر أضمر النفاق. أظهر الإسلام وأبطن الكفر. سنوات طويلة من الأذية للنبي صلى الله عليه وسلم. جاءت هذا الرجل ساعة الوفاة. وبرضه كلطف. كلطف كنت زمان قد ذكرت في أحد المنشورات رواية معتمداً فيها على تصحيح ابن حزم الأندلسي. أنه عبد الله بن أبي هذا كان له موقف جيد. هكذا تقول الرواية أنه كان له موقف جيد أنه في الحديبية لما منعت قريش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الطواف بالبيت. قالت لعبد الله بن أبي: "قد منعنا محمداً وصحبه من الطواف بالبيت ولكن أذن لك". فقال: "لا لي في رسول الله أسوة حسنة". وأنه لما حضرته الوفاة ذهب إليه النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فطلب من النبي أن يكفنه بقميصه. هذا كله في رواية مين صححها؟ ابن حزم. ابن حزم. وتبين أنها ضعيفة إن لم تكن مكذوبة. في سندها راويان متهمان بالكذب بل قد كذبهما بعض أهل العلم. وأنا وأنا بحضر المادة سبحان الله نبهني أحد الإخوة العلماء بالحديث قال لي: "ابن حزم كالحاكم يعني لا لا يعتبر بتصحيحه". على جلالة قدره. لكن سبحان الله في علماء بيكون لهم يعني علم غزير بس في ضعف. اه في ضعف في جانب معين. فابن حزم لا يعتمد تصحيحه. فلذلك ضربت عنها صفحاً.
نأتي الآن روايات البخاري الصحيحة. تصور ذلك الآن. تصور معي هذا المشهد. مات عبد الله. مات عبد الله. من جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ منافق مش الابن. اه مات عبد الله المنافق الأب. فمن جاء يدعو النبي صلى الله عليه وسلم؟ ابنه. ابنه. يعني كأنه كان عنده أمل بلكي أبوي يكون أسلم. بلكي يعني ربنا يغفر له بشفاعة النبي. بلكي بلكي. مع أنه كان يغاروا على النبي ويحبوا النبي وحاقد على أبيه من من ناحية إيذاء النبي. لكن لسه عواطف البنوة موجودة. شفقة موجودة. فدعي النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله عنه في الحديث: "لما مات عبد الله بن أبي بن سلول دعي له رسول الله ليصلي عليه. فلما قام رسول الله بده يقوم من مجلسه وثبت إليه عمر". ما ما تحملش. "وثبت إليه". إني قفزت إليه. "فقلت يا رسول الله". طبعاً في الحديث الآخر: "فأمسكت به". أمسك بردائه. مش متحمل يعني غيرة على النبي صلى الله عليه وسلم أنه أنت بدك تصلي على واحد عمل ب كل هال العمايل. "فقلت يا رسول الله أتصلي على أبي وقد قال يوم كذا كذا وكذا". قال: "أعدد عليه قوله". صار يذكره بالمواقف اللي حكيناها وغيرها. "فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أخر عني يا عمر". سيبني يا عمر. "فلما أكثرت عليه قال: إني خيرت فاخترت". النبي عليه الصلاة والسلام قال: "إني خيرت فاخترت. لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها". "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم. غفر لهم 70 مرة فلن يغفر الله". نعم. "لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها". قال: "فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف. فلم يمكث إلا يسيراً. فلم يمكث إلا يسيراً حتى نزلت الآيتان: ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله وبرسوله وماتوا وهم فاسقون". قال: "فعمر فعجبت من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم". أنه يعني قمت وهبيت يا رسول الله كيف بدك تصلي عليه. في الرواية الأخرى برضه في البخاري لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله فسأله أن يعطي قميصه يكفن فيه أباه. قميصه حكينا اللي هي زي دشداش أظن في أيامنا. يعني يا رسول الله بنمون عليك تعطيني قميصك. طبعاً الرسول عليه الصلاة والسلام كان أصلاً ملابسه قليلة كما سيأتينا في المرة القادمة إن شاء الله عن زهد النبي عليه الصلاة والسلام. فعبد الله بده يمون على النبي عليه الصلاة والسلام يعطيه قميصه أحد الثياب القليل اللي عنده التي لامست جسده الشريف. لماذا؟ يكفن فيها. يكفن والده به. لعل لعله تصيبه بركة ثياب النبي عليه الصلاة والسلام فيخفف عنه من العذاب أو يرحمه الله بذلك. فأعطاه تصور يعني هو والله أعلم من مجريات الحديث أنه بده يكون القميص اللي كان لابسه النبي في ذلك المجلس. بده يكون قام النبي وكرمال هذا الولد الصالح شلح القميص ولبس شيء غيره وأعطى له إياه. ذهب رجع ثم سأله أن يصلي عليه. ممكن يا رسول الله كمان تصلي على أبي. فقام رسول الله ليصلي عليه. فصارت اه فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام. طبعاً مع مع تعظيمه وتوقيره لرسول الله لكن غيران على النبي. نعم. غيران على النبي عليه الصلاة والسلام. يعني يعني حباً للنبي وحرصاً عليه أنه الذي هذا اللي عمل فيه كل الكلام بدك تصلي عليه يا رسول الله. فنزل الوحي يوافق سيدنا عمر. نعم. فقال: "يا رسول الله تصلي عليه وقد نهاك أن تصلي عليه". النبي ما كان فاهم هذه نهياً. فقال رسول الله: "إنما خيرني له فقال: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم 70 مرة فلن يغفر الله لهم. وسأزيد على السبعين". شوف في الكلمة. "وسأزيد على السبعين". شفقة. رحمة عجيبة. رحمة عجيبة والله. رحمة عجيبة جداً. فقال: "إنه منافق". فصلى عليه رسول الله. فأنزل الله: "ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره". خلص حسمت المسألة الآن. يعني هناك من قال هذا كان يعني موافقة لقول عمر رضي الله عنه. وهناك تفسيرات أخرى أن يعني النبي عليه الصلاة والسلام تعلق بأنهم قد يكون مثلاً أسلم. يعني في تفسيرات كثيرة فيه. المهم أيضاً من الأحاديث في البخاري قال: "أوتي النبي عليه الصلاة والسلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بعدما دفن". الحديث رواه جابر. "أتى النبي أتى النبي عبد الله بن أبي بعدما دفن فأخرجه". يعني خلاهم طلعوا من قبره. "فنفث من ريقه وألبسه قميصه". إذا في هذه الرواية مش بس أنه يعني كفن حدم شخص ما كفن عبد الله بن أبي بل النبي بنفسه كفن عبد الله بن أبي.
حقيقة أنا يعني لفترة طويلة ما بدي أقول استشكلت لكن استغربت جداً من شدة عفو النبي عليه الصلاة والسلام على عبد الله بن أبي. ماشي عفو حليم كريم عليه الصلاة والسلام. لكن في النهاية الإنسان إنسان. يعني لماذا النبي عليه الصلاة والسلام عمله بهذه المعاملة؟ أعجبتني عبارة وجدتها عند بعض شراح الحديث جميلة جداً أن النبي فعل ما فعل لكمال شفقته على من تعلق على من تعلق بطرف من الدين. ولتألف الصالح عبد الله. ولتألف قومه لرئاسته. ثلاث أسباب. لكمال شفقته. النبي عليه الصلاة والسلام عنده شفقة عظيمة ورحمة عظيمة على من تعلق بطرف من الدين. وعبد الله بن أبي كان يظهر الإسلام. كان يرمي كلمات بلحن القول هيك وهيك. لكن كان يظهر الإسلام. فالنبي عليه الصلاة والسلام عنده في قلبه رحمة وشفقة على من تعلق بطرف من الدين. لو رأى منه ردة صريحة استهزاء واضحاً لا. لكن الرجل كان خبيثاً وماكراً وذكياً بما فيه الكفاية حتى يوصل المضامين دون يظهر كفراً بواحاً. قال: "ولتألف الصالح عبد الله بن عبد الله". كرمال هذا الرجل الصالح اللي استعد يقتل أباه عشان عشان النبي عليه الصلاة والسلام. "ولتألف قومه لرئاسته". يعني بده يكسب قلوب القوم الذين لسه عندهم شوية ها من من آثار ما قبل الإسلام. عندهم شوية احترام لعبد الله بن أبي. لعله. نعم. هناك سبب آخر بالمناسبة أيضاً عن جابر بن عبد الله قال: "لما كان يوم". شوف نحن تكلمنا المرة الماضية عن ايش؟ عن أي خلق في اللقاء سابق؟ عن كان عطف النبي صلى الله عليه وسلم ووفائه. عن وفائه عليه الصلاة والسلام. يعني تكلمنا عن مشاعر النبي تجاه أصحابه وحزنه لفقدهم وسروره برؤيتهم. وعن الوفاء قلنا تكلمنا عن وفاء النبي عليه الصلاة والسلام مع أصحابه مع أقربائه مع المشركين. بل وكان وفياً حتى مع من أحسن إليه من المنافقين. ليش؟ الحديث الذي رواه البخاري قال: "لما كان يوم بدر أتي بأسارى وأتي بالعباس". كان العباس لا زال على الكفر واقع أسيراً. ولم يكن عليه ثوب. فنظر النبي صلى الله عليه وسلم له قميصاً. أنا لا أعرف يعني ايش كان مواصفات العباس. قد يكون مثلاً جهم يعني ضخم الجسم. الله أعلم. المهم أنه ما كان في ثوب يناسبه. فوجدوا قميص عبد الله بن أبي يقدر عليه. اللي بناسبه ثوب مين؟ عبد الله بن أبي. اه عبد الله بن أبي. قميص عبد الله بن أبي. وعبد الله بن أبي سامح. فكساه النبي صلى الله عليه وسلم إياه. فلذلك نزع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه الذي ألبسه. قال ابن عيينة: "كانت له عند النبي يد فأحب أن يكافئه". الله. هذا الكلام معركة بدر أي سنة؟ اه قبل ما نحكم. اه يعني قبل سبع سنوات كان عبد الله بن أبي عمل الحركة هذه. فيش قميص يا رجل تعطينا قم. خذ هال القميص. النبي حفظ له إياها. مع أنه بعدها أساء كل هذه الإساءات. لكن النبي حفظ له هذا الموقف والحديث في البخاري. فالنبي كافأه بهذا الموقف القديم. جميل. أيضاً قيل قيل طمعاً أن يكون له عند الموت إنابة. فحمله محمل المؤمنين. يعني ممكن النبي عليه الصلاة والسلام قال لعل أمن. لكن التوجيه القرآني كان واضحاً. خلص اللي بيموت على هذه الحالة ما نصلي. جميل.
التوازن بين العفو والعزة
هنا بعد هذه الشواهد الكثيرة خاصة في هذه القصة. أنا دكتور قبل تفضل. يعني أنا بعرف أنه لك كتاب في الكلام عن المنافقين. نعم. ها اللي هو "قبل أن يضرب السور". نعم. يمكن ذكرت فيه صفات المنافقين وكذا وخطر المنافقين عظيم جداً جداً جداً جداً. نعم. من من هذه القصص كلياتها النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من الله سبحانه وتعالى بعد أن نزل ما نزل يستطيع أن يكشف المنافقين. النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك. وبقي يعامل المنافقين على أنهم جزء من جسد المسلمين. لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا؟ لماذا النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر عمر بن الخطاب أن يضرب عنق عبد الله بن أبي لما قال ما قال؟ لماذا النبي صلى الله عليه وسلم ما طلب من عبد الله ابن عبد الله أن يقتل أباه وأن تنتهي الفتنة وخلاص؟ لماذا يترك النبي صلى الله عليه وسلم زعيم المنافقين يفعل كل هذه الأفاعيل؟
هناك أكثر من تفسير. في نظري أنا كان لي زمان أيام فتن حصلت للأسف في بلاد الشام. بتعرف الناس الذين يجدون من أسهل ما يكون كلمة كافر مرتد صح؟ وجه يا يا مسهل. كان عندهم للأسف. فكان لي كلمة بعنوان: "إن كانوا كابن سلول فكونوا لهم كالرسول". عليه الصلاة والسلام. خلاصة الكلمة: نحن أصلاً لا نقر أنكم أحسن من أولئك يا من تتهمون الناس بالعمالة والخيانة والكفر لأ