السلام عليكم
لماذا هذا الموضوع؟
"كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" عنوان كتاب واسع الانتشار للمؤلف الأمريكي ديل كارنيجي. وجدته نافعاً جداً في إعطاء قواعد لتغيير قناعات الناس وسلوكهم. ثم لما اهتديت إلى حياة النبي صلى الله عليه وسلم وجدت هذه القواعد وغيرها في صورة أجمل وأكمل، ولا عجب! لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.
المنهج النبوي في النصح والتعليم
صلى معاوية السلمي خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وما كان يدري بحرمة الحديث أثناء الصلاة. عطس أحد المصلين فقال له السلمي: "يرحمك الله". فنظر إليه الصحابة مستغربين، فقال: "واثكل أمياه! ما شأنكم تنظرون إلي؟" كل هذا أثناء الصلاة. فضربوا على أفخاذهم ليسكتوه، فسكت.
قال السلمي: فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه. فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني. ماذا فعل النبي؟ قال له: "إن هذه الصلاة لا يصلح لها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن".
أهداف السلسلة وأهميتها
إخوتي، سنستعرض في كل حلقة قصيرة أسلوباً من أكثر من 30 أسلوباً نبوياً للنصيحة المؤثرة، مع تطبيقات عملية وأمثلة حية بإذن الله. نحتاجها كي نعيش في انسجام مع الناس، وفي الوقت ذاته نؤثر فيهم تأثيراً إيجابياً. نحتاجها لنحقق ما أخرجنا الله من أجله: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".
عواقب التهاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إن لم نحقق هذه المهمة فما النتيجة؟ قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجاب لكم".
إن كنا نألم لجراحات المسلمين ونريد لهذا النزيف أن يتوقف، إن كنا نخاف أن يأتي الدور علينا، إن كنا ندعو الله فلا يستجيب لنا، فهذا هو الحل: نصيحة مؤثرة على الطريقة النبوية.
والسلام عليكم.