→ عودة إلى مرئيات

كيف تكسب الصين مليارات الدولارات من تجارة أعضاء البشر ومنهم المسلمون ؟!

١٤ أكتوبر ٢٠٢١
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم ورحمة الله أيها الكرام.

مقدمة وتوجيهات للمشاهد

أشار عليّ أحد الإخوة بحضور هذه الحلقة من برنامج "المخبر الاقتصادي"، فرأيتها في غاية الأهمية ليفهم الشباب ما الذي يحصل في العالم من حولهم. الحلقة موثقة بشكل ممتاز كما أكد الإخوة والأخوات في فريق العمل الذي يساعدنا والذي راجع هذه المصادر.

وأنت تتابع الحلقة، خلي في بالك التساؤل الذي نسمعه كثيرًا: لماذا الإسلام أتى بالتدافع مع المنظومات الأخرى؟ لماذا استخدم القوة في فرض سلطان الإسلام؟ لا أقول في فرض الإسلام على الأفراد، أدخل الإسلام على الأفراد، وإنما في فرض العدل بين الناس والرحمة بين الشعوب تحت سلطان الإسلام، بالتخيير بين الدخول في الإسلام أو الجزية أو الحرب.

احضر الحلقة وفي بالك قول الله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، وكيف أنه يقع على عاتق أمة الإسلام تحرير الشعوب حتى غير المسلمة من المستبدين الظالمين. احضر الحلقة علشان تعرف ترد على من يقول: "يا أخي نصوص القرآن تغذي العنف، المفروض أن نعيش مع الأمم بانسجام وحوار ودون استخدام القوة، وكأننا إذا كففنا عن الناس فسيكفون عنا".

احضر الحلقة وفي بالك أنه مع هذا الذي يحصل في الصين الآن، هناك إبادات جماعية للمسلمين في الهند لا لشيء إلا لأنهم يقولون: "ربنا الله". احضر الحلقة وفي بالك أن المناهج المدرسية في بلاد المسلمين لا تبث روح العزة والشعور بالمسؤولية تجاه البشرية لإنقاذها من هؤلاء الوحوش، بل تربي الأجيال على أن يكونوا دواجًا، خرافًا لا تستعصي على الذبح تحت عنوان التعايش وقبول الآخر، فينزعون من أبناء المسلمين هويتهم وعزتهم في الوقت الذي تربي فيه المناهج والإعلام في العديد من الدول الأخرى على التوحش والإجرام.

نترككم مع هذه الحلقة والتي أخذنا الإذن بنشر هذه النسخة المعدلة منها من قناة "المخبر الاقتصادي" مشكورين، والسلام عليكم.

قصة الطفل جوبين وتجارة الأعضاء في الصين

في أحد أيام صيف سنة 2014، الطفل جوبين اللي عنده ست سنوات لقى نفسه مرمي قرب بيتهم في مقاطعة شانشي في شمال الصين. كان وشه غرقان دم وبيعيط، ولما فتح عينه ما كانش شايف أي حاجة، السماء كانت مظلمة خالص.

والده اللي كان بيشتغل مزارع بيقول إنه لما شفناه افتكرنا إنه وقع على وشه وتعور جامد، ولكن لما قربنا منه وبدأنا نشوف في إيه كانت الصدمة: مقلة العين بتاعت الطفل ما كانتش في مكانها، مكان عينه كان مجرد حفرة في وشه بس. الطفل قال لأسرته إنه آخر كلمة سمعها من الست اللي خطفته قبل ما تخدره: "ما تعيطش وأنا مش هجمع عينك".

اللي حصل ببساطة إن شخص أو مجموعة من الأشخاص سرقوا عين الطفل ده علشان يبيعوها في السوق السوداء لتجارة الأعضاء البشرية المزدهرة في الصين، اللي تعتبر أكبر سوق في العالم لتجارة الأعضاء البشرية. قصة بتتكرر كل يوم مع اختلاف التفاصيل في الصين. وليه أصلاً بيعملوا كده؟ وإيه حجم تجارة الأعضاء هناك؟ وإيه حكاية مقبرة العرب اللي موجودة هناك دي؟ كل دا وأكتر هنعرفه مع بعض في حلقة النهاردة. لا تنساش تشترك في القناة علشان تشوف كل حلقاتنا. يلا بينا نطير على الصين علشان نشوف اقتصاد تجارة الأعضاء البشرية. أنا أشرف إبراهيم، ده المخبر الاقتصادي.

شهادة الدكتور وانج جوكي وتفاصيل انتزاع الأعضاء

في شهر يونيو سنة 2001، وانج جوكي، عنده 38 سنة، طبيب سابق في الجيش الصيني، وكان متخصص في علاج ضحايا الحروق، كان واقف قدام لجنة العلاقات الدولية بالكونجرس الأمريكي بعد ما قدم مطلب للجوء السياسي في الولايات المتحدة علشان يقول شهادته اللي كانت صادمة للعالم كله وقتها.

وانج وضح بشكل تفصيلي إزاي كان هو وزملاؤه الأطباء في الجيش بينتزعوا الأعضاء البشرية من المساجين اللي اتحكم عليهم بالإعدام. قال إنه شال جلد وقرنيات أكثر من مئة سجين تم إعدامهم في الصين، وإن السجين قبل إعدامه كان بيتم حقنه بالهيبارين المضاد للتخثر، ولما بيتم إطلاق النار عليه في مؤخرة رأسه بسرعة كان بيتحرك الأطباء بتوع زراعة الأعضاء علشان ينتزعوا الكبد والكلية والقرنية والأعضاء الثانية. وكل ده بيتم إما في سيارة إسعاف في موقع الإعدام أو قرب المحرقة اللي بيحرقوا فيها الجثث بعد كده.

ووظيفة الدكتور وانج كانت إزالة الجلد لزرعه لضحايا الحروق بعد كده، كان بيتم دفع 12 دولار لكل 10 سنتيمتر مربع من الجلد. المهم أنه بيقول إنه قرر التوقف عن المشاركة في انتزاع الأعضاء في شهر أكتوبر سنة 1995 لما شاف زميله بيشيلوا الكليتين بتوع سجين كان لسه بيتنفس وعايش بعد إعدامه في مقاطعة هيبي.

اللي حصل إنه تم إطلاق النار على دماغه ولكن ما ماتش على طول، فهنا اللي مسؤولين عن الإعدام سألوا الدكاترة: "نطلق عليه النار تاني؟" فحد رد وقال: "لا مش لازم، هو كده كده هيموت بعد ما شلنا الكليتين بتوعه". وهنا بدأ الدكتور وانج وزميله في قطع جلد الراجل ولكنهم ما كملوش للآخر علشان سمعوا أصوات كثيرة بره عربية الإسعاف، فخافوا ليكون أهل السجين عرفوا وهيهجموا عليهم، فحطوا الجثة في كيس بلاستيك ورموها في عربية حرق الجثث.

من بعدها بدأ وانج يجيله كوابيس ما كانش بيعرف ينام منها، فقرر التوقف تمامًا رغم ضغط السلطات الصينية عليه. ولما لقوا كده أكبروه على توقيع تعهد بأنه ما يتكلمش عن شغله وهددوه أنه لو تكلم هتكون العواقب شديدة. بعدها بخمس سنين وتحديدًا في شهر مايو سنة 2000، قدر يهرب للولايات المتحدة بجواز سفر مزور وتقدم على طول بطلب للجوء السياسي هناك.

الموقف الرسمي الصيني وتناقضاته

بعد شهادة الدكتور وانج، طلعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي قالت إن شهادة الدكتور وانج كذب وافتراء ضد الصين، وقالت إن المصدر الرئيسي للأعضاء البشرية في الصين جاي من التبرعات الطوعية للمواطنين. وقالت إن الصين فعلاً بتاخد الأعضاء البشرية من السجناء اللي بيتم إعدامهم ولكن بموافقة السجين أو أسرته، وده مسموح به قانونًا وفقًا للقوانين الصادرة سنة 1984. طبعًا مش محتاجين نقول إن اشتراط الموافقة مجرد إجراء شكلي ما بيحصلش خالص.

الخبراء بيقدروا إن فيما بين 60 لـ 100 ألف عضو بيتم زرعهم كل سنة في الصين. الصين يا إخوانا هي أكبر مورد للأعضاء البشرية في العالم كله. المشكلة الرئيسية هنا في مصدر الأعضاء دي. الحكومة الصينية بتقول إن مصدرها متبرعين، في حين إن التبرع بالأعضاء هناك يعتبر شيء نادر، وبالتالي الاعتقاد ده ما بيشجعش الناس على التبرع بأعضاء.

مصادر الأعضاء البشرية في الصين

الأقليات المستهدفة (الإيغور والفالون جونج)

طب منين بقى بتيجي الأعضاء البشرية دي كلها؟ حوالي 90% من إمدادات البلاد من الأعضاء البشرية بتيجي من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام في الصين، واللي بيتم في بعض الأحيان التعجيل بإعدامهم بغرض نزع الأعضاء منهم. أغلب السجناء اللي بيتم إعدامهم دول بيكونوا من الأقليات العرقية والدينية زي الإيغور المسلمين وطائفة الفالون جونج اللي عددهم حوالي 80 مليون، والحزب الشيوعي بيعتبرهم خطر على مستقبله السياسي لأن أفكارهم ضد الشيوعية.

علشان كده الحكومة الصينية عملت لهم مكتب راصد ومتابعة اسمه مكتب 610 تابع مباشرة للحزب الشيوعي، كل مهمته هي اعتقال الطائفة دي. علشان كده اتقبض على الآلاف وربما الملايين منهم، وسواء كانوا الإيغور أو طائفة الفالون أو أصحاب رأي، فكله بيختفي في شبكة واسعة من السجون السرية، وكثير منهم ما بيظهرش تاني أو بيظهر ولكن بدون عضو من أعضائه.

وفقًا لمجلة PMC Medical Ethics، ففي أكثر من 90 ألف مسلم سجين سياسي بيتم إعدامهم كل سنة في الصين بهدف بيع أعضائهم. جميع السجناء دول بيتسحب منهم عينات دم وبيتم فحص أعضائهم البشرية وهم داخلين السجن. علشان كده داخل المطارات اللي موجودة في إقليم شينجيانغ مثلاً، واللي بيسكنه الإيغور، هتلاقي فيه ممرات مخصصة لزراعة الأعضاء جوه المطار، وفيه محارق للجثث مبنية قريب من المطار. الشخص الأجنبي اللي محتاج زراعة عضو وقادر يدفع تمنه بينزل في المطار يتعمله العملية ويرجع بلده تاني.

تجارة الأعضاء الحلال ومقبرة العرب

المثير للدهشة هنا إن الأعضاء البشرية لمسلمي الإيغور هي الأعلى سعر بين كل الفئات الثانية، لأنها بتتسوق تحت مسمى "أعضاء حلال"، والزبائن أغلبهم بيكونوا من الدول الإسلامية. يعني سعر فص الكبد لشخص من الإيغور ممكن يوصل لـ 300 ألف دولار، وده ضعف متوسط التكلفة تقريبًا.

وبالمناسبة، وفقًا لتحقيق عمله موقع فرانس 24، ففي مقبرة شاسعة في مدينة تينجيانغ الساحلية شمال شرق الصين مخصصة لدفن المرضى اللي بيجوا من الدول العربية علشان يزرعوا أعضاء بشكل غير قانوني لكن العملية بتفشل وبيموتوا.

حجم تجارة الأعضاء وأسعارها

المهم إن الصين هنا بتضرب عصفورين بحجر واحد: بتتخلص من الأقليات المزعجة دي، وفي نفس الوقت بتحقق مكسب ضخم في اقتصاد قائم بذاته يا إخواننا على تجارة الأعضاء في الصين. بعض الاقتصاديين بيقدروا عوائد زراعة الأعضاء البشرية في الصين بحوالي 20 مليار دولار سنويًا، وفي تقديرات طبعًا أكبر من دي.

أما عن أسعار الأعضاء البشرية نفسها، فتكلفة زراعة الكبد مثلاً بتوصل لـ 170 ألف دولار، وتكلفة زراعة الكلى بتوصل لـ 130 ألف دولار، والقرنية بتوصل لـ 60 ألف دولار.

الصناعات المستفيدة من تجارة الأعضاء

صناعة الأدوية (مثبطات المناعة)

وفي مكاسب ضخمة تانية بتيجي من الأدوية، وبالتحديد فئة معينة من الأدوية. تجارة الأعضاء في الصين بيستفيد منها بشكل مباشر أحد أهم أسواق الأدوية في العالم وهو سوق مثبتات المناعة، والصين تعتبر أكثر دولة في العالم بتنتج الأدوية دي بعد الولايات المتحدة.

بتعمل إيه مثبتات المناعة دي؟ علشان عمليات زرع الأطراف أو الأعضاء أو حتى الأنسجة والنخاع تنجح، لازم يخلوا جهاز المناعة بتاع المريض ضعيف علشان ما يرفضش العضو الغريب اللي متركب جديد فيه، لأن لو جهاز المناعة قاوم العضو ده هيتسبب غالبًا في وفاة المريض. فالأطباء بيعتمدوا على أدوية مثبتات المناعة. علشان كده في 2018 وصلت قيمة تجارة الأدوية دي في الصين لحوالي 2.4 مليار دولار، ومتوقع أنها ترتفع لـ 4.8 مليار دولار في 2024.

صناعة الكولاجين

في 2024 اللي قدمتها الحكومة الصينية علشان يستخرجوا منها الكولاجين، واللي بيستخدم في تجميل الشفاه وإزالة التجاعيد. علشان كده هنلاقي إن الكولاجين الصيني جودته أعلى من أي كولاجين تاني لأنه بيستخرج من مصدر بشري مش حيواني.

سوق الأجهزة الطبية

أما بالنسبة لسوق الأجهزة الطبية الخاصة بزراعة الأعضاء البشرية، ففيه سلاسل توريد بتصب في الصين لتغطية الطلب الزائد على الأجهزة دي. تقرير اللي معايا ده بحث جرام الشيوعية المعروف اختصارًا بـ "آي آر سي سي" صدر في ديسمبر سنة 2019 بيقول إن فيه حوالي 28 شركة غربية متخصصة في تصنيع الأجهزة الطبية بيزودوا الصين بأكثر من 90% من احتياجاتها في مجال الأجهزة الطبية المرتبطة بزراعة الأعضاء.

مصادر أخرى للأعضاء

طيب قلنا من شوية إن 90% من إمدادات الأعضاء البشرية في الصين بتيجي من المساجين اللي بيتم إعدامهم، العشرة في المية التانيين مصدرهم إيه بقى؟ جزء منهم بيجي بشكل شرعي عن طريق تبرعات بعض الأشخاص اللي بيكونوا محتاجين الفلوس قوي، وجزء بيجي من عمليات الخطف وضحايا الحوادث اللي بتقع باستمرار.

على سبيل المثال مثلاً في 2012 الحكومة الصينية قبضت على جراح صيني اتفق مع 16 بلطجي علشان يخطف له ناس ياخد أعضاءهم. وبالفعل قدروا يخطفوا عدد كبير من الضحايا لدرجة أنه استأصل 51 كلية بشرية وباعهم بـ 1.6 مليون دولار. وفي شهر يوليو 2020 اتحكم بالسجن على 6 أشخاص بينهم 4 أطباء كونوا عصابة لتجارة الأعضاء، كانوا بياخدوا الأعضاء من ضحايا حوادث السيارات ومن المرضى اللي بيعانوا من نزيف دماغي. يعني مثلاً بين 2017 و2018 قدروا ياخدوا أكباد وكلى 11 شخص في مستشفى في مقاطعة أنهوي الصينية.

محاولات الصين لتجميل صورتها وتناقضات الإحصائيات

طبعًا الصين بعد الضغوط والانتقادات الدولية عليها في الكام سنة الأخيرة بدأت تخفي اللي بيحصل، وعلشان تواجه دماغ المجتمع الدولي في يناير 2015 أعلنت الحكومة الصينية أنها مش هتستخدم أعضاء إلا الأعضاء اللي جاية من المدنيين المتبرعين. وبعد ثلاث سنين وتحديدًا في 2018، علشان يثبتوا أنهم صادقين، نشروا إحصائيات أن العدد الرسمي للمتبرعين الطوعيين وصل لستة آلاف متبرع. وطبعًا ده رقم متواضع جدًا مقارنة بالعدد الفعلي لعمليات زراعة الأعضاء اللي تمت في السنة دي، لأن المفروض عدد الأعضاء اللي بيتم التبرع بها بيساوي عدد عمليات زراعة الأعضاء هناك.

فترات انتظار زراعة الأعضاء في الصين مقارنة بالعالم

وفترات الانتظار بتاعة زراعة الأعضاء هناك بتفضح الإحصائيات الرسمية دي. أي بلد عادية في العالم ممكن المريض اللي محتاج زراعة عضو ينتظر بالشهور والسنين أحيانًا لحد ما يتوفر له أحد الأعضاء. مدة الانتظار في بريطانيا مثلاً 3 سنين، في كندا ممكن المريض يقعد 6 سنين علشان يلاقي متبرع بكلى ولا كبد يكون هو مات أصلاً.

في الصين بقى، الأجنبي اللي محتاج يزرع كبد ولا كلى ولا قلب حتى بيقعد أيام أو أسابيع قليلة بس. وفي بعض المرضى الأجانب قالوا أنه حصل جدولة لعمليات زراعة الأعضاء الخاصة بيهم قبل وصولهم للصين. عارفين حضراتكم ده معناه إيه؟ معناه أنه بيكون معروف أن الشخص ده هناخد منه الأعضاء دي أول ما الأجنبي يوصل، وده طبعًا مش هيحصل غير للمساجين اللي بيتعمل لهم تحليل وأشعة لما بيدخلوا السجن زي ما وضحنا.

خاتمة

مش عايز أطول عليكم أكثر من كده، وفي النهاية لو استفدتوا حاجة من الحلقة ياريت تعملوا لايك وشير للفيديو يمكن حد يستفيد، وأهم حاجة تتكلموا عننا مع أصحابكم وأحبابكم يمكن يستفيدوا، وما تنساش تشترك في القناة لو لسه ما اشتركتش. سلام.