صلوا على رسول الله!
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله!
قصة شاب ترك الإسلام وعاد إليه
أيها الكرام! أمس تواصل معي أحد الشباب الصغار، عمره أربعة عشرة عاماً، من إحدى الدول، دون ذكر اسم هذه الدولة، يعني حفاظاً على خصوصيته. والشاب عنده استفسارات جعلته، أو شكوك جعلته يترك الإسلام باطناً. يقول: "لكني أصلي لأن أهلي متدينون ولا أريد أن يفاجأوا بتركي للإسلام، وإلا فأنا فقدت القناعة بالإسلام".
التراسل كان من خلال أحد أصحابي، فقلت له: "احكِ له يجهز أهم سؤالين عنده علشان أجيب عن أسئلتي". وأنا سأخلط العامية بالفصحى وأدخل شوية مصرية، مع أن أحد أصحابي قال لي: "أنت ما بالك شيئاً تتكلم بالمصرية، بيطلع الكلام يعني مخبص في بعضه". لكن لأنني حريص أن يصل الكلام لإخواني وأبنائي اللي من هذا الجيل 14 و 15 و 16، فسأبسطه غاية التبسيط عشان يفهموا إن شاء الله.
فيها كرام، طلبت إنه الشاب يحضر لي أهم سؤالين. حضر أهم سؤالين وبعتهم لي على الواتساب.
السؤال الثاني (خلق آدم)
السؤال الثاني عشان مش هيكون موضوعنا اليوم، السؤال الثاني متعلق بخلق آدم. وقلت لهذا الشاب: "مش معقول أنا سأعيد لك رحلة اليقين بالكامل، فلا معلش احضر رحلة اليقين ثم عد وناقشني فيها إذا عندك أسئلة".
السؤال الأول: العدل في آية القصاص
لكن ما السؤال الأول الذي شككه في الإسلام؟ من أهم الأسئلة، يعني خلّى أهم حاجة عايز يسمع جوابها مني. قال لي: "أين العدل في الآية التي تقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى}؟".
قال لي: "هذه الآية واضح معناها، معناها أنني إذا قتلت ابنتك، فأنت ما يصحش تقتلني لأن أنا ذكر وهي أنثى، فلازم تقتل أنثى من طرفي. وإذا قتلت عبداً عندك، ما ينفعش تقتلني، لازم تقتل عبداً من عندي. طب إيش ذنب هذه الأنثى المسكينة اللي ما عملتش حاجة تروح تقتلوها لأني أنا أبوها القاتل؟ إيش ذنب هذا العبد المسكين علشان تقتلوه؟". قال له: "هذا المعنى واضح، الآية تقول هذا كذا بكل وضوح".
قلت له: "طيب يا حبيبي، ما علش تقول لي بس هذا الكلام من أين أتيت به؟". قال لي: "واحد اسمه كذا وكذا". هذا اسم نكرة، اسم نكرة، وأنا مش حاب أحكي اسمه لأنه مش عاوزين نشهره لمن لا يعرف هذه الأسماء النكرات على كلٍّ.
تصحيح فهم الآية: سبب النزول
فطبعاً قلت له: "لا، ليس هذا معنى الآية يا بني، وإنما معناها ما ذكره المفسرون. وعشان تفهم معناها لازم تعرف سبب نزولها".
ما سبب نزولها؟ هناك عادات كانت موجودة عند العرب وهي عادة التكايل بالدماء. كيف يعني التكايل بالدماء؟ يعني قبيلة ترى نفسها أشرف من قبيلة أخرى وأعلى مكانةً. فإذا جاء رجل من هذه القبيلة وقتل شخصاً من هنا، قال لك: "أتى الشخص منه؟ لا، لن أرضى بأن يقتل القاتل. أنا أكيل وزن هذا الشريف المقتول منه بخمسين منهم، بمئة منهم، باثني عشر منهم، بخمسة منهم، بحسب ما يرون شرفه ومكانته". وبالتالي لا يرضون أن يقتل القاتل بالمقتول، لا، مقابل هذا المقتول سنقتل منهم عدداً أكبر.
طيب، رجل من هذه، أو امرأة من هذه القبيلة تشاجرت مع امرأة من هذه القبيلة فقتلت إحداهم الأخرى. أبو المقتولة يقول: "لا، بنتي اتقتلت، مش ممكن أقبل هذه المرأة فقط تقتل مقابل ابنتي، لازم يقتل رجل منهم". لأنه طبعاً كان عندهم المرأة أحط في الإنسانية من الرجل، هم لا يرونها كاملة الإنسانية كالرجل. وبالتالي: "إحنا قبيلة أشرف، مكانتنا أعلى، كيف يجرؤون على قتل امرأة منه؟ سوف نقتل رجلاً منهم مقابل هذه المرأة".
قتلوا عبداً، العبد: "عندنا بالحر منهم". وبالتالي: "سنقتل حراً مقابل هذا العبد الذي يقتل، مع أن الحر مش هو اللي قاتل". إذن فسبب نزول الآية هو ظاهرة التكايل بالدماء، التكايل بالدماء، أنه لا يكتفى عندهم، ما كان في الجاهلية، لا يكتفى بقتل القاتل، وإنما يقتل ما يساويه عندهم في الشرف والمكانة. وعلشان تأخذهم العزة بالإثم، وعلشان هم شايفين حالهم أحسن من غيرهم؟ لا! مقابل أنثى من عندنا لازم يقتل رجل مع أن هذا الرجل ملوش علاقة. مقابل العبد من عندنا سيقتل حر مع أن هذا الحر ملوش علاقة. الذي قتل فعلياً أنثى أو الذي قتل فعلياً عبد، لا! رح نروح نقتل واحد منهم ملوش علاقة، لكن حتى نؤدبهم.
فأبطل الله هذه العادة الجاهلية بهذه الآية وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} يعني فقط القاتل هو الذي يقتل إن شاء أولياء المقتول. الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى، لا تتجاوز هؤلاء القاتلين لغيرهم، يعني، لا تتجاوز هؤلاء القاتلين إلى غيرهم.
طيب، هذه الآية تتكلم عن هذه الحالة: أنثى بأنثى، حر بحر، عبد بعبد. طيب، ماذا إذا قتل رجل امرأة أو امرأة رجلاً مثلاً؟ هناك النص الآخر المبين قال الله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا النَّفْسَ بِالنَّفْسِ}. النفس بالنفس، القاتل هو الذي يقتل إن شاء أولياء المقتول وإن شاء عفوا.
فقلت له هذا الكلام. قلت له: "طب يا فلان، لو كان كلامك هذا صحيحاً، هل حصل أن قتل رجلٌ امرأة فاقتص النبي من ابنة هذا الرجل القاتل؟ هل حصل هذا في عهد النبي؟ هل حصل هذا في عهد الصحابة؟ هل قال به أيٌّ من العلماء؟ هل قال به أي من المفسرين؟ كيف اقتنعت به؟".
قال: "هذا فلانٍ اللي أنا حضرت الحلقة بتاعته قال هم كانوا يفعلوا، يعني نزل هذا الكلام أو محمد قال هذا الكلام علشان يخوف الناس من أن يقتل بعضهم بعضاً. فأنا أخاف إذا قتلت أنثى عندك أنك ما تقتلنيش أنا، لا تروح تقتل بنتي وبنتي عز علي مني. وبالتالي لا أنا أخاف إني أقتل بنتك". يعني ألف أي قصة وانطلت على هذا الشاب وأمثاله، والله المستعان.
عودة الشاب إلى الإسلام
قبل أن نتابع بالمناسبة، الشاب لما حكيت له هذا الكلام قال لي: "طب دي عايزة فيديو منك، لازم تعمل فيديو". قلت: "طيب، سأعمل فيديو إن شاء الله". وبفضل الله تعالى، قبل أن أنضم للبث المباشر، خبرني صاحبي الذي كان معنا أيضاً في تواصل مع هذا الشاب، خبرني قبل قليل قال: "بعدما أنهيت معه، استمريت في النقاش معه وعالجت له نقاط أخرى، وقال أنا الآن أحس أني كنت مستغفلاً، غبي جداً، اندحك علي. وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله". وعاد إلى الإسلام بفضل الله تعالى. ما زال عنده شكوك لكن عاد إلى الإسلام.
دروس مستفادة من الموقف
لكن محل الشاهد يا كرام هنا عدة دروس من هذا الموقف:
الدرس الأول: ضعف التأسيس الإيماني
الدرس رقم واحد: أن كثيراً من شبابنا لم يؤسس إيمانه على أسس متينة. وبالتالي كلمة تجيبه، كلمة توديه. مقطع بسيط يضحك عليه. ودقيقتين في المقابل أن كل الكلام هذا اللي قلت له، قلت فيه دقيقتين ونصف عن هذه الآية، رده إلى الإسلام سبحان الله. المشكلة أنه ليس مؤسساً أساساً كافياً.
وأنه قلت له هذا الكلام، قلت له: "يا فلان، يعني أنت لو أنك راكز إيمانك على الأسس العقدية المحكمة الواضحة، الإجابة عن الأسئلة الوجودية الكبرى: من أنا؟ إلى أين المصير بعد الموت؟ لماذا أنا هنا؟ من خلقني؟ ما صفات الخالق؟ ما صفات الأنبياء؟ ما الدليل على أن محمداً رسول الله؟ ما الدليل على أن القرآن كلام الله؟". هذه كلها أسئلة عليها إجابات واضحة في الإسلام كما ليس في أي دين آخر. لو راكز إيمانك على هذه الحقائق الكبرى وعلى هذه القناعات الكبرى وهذه المحكمات، مش هتهتز لأنك مش فاهم نقطة معينة. العمل بيحصل معك مع كثير من الشباب، هذه الصورة الجميلة للإسلام هناك نقطة بالنسبة لك سوداء لأنك مش فاهمها. فمش شايف الصورة الحلوة كلها هو، وإنما شايف هذه النقطة الصغيرة وتلك النقطة الصغيرة لأنك لم تتعلم. فهذه أول نقطة.
أن هناك مشكلة منهجية عند شبابنا اللي بيقضوا اثنا عشر، أربعة عشر سنة في المدرسة، ثم أربعة خمس ست سنوات في الجامعة، وما بيتعلموش كيف يفكرون. ما بيتعلموش قاعدة المحكم والمتشابه، والله المستعان. لذلك ما نركنش على المدارس أبداً ولا على الجامعات. ويا معلمين ويا معلمات، علموا طلابكم وطالباتكم كيف يفكرون، كيف يتعاملون بقاعدة المحكم والمتشابه والتي بيّنّاها في أول حلقة من رحلة اليقين. فهذا أول درس.
دروس مستفادة من الموقف (تكملة)
الدرس الثاني: الحذر من الشبهات ومن يروجها
ثاني درس: ما الذي جعل هذا الشاب يدلّ أذنه ويسمع لهذا الشخص الكذاب الذي ضحك عليه بقصة مفترى، وقال لك محمد عمل هذه الآية وادّعى أنها من عند الله علشان الناس ما يقتلش بعضهم بعضاً، وراد أن يُقتل الفتاة مقابل الفتاة معنى المسكين نديم الهاشزنب؟ لماذا دلَّ هذا الشاب أذنه لهذا الكذاب ولأمثاله؟
لأنَّ كثيراً من شبابنا يقول لك: "أنا عندي عقل سأسمع لهذا وأسمع لذاك وأنا أحكم بعقلي". نقول له: "لا، الشبهات كالماء، إذا كنت سباحاً ماهراً ستستطيع أن تسبح في البحر، وإذا لم تكن سباحاً ماهراً ستغرق في بركة يمكن متر ونصف ولا مترين". كذلك أنتم يا شباب، أنت يا ابني الثلاثة عشر والأربعة عشر والخمسة عشر والثلاثة وعشرين والثلاثين والأربعين كمان، معلش يا من ليس عندك علم كافٍ، ثم تدلِّ أذنيك لهؤلاء الذين يريدون أن يفتنوك عن دينك، يريدون أن يضلوك، ثم بعد ذلك تقول: "أنا والله أنا صار عندي قناعة بين الإسلام مش صح". ولكنكم فتنتم أنفسكم، أنتم اللي عرَّضتم أنفسكم للفتنة وأنتم لستم مؤهلين لأن تسمعوا مثل هذه الشبهات، ما عندكمش حصانة.
الإنسان إذا عنده مناعة، بيدخل على جسمه آلاف الميكروبات، بل وملايين الميكروبات بالمناسبة، وما يتأثرش. لكن إذا كان عنده مضروب الجهاز المناعة بتاعه، بضعة فيروسات، ولا بضعة بكتيريا ممكن تقتله مباشرةً. لماذا؟ أو يعني خلال فترة قصيرة، لماذا؟ ما عندهوش حصانة، ما عندهوش مناعة. كذلك إذا ما عندكش معلومات دينية كافية، ما عندكش طريقة التفكير السليمة، ستقضي عليك أبسط شبهة.
أجندات التشكيك في الإسلام
طبعاً قد يقول قائل: "لا يا إياد، تعال أنت بتقول إن هؤلاء الملحدين الذين يشككون في الإسلام يريدون عمداً أن يخرجوني من ديني وعندهم أجندة، ما دليلك على ذلك؟".
ما دليلي على ذلك؟ طب اسمع يا حبيبي علشان تعرف أنك مغيب تماماً. أسألك قبل أن أتلو عليك الحقائق وأجيب لك بعض الشواهد، أسألك بالله العظيم: لمَ أحد يريد أن يخرجك من الإسلام إلى الإلحاد وهو لا يؤمن بآخرة ولا بجنة ولا بنار ولا برب ولا بحسنات ولا بسيئات؟ طيب هذا عمال بيغلب حاله ليش؟ أنا بالنسبة لك يا إياد بنصب الكاميرا بعمل مونتاج بعد النص بصحى الصبح مرة بصحى في آخر الليل عشان أجهز إن شاء الله أرجو من الله عز وجل حسنات حطاً من السيئات دخول الجنات والبعد عن النيران. هذا الملحد الذي لا يؤمن لا بحسنات ولا سيئات ولا جن ولا نار عمال بيعمل هذا ليش؟ لماذا يتعب نفسه بهذا الشكل؟ لماذا يتكلف المونتاج وإعداد الحلقة ونشر الحلقة والترويج للحلقة والتشييك للحلقة والإضاءة والصوت؟ دي بتنتحر وهذا بينتحر والثالث بينتحر والرابع بتنتحر بعد سجل طويل من محاربة الإسلام؟ إذن لماذا يدعونك إلى الإلحاد؟ لماذا يشككونك في الإسلام؟ مسألتش نفسك مرة؟
أنا حقول لك لماذا؟ لو حضرتك رجعت إلى مخططات مركز راند، مركز راند للتخطيط الاستراتيجي هو أكبر مركز أمريكي للتخطيط الاستراتيجي وله فروع في خمسين دولة عالمياً. تستطيع أن تستخلص هذه المعلومات من موقعهم Rand.org. هذا المركز كان معنياً فترة من فترات بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا، ثم لما انهار الاتحاد السوفيتي أصبح جل اهتمامه بالعالم الإسلامي، العدو الاستراتيجي للمصالح الأمريكية أو مصالح الطغم المتحكمة في أمريكا. هذا المركز يصدر دراسة تلو الدراسة تلو الدراسة عن ضرورة تغيير المناهج وعمال بنشوف، وضرورة إبراز إعلاميين مسلمين معتدلين بيشككوا في الدين وفي الشريعة وعمال بنشوف.
وفي إحدى دراساته كانت أول أعتقد الدراسة كانت في 2005 كانت أول عبارة: "إن معظم الحرب في العالم الإسلامي اليوم هي حرب أفكار، حرب أفكار". يعني لازم نشتغل على الفكر بتاعهم. مايكل فلين، الجنرال المتقاعد والذي كان مستشاراً لدى ترامب الرئيس الأمريكي الحالي، مايكل فلين في كلمة أنا نشرتها عندي على الصفحة وممكن أجيبها لكم إن شاء الله نزلها بعد البث المباشر، قال بالحرف، قال: "إن الإسلام" طبعاً ما ترجمته "إن الإسلام هو سرطان موجود في جسم واحد فاصلة سبعة بالعشرة بليون" يعني مليار "إنسان ويجب أن يستأصل". طيب كيف يستأصل يا حضرة المستشار العسكري أو مستشار الأمن القومي مايكل فلين؟ قال: "يعني إسقاط مصداقية الإسلام". ما تظنوش يا حبيبي أنه هؤلاء زي مؤتمرات العربية بيعطوا مقررات وتوصيات ثم تدفنوا في الرمال أو توضعوا في الجرار وتحفظوا وتنسى، لا يطبقوا، تطبقوا بحذافيرها ويسعون في تطبيقها 24 ساعة.
مصادر التشكيك وأساليبها
طيب أين مصداقية هذا الكلام؟ أي واحد، تشوف جامعات كما في تقرير نشرته أيضاً، جامعات تدرِّس تخصصاً للإفانجلز لبعض الجماعات المتعصبة الإفانجلية هناك، تدرِّسهم كيف يشككون المسلم في دينه، مش كيف ينصروه، لا، كيف يشككونه في دينه. وقد نشرت، وسأضع ذلك في الروابط إن شاء الله، اختصاص بينتشر في بلاد المسلمين تحت ستار الجمعيات الإغاثية والتدريس. وأنا شخصياً تعرضت لذلك، دكتور في الجامعة هنا في بلدي حصل أنني بعد نقاشٍ معه أخرج لي الكتاب المقدس من شنطته. غيري لا بيكون هدف فقط مجرد التشكيك. التدريس، العمليات الإغاثية، الاقتصاد، البزنس، تحت ستاراتٍ شتى. والهدف تشكيك المسلمين في دينهم.
أيضاً يا كرام عندما ترى قناةً مثل أو يعني موقع مثل أصوات مغاربية. أصوات مغاربية، روح اكتب "من نحن" في أصوات مغاربية، عندك شريط وعندك ثلاث شحطات، اكبس عليه يطلع لك "من نحن". اضغط على "من نحن" يقولون بكل صراحة أننا وراديو سوا وقناة الحرة تابعون لشبكة الإعلامية الممولة من الكونغرس الأمريكي، الممولة من الكونغرس الأمريكي. هذه ليست أسراراً، هذه مش نظرية مؤامرة اكتشفتها أنا وحدي في مكان ما، هذا كلام موجود على مواقعهم. الممولة من الكونغرس الأمريكي هذه القنوات الأصوات المغاربية تنشر ما يشكك المسلمين في دينهم، ما يشكك في القرآن، ما يشكك في البخاري، ما يشكك في شخص النبي عليه الصلاة والسلام. أناس يقولون لك بصراحة احنا جايين نشككك في دينك واحنا جايين ننقلك من الإسلام إلى الإلحاد إلى الكفر. هؤلاء تدلي لك آذانهم وأنت ما عندكش حصانة، أنت ما عندكش معلومات ولا تعلمتها كيف تفكر وكيف ترد المحكمات إلى المتشابهات وكيف تتعلم الحيل النفسية والمغالطات المنطقية وليتكلمنا عنها بالتفصيل في رحلة اليقين، الله المستعان.
فلذلك يا شباب فكرة أن أسمع للجميع وثم أن أختار بنفسي، تضحك على حالك. أنت عمال بتسبح في بحر ولست ماهراً في السباحة. لذلك لما عاوز تسمع، اسمع لمن يظهر منه أنه يريد مصلحتك، لا أنه يريد خراب بيتك وأنه يريد قطع جذورك الإسلامية، قطعك عن دينك حتى يسهل التحكم بك وسرقة ثرواتك والسيطرة على بلادك.
أهمية تدبر القرآن مع الأبناء
مسألة أخرى يا كرام، هذا الشاب أنا فرح به أنه سأل، غيره كثير مش عم بيسألوا. وللأسف حصل موقف ذكرت لكم مرة رجل في الخمسينيات بعدما تكلمت في مسجد عن أن الإنسان يجب أن لا يكون في صدره حرج تجاه أي آية وإذا عنده حرج يسأل ويتعلم ويستفتي ويطلب من أهل العلم. قال لي: "تعال يا شيخ إياد، طب أنا بصراحة في آية أنا وقع في نفسي شيء منها". تفضل. قال: "كيف لوط عليه السلام يقول: {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} يعني عايز هؤلاء يزنوا ببناتي؟". قلت له: "لا طبعاً". "طب ما الجواب؟". أنا مش حاطيكم الجواب دلوقتي ليش؟ علشان أشجعكم ترجعوا وتقرأوا كتاب "متعة التدبر" موجود ومنشور على النت. "متعة التدبر" لما لوط عليه السلام قال: {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} إيش يعني هذه الآية؟ هل لوط يدعو إلى زنا؟ أعوذ بالله أعوذ بالله. طب ما الجواب؟ لا معلش، خليه هومورك، خليه واجب منزلي. تروح حضرتك الآن تطلع "متعة التدبر" وسنضع رابطة إن شاء الله وتقرأ مع أولادك ما معنى هذا الكلام.
والشبهات تتسرب إليهم من أكمامهم ومن حولهم ومن كل جهة. وبالتالي يجب يجب يجب يجب شرعاً! وحرام عليك! وأنا أقول لك لا تنجب إذا مش عاوز أن تقوم بتكاليف الإنجاب. طبعاً أنجب وقم بتكاليف. ما تقولش إيه تقول لا ناس ما تنجبوش. لكن حرام عليك تنجب ولا تقوم بتكاليف الإنجاب وتقوم بالتربية. يجب عليكم يا كرام أن تجلسوا مع أبنائكم وتقرأوا معهم القرآن وتستوقفوهم عند بعض الآيات. بفضل الله تعالى أفعل ذلك مع أولادي، أحياناً بنكون قاعدين بنتي تستوقفني: "بابا إيش معنى هذه الكلمة كذا يا بابا؟ بابا إيش معنى هذه الآية كذا يا بابا؟". ابنتي سارة رحمة الله عليها أتذكرها، وحصل أنا وأنا أقرأ القرآن: "بابا كيف الله يقول هذا الكلام؟". طبعاً لاحظوا إخواني إذا الابن سأل بطريقة مش مناسبة نقول له: "يا حبيبي لم نتكلم عن كلام الله يريد بس نتكلم بالطريقة الفلانية، أما جواب سؤالك فكذا وكذا". خليهم يتكلموا بما في قلوبهم. فأجبتها وبفضل الله تعالى ماتت حسنة الظن بربها إن شاء الله فيما نحسبها. ووالله هذا عندي بكنوز الأرض كلها أن يموت ابنك أو حبيب عليك محسناً ظن بربه وبكلام ربه سبحانه وتعالى.
وبالتالي يا كرام أرجوكم افتحوا المصاحف اقرأوا مع أولادكم وخليه برضه تدريب عملي من اليوم لما نخلص هذا الفيديو بدل من ننتقل لموعظة أخرى وكلمة أخرى ومقال آخر ومقطع آخر نتعلم نتعلم ثم لا نطبق فإذا كون هذه حجة علينا لا لنا يوم القيامة. لا أرجوكم أرجوكم بعد هذا المقطع تسحب كتاب "متعة التدبر" اللي عملته أنا وبعض الإخوة من النت تفتحه ثم ممكن تعمل بالطريقة التالية: يعني أولادك مش هيكونوا حافظين للقرآن، هو الكتاب ممتاز لحفظة القرآن. أولادك مش حافظين للقرآن يا سيدي ماذا تفعل؟ طيب شوف مثلاً أجوبة الجزء الأول تروح على الأجوبة أو تشوف السؤال وتروح على الجواب. بعدين تقعد مع الأولاد: "تعالوا يا أولاد سأسألكم سؤالاً من هذه الصفحة من القرآن". حدد المسألة بلاش تكون في جزء كامل في صفحة واحدة. قول لهم مثلاً في الصفحة الأولى من سورة البقرة، في الصفحة الخامسة من سورة البقرة سأسألكم السؤال، تقولوا لي: "فين الآية اللي بتدل على هذا المعنى؟ أين الآية التي تحمل هذا المعنى؟". أنت هتمسك الكتاب؟ النصف الأول منه أسئلة، النصف الثاني أجوبة. طيب، الأسئلة منقسمة بحسب الأجزاء. أسئلة الجزء الأول، الثاني، الثالث، الرابع إلى آخره. تمسك مثلاً جزء الأول، أي جزء يا سيدي؟ تمسك الجزء الأول، وتشوف السؤال هذا جوابه جاي في أي صفحة؟ الجواب بتاعه جاي في أي صفحة؟ تروح على هذه الصفحة وتقول الأولاد: "تعالوا يا أولاد طلعوا لي الآية اللي بتدل على هذا المعنى أو بتجيب عن هذا التساؤل". اعمل هذا الكلام ولو مرة في الأسبوع يا سيدي، ولو مرة في الشهر. لكنك تربط أولادك في القرآن وتثبت لهم أن القرآن بحق تبيان لكل شيء عشان يتعودوا أن يقرؤوا الآيات ويفهموها وإذا أشكلت عليهم تطلعوا التفسير مع بعض وتفهموها وليس كما حصل مع هذا الشاب.
رسالة للدعاة وضرورة فهم القرآن
فهذه نقطة. نقطة أخرى رسالة أوجهها للدعاة: احنا يا إخوانا أحياناً بعض الناس اللي بتتعلم بتتعلم بتتعلم ولا يمارس الدعوة بصير في عنده حالة احتقان علمي وتصبح المعلومات فاترة في حسه بحس أن كل الناس بيعرفوها يتصور أن كل الناس يعلمونها. لا والله لا والله نرى شباباً كباراً وصغاراً وذكوراً وإناثاً ما بيعرفوا أشياء بديهية جداً جداً جداً بالنسبة لك واضحة جداً بالنسبة لها مش واضحة. هذا الشاب مثلاً آية سوء فهم لآية كان من أسباب خروجه من الإسلام. وضح الجواب عاد إلى الإسلام وأعطينا بعض المنهجية. هناك آيات كثيرة مثلاً وروح منه مثلاً {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}. هناك آيات كثيرة أنا معي وقت يعني ممكن تتعمل سلسلة "آيات يسيء فهمها الكثيرون". تعالوا نتناول هذه الآيات واحدة واحدة ونفهم ما معناها. فيا ريت الله كرمكم تركزوا على قضية حسن فهم القرآن.
هذا ما أردت ونقوله يا كرام أن اعتنوا بأبنائكم، افتحوا صدوركم لهم، اجلسوا معهم، تدارسوا معهم كتاب الله عز وجل. الله عز وجل لم يفرض على المسلمين أن يحفظوا القرآن، هذا ما هواش فرض على كل المسلمين. لكن فرض على المسلمين كلهم قال: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ}. يتدبروا، يتفكروا وأيقنوا وعلموا وعلموا أبنائكم أن دينهم مستهدف وأن الأموال تصرف ليل نهار لخلعهم عن دينهم لأنهم إن فهموا فهو مصدر قوتهم وعزتهم وكرامتهم ومجرموا العرب والعجم لا يريدون لهم أن يبقوا متمسكين بدينهم بل يريدونهم مستحمرين مستعبدين أذلاء. سمعوهم هذه الحقائق التي ذكرناها اليوم عن مركز راند، عن مايكل فلين وتصريحاته، عن أصوات مغاربية وما تصرح به من تبعية الكونغرس الأمريكي، عن الجامعات المختصة في أمريكا كما في مقال نشرناه وسننشره إن شاء الله له بعنوان "False Prophets" أنبياء كاذبون، اللي في ناس بتخصصوا ويتعلمون ويتفننون في تشكيك الشباب في دينهم.
ورسالة أخيرة يا شباب: لا ما تتحكش على حالك وتقول أنا سأسمع للجميع وأقرر بنفسي. روح حصن نفسك أول، تعلم كيف تفكر أولاً، تعلم ممن يريدون بك الخير بالفعل أولاً. وحينئذ الله عز وجل سيهديك ويوفقك إلى سواء السبيل. هذا ما لدي؟ والحمد لله الذي ردّ صاحبنا هذا إلى دينه ردّاً جميلًا وأسأل الله أن يثبّت عليه دينه ويزيده هدًا وأن يجعله جنديًّا داعيًا لله سبحانه وتعالى وأن يحفظ أبناءنا وأبناءكم وجميع المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله.