→ عودة إلى مرئيات

مَن وراء هدم الإيمان في المسلسلات "الرمضانية"؟!-مسلسل فاتن نموذجاً

١٨ أبريل ٢٠٢٢
النص الكامل للمقطع

السلام عليكم ورحمة الله

مقدمة: التحذير من سموم المسلسلات

بينك وبين واحد من الناس عداوة، وهذا العدو قال لك بالبُنط العريض: "أنا أريد أن أسممك، أدس لك السم حتى أهلكك". ثم جاءك واحد يعمل عند عدوك هذا وأعطاك كوبًا وقال لك: "هذا دواء، تفضل اشرب". هل ستأخذه منه وتشربه؟ هذا بالضبط ما تفعله عندما تشاهد مسلسلات من إنتاج أشخاص مثل إبراهيم عيسى، مثل مسلسل "فاتن".

تعالوا نرى من هو إبراهيم عيسى. ستقول لي: "سيبك من إبراهيم عيسى وناقشني في المسلسل وأثبت لي أنه غلط". لا يا إخوانا، مش معقول نمضي أعمارنا ونحن نزيل السموم التي يزرعها هؤلاء في عقول المسلمين. أنا هنا علشان أقنعك بأن هؤلاء يتعمدون تسميمك، فمجرد مشاهدتك لمسلسلاتهم جناية على نفسك.

رب العالمين سبحانه يقول: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}. إذا قتلت نفسك فسوف يصليك الله نارًا، فما بالك لما تفتن نفسك وتعرضها لكراهية الإسلام بمشاهدة أفلام إبراهيم عيسى وأمثاله؟

قال الله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}. والفتنة أكبر من القتل عن دينه فيموت وهو كافر، فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. فأن تفتن نفسك وتعرضها لحثالات إبراهيم عيسى أكبر من أن تقتل نفسك بسم.

مناقشة المسلسل نفسه وبيان ما فيه من كذب وتدليس وتناقض موجودة في مقطع ممتاز لأخينا حسام عبد العزيز، وسنضعه لكم في وصف الفيديو إن شاء الله. لكن أنا مهمتي أبين لك من هؤلاء حتى تعرف أنه حرام عليك، حرام عليك تسمع لهم وتشاهد منتجاتهم.

من وراء هذه المسلسلات؟ إبراهيم عيسى والقناة الحرة

إبراهيم عيسى يقدم برنامجًا يستضيف فيه الملحدين والمرتدين ليبثوا التشكيك في الإسلام. أين؟ على قناة الحرة. طب ما هي قناة الحرة؟ اذهب إلى موقعها على النت، اضغط على الثلاث شرطات، ستجد عنوان "من نحن؟" اضغط على هذا العنوان لتخرج لك العبارة التالية بالبُنط العريض: "شبكة الشرق الأوسط للإرسال" -يعني التي تتبع لها القناة- "هي مؤسسة غير ربحية يمولها الأمريكي". مين كمان مرة؟ الأمريكي. يعني كبار ساسة أمريكا.

التي قادت حروبًا في العالم الإسلامي راح ضحيتها واحد وثلاثة بالعشرة إلى اثنين مليون مسلم خلال عشر سنوات فقط، حسب منظمة أمريكية. الجنرال الأمريكي مايكل فلين، مستشار ترامب، نشرنا مرارًا فيديو له وهو يقول: "الإسلاموية هي سرطان خبيث في جسد واحد وسبعة من عشر مليار مسلم ويجب استئصاله". ويقول: "طريقة استئصال الإسلاموية المتطرفة" -يعني الموجودة في واحد وسبعة من عشر مليار مسلم، اللي هو كل المسلمين- "هي إسقاط مصداقية الإسلام". وروابط هذا كله في الوصف.

أهداف الكونغرس الأمريكي من تمويل إبراهيم عيسى

الكونغرس برجاله هؤلاء هم من يمول إبراهيم عيسى ليبث على قناة الحرة أفكار الإلحاد ومحاولة إسقاط مصداقية الإسلام. الذي نشرنا له الفيديو وهو يقول بالحرف: "يجب أن نذيق المسلمين الهزيمة العسكرية أولًا، ثم الهزيمة الفكرية عن طريق السماح بالنقد الحاد والشديد للعقيدة الإسلامية وتشجيع هذا النقد". والرابط في وصف الفيديو.

من هذه السلة خرج لك مسلسل "فاتن" ليكون فتنة للمسلمين عن دينهم.

تحليل مسلسل "فاتن": أمثلة على الطعن في الشريعة

تصور لما تجلس أو تجلسي تسمعي وتتابعي المسلسل ويتلاعب بعواطفك بينما الممثلة تقول: "ربنا رحيم مش ممكن يحرم أم من عيالها" وتبكي، فتبكي أنت معها، مع أن الجملة مركبة بطريقة خبيثة، فأحكام الحضانة ليس فيها حرمان الأم من عيالها.

ولا لما الممثلة تنتزع من الشيخ كلمة أن "الفقهاء هم اللي قالوا كده مش ربنا"، فتزغرد الممثلة، فتجدي نفسك تريدين أن تزغردي معها، مع أن المقطع يطعن فعليًا في حكم النبي صلى الله عليه وسلم وليس في اجتهاد الفقهاء.

لما تسمع الممثلة تقول: "أنا ست وهو راجل، ولو رحت أشهد في المحكمة مش هيأخذوا بشهادتي، يعتبروها نص شهادة، ده قانون ظالم لازم يتغير".

شهادة المرأة في المحكمة

أولًا: قال الله تعالى: {فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ}. فالممثلة تشير إلى هذه الآية. طب مش هي نفسها التي كانت تقول: "أنا عايز اللي قاله ربنا"؟ ها هي تلمح برفض كلام ربنا! ولا ليكون القرآن مش كلام ربنا؟

ثانيًا: انظر إلى الكذب الرخيص لما يوهمونك أن الشريعة التي خلطوها بالقانون تجعل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل في مسائل الخلافات الزوجية، بينما حقيقة الأمر أنه في هذه الخلافات كل منهما مدعٍ أو مدعى عليه، وليست شهادة الرجل ضعف شهادتها. وللعلم، فشهادة المرأة في مسائل الولادة والإرضاع وما يخص النساء مقدمة على شهادة الرجل وتقبل فيه شهادة امرأة واحدة، فليست نصف شهادة الرجل في كل الحالات.

الخلط والتضليل في الرسائل

مجموعة من الخبطات والرسائل المسمومة والتضليل ممزوجة بالموسيقى والضرب على وتر العاطفة. أنت وأنتِ عندما تتابعين هذه المسلسلات ليس عندك علم شرعي حتى تعلمي كيف ينسبون إلى الشريعة ما ليس فيها، مثل حرمان المرأة المطلقة من أبنائها. ولا تعلمي كيف يطعنون في حديث النبي صلى الله عليه وسلم تحت اسم "أقوال الفقهاء". ولا صنتِ قلبك حتى يهديك الله إلى الصواب.

فالله تعالى قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا}. فرقانًا تفرقون به بين الحق والباطل. فلما تعرض نفسك لما يحرمك من الفرقان من مسلسلات وأغاني فيها مشاهد محرمة وعلاقات إلى آره، ولا تكلف نفسك طلب العلم الشرعي، ثم بعد ذلك تسمع لأناس مدعومين من الكونغرس الأمريكي، كونغرس أمريكا الذي يقول لك ساستها بالبُنط العريض: "نريد أن نستأصل منك إسلامك ونسقط مصداقيته عندك". بعد ذلك كله لما تصير تكره شريعة رب العالمين فلا تلم إلا نفسك.

وقال الشيطان لما قضي الأمر: {إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. وغركم بالله الغرور كما في سورة الحديد.

انظر أول صفة: {فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ}. فتنت نفسك بالسماع لمن يريدون تسميم قلبك. {وَارْتَبْتُمْ} صار عندك شك في الإسلام. {وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ} تعصي الله وتقول: "الله غفور رحيم" ويقولون: "سيغفر لنا" كما في سورة الأعراف.

السماع لكذب هؤلاء جريمة تجني بها على نفسك. قال الله تعالى وركز معي: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ}. أسيادهم الذين يملون عليهم ماذا يفعلون. ما الذي جعل هؤلاء يسارعون في الكفر؟ أول صفة: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} يعني يسمعون الكذب كثيرًا. أنت لما تسمع كذب إبراهيم عيسى وأسياده في الكونغرس فيمرض قلبك إلى أن تصبح ممن يسارعون في الكفر. فيوم القيامة لا تلم إلا نفسك.

معقول بعد هذه الآيات تستحل نفسك وتستحل لنفسك سماع الكذب ممن أعلنوا أن أجندتهم تكفيرك؟

من المستفيد من الهجوم على قانون الأحوال الشخصية؟

اسأل نفسك واسألي نفسك: هل الكونغرس والسينما المصرية وأصحاب القرار في مصر هم الذين سينصفون المرأة حقًا؟ من السبب في الخلافات الأسرية والطلاق؟ أليس النظام التعليمي البائس في بلاد المسلمين والذي لا يعلم الشاب ولا الفتاة مرجعية الشريعة بعدلها ورحمتها لتنظم أمور الأسرة، ولا يعلمهما الحقوق والواجبات، وإنما يهتم بتعبيد الناس للأنظمة، فينشأ لدينا شباب وفتيات غير ناضجين ولا مؤهلين للزواج؟

من السبب في دمار الأسر؟ أليس في كثير من الحالات يكون السبب هو الفقر وتراكم الديون وما ينتج عنها من انكسار نفس الرجال وتوترهم؟ تصور لما الذين يفقروننا ويسلبون أموالنا ويجهلوننا هم الذين جاءوا لينصروا المرأة في هذه المسلسلات!

إذا كانت السينما المصرية حريصة على نصرة المرأة، فأين هي عن المصرية مريم وهيب التي أسلمت ونشرت فيديو عن إسلامها هذه الأيام في نفس وقت بث المسلسل، وطالبت من المسلمين أن يحموها، ثم تم اختطافها على أيدي الأجهزة الأمنية وإرجاعها لأهلها كما حصل مع مئات البنات اللواتي أسلمن ويتم تسليمهن للكنيسة والتعتيم على أخبارهن تمامًا فلا يعرف عنهن أي شيء؟ أين السينما المصرية عن النساء المعتقلات ظلمًا وعن زوجات وبنات وأخوات عشرات آلاف المعتقلين ظلمًا اللواتي حرمن من آبائهن وأبنائهن وأزواجهن؟

الكونغرس الذي يدعم أمثال إبراهيم عيسى والذي وضعت إدارته الأمريكية يدها على أموال الشعب الأفغاني ليعرض ملايين النساء للفقر والموت جوعًا ومرضًا وبردًا، هؤلاء هم الحريصون على المرأة!

إبراهيم عيسى يجعل الممثلة تقول: "أنا عاوز كلام ربنا"، بينما في موضع آخر تلمح على كلام ربنا عن شهادة المرأة وكونها على النصف من شهادة الرجل. ثم هو نفسه إبراهيم عيسى يدعم قول السبسي أن "للذكر مثل حظ الأنثيين ظلم وتقاليد بالية"، فينكر كلام ربنا.

فهي إذن خطة متكاملة يتم تأطير حكم من الأحكام الشرعية على أنه ظالم ومش عادل تحت تأثير العاطفة والخلط والخداع، والعنوان في البداية أن هذا كلام الفقهاء، ثم تكتشفين أن بعض الأحكام التي استقر في نفسك تحت تأثير مخادعة العاطفة أنها ظالمة، تكتشفين أن هذه الأحكام في القرآن، يعني في كلام ربنا. فيأتي إبراهيم عيسى ليستضيف لك على الحرة من يكمل معك المشوار من الملحدين ليقنعك أن القرآن مش كلام ربنا، بل وأنه ليس هناك رب أصلًا! شايفين لماذا يقول الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}.

هل سألت نفسك وسألت نفسك لماذا هذا الهجوم على قانون الأحوال الشخصية؟ يعني أنت بتدعم قانون الأحوال الشخصية؟ أنا لا أدعم إلا الاحتكام إلى الشريعة كاملة على مستوى الفرد والجماعة والدولة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا واجتماعيًا. لكن قانون الأحوال الشخصية فيه بقايا من أحكام إسلامية تركوها للمسلمين علشان يشعروهم أنهم لا يحاربون الإسلام ولا يجبرون أحدًا على شيء. "مارس الإسلام يا أخي على مستوى أسرتك، واترك الدولة تصوغ القوانين الأخرى. الدين لله والوطن للجميع".

فلما تم لهم ذلك، أصبحوا يريدون التدخل في الأسرة وما شرعه الإسلام من حقوق وواجبات لينهدم كيان الأسرة وتطبق مقررات مؤامرة "سيداو" على أمل أن تتحول مجتمعاتنا المسلمة إلى قطعان من الزناة الشهوانيين، وذكر يتزوج ذكرًا وأنثى تتزوج أنثى، والأولاد تتحول جنسيًا، وتنتشر الدعارة أو ما يسميها جماعة "سيداو" "العمل في مجال الجنس"، وتفقد الأمة الإسلامية خيريتها وتميزها وتستعبد للنظام الدولي كباقي الشعوب. هذا هو هدف الهجوم على قانون الأحوال الشخصية والهجوم على الشريعة وثوابت الإسلام عمومًا.

رسالة إلى المسلمة: من هم أعداؤك الحقيقيون؟

وختامًا نقول: المسلمة التي تتعاطف مع أمثال هذه المسلسلات، إذا كنت تعرضت للظلم فاعلمي من أعداؤك الحقيقيون الذين تسببوا في حالة التظالم والبغي في المجتمعات. وتذكري أن ربك أعلم وأرحم وأحكم: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا}.

فلا تدعي هؤلاء يتلاعبون بعواطفك ويستخدمونك أداة لترويج سمومهم وتدمير أمتك. {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا}.

لا يكن دينك أيها والأيتها المسلمة، لا يكن دينك مظلومية المرأة ومحركك مظلومية المرأة، فأي واحد يضحك عليك برفع شعار مظلومية المرأة لحقت به ولو كان يريد بك وبأمتك الشر والهلاك. بل العدل والرحمة والحكمة لك وللرجل وللأبناء هي في حكم الله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.

والسلام عليكم ورحمة الله.