موقف جميل من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مساكم الله بالخير يا كرام، وبارك الله لكم في يوم الجمعة. أحببت أن أشارككم هذه الخاطرة السريعة.
الفاسدون في بلاد المسلمين ونقيضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المعروف عن الفاسدين في بلاد المسلمين أنهم ينهبون خيرات البلاد هم وذراريهم، والمسألة تتضخم، ويصير في حالة من التفقيس للفاسدين بحيث لا يدعون لعامة الشعب شيئًا في بلاد المسلمين. طيب، ماذا يفعلون مع الناس؟ يصبرون الناس بـ "قال الله وقال رسوله"، يعني يصبح يخاطب الناس بأنهم "عليكم اصبروا على الفقر ولكم الجنة، تكافلوا اجتماعيًا حتى يكفي بعضكم بعضًا حاجته". أما هم فيأخذون الأموال لأنفسهم، ويعشمون الناس بالآخرة وبالدين.
انظر على النقيض من ذلك تمامًا رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني تذكر هذه الحالة، خليها في ذهنك وتعال نرى النبي عليه الصلاة والسلام.
قصة فاطمة وعلي رضي الله عنهما
فاطمة رضي الله عنها وهي من خير نساء العالمين، وفي رواية خارج الصحيحين رواية حسنة أن عليًا رضي الله عنه أيضًا شكى ألمًا في صدره من استخراج الماء وحمله للناس. فأتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادمًا فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، حكت لعائشة رضي الله عنها ماذا تريد.
فلما جاء النبي عليه الصلاة والسلام، أخبرت أمنا عائشة رسول الله بما تريد فاطمة. قال علي راوي الحديث: "فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا"، يعني هو وفاطمة رضي الله عنهما. تخطوا بدهم من أمه، فذهبا يقومان إلى رسول الله، فقال: "مكانكما"، يعني لا تغلبوا حالكم وخليكم محلكم ما تقوموش عشاني.
قال علي: "فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري"، يعني جلس حنون عائلي. النبي عليه الصلاة والسلام اقترب منهما حتى مس بقدميه الشريفتين صدر علي رضي الله عنه. جلسة قريب ودي.
فقال: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم".
سئل علي رضي الله عنه، قالوا له: "رضي الله عنه"، يعني علي نفسه قال: "فما تركتها بعدما علمنا إياها رسول الله". قيل له: "ولا يوم صفين؟" اللي يعني أنت كنت فيه مشغول جدًا، قال: "ولا يوم صفين".
العبرة من الموقف
محل الشاهد إخواننا، لاحظوا أن النبي عليه الصلاة والسلام لا يعطي ابنته وهي من أحب الناس إليه. ترى الواحد ممكن مرات يعني يضن على نفسه، يتقشف، يزهد في الدنيا لنفسه، لكن لما تيجي عند الأولاد، الأبناء مجبنة مبخلة محزنة، بتلاقي ممكن حتى يعمل حرام لبعض من الناس علشان أولاده، وممكن هو يقص على حاله لكن ما بيقص على أولاده.
في المقابل حبيبنا وقدوتنا رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول لابنته الحبيبة ولابن عمه الحبيب زوج ابنته: "تعالوا أعلمكم ما هو خير لكما من خادم". وللمؤلفة قلوبهم أحيانًا من كانوا قد حاربوه من قبل يعطيهم المال حتى يتألفهم ويدخل الجنة معه عليه الصلاة والسلام.
انظر إلى الفرق الكبير بين رسول الله وبين قيادات العالم.
مدح النبي صلى الله عليه وسلم
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا منها وما يتعشق الكبراء زانتك في الخلق العظيم شمائل يغرى بهن ويولع الكرماء فإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الأنواء وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء وإذا غضبت فإنما هي غضبة في الحق لا ضغن ولا بغضاء وإذا خطبت فللمنابر هزة تعرو الندي وللقلوب بكاء وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء فضلاً عليك لذي الجلال ومنة والله يعطي من يرى ويشاء
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمعنا في الجنة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من غير حساب ولا عذاب. وبارك الله فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله.